اتفق ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" المصريان على عدم جدية واشنطن في اهتمامها بالملف الحقوقي للقاهرة، واعتبرا أن حجب مساعدات عسكرية من المعونة الأميركية لا يشكل ضغطا حقيقيا على النظام المصري، فيما رفض سيناتور أميركي سابق ذلك، مؤكدا أن ذلك يقدم رسالة جادة وحازمة للنظام المصري.

وفي حديثه لـ"ما وراء الخبر" لفت محمد المنشاوي الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الأميركي إلى أن القدر الذي تم التهديد بحجبه لا يمثل إلا نحو 10 أو 15% من المعونة الأميركية لمصر، وهو أمر دأبت الإدارات الأميركية المتتابعة على القيام به منذ سنوات.

جاء ذلك خلال حلقة البرنامج بتاريخ (2023/10/1) التي تناولت تلويح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بن كاردن بتجميد المساعدات العسكرية لمصر حتى تتخذ خطوات لتحسين وضع حقوق الإنسان، مضيفا أنه يتعين على القاهرة تسريع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإفساح المجال أمام المدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء المجتمع المدني، والمعارضة السياسية، والإعلام المستقل.

وتساءلت الحلقة عن حيثيات وأسباب حجب جزء من المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، والرسائل المرادة من واشنطن ومغزى توقيتها، ومدى جدية واشنطن في اهتمامها بالملف الحقوقي المصري، وكيف استقبلت القاهرة هذا التوجه، وانعكاسات ذلك على مسار العلاقات بين البلدين.

مبلغ زهيد

وبحسب ما أوضح المنشاوي، فإن المبلغ الذي يتم الحديث عن حجبه لا يتجاوز 100 مليون دولار، وهو -في تقديره- مبلغ زهيد لا يؤثر على مجمل المعونة الأميركية ولا على العلاقات بين البلدين.

وفي هذا السياق، أشار المنشاوي إلى أن التضارب الحاصل بين اعتبارات الأمن القومي لواشنطن، والتي تحكم علاقاتها بالدول غير الديمقراطية كمصر في ظل النظام الحالي، واللوبي الداعم لحقوق الإنسان هو ما يوصل إلى هذه النتيجة، والتي تعكس غلبة رؤية إدارة الأمن القومي للولايات المتحدة.

وأكد أن الخبرة التاريخية تظهر بشكل واضح عدم اكتراث واشنطن بحقوق الإنسان في تلك البلاد طالما هناك مصالح يقررها الأمن القومي، ويدلل على ذلك بعدم وجود خطوات فعلية ومؤثرة لدعم أجندة حقوقية واضحة في الضغط على النظام المصري أو غيره من الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.

لكن المنشاوي ومع تأكيده أن استدعاء ملف حقوق الإنسان في هذا السياق ليس جديدا اعتبر أن الاتهامات التي طالت السيناتور بوب مينينديز بتلقي رشى لدعم القاهرة في وجه الاتهامات لها بانتهاكات لحقوق الإنسان هي ما يمكن أن تؤثر على علاقات البلدين في حال إثباتها.

غير مكترث

بدوره، أشار الكاتب الصحفي هشام يونس إلى أن موقف النظام المصري من هذه التهديدات يظهر على لسان مقربين منه بإظهار عدم الاكتراث بالأمر وأن المعونة الأميركية كاملة لا تمثل أكثر من 2% من الدخل القومي، ومن ثم فلا تأثير لحجب جزء بسيط منها على الأوضاع بمصر.

واعتبر يونس في حديثه لما وراء الخبر أن هذا التلويح بحجب المساعدات العسكرية لا يعد تهديدا حقيقيا، وأنه أمر متكرر منذ عام 2014، ويتم التراجع عنه بشكل غير مباشر عبر عقد صفقات لاحقة بأضعاف ما يتم التصريح بحجبه، وهو بذلك يعد تأخيرا لهذه المساعدات وليس حجبا لها.

ولفت إلى أن النظام المصري يتلقى دائما أي حديث عن ملف حقوق الإنسان في مصر بحساسية شديدة، ورغم ما يمكن لمسه من تحسن محدود في تعاملها مع الملف الحقوقي فإنها تحرص على عدم الاستجابة الفورية بشأن أي مطالب واضحة كالإفراج عن معتقلين بعينهم.

واشنطن جادة

في المقابل، يؤكد عضو الكونغرس الأميركي السابق عن الحزب الديمقراطي جيم موران على أن واشنطن جادة في الاهتمام بملف حقوق الإنسان في مصر، لأنها ترى أن الأمر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للولايات المتحدة.

ورفض موران في حديثه لما وراء الخبر اعتبار الحديث عن ربط المساعدات العسكرية بتحسين الوضع الحقوقي في مصر مجرد أمر رمزي، مشددا على أن ذلك يقدم رسالة واضحة للنظام المصري بأن الولايات المتحدة جادة في مطالبتها إياه باحترام القيم العالمية والأميركية في التعامل مع الملف الحقوقي.

وقال إن حقوق الإنسان في مصر تدهورت بشكل واضح خلال هذه المرحلة، حيث اعتقل الجنرال عبد الفتاح السيسي أكثر من 65 ألف شخص لأسباب سياسية، وهو ما لا يتوافق مع ما تراه واشنطن، ولأجله يعمل الكونغرس على حجب جانب من مساعداته العسكرية للقاهرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المساعدات العسکریة حقوق الإنسان فی النظام المصری ما وراء الخبر الأمن القومی جادة فی إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب

 

نظام بدائي ومعقد في آن للاتصالات، كان بمثابة طوق النجاة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، في ظل محاولات إسرائيل الوصول إليه دون جدوى.

ذلك النظام الذي يعتمد على رسائل مكتوبة ورسل، مكن السنوار من مواجهة أخطر ملاحقة استخباراتية، مما ساعده في البقاء على قيد الحياة، طيلة الفترة الماضية.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن وسطاء عرب شاركوا في محادثات وقف إطلاق النار، قولهم إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يستخدم نظاما بدائيا للرسائل المشفرة،

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه «لولا نظام الاتصالات منخفض القدرات التقنية الذي يحميه من تعقب الاستخبارات الإسرائيلية، لكان السنوار في عداد الموتى اليوم»، مشيرة إلى أنه يتحاشى إجراء المكالمات الهاتفية واستخدام الرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها، والتي أدت إلى مقتل نشطاء آخرين.

وبدلا من ذلك، «يستخدم نظاما معقدا من الرسل والرموز والملاحظات المكتوبة بخط اليد التي تسمح له بتوجيه عمليات حماس، حتى أثناء الاختباء في الأنفاق»، تضيف الصحيفة الأمريكية.

 

ووفقا للتقرير، فإن السنوار يكتب الملاحظات بخط اليد ثم يتم تمريرها أولا إلى عنصر موثوق به في الحركة، لتتنقل الرسائل التي غالبا ما تكون مشفرة، بين «سلسلة من الرسل»، وهم عبارة عن أشخاص مختلفين في ظروف وأوقات مختلفة.

وقال الوسطاء إن الملاحظات قد تصل بعد ذلك إلى وسيط عربي دخل غزة أو عنصر آخر لحماس يستخدم هاتفا، أو طريقة أخرى لإرسالها إلى أعضاء الجماعة في الخارج.

 

ومع تمكن إسرائيل من قتل قياديين آخرين، باتت وسائل الاتصال التي يستخدمها السنوار «أكثر حذرا وتعقيدا»، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه بعد مقتل القيادي البارز في حركة حماس، صالح العاروري، تحول السنوار بالكامل تقريبا إلى الملاحظات المكتوبة بخط اليد والاتصالات الشفوية، وفي بعض الأحيان كان ينقل التسجيلات الصوتية عبر دائرة صغيرة من المساعدين، وفقا للوسطاء العرب.

هل انعكست تلك الطريقة سلبا على المفاوضات؟

نهج السنوار الحذر أدى في بعض الأحيان إلى إبطاء المفاوضات لإنهاء الحرب، تقول وول ستريت جورنال.

 

وابتكر السنوار هذا النظام عام 1988، أثناء اعتقاله في السجون الإسرائيلية، ويقوم على نقل الرسائل عبر سلسلة من الرسل، بعضهم مدنيون، ويتم تشفير الرسائل برموز مختلفة.

هذه الطريقة الفعالة جعلت من الصعب على إسرائيل تحديد موقعه، رغم أنها تمتلك واحدة من أكثر شبكات الاستخبارات تطوراً في العالم.

 

وفي نظام الاتصال البدائي الذي اعتمده السنوار داخل السجون الإسرائيلية، كانت الرسائل تُخفى بطريقة ذكية ومبتكرة، فكان أعضاء حماس يصنعون كرات صغيرة من الخبز الأبيض، ويضعون بداخلها الرسائل المكتوبة بخط اليد، بعد ذلك تُجفف هذه الكرات لتصبح صلبة بما يكفي ليتم رميها عبر أقسام السجن

 

مقالات مشابهة

  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • عن عودة الهدوء إلى شمال إسرائيل.. هذا ما أعلنته الخارجية الأميركية
  • أحزاب سياسية: استبدال الحبس بالعمل خطوة جادة نحو تحقيق العدالة وتعزيز حقوق الإنسان
  • تركيا ترسل سفينة مساعدات جديدة إلى السودان في أقل من شهرين
  • قرقاش: الإمارات أكبر مانح مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة
  • قرقاش: الإمارات أكبر مانح مساعدات إنسانية للفلسطينين في غزة
  • صورة- وصول سفينة مصرية تحمل مساعدات إغاثية إلى دولة السودان
  • مجلة منبر الدفاع الإفريقي: قرابة مليار دولار مساعدات أميركية إلى ليبيا
  • تحمل 200 طن.. مصر تساند الشعب السوداني بأضخم سفينة مساعدات
  • حزب مصر أكتوبر: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد نقلة نوعية في النظام القانوني