حجب مساعدات عسكرية.. هل واشنطن جادة في انتقاد ملف القاهرة الحقوقي؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
اتفق ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" المصريان على عدم جدية واشنطن في اهتمامها بالملف الحقوقي للقاهرة، واعتبرا أن حجب مساعدات عسكرية من المعونة الأميركية لا يشكل ضغطا حقيقيا على النظام المصري، فيما رفض سيناتور أميركي سابق ذلك، مؤكدا أن ذلك يقدم رسالة جادة وحازمة للنظام المصري.
وفي حديثه لـ"ما وراء الخبر" لفت محمد المنشاوي الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الأميركي إلى أن القدر الذي تم التهديد بحجبه لا يمثل إلا نحو 10 أو 15% من المعونة الأميركية لمصر، وهو أمر دأبت الإدارات الأميركية المتتابعة على القيام به منذ سنوات.
جاء ذلك خلال حلقة البرنامج بتاريخ (2023/10/1) التي تناولت تلويح رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بن كاردن بتجميد المساعدات العسكرية لمصر حتى تتخذ خطوات لتحسين وضع حقوق الإنسان، مضيفا أنه يتعين على القاهرة تسريع إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإفساح المجال أمام المدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء المجتمع المدني، والمعارضة السياسية، والإعلام المستقل.
وتساءلت الحلقة عن حيثيات وأسباب حجب جزء من المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، والرسائل المرادة من واشنطن ومغزى توقيتها، ومدى جدية واشنطن في اهتمامها بالملف الحقوقي المصري، وكيف استقبلت القاهرة هذا التوجه، وانعكاسات ذلك على مسار العلاقات بين البلدين.
مبلغ زهيدوبحسب ما أوضح المنشاوي، فإن المبلغ الذي يتم الحديث عن حجبه لا يتجاوز 100 مليون دولار، وهو -في تقديره- مبلغ زهيد لا يؤثر على مجمل المعونة الأميركية ولا على العلاقات بين البلدين.
وفي هذا السياق، أشار المنشاوي إلى أن التضارب الحاصل بين اعتبارات الأمن القومي لواشنطن، والتي تحكم علاقاتها بالدول غير الديمقراطية كمصر في ظل النظام الحالي، واللوبي الداعم لحقوق الإنسان هو ما يوصل إلى هذه النتيجة، والتي تعكس غلبة رؤية إدارة الأمن القومي للولايات المتحدة.
وأكد أن الخبرة التاريخية تظهر بشكل واضح عدم اكتراث واشنطن بحقوق الإنسان في تلك البلاد طالما هناك مصالح يقررها الأمن القومي، ويدلل على ذلك بعدم وجود خطوات فعلية ومؤثرة لدعم أجندة حقوقية واضحة في الضغط على النظام المصري أو غيره من الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.
لكن المنشاوي ومع تأكيده أن استدعاء ملف حقوق الإنسان في هذا السياق ليس جديدا اعتبر أن الاتهامات التي طالت السيناتور بوب مينينديز بتلقي رشى لدعم القاهرة في وجه الاتهامات لها بانتهاكات لحقوق الإنسان هي ما يمكن أن تؤثر على علاقات البلدين في حال إثباتها.
غير مكترثبدوره، أشار الكاتب الصحفي هشام يونس إلى أن موقف النظام المصري من هذه التهديدات يظهر على لسان مقربين منه بإظهار عدم الاكتراث بالأمر وأن المعونة الأميركية كاملة لا تمثل أكثر من 2% من الدخل القومي، ومن ثم فلا تأثير لحجب جزء بسيط منها على الأوضاع بمصر.
واعتبر يونس في حديثه لما وراء الخبر أن هذا التلويح بحجب المساعدات العسكرية لا يعد تهديدا حقيقيا، وأنه أمر متكرر منذ عام 2014، ويتم التراجع عنه بشكل غير مباشر عبر عقد صفقات لاحقة بأضعاف ما يتم التصريح بحجبه، وهو بذلك يعد تأخيرا لهذه المساعدات وليس حجبا لها.
ولفت إلى أن النظام المصري يتلقى دائما أي حديث عن ملف حقوق الإنسان في مصر بحساسية شديدة، ورغم ما يمكن لمسه من تحسن محدود في تعاملها مع الملف الحقوقي فإنها تحرص على عدم الاستجابة الفورية بشأن أي مطالب واضحة كالإفراج عن معتقلين بعينهم.
واشنطن جادةفي المقابل، يؤكد عضو الكونغرس الأميركي السابق عن الحزب الديمقراطي جيم موران على أن واشنطن جادة في الاهتمام بملف حقوق الإنسان في مصر، لأنها ترى أن الأمر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي للولايات المتحدة.
ورفض موران في حديثه لما وراء الخبر اعتبار الحديث عن ربط المساعدات العسكرية بتحسين الوضع الحقوقي في مصر مجرد أمر رمزي، مشددا على أن ذلك يقدم رسالة واضحة للنظام المصري بأن الولايات المتحدة جادة في مطالبتها إياه باحترام القيم العالمية والأميركية في التعامل مع الملف الحقوقي.
وقال إن حقوق الإنسان في مصر تدهورت بشكل واضح خلال هذه المرحلة، حيث اعتقل الجنرال عبد الفتاح السيسي أكثر من 65 ألف شخص لأسباب سياسية، وهو ما لا يتوافق مع ما تراه واشنطن، ولأجله يعمل الكونغرس على حجب جانب من مساعداته العسكرية للقاهرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المساعدات العسکریة حقوق الإنسان فی النظام المصری ما وراء الخبر الأمن القومی جادة فی إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
قصف إسرائيلي مكثّف في غزة.. حقوق الإنسان: جريمة إعدام عمّال الإغاثة مدبّرة
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الأحد، “بمقتل 16 شخصا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة، في حين واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف المباني السكنية بمدينة رفح جنوبي القطاع، في وقت تتوغل فيه القوات الإسرائيلية في عدة مناطق.
وأفادت وكالة “وفا” بأن “المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرقي مدينة خان يونس، أطلقت قذائفها تجاه مدينة رفح، فيما استهدفت الطائرات الحربية محيط منطقة ميراج شمال المدينة، كما شهدت المناطق الشمالية لمدينة رفح قصفا متواصلا، وأن الطيران المروحي يطلق النار بكثافة شمال شرقي رفح”.
وبحسب وكالات الانباء، “سمع دوي انفجار ضخم ناجم عن عملية نسف مبان سكنية شمال مدينة رفح، إضافة إلى عمليات النسف التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في تدمير المنازل برفح تسبب موجات انفجارية هائلة جدا ويسمع صداها في أرجاء قطاع غزة”.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر إعلامية “إن القوات الإسرائيلية تنفذ توغلات برية في عدة مناطق برفح، تشن المدفعة الإسرائيلية قصفا مكثفا يستهدف منطقة قيزان رشوان جنوب غربي خان يونس، كما كثفت أيضا الدبابات الإسرائيلية المتمركزة في محيط منطقة الحشاشين بين مدينتي خان يونس ورفح إطلاق النيران”.
في غضون ذلك، “دمر الجيش الإسرائيلي دمر عددا من المنازل القريبة من محور موراج وشرع بتجريف الأراضي الزراعية قي منطقة قيزان رشوان جنوب غربي مدينة خان يونس، إضافة إلى دمار كبير في محيط ثلاجة زغلول بين خان يونس ورفح، وتدمير جميع المنازل والمنشآت الزراعية والتجارية، أما في وسط القطاع، فقد “شهد إطلاق نار كثيف من الآليات الإسرئيلية في المناطق الشمالية لمخيم البريج”.
وفي شمال القطاع، أفادت قناة الأقصى الفضائية “بأن آليات عسكرية إسرائيلية أطلقت النار بكثافة صباح اليوم الأحد باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزة، يأتي إطلاق النار في ظل غارات متواصلة على أحياء بينها الشجاعية والتفاح شرقي المدينة”.
ضابط إسرائيلي سابق: المختطفون لن يعودوا إلا بصفقة والضغط العسكري أودى بحياة 41 منهم
شدد مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، اليوم الأحد، “بأن المحتجزين لدى حركة “حماس” الفلسطينية، لن يعودا إلا بإتمام صفقة مع الحركة”.
وقال القائد السابق للفيلق الشمالي بالجيش الإسرائيلي، نوعام تيبون: “لمدة عام ونصف العام، أخبرونا أن الضغط العسكري وحده كفيل بإعادة الأسرى، وحتى الآن، قُتل 41 محتجزا، وفي النهاية، لن يُعيدهم إلا الصفقة”.
وتابع: “أُذكّر الجميع بأن هذه الصفقة تضمنت مرحلة ثانية، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرر عدم تنفيذها”، وفقا لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
وأضاف تيبون: “أذكركم جميعا بأن هذه الصفقة كانت لها أيضا مرحلة ثانية، وقرر نتنياهو، لأسباب سياسية واعتبارات ائتلافية واعتبارات تتعلق بالميزانية، عدم تنفيذها، كما رأينا في المرحلة الأولى من الصفقة أن “حماس” أطلقت في النهاية سراح المحتجزين، إذًا كنت تريد إرجاع المحتجز، فهذا هو الطريق وهذا هو المكان الذي يجب أن تسعى إليه”.
وأردف المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق: “تصريحات نتنياهو حول الضغط العسكري، وأنه سيعيد المحتجزين، رأينا بالفعل أنها لا تجدي نفعا”.
مركز “حماية”: إعدام عمال إسعاف وإغاثة بدم بارد في رفح وإخفاء معالم الجريمة يؤكد أنها مدبرة
قال مركز “حماية” لحقوق الإنسان”، “إن إعدام الجنود الإسرائيليين لعمال إسعاف وإغاثة بدم بارد في رفح نتيجة حتمية لضعف وعدم جدية المنظومة الدولية في محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه”.
وأضاف المركز أن “الجيش الإسرائيلي يمارس خطة ممنجهة لاستهداف الطواقم الطبية والطوارئ وعمال الإغاثة ويمارس أكاذيب مضللة لتغطية جرائمه”.
وأفاد بأن “جنود الاحتلال الإسرائيلي أقدموا ضمن توجيهات منظمة بإمطار موكب مشترك للدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني بالرصاص فور ترجلهم لتنفيذ عملية إنقاذ إنسانية في 23 مارس 2025 بمدينة رفح جنوب قطاع غزة”.
وذكر أنه “عقب اختفاء مركبات الطواقم وأفرادهم الـ15 لم يفصح الجيش الإسرائيلي عن مصيرهم وبعد بدء أعمال البحث عثر عليهم في مقبرة جماعية وبعضهم مكبل الأيدي وأخفيت معالم الجريمة”.
وأشار “حماية” إلى أن “الجيش الإسرائيلي زعم لاحقا أنه أطلق النار عليهم بعد اقتراب الموكب من الجيش بدون تشغيل أضواء وشارات الطوارئ، وهذا ما دحضه فيديو صوره الضحية المسعف رفعت رضوان في هاتفه الشخصي عثر عليه مدفونا معه في المقبرة الجماعية”.
وشدد المركز على أن “استهداف الأطقم الطبية وعمال الإغاثة والطوارئ انتهاك جسيم لاتفاقيات جنيف ولقوانين الحرب ويستوجب المحاسبة”.
كما أكد أن “إخفاء معالم الجريمة يؤكد أن هذه الجريمة مدبرة وقد تمت بتعليمات من قيادة الجيش”، موضحا أن “محاولة فبركة رواية مضللة من قبل الناطق باسم الجيش يؤكد تورط قيادة الجيش في هذه الجريمة”.
وأشار إلى أن “ثبوت كذب رواية الجيش الإسرائيلي يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن كافة المعلومات نشرها وينشرها ومنها رواية حدث مشفى المعمداني ومشفى الشفاء وغيرها، موضع شك ومن الأكاذيب المضللة”.
ودعا المركز في بيانه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي “بتوفير الحماية اللازمة لفرق الطوارئ وعمال الإغاثة وتحت حماية قوات دولية لتنفيذ مهامها بأمان”.
والسبت، “تداولت وسائل إعلام ونشطاء مقطع فيديو فند رواية إسرائيل بشأن استهداف مسعفين في قطاع غزة”.
وأظهر مقطع فيديو من “هاتف محمول لواحد من 15 مسعفا فلسطينيا قتلوا على يد القوات الإسرائيلية الشهر الماضي، ما يتناقض مع الإدعاءات الإسرائيلية التي تفيد بعدم وجود إشارات طوارئ على مركبات المسعفين عندما أطلق الجنود النار عليهم في جنوب غزة”.
ويظهر شريط الفيديو “فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني وهم يقودون ببطء مع تشغيل أضواء الطوارئ على مركباتهم والشعارات واضحة، وكانوا يقتربون لمساعدة سيارة إسعاف تعرضت لإطلاق نار في وقت سابق، ولا يبدو أن الفرق تتصرف بشكل غير عادي أو بطريقة تمثل تهديدا، حيث خرج ثلاثة مسعفين من المركبات وتوجهوا نحو سيارة الإسعاف المصابة لكن سرعان ما تعرضت مركباتهم لوابل من الرصاص استمر لأكثر من خمس دقائق مع فترات توقف قصيرة”.