خبراء: الزيادة السكانية خطر يهدد إيرادات الدولة وتؤثر على الخدمات
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
شهدت الـ10 سنوات الأخيرة، زيادة سكانية بحوالي 25 مليون، على الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة في السنوات الأخيرة لإبطاء معدلات الإنجاب، مما يؤدي إلى ضغط شديد على الموارد وجهود التنمية، ومما لاشك فيه، أن الزيادة السكانية تلتهم إيرادات الدولة وثمار التنمية ومتوسطات الدخل، وهناك فجوة شديدة تتسع بين زيادة السكان والطلب على الغذاء حيث كلما زاد عدد السكان كلما زاد الطلب على الغذاء فتزيد الفجوة بين المطلوب والمعروض من الغذاء.
واتفق خبراء الاقتصاد، على أن الزيادة السكانية تمثل ضغطا كبيرا على الدولة، وتثقل الموازنة العامة، كما تثقل كاهل المواطن، وتمثل عبئًا على التنمية الاقتصادية، وذلك في ظل التعداد السكاني الذي زاد نحو 25 مليون نسمة في آخر 10 سنوات، وهذا الرقم يمثل ضغطًا شديدًا على موارد الدولة ويحد من جهودها للتنمية.
معدل الزيادة السكانية يمثل خطرًا على الدولةوقال محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن معدل الزيادة السكانية يمثل خطرًا على الدولة بعد اقترابه من نسبة 2.5%، وهذا المعدل يمثل ضعف معدل الزيادة السكانية العالمي الذي يسجل 1.2% سنويًا، و5 أضعاف معدل الزيادة السكانية في الصين، الذي يسجل سنويًا 0.5%: «مما لا شك فيه أن معدل الزيادة السكانية يلتهم إيرادات الدولة المصرية وكل ثمار التنمية».
وأضاف الخبير الاقتصادي، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه يجب إدارة مشكلة الزيادة السكانية طبقًا لاحتياجات الدولة في كل مرحلة من عمر الشعب، ومن المفترض أن يكون معدل الإنجاب داخل الأسرة الواحدة طفلين فقط بالإضافة للوالدين، الأمر الذي يحد من الزيادة السكانية، فضلا عن ضرورة العمل على تثبيت معدل المواليد مثل دول أخرى بينها ألمانيا التي ثبتت المعدل قبل 30 عاما، ما يساعد على تحقيق معدلات مرتفعة من النمو وتحقيق التنمية المطلوبة، لافتًا إلى أنّ التحكم في معدلات الزيادة السكانية، سيشعر المواطن بعمليات التنمية بعد تحسن مستوى المعيشة.
الزيادة السكانية والخدماتوتابع، الزيادة السكانية تؤثر بشكل مباشر على نفقات الدولة في الخدمات مثل الصحة والتعليم، وتؤدي إلى انتشار ظاهرة البطالة، وعلى دخل المواطنين، فكلما زاد عدد السكان كلما قلت متوسطات الدخل، كما أنها تحد من شعور الناس بآثار التنمية الاقتصادية، وتؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات والوحدات السكنية.
وفقًا لوزارة التخطيط، بلغ إنفاق الدولة على الاستثمارات بالتعليم في آخر 10 سنوات التي شهدت ميلاد 25 مليون نسمة، 9 أضعاف ما كانت تنفقه في 2014- 2015، في صورة إنشاء فصول ومدارس جديدة، وبنية تحتية معلوماتية وتدريب وتطوير لمنظومة التعليم، ومع ذلك لم تنته مشكلة الكثافة العالية في الفصول الدراسية التي وصلت إلى 48 طفلاً في الفصل، وتم إنفاق 15 مليار جنيه للحفاظ على متوسط كثافتها عند هذا الحد، وكنما تضاعف الإنفاق على التعليم، تضاعف الإنفاق على الصحة 13 ضعفا خلال ال10 سنوات.
من جانبه، قال حسام عيد، الخبير الاقتصادي، إن الزيادة السكانية تزيد من معدلات البطالة والفقر، لاسيما وأن الدولة لا تستطيع توفير فرص العمل المطلوبة والمتزايدة سنوياّ، حيث أن سوق العمل في مصر يدخل إليه سنويا من 750 ألف إلى 800 ألف من الأيدي العاملة في سن العمل، وتوفير فرصة العمل الواحدة يحتاج لـ200 ألف جنيه، فهذا يعني أن الدولة تحتاج لاستثمارات محلية أو أجنبية تزيد عن 160 مليار جنية سنويًا، كما أن زيادة السكان تمثل وسيلة للضغط على خدمات الدولة المختلفة التعليم والصحة ووسائل المواصلات وبالتالي تظهر ظاهرة تكدس الفصول الدراسية وعدم تقديم خدمات صحية جيدة خاصة مع نقص إمكانيات الدولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الزيادة السكنية خبراء الاقتصاد الموازنة العامة التعداد السكاني موارد الدولة معدل المواليد معدل الزیادة السکانیة زیادة السکان
إقرأ أيضاً:
التخطيط: نحث البنك الدولي على تعزيز أجندة التوظيف عبر التنمية
ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي؛ كلمة محافظي مجموعة الدول الأفريقية لدى البنك، وذلك خلال اجتماع المجموعة مع أجاي بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي. جاء ذلك خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي والمنعقدة بواشنطن حتى 26 أبريل الجاري.
وفي كلمتها؛ أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أحد أكبر التحديات التي تواجه أفريقيا، وهي ضرورة ضمان وجود مسارات رئيسية لخلق فرص العمل وتجهيز القوى العاملة بالمهارات اللازمة التي تتطلبها السوق، لافتة إلى أن نحو ثلث الأفراد في سن العمل الذين لا يمتلكون وظائف يعيشون في أفريقيا.
وقالت «المشاط»، إنه بالرغم من الجهود التي تقوم بها مجموعة البنك الدولي لخلق فرص عمل، إلا أننا بحاجة لحجم أكبر من تلك الوظائف بما يتناسب مع التحديات الحالية، ولذلك، نحث مجموعة البنك الدولي على تعزيز أجندة الوظائف والتحول الاقتصادي من خلال بعض المسارات الحيوية، ومنها تمويل البنية التحتية المادية والرقمية، من خلال تقديم مجموعة البنك دعم إضافي في بناء وتجديد وتوسيع وتحديث السكك الحديدية، والطرق، والجسور، والموانئ والمطارات، وأنظمة إمداد المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وشبكات الكهرباء، أنظمة الري وغيرها من البنى التحتية في مجال التكنولوجيا الزراعية، وشبكات الاتصالات الرقمية وخدمات الإنترنت، المنصات، الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ومراكز الابتكار التي ستفتح الفرص في قطاعات التكنولوجيا والخدمات.
كما أشارت "المشاط" إلى أهمية تمويل التصنيع المحلي، مطالبة كذلك بدعم مجموعة البنك الدولي لتطوير مناطق اقتصادية وتجارية وصناعية، وتعزيز الصناعات المحلية مثل المنسوجات، والإلكترونيات، والكيماويات، وكذلك المصانع الخاصة بمكونات الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية، والتوربينات الهوائية والمائية، وأنظمة القياس.
وأكدت أن تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة تمثل كذلك فرصة رئيسية، فمن الممكن أن يقوم البنك أيضًا بدعم تلك الأنشطة، خاصة في القطاعات الاستخراجية، الزراعية، والطاقة لمعالجة المواد الخام محلياً للحفاظ على القيمة المحلية؛ وكذلك في مجالات السياحة البيئية وإدارة النفايات لتوليد فرص العمل مع الحفاظ على الأهداف البيئية، هذا فضلًا عن أهمية تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومبادرات ريادة الأعمال في أفريقيا، والتي يمكن دعمها من خلال الدعم المالي، والائتمان الميسر، والمصادر التمويلية البديلة (مثل رأس المال الاستثماري) التي يمكن أن تساعد الشركات على توسيع فرص العمل، وتمكين رواد الأعمال الأفارقة الشباب من الحصول على الأدوات اللازمة لبدء وتطوير أعمالهم الخاصة.
وحول تقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي يسلط الضوء على التركيز المشترك على المهارات المعتمدة على التكنولوجيا والقدرات البشرية؛ قالت "المشاط" إنه من المهم أن تكون تدخلات مجموعة البنك الدولي في مجال رأس المال البشري متعددة القطاعات وفعالة في الاستفادة من نهج التعاون المتكامل داخل مجموعة البنك الدولي، من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، موضحةً أنه بالنظر إلى أن خلق فرص العمل يتطلب قوة عاملة ماهرة، لذا من الضروري أن تقوم مجموعة البنك بتمويل برامج التدريب المهني والإرشاد لتمكين الأفراد والمجتمعات من تلبية احتياجات الصناعة، مما سيحول الوظائف غير الرسمية إلى رسمية، ويعزز الديناميكية الاقتصادية.
وأوضحت "المشاط"، أنه من الضروري معالجة الحاجة إلى جمع وتحليل بيانات دقيقة وقوية لدعم اتخاذ القرارات السياسية والتنموية، مطالبة مجموعة البنك الدولي بتسريع تنفيذ وتقديم البيانات والتحليلات الجديدة ضمن "جدول أعمال المعرفة" لمواكبة التطورات الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية. ولفتت إلى أنه استنادًا إلى تحليل مجموعة البنك الدولي نفسه، يجب أن نأخذ في الاعتبار نتائج تقرير التنمية العالمية لعام 2023 حول "المهاجرين، واللاجئين، والمجتمعات" للتأكيد على الحاجة إلى إدارة فعالة للهجرة الاقتصادية للمساعدة في موازنة التباينات السكانية وضمان التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمتها؛ أكدت "المشاط"، أن نجاح هذه المسارات يتطلب التعاون القوي، معربة عن تأييد مجموعة محافظي الدول الأفريقية استمرار تعاون مجموعة البنك الدولي مع "مختبر استثمارات القطاع الخاص" و"المجلس الاستشاري رفيع المستوى المعني بالوظائف" لتطوير وتنفيذ الأدوات المبتكرة وأدوات تقليل المخاطر، مع ضمان تحديثات منتظمة وتواصل شفاف، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات والفرص للتعاون والتكامل من خلال منصات التمويل المشتركة الحالية والجديدة.