في ذكرى المولد .. “مبادرات متعددة” جسّدت التكافل بين أبناء المجتمع وخفّفت من معاناة الفقراء والمحتاجين
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
تعتبر مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها أفضلُ الصلاة والتسليم- من أعظم المناسبات الدينية التي يحتفي بها اليمنيون منذ سنوات عديدة.
وخلال هذه المناسبة يتم تنظيم الفعاليات وتقام الندوات والأمسيات وغيرها من الأنشطة الاحتفالية التي تجسد فرحة اليمنيين بذكرى ميلاد الرسول الأكرم محمد -صلوت الله عليه وعلى آله-، كما تقام المبادرات الخيرية لصالح الفقراء والمساكين، وكذا ذوي الاحتياجات الخَاصَّة.
وَتُوزَّع المساعدات الغذائية والنقدية، وكذا تنفذ المخيمات الطبية والقوافل الغذائية في العزل والمديريات والمحافظات منذ الأيّام الأولى لحلول الربيع المحمدي، وُصُـولاً إلى نهاية أَيَّـام الربيع المباركة، حَيثُ يأتي كُـلّ ذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- الذي يشدّد في أكثر من خطاب على أهميّة إحيَـاء روح التعاون والإحسان والإخاء بين أبناء الشعب اليمني، حتى لا تقتصر هذه المناسبة على الاحتشاد فحسب، بل يجب أن تكون لها أكثر من مدلول ومعنى وفائدة، تعود بالنفع على المجتمع ككل.
وفي مناسبة هذا العام نفذت العشرات من المبادرات الخيرية، ففي مجال الإغاثة بلغ عدد المستفيدين من مشروع السلال الإغاثية (7333) أسرة من الفقراء والمساكين وذوي الجرحى والشهداء، ففي أمانة العاصمة دشّـن المجلس المحلي بمديرية السبعين بمشاركة مجتمعية، المرحلة الرابعة من حملة “رحماء بينهم” وفيها تم توزيع خمسة آلاف سلة غذائية على الأسر الفقيرة والمحتاجة.
وخلال التدشين أكّـد أمين العاصمة، حمود عباد، أهميّة هذه المبادرة التي تعزز قيم البذل والعطاء والتراحم والتآخي والتكافل الاجتماعي، وتجسد الارتباط والاقتدَاء بالرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، داعياً جميع المديريات للاقتدَاء بهذه المبادرة، والعمل على خدمة المجتمع، مؤكّـداً استمرار تنفيذ حملات البر والإحسان لمساعدة الفقراء والمحتاجين وتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة جراء العدوان والحصار.
من جهته أشاد وكيل أول الأمانة خالد المداني، بالقائمين على المبادرة في السلطة المحلية بمديرية السبعين وكلّ من ساهم في تنفيذ الحملة الخيرية للعام الرابع، بما يعزز التعاون والتكافل والاقتدَاء بنهج الرسول الكريم.
وحث كافة مديريات الأمانة على تفعيل مبادرات الإحسان والتكافل الاجتماعي ومضاعفة الجهود في الجانب المحلي والشعبي؛ مِن أجل تجسيد قيم الخير والبذل والعطاء بين أبناء المجتمع، كما حث المواطنين على تفقد أحوال بعضهم البعض كُـلّ في منطقته عملاً وامتثالاً لتوجيهات الله ورسوله الكريم.
توزيعُ أكثر من ألف كيس قمح بالجوف:
وفي سياق تنفيذ المبادرات الخيرية، مضت المؤسّسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب على المسار ذاته، ووزعت هدايا عينية بإجمالي 1100 كيس قمح، لمؤسّسة الجرحى والهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء وجمعية مستقبل اليمن لرعاية وتأهيل المعاقين والمرابطين في جبهة الجوف وللفقراء في بني الحارث بأمانة العاصمة.
وخلال التدشين أوضح نائب المدير التنفيذي للمؤسّسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب المهندس صلاح المشرقي، أن توزيع هذه الهدايا العينية يأتي في إطار ترجمة توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بالاهتمام بأسر الشهداء والجرحى وتزامناً مع ذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
وأشَارَ إلى أن هذه الكمية خصصت لدعم مؤسّسة الشهداء والهيئة العامة للجرحى والمرابطين في جبهة الجوف والفقراء في مديرية بني الحارث؛ تقديراً للجهود التي بذلوها في مواجهة العدوان والتصدي له، وإيمانًا من المؤسّسة بعظمة ما قدموه وجميع زملائهم في مختلف الجبهات بصمودهم ومواجهتهم للعدوان على مدى تسعة أعوام.
ولفت المشرقي إلى أن هذه الكمية تم تسليمها عبر الجهات الرسمية بحضور كافة وسائل الإعلام، إلى المؤسّسات والجهات المعنية بأسر الشهداء والجرحى، لضمان وصولها إلى مستحقيها والإسهام في التخفيف من معاناة تلك الأسر نتيجة استمرار العدوان والحصار.
من جانبه أشاد ممثل جمعية مستقبل اليمن رعاية وتأهيل المعاقين علي محمد المتوكل، بدور المؤسّسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب على هذه المبادرة التي جاءت بتوجيهات قائد الثورة احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، منوِّهًا بأهميّة مثل هذه المساعدات في تخفيف معاناة أسر الشهداء والجرحى.
وانضمت إذاعة الجوف المحلية إلى قافلة العطاء والخير بالشراكة مع فاعلي الخير، ودشّـنت برنامج “إحسان” وذلك على مرحلتين الأولى والثانية، وَتضمن توزيع سلال غذائية لعدد 400 أسرة.
وَأكّـد عضو مجلس النواب أحمد القرشي، أن هذه المبادرات تجسد التكافل بين أبناء المجتمع لتخفيف معاناة الفقراء خُصُوصاً في ظل استمرار العدوان، مشيداً بدور إذاعة الجوف في هذا الجانب.
من جانبه أشار مدير أمن الجوف محسن الشريف، والناشط الثقافي فؤاد العزي، إلى أهميّة هذه المبادرة التي تتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف بما يحمله من أهداف سامية من ضمنها تعزيز قيم التكافل والتراحم، حاثين الجميع على مساندة ودعم مثل هذه المبادرات والمشاركة في حملات الإحسان.
سِلالٌ غذائية للأسر الفقيرة في أمانة العاصمة وحجّـة وتعز:
وتواصلاً لحملة العطاء والإحسان بالتوازي مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وزعت مؤسّسة دلائل الخير للتنمية الإنسانية بالتنسيق مع فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية بأمانة العاصمة، سلات غذائية لعدد من الأسر الفقيرة بمديرية شعوب، بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
وخلال التوزيع أشاد رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي الأمانة حمود النقيب، بمبادرة المؤسّسة في مساعدة الفقراء والإحسان إليهم، خَاصَّة في ذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
وأكّـد أهميّة تفعيل جوانب الإحسان والتكافل وتلمس احتياجات الفقراء والمحتاجين، تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة وتجسيد الاحتفال بهذه المناسبة بتلمس احتياجات الأسر الفقيرة وتخفيف معاناتها، اقتدَاءً بسيرة نبي الرحمة والإنسانية صلوات الله عليه وآله وسلم.
وفي محافظة حجّـة نظم مكتب الهيئة العامة للزكاة بمديرية عبس، توزيع ألف وَ833 قدحاً من الحبوب على الفقراء احتفاءً بالمولد النبوي الشريف.
وفي التدشين ثمن وكيل وزارة الإدارة المحلية المساعد أحمد الشوتري، جهود الهيئة العامة للزكاة ومكتبها في المحافظة في تبني المشاريع التي تخفف من معاناة الفقراء في المديرية.
فيما أشار مدير مكتب هيئة الزكاة بالمحافظة فايد الملاهي، إلى أن التوزيع جاء ضمن خطط المكتب وفرع عبس للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام.
وأشاد بدور فرع عبس في الاهتمام بهذه المشاريع وحصر الأسر الفقيرة التي تستحق الدعم، موضحًا أن التوزيع يستهدف ألفاً و833 أسرة.
أما في محافظة تعز فتم توزيع السلال الغذائية على الفقراء والمساكين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف للعام ١٤٤٥ه.
وأوضح رئيس لجنة الإحسان بالمحافظة عبد الوسع الشمسي، أن هذه المساعدات تترجم توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، للاهتمام بالفقراء والمحتاجين وتعزيز قيم التكافل والتراحم في المجتمع، مُشيراً إلى أن هذه السلال الغذائية تأتي في إطار إحيَـاء المعاني النبيلة لذكرى مولد رسول الله محمد -صلوات الله عليه وآله وسلم-.
ونوّه أن تدشين هذا المشروع الإحساني مقدَّمٌ من مساهمات مجتمعية من محافظة تعز؛ دعماً للفقراء والمساكين.
خدمات صحية مجانية للفقراء والمساكين:
ولم تتوقف الأعمال الخيرية على جانب معين، بل شملت عدداً من القطاعات والأنشطة، ففي المجال الصحي نفذت العديد من المخيمات الطبية المجانية في أمانة العاصمة وعدداً من المحافظات.
ودشّـن محافظ صعدة محمد جابر عوض، مخيماً طبياً مجانياً بإصلاحية قحزة المركزية، بتنفيذ هيئة المستشفى الجمهوري بالمحافظة على مدى يومين في تخصصات الباطنية والحالات النفسية والعصبية وعيادات الجلد والجراحة العامة.
واعتبر المحافظ عوض أن المخيم الطبي المجاني، فرصة للاستفادة من تخصصاته الطبية المختلفة، داعياً الجهات ذات العلاقة إلى دعم احتياجات الإصلاحية في الجوانب الطبية والتعليمية والتأهيلية والإيوائية.
من جهته أوضح رئيس هيئة المستشفى الجمهوري العام الدكتور إسماعيل الورفي، أن المخيم يشمل تخصصات الباطنية والجراحة العامة والأمراض النفسية والجلدية والأطفال وغيرها من التخصصات الطبية.
كما دشّـن محافظ صعدة محمد عوض، مخيماً طبياً ميدانيًّا مجانياً، وذلك بتنظيم المستشفى العسكري العام بالشراكة مع شركة سبأفون في صعدة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1445هـ.
وتضمن المخيم الطبي المجاني الذي استمر إلى 12 ربيع أول، إجراء المعاينة في العيادات لكافة التخصصات الطبية، والجراحية والباطنية، والفحوصات الطبية بمختلف أنواعها مجاناً، بالإضافة إلى إجراء العمليات الجراحية الكبرى والصغرى.
وأشاد المحافظ عوض بجهود المستشفى العسكري العام بإقامة المخيم الطبي المجاني بالمحافظة، تزامناً مع ذكرى المولد النبوي الشريف، مثمِّناً جهودَ كُـلّ من ساهم وأعد وأعانَ في إنجاح مثل هذه المخيمات الطبية.
قوافل الرسول الأكرم:
وفي جانبٍ آخر كان لافتاً قوافل العطاء والمدد المقدمة للمرابطين في جبهات القتال احتفاء بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حَيثُ قدمت الهيئةُ النسائية الثقافية بمديريتَي المحابشة والشاهل بمحافظة حجّـة قافلتين للمرابطين في ميادين الصمود.
وأكّـدت منسقات الهيئة أن القافلتين أقل ما يمكن تقديمه لرجال الرجال وأن القافلتين لن تكونا الأخيرتين، بل سيتبعهما عدة قوافل حتى طرد الغزاة والمحتلّين من أرض اليمن وتحقيق النصر المؤزر.
ودعت إلى رفد الجبهات بقوافل العطاء وتعزيز التوعية بمخطّطات العدوان وأطماعه والتعريف بالسيرة النبوية الصحيحة وتصحيح المعلومات والثقافات الباطلة التي استهدفت المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وأكّـدن على ضرورة تفعيل برامج البر والإحسان والتراحم والتكافل والاهتمام بأبناء وأسر الشهداء والفقراء.
وسيّرت محافظة حجّـة كذلك قافلة عينية ونقدية للمرابطين في جبهات العزة والكرامة والشرف احتفاءً بهذه المناسبة، حَيثُ تكونت القافلة بأكثر من 40 مليون ريال، من مواد غذائية ومواشٍ وعسل ومبالغ مالية.
وأثناء تسيير القافلة من مديرية عبس، أشاد عضو اللجنة الرئاسية للتحضير والإعداد والاحتفال بالمولد النبوي أمين سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري، إلى مواقف أبناء المحافظة في رفد الجبهات بقوافل الرجال والعطاء.
واعتبر المحافظ هلال الصوفي، القافلة الرمزية أقل ما يمكن تقديمه لأبطال الجيش في ميادين الصمود والثبات احتفاءً بالمناسبة الدينية الجليلة والعظيمة على قلوب اليمنيين، مؤكّـداً ضرورة الاحتفاء اللائق والمشرف بذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم- بصورة تجسد العلاقة المتأصلة بين أحفاد الأنصار والرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وعلى الصعيد ذاته سير أبناء مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء، قافلة كبيرة للمرابطين في جبهة الجوف باسم “قافلة الرسول الأعظم”، حَيثُ احتوت على مواد غذائية وسلال من فاكهة العنب.
وتأتي هذه القافلة في إطار أنشطة فعاليات ذكرى المولد النبوي، وتجديدًا للموقف المبدئي والفطري في مساندة المرابطين في الجبهات.
وعبَّر المرابطون في الجبهات الشرقية لمحافظة الجوف عن ارتياحهم الكبير بهذه الزيارة المشرفة للقبائل الوفية والصادقة من قبائل بني حشيش ونهم، الذين وقفوا بكل صدق ووفاء طيلة تسع سنوات من العدوان الأمريكي -السعوديّ، وهم يجودون بأغلى الرجال في رفد الجبهات، وكذلك تقديم القوافل المتنوعة.
المسيرة/ محمد حتروش
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بذکرى المولد النبوی الشریف ذکرى المولد النبوی الشریف الفقراء والمحتاجین الله علیه وآله وسلم وآله أفضل الصلاة الأسر الفقیرة الهیئة العامة هذه المناسبة للمرابطین فی هذه المبادرة قائد الثورة على صاحبها بین أبناء أن هذه أهمی ة إلى أن
إقرأ أيضاً:
“لقاء الأربعاء”
كان سماحة الشهيد القائد- سلام الله ورضوانه عليه – واضحًا، وصادقًا منذ البدء، فقد كان يعرف ماهيّة عدوّه بالضبط، ولا يخاتل بهذا الشأن قيد أنملة.
ولأنه كان واضحًا، ولا يملك ما يخفيه، فقد وجّه أصحابه منذ البدء بتفريغ محاضراته إلى أوراقٍ مكتوبة، عُرفت بـ “الملازم”، وأن تكتب على وجهٍ واحد من الورقة، ليكتب كلّ مختلفٍ اعتراضاته، وفي مكانها بالضبط!
ولأنه قام بتحديد أعدائه في شعارٍ جامع، فلم يكن من حيث الأصل يعادي من أبناء الأمة أحداً، بقدر ما كان يناصحهم، ويشفق عليهم، ويعتبر من يعادون المشروع من أبنائها محض أدواتٍ لدى العدو الحقيقي، عن خوفٍ أو عن مصلحة، أو حتى عن جهلٍ وانخداع، وضحايا للحرب الناعمة والاستهداف الثقافي الممنهج.
ومنذ البدء فقد كان أعداؤه الحقيقيون يعرفونه، ويستشعرون في شعاره كلّ الخطر، ومذ كان تلامذته يعدّون بالأصابع، فقد كانت أمريكا تحشد عليه كلّ الدولة، بكل طغيانها وجلاوزتها ودعاياتها المكذوبة السوداء، وبكل جيشها في خاتمة المطاف.
وتستغرب الآن بالفعل، كما كان يستغرب في حينه كل الناس: ما الذي أزعج السلطة في شعارٍ يتفق معه كافة اليمنيين، ويعبر بالفعل- وبالضبط- عن دينهم وأخلاقهم وقوميتهم وإرثهم الثقافيّ المتجذر؟!
على أن سماحة الشهيد القائد كان، منذ البدء أيضًا، يعلم بالتحديد ماهيّة المنزعج، وأن السلطة محض أداةٍ وجلّادٍ مأمور!
لهذا فقد وجه أصحابه المعتقلين بالانقسام إلى فريقين، فريقٌ يسأل: من قام باعتقالكم؟ وفريقٌ يجيب: أمريكا!
من قام بتعذيبكم؟ فيما تبقى الإجابة ذاتها!
..
منذ البدء كان جامع صنعاء الكبير يعجّ بأهل الإيمان، ويعجّ أيضًا إلى جوارهم بالمُخبرين! وتذهب إلى غياهب السجن، تذهب وذنبك الوحيد “تكبيرة”! أحيانًا لأنّ “التهمة” ثبتت! وأحيانًا كانوا يلتقطونك لمجرد الاشتباه، لأنك “أوشكت” فيما يبدو! أو لأن مظهرك يوحي- بالفعل- أنك قد قلتها في سِرّك!
لقد كان ذنب “المكبرين” أنهم قالوا: ربنا الله! فيما كان حكامنا يعبدون السفير الأمريكي، إلى حدٍّ يوشك معه المجاز أن يصبح حقيقة!
..
ومنذ أول لحظة، كان الشعار يستفزّ السفير الأمريكي، وعلى نحوٍ مباشر، وكان الصراع منذ البدء بين مشروعين متنافرين، لا يلتقيان.
وفي رسالةٍ إلى سماحة الشهيد القائد، من والده، – سلام الله عليهما – قال سماحة السيد بدر الدين الحوثي لابنه أن يأخذ حذره، لأنه لا يوجد في عصره من يفهم العدو أكثر منه.
وفيما يبدو، فقد كان العدو- أيضًا- يعرف عن سماحة الشهيد القائد، وعن مشروعه، ما يكفي لأن يتحشد بكله عليه! ويفهم تمامًا أن في مشروعه كل الخطر، وأنّ الصراع بين المشروعين محتّم؛ حتمية الصراع بين ذرية آدم وأتباع الشيطان.
لهذا فقد أشرفت أمريكا على كل الحروب ضد المسيرة، وضد أهلها، هو ضد الشهيد القائد، وضد مشروعه؛ من الأولى وحتى الحرب السادسة، ومنها حتى ثورة ٢١ سبتمبر، ومنها إلى العدوان علينا، إلى أيام الطوفان، إلى الآن وإلى ما شاء الله!
لقد كان عدو المسيرة معروفًا منذ البدء، بلا مخاتلة، وكان عدوها على طول الخط، فيما تغلغل في القلوب شعارها، وعلى نحوٍ مدهشٍ فقد انقشعت كل الدعايات الكاذبة المضادة، وانتصر الشعار.
وانتصرت بحجتها ملازمه! وكلّ ما في الأمر أن سماحة الشهيد القائد لم يقرأ الدنيا بعينٍ واحدة؛ لقد فهمها، ومنذ البدء، أن الأمر يحتاج لعينين لكي تقرأ: “عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث!”، وعن الفرق بين المشروعين فإن مشروع الدجال أعور، فيما خاب من أغمض عن حقائقها إحدى عينيه!
ومنذ الحرب الأولى ذهب أجنادٌ كثيرون لقتال المسيرة، بعضهم عن عقيدة، ليصبحوا فيما بعد من أخلص مخلصيها، وأعزّ شهدائها فينا، وأقربهم فينا إلى القلوب!
وفي الحرب الثانية يتواجه بطلان، على طرفي النقيض، مع المسيرة أحمد العزي، وضدّها حسن الملصي!
كلٌّ فيهما يهمّ بقتل صاحبه، كلٌّ في مترسٍ مختلف! ويشاء الله أن تمرّ اللحظة عليهما بسلام، ويجمعهما فيما بعد مترسٌ واحد؛ ويذهبا إلى الله رفيقين من رفاق الخلود! لا كأعداءٍ وإنّما كأخوين، كلٌّ تجمعه إلى جوار أخيه كتفٌ وبندقيةٌ؛ مسيرةٌ واحدةٌ وشعار!
..
ومنذ البدء، وفي كل الحروب ضد المسيرة القرآنية، فقد كان السؤال الأكثر حضورًا في أذهان الناس هو: بأيّ ذنبٍ حوربوا؟!
فيما كان الآخر يفتقر إلى الحجة، ولهذا فقد كان يحتاج دائمًا لحشو الإعلام بالأكاذيب، ولأن حبالها “قصيرةٌ” فإنها دائمًا لا تلبث أن تتهتك!
وأمّا عن الصرخة فقد وصلت إلى كلّ قلب، وارتجّ بها من ساحاتنا كلّ ميدان!
والصرخة التي كان محظورًا عليك إطلاقها في باحات الجامع الكبير،قبل عقدين! سمعناها بعد عقدين من قلب غزة، في يومٍ مشهود، وفي ذروة نصر الإسلام على يهود! “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله. يبقى لنا حديث.