“ميتا” ترغب في توسيع القاعدة الجماهيرية لبرامج الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أكّد مدير التكنولوجيا في شركة “ميتا”، التي أظهرت تأخراً عن شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى في سيليكون فالي بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، أندرو بوسورث، أن “غالبية سكان العالم سيختبرون أولى تجاربهم بهذا المجال في منصاتنا”.
وكانت “ميتا” كشفت النقاب الأربعاء، عن روبوتات للدردشة تضم أدوات يمكنها إنشاء صور ونصوص، والتفاعل مع المستخدم بلغة شائعة.
وتأتي هذه الإصدارات بعد أشهر تخللها سباق محموم بين الشركات لتطوير أحدث جيل من الذكاء الاصطناعي.
ومن أبرز هذه الشركات “أوبن إيه آي” مُبتكرة “تشات جي بي تي” ومجموعتا “غوغل” و”مايكروسوفت” اللتان تتنافسان مع برامج مصممة لمساعدة البشر في إجراء أبحاث عبر الإنترنت، أو ليكونوا أكثر إنتاجية في تعليم أبنائهم.
وأكد أندرو بوسورث، في مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال المؤتمر السنوي للمطورين الذي تتولى “ميتا” تنظيمه، أن شركة التكنولوجيا الكبرى ليست متأخرة عن غيرها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقال: “ثمة أدوات مفيدة كثيرة بينها ستايبل ديفيوجن الذي يبتكر صوراً. لكنّ هذه البرامج تتطلب خبرة واسعة ويستغرق استخدامها وقتاً طويلاً”.
وتابع “أردنا أن تكون النتائج مذهلة وسريعة حتى على الهواتف الذكية” عندما ينشئ المستخدمون صوراً رمزية مباشرة في الرسائل، إذ يمكن أن يطلبوا من البرنامج ابتكار صورة لقنفذ على دراجة أو أخرى تتمنى عيداً ميلاداً سعيداً لعدّاء في الماراثون”.
من “غالاكتيكا” إلى “لاما”
في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أي قبل أسبوعين من إطلاق “تشات جي بي تي”، طرحت “ميتا” روبوتاً للدردشة خاصاً بها ومتخصصاً في البحث العلمي.
ويمكن لهذا البرنامج المُسمى “غالاكتيكا” أن “يكتب مقالات” أو “يحلّ مسائل رياضية”، أو يخترع إجابات.
إلا أنّ “ميتا” سحبته سريعاً من التداول.
وقال بوسورث: “لو كان القرار لي لما كنت سحبته”، مضيفاً “لقد قلنا إن روبوت الدردشة الذي ابتكرناه قادر على قول أي شيء، وكانت الفكرة تتمثل تحديداً في مساعدة الباحثين لفهم هذه التكنولوجيا بشكل أفضل”.
لكن بعد سنوات من الجدل في شأن الإشراف على المحتوى في منصاتها، بات لدى الشركة الأم لفيسبوك مساحة أقل للخطأ من منافسيها “تشات جي بي تي” و”بينغ” (من مايكروسوفت) و”بارد” (من غوغل).
وساعدت الدروس المستقاة من “غالاكتيكا” شركة “ميتا” على تحسين “لاما 2” (Llama 2)، الإصدار الثاني من برنامجها لابتكار النصوص.
وعلى الشركات وضع حدود تحريرية للتطبيقات، إذ في حال أعطتها الحرية التامة في ابتكار النصوص فمن المحتمل أن تنشئ جملاً تنطوي على خطورة. أما إذا جرى تقييدها بشكل كبير، فستصبح مملة.
بالنسبة إلى شخصياتها الافتراضية (مثل “بيكا”، وهي أم تهتم بصغيرها و”ماكس” الطاهي المساعد ذي الخبرة)، فيُرجح أن تبدي “ميتا” حذراً تجاهها في البداية، قبل أن “تعطيها حريتها مع الوقت”، على قول بوسورث.
أقدام وعيون
وتوظّف بوسورث في فيسبوك عام 2006، ثم أنشأ سنة 2017 القسم الذي استحال “رياليتي لابز” المخصص للواقعين الافتراضي والمعزز والذي اشتهر في نهاية عام 2021 عندما بدّلت الشركة اسمها إلى “ميتا”، رغبةً منها في التميّز في عالم “ميتافيرس”.
وقد أثارت هذه الاستراتيجية سخرية وتعليقات محللين ومراقبين كثر، لأن التقدم لم يكن بالسرعة المتوقعة.
وقال بوسورث مازحاً في شأن الصور الرمزية لمستخدمي “هوريزون وورلدز”: “كان ينبغي أن يكون لدينا أرجل بصورة أسرع”.
وأقرّ بأن اعتماد هذه الشبكة الاجتماعية الافتراضية كان بطيئاً نوعاً ما، مضيفاً “لكن معظم الوقت الذي يقضيه المستخدم في الواقع الافتراضي بات للتواصل الاجتماعي”.
وركزت “ميتا” الأربعاء على الواقع “المختلط”. فنظاراتها المتصلة الجديدة تتيح للمستخدمين مثلاً أن يبثوا مباشرة ما يرونه.
أما خوذتها “كويست 3” الجديدة البالغ سعرها 500 دولار، فباتت تدير بصورة أفضل التنقل بين البيئة المادية والعالم الغامر.
ويتطلب إنشاء تفاعلات قريبة من الواقع افتراضياً أو في العالم الحقيقي، عدداً كبيراً من المفاضلات بين التكنولوجيا والتكاليف.
وطوّرت شركة “آبل” أول خوذة للواقع المختلط خاصة بها، تتمثل بجهاز فائق التطور سيُباع لقاء 3500 دولار في أوائل عام 2024.
وقال بوسورث باسماً: “أستطيع تصنيع خوذة مماثلة. لكننا لا نعتقد أنها ستتيح لمطورينا الوصول إلى عدد كافٍ من المستخدمين يخوّلها أن تكون ذات جدوى”.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة ستستولي على جرينلاند “بطريقة أو بأخرى”
مارس 5, 2025آخر تحديث: مارس 5, 2025
المستقلة/- قال الرئيس دونالد ترامب في خطاب ألقاه في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستستحوذ على جرينلاند “بطريقة أو بأخرى”، بعد التأكيد على حق الجزيرة في تقرير المصير.
تمثل التعليقات، التي أدلى بها خلال خطاب مطول أمام الكونجرس الأمريكي حول أهداف سياسته، أحدث تهديد من جانب ترامب بالاستحواذ على الأراضي الدنماركية التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي قال منذ فترة طويلة إنها حيوية للمصالح الأمريكية.
وفي حديثه إلى شعب جرينلاند، قال ترامب: “نحن ندعم بقوة حقكم في تحديد مستقبلكم. وإذا اخترتم ذلك، فنحن نرحب بكم في الولايات المتحدة الأمريكية”.
لكنه أضاف: “نحن بحاجة إلى جرينلاند للأمن القومي وحتى الأمن الدولي. ونحن نعمل مع كل المعنيين لمحاولة الحصول عليها … وأعتقد أننا سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى. سنحصل عليها”.
وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكي راسموسن إن الجزء الأكثر أهمية في خطاب ترامب هو حقيقة أنه يدعم حق جرينلاند في تقرير مستقبلها.
وقال راسموسن في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء “قال ترامب إنهم يحترمون حق تقرير المصير في جرينلاند، وأعتقد أن هذا كان الجزء الأكثر أهمية في ذلك الخطاب”، مضيفًا أنه “متفائل” بشأن قرار سكان جرينلاند.
وقال “إنهم يريدون تخفيف علاقاتهم مع الدنمارك، ونحن نعمل على ذلك … لكن ليس لدي انطباع بأنهم يريدون القيام بذلك من أجل أن يصبحوا جزءًا متكاملًا من أمريكا”.
وفقًا لاستطلاع رأي أجري في يناير، تعارض أغلبية ساحقة من سكان جرينلاند – حوالي 85 في المائة – فكرة أن يصبحوا جزءًا من الولايات المتحدة.
وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن دعوة ترامب للولايات المتحدة لشراء المنطقة بأنها “سخيفة”، بينما قال رئيس وزراء جرينلاند المؤيد للاستقلال موتي إيجيدي إن شعبه “لا يريد أن يكون أمريكيًا”.
وقد أثارت تصريحات ترامب هجوم من عضو البرلمان الأوروبي الدنماركي أندرس فيستيسن من حزب الشعب الدنماركي القومي اليميني.
وقال فيستيسن لصحيفة بوليتيكو: “إن كلمات ترامب توضح أن الولايات المتحدة تنظر إلى جرينلاند باعتبارها أصلًا استراتيجيًا، وليس كشعب له الحق في تقرير المصير الحقيقي”.
وأضاف: “إذا كان ترامب يريد حقًا علاقة جيدة مع جرينلاند، فعليه أن يبدأ باحترام سيادتها وسيادة الدنمارك بدلاً من محاولة شق طريقه للتأثير”.
رفض ترامب سابقًا استبعاد استخدام الإكراه الاقتصادي أو القوة العسكرية للاستيلاء على جرينلاند، مما أثار قلق كوبنهاجن ونوك.
لم يكرر ترامب هذه التهديدات يوم الثلاثاء، لكنه قال إن الجزيرة الغنية بالمعادن “عدد سكانها صغير جدًا، لكنها قطعة أرض كبيرة جدًا ومهمة جدًا للأمن العسكري”.
تعد جرينلاند أكبر جزيرة في العالم ويبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة، وتستضيف قاعدة جوية أمريكية وقوات في أقصى شمالها المتجمد.
قال ترامب مخاطبًا سكان جرينلاند: “سنحافظ على سلامتكم. سنجعلكم أغنياء. وسنعمل معًا على رفع جرينلاند إلى آفاق لم تتخيلوا أبدًا أنها ممكنة من قبل.”