هل يجوز أداء العمرة مرتين في السفر الواحد ؟ .. الإفتاء توضح خلاف العلماء
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إنه يجوز للإنسان تكرار العمرة في السفر الواحد، مؤكدا أنه يجوز تكرار العمرة في اليوم الواحد.
وأوضح «ممدوح» عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردا على سؤال: هل يجوز تكرار العمرة في سفر واحد؟ أنه يجوز كذلك عمل أكثر من عمرة في موسم الحج إذا كان الحاج متمتعا.
هل يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد ؟
من جانبه أوضح الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدار الفروع الفقهية بدار الإفتاء المصرية، أنه يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد أو الزيارة الواحدة للمملكة العربية السعودية.
هل يجوز تكرار العمرة في السفر الواحد
اختلف العلماء في حكم تكرار العمرة في السفر الواحد خلال أيام، على قولين:-
سبب الخلاف: اختلاف الفهم في حديث عائشة رضي الله عنها الصحيح أنها، قالت:" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع نوافي هلال ذي الحجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أراد منكم، أن يهل بعمرة، فليهلل، فلولا أني أهديت، لأهللت بعمرة» قالت: فكان من القوم من أهل بعمرة، ومنهم من أهل بحج، فكنت أنا ممن أهل بعمرة، قالت: فخرجنا حتى قدمنا مكة، فأدركني يوم عرفة، وأنا حائض، لم أحل من عمرتي، فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «دعي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي، وأهلي بالحج» قالت: ففعلت، فلما كانت ليلة الحصبة، وقد قضى الله حجنا، أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأردفني وخرج إلى التنعيم، فأحللت بعمرة، فقضى الله حجنا وعمرتنا، ولم يكن في ذلك هدي، ولا صدقة، ولا صوم".
القول الأول: ذهب فريق من العلماء إلى أن تكرار العمرة في حديث عائشة – رضي الله عنها- خاص بها فقط، فإن النبي صلي الله عليه وسلم أو أي أحد ممن حج معه لم يأتوا بهذه العمرة، قالوا: وإنما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لها تطييبا لقلبها.
أما القول الثاني: رأوا أن حديث عائشة – رضي الله عنها- هذا عام في حق كل أحد، فيجوز لأي أحد أن يكرر العمرة خلال سفرة واحدة،لافتا الى أن العمرة فعل خير، وقد وردت الأحاديث الكثيرة بالترغيب فيها والحث عليها.
دعوى الفريق الأول من أن ذلك خاص بعائشة بأن الخصائص لا تثبت إلا بالدليل، ولو كان ذلك يختص بها لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد كان أمر عائشة كله خير وبركة للأمة، ولا يبعد أن يكون هذا من بركاتها.
ويرجح اختيار القول الثاني القائل بجواز تكرار العمرة في سفر واحد، مع اعتبار أن الأولى أن ينشئ لكل عمرة سفرا؛ لفعله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه اعتمر أربع عمر كل عمرة في سفرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم العمرة صلى الله علیه وسلم هل یجوز
إقرأ أيضاً:
كبار العلماء: لا يجوز الحج دون أخذ تصريح وأن من حج دون تصريح فهو آثم
الرياض
جدّدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار العلماء ببيانها المؤرخ في 12 شوال 1445هـ، بخصوص وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.
وقال معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: “إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة.
وهو كذلك -أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم، كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وأضاف معاليه: “إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.
وأوصت هيئة كبار العلماء بالالتزام باستخراج التصريح؛ ذلك أن الالتزام بذلك يدفع -بحول الله- أضرارًا كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراج هذا التصريح، منها التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر.
وأوضحت الهيئة أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتِّب عليه على الحاج نفسه، وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرَّر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وفي الحديث المتفق عليه عنه صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وعنه صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.
وختمت بيانها بأن الالتزام باستخراج التصريح هو من تقوى الله تعالى؛ فإن هذه الأنظمة والتعليمات ما قُرِّرت إلا لمصلحة الحجاج، يقول الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).