طلبها للزواج فرفضت طاردها وهددها وأحرق سيارتها، فلم تفلح تلك الحيل في تراجعها عن موقفها الرافض له، فكان الرد بأربع طلقات نارية باغتها بها من سلاحه وهى في مقر عملها داخل الحرم الجامعي.
هذه حكاية موظفة كلية الآثار بجامعة القاهرة التى فجعت قلب أسرتها وزملائها وهزت مشاعر المصريين جميعا، هول المفاجأة مازال يسيطر على كل من حضر الواقعة التى لم تستغرق دقائق معدودة يلوذ بعدها القاتل بالفرار، قبل أن يحاصره كمين أمني فيقرر التخلص من حياته ويطلق النيران على نفسه ليسقط قتيلا فى الحال.
على مدى الاسبوع الماضي تكررت الحادثة على نفس الخلفية حيث لقيت فتاة مصرعها على يد خطيبها السابق بعيار نارى استقر في صدرها، أثناء خروجها من عملها بمنطقة عمارات العبور، ولقيت مطلقة مصرعها ايضا على يد طليقها بعد أن انفصلت عنه منذ عام عقب علمه بخطبتها لرجل آخر، فانتظرها أمام المصنع الذى تعمل به وسدد لها طعنة نافذة فى الرقبة لتلقى مصرعها أمام المارة فى الطريق العام.
القتل على خلفية العلاقات العاطفية أصبح فى نظر البعض هو الحل السريع للرد على حالة الرفض التى تواجهه بها مَن تمنى أن تكون شريكة حياته، وهى حالة تحتاج إلى دراسات فى علم النفس حول هذه الحالات التى تثير اندهاش وصدمة الجميع، وما حادث الطالبة نيرة أشرف ببعيد عن الأذهان، تلك الفتاة التى تربص لها زميلها فى الجامعة، الذي رفضت الارتباط به، عند أسوار الحرم الجامعى وذبحها بسكين فسقطت صريعة فى الحال وسط ذهول زميلاتها وكل من تواجد فى موقع الحادث.
هل لم يرتدع الشباب من تلك الحادثة وما تسببت فيه من فزع للرأى العام ومصير الشاب الذى حكم عليه بالإعدام؟ بالطبع القضية تحتاج إلى علماء النفس والاجتماع لتفسيرها، ففى الماضي كان الشاب يعتز بذاته فإذا وجد مجرد الاشارة بالرفض من الفتاة التى ينوي خطبتها انسحب على الفور، حتى لو كان يكن لها مشاعر وعاطفة جياشة، هذا هو الأمر الطبيعى فى الارتباط واختيار شريك الحياة، وبالتالي لا أفهم دوافع هؤلاء الشباب فى الإقدام على جرائم القتل بعد رفضهم من الفتيات، فهل يتصورون أن ذلك يشفي غليلهم؟ وما الذى دفعهم أصلا لهذه المشاعر المضطربة وغير السوية؟
حوادث القتل التى وقعت بين الأزواج، لأنهم لا يملكون الجرأة للأقدام على الطلاق كحل لمشكلاتهم التى تتراكم معها مشاعر الكراهية وتقع الفأس فى الرأس فى ثوان معدودة، تضاف أيضا لسجل الجرائم التى تتطلب حملة توعية كبيرة بين المقبلين على الزواج للتأكيد على أن الطلاق هو المخرج الطبيعي لإنهاء العلاقة الزوجية وليس القتل، وأن "الحب" لا يجب أبدا أن يقترن بالانتقام حتى وإن وجد صدًا من الجانب الآخر.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
أفريقيا لا تحتاج إلى الديمقراطية في الوقت الراهن
أفريقيا لا تحتاج إلى الديمقراطية في الوقت الراهن بقدر حاجتها إلى العدالة الاجتماعية و التعليم و التنمية …
الجملة قالها لي شاب اوغندي في مقتبل العمر التقيته مصادفة في فندق صغير في منطقة كوبكو المحاددة للكنغوا .
التقيته بالصدفة في بهو الفندق في شهر فبراير ٢٠٢٣ ، قبل الحرب بشهرين، كنت اتكلم مع أحدهم في السودان عبر الهاتف .
عند إنهاء المكالمة قال لي السلام عليكم ، رددت عليه . و عندما رأى الدهشة في وجهي قال لي : هل انت سوداني ؟ ، رددت عليه بالايجاب .
قال لي عرفتك من اللهجة التي تتحدث بها و بعض الكلمات التي تفوهت بها . انا التقيت بعدد من الشباب السودانيين في قطر و سنغافورة ، التقيتهم في دورات تدريبية ، كنت مبعوثا من المخابرات العامة التي اعمل فيها و كذلك الشباب السودانيين …
معرفته بالشباب السودانيين جعلنا نجلس في طاولة واحدة و نتناول الإفطار سويا …
عندما اخبرته بانني عملت و عشت في منطقته امبرارا لمدة تجاوزت العشرة سنوات ارتاح جدا للحديث معي ..
حدثني عن التطور و التنمية في اوغندا ، و مشكلة انتشار الأمية وسط السكان و عمل الحكومة جاهدة على نشر التعليم .
و عندما جاء دور الحديث عن السودان ، أبدى قلقه على إسقاط البشير بدون خطة واضحة للانتقال إلى ما يرجوه المواطن ، قال لي بالحرف : ان بلادكم ستندلع فيها حرب تحرق البلاد و تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية …
الشاب ينتمي إلى اثنية النيانكولي التي ينتمي إليها الرئيس موسفيني و يعيش افرادها في غربي البلاد جهة امبرارا ، وابدى لي عدم ثقتهم في الموغندا ، اهل كمبالا و ينتمي إليهم الملك كباكا . لذا يجهزون الان الضابط العظيم ابن الرئيس موسفيني لخلافته لمواصلة ما بدأه والده من تنمية و تطوير للبلاد …
قال ان بلاده لا تحتاج إلى الديمقراطية في الوقت الراهن ، حاجاتها فقط إلى العدالة الاجتماعية و هذا ما نعمل جاهدين على بسطه في البلاد. نحن في بلد اميتها تتجاوز ال٥٠% فكيف نقول لهم نريد أن نجلب لهم الديمقراطية ، أيهما اهم بالنسبة لهم تعليم ابناءهم و مد الطرق إلى قراهم و توفير المياه و الكهرباء ام من يحكم في القصر الرئاسي في كمبالا ؟! .
عندما حاججته كثيرا عن أهمية تحديد طرق انتقال السلطة من شخص إلى آخر، قال لي بالحرف : عندما تنجح الديمقراطية في بلادكم سنحتذي بكم ، اما الان ما يهمنا هو تطوير بلادنا بالتعليم و مد الطرق و الكهرباء و مياه الشرب النظيفة …
حديثه معي جعلني أتساءل فعلا عن أولوية المواطنين في أفريقيا، هل هي كيفية انتقال السلطة ام التنمية التي تخلقها السلطة ؟ .
هل السلطة العسكرية و الديكتاتورية تخلق تنمية في اي بلد ؟ ، نعم مصر كمثال محكومة بالعسكر منذ استقلالها و حصلت فيها تنمية و بنية تحتية لم تتوافر للكثير من دول أفريقيا …
كيف يحدث انتقال ديمقراطي مستقر في بلدان معظم سكانها اميين و كذلك معظم ساستها ؟ …
Salim Alamin