الأسبوع:
2024-12-23@14:45:29 GMT

في الذكرى الـ(٥٠)

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

في الذكرى الـ(٥٠)

من رحم الانكسار يولد الانتصار، كلمات تعودنا أن نتداولها كثيرًا عبر تاريخنا حتى صارت جزءًا من الموروث الفكرى المكنون فى وجدان هذا الشعب نتذكرها، ونحن نستعد لاستقبال ذكرى عزيزة على قلوب أبناء شعبنا الطيب، ونحتفل بمرور ٥٠ عامًا على انتصار السادس من أكتوبر المجيد، ونُبحر فى أجواء المجتمع المصرى فى الفترة التى سبقت انتصار أكتوبر العظيم لنقارنها بما نعيشه اليوم لعلنا نجد تشابهًا في ظروف المجتمع، ومبررًا قويًّا للمطالبة باستدعاء الأمل، وتلك الروح من عبق صفحات التاريخ، والاعتقاد الذى قد يصل لدرجة اليقين بأن ما حدث قديمًا يمكن أن يحدث مجددًا الآن.

. !!

لم يكن انتصار أكتوبر عسكريًّا فقط، ولم يكن الجيش المصرى بعد نكسة يونيو قادرًا على تحقيق الانتصار دون تواجد المعجزة البشرية التى تعاملت بأقل الإمكانيات، لتصنع مجدًا ونصرًا يتغنى به العالم طوال عقود، لم نكن في أعلى درجات الاصطفاف والتركيز والازدهار السياسى والاقتصادى وقتها، بل كانت هذه الفترة من أضعف الفترات فى تاريخ مصر السياسي والاقتصادي، حيث غابت التعددية السياسية، وانحسر أى دور على الأرض للشباب، أو منظمات المجتمع المدنى حتى كانت نكسة 67 ليشعر المصريون وقتها بالخوف على مصيرهم، ومستقبل أبنائهم، فيأتى التحول المفاجئ، والذى قد يوصف بأنه أعظم تحول سيكولوجى ومجتمعي يحدث فى دولة ما خلال فترة قصيرة جدًّا من الزمن.

اليوم، ومع انصراف كثير من الشباب عن المشهد الداخلى والاستغراق فى التفاهات كالأفلام ومتابعة نجوم الفن، ولاعبى كرة القدم، هل نشهد صحوة جديدة ويكرر هذا الجيل من الشباب ما حدث مرارًا من قبل، ويذهلون العالم باصطفافهم خلف الوطن ونصرته؟

ربما لا نكون الآن فى حالة حرب كما حدث فى أكتوبر وشبابها، ولكننا الآن أحوج ما نكون إلى هذه الروح التى تبنى وتعلم وتطور وتصنع لهذا الوطن الغالى نوعًا من التواجد الدولى القائم على العلم والابتكار، وتحويل الدولة المصرية الشابة بطبعها إلى مركز للإشعاع ينطلق منه شباب مصر لغزو العالم بذكائهم، ونبوغهم الفطرى فى كل مجالات العلم والبحث.

هل نشهد هذه العودة سريعًا؟ أم أن شبابنا ما زالوا غير مدركين لقدراتهم المكنونة وطاقاتهم الخفية التى صنعت المستحيل منذ عقود، والتى ما زالت قادرة دائمًا على تغيير وجه الحياة، وكتابة تاريخ جديد لهذا الجيل المميز الذى يمتلك ما لم تتحصل عليه الأجيال السابقة من الإطلاع على العالم الخارجى والتعامل بكل سهولة ويسر مع التكنولوجيا الحديثة التى حرم منها آباؤهم وأبناء الأجيال السابقة؟

فى النهاية نُذكر أنفسنا، ونُذكر شبابنا بأننا لم نكن فى أعظم حالاتنا حين انتصرنا، ولم نكن فى قمة التقدم حين عبرنا، ولكنهم كانوا رجالاً أدركوا اللحظات الفارقة فى تاريخ أمتهم فتخلصوا من أى عوار قد اعتراهم، وارتدوا ثوب الإبداع، والإجادة، ليحققوا ما لم يتوقعه أحد.

حفظ الله شباب مصر، وأرشدهم إلى عبور جديد لهم، ولوطنهم كل يوم.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يهنئ الشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ 73 لاستقلال ليبيا

الوطن| رصد

قدم مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، للشعب الليبي والعاملين بقطاع النفط كافة، تهنئة بمناسبة عيد الاستقلال الثالث والسبعين.

ويذكر أنه سيكون يوم غدٍ الثلاثاء عطلة بمناسبة عيد الاستقلال، على أن يستثنى من ذلك من تتطلب طبيعة أعمالهم التواجد في مكان العمل وسيتم تعويضهم وفق اللوائح والقوانين المعمول بها.

الوسوماستقلال ليبيا الشعب الليبي المؤسسة الوطنية للنفط ليبيا

مقالات مشابهة

  • الذكرى الـ 68 لعيد النصر.. ملحمة مصرية في مواجهة العدوان الثلاثي
  • مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يهنئ الشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ 73 لاستقلال ليبيا
  • المطران تابت ترأس قداسًا في الذكرى العاشرة لتأسيس رعية مار يوحنا الرسول في كندا
  • في الذكرى 73 للاستقلال.. ارفع العلم
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية.. فيديو
  • الصحة بغزة: هجوم صهيوني غير مسبوق على مستشفى كمال عدوان
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • مقالات فى الذكرى الثالثة للخيبة
  • ثالث أكثر المدن تلوثًا في العالم: سراييفو تغرق في الضباب السام