لا شك أن النظافة أمر حيوي لأجل حياة صحية وسليمة على كل من المستوى الشخصي والمجتمعي، ولكن هل تتساوى شعوب ودول العالم في مستوى النظافة الشخصية للأفراد أو النظافة العامة للدول والمدن؟ وهل هناك مقاييس عالمية للنظافة؟ وهل هناك علاقه بين مستوى النظافة ونسبة التلوث ومعدل انتشار الأمراض والمستوى الصحي؟ وهل يُعتبر مؤشر النظافة العامة مؤشرًا آخر لجودة الحياة بالمجتمع؟.
. ومن أجل الإجابة على بعض تلك التساؤلات قام بعض الجهات الدولية والمراكز البحثية بتدشين مشروعات بحثية في محاولة لتصنيف الدول والمدن والشعوب عالميًّا من حيث النظافة، سواء نظافة الأفراد كسلوك وثقافة أو نظافة المدينة والدولة عمومًا. ومن بين تلك المؤشرات التي حاولت ترتيب دول العالم حسب الأكثر نظافة كان مؤشر الأداء البيئي EPI الذي عكف على تطويره باحثون من جامعة ييل وجامعة كولومبيا بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي تم تطبيقه على 180 دولة حول العالم لقياس النظافة عمومًا استنادًا إلى 32 معيارًا تمثل 11 فئة تشمل محاور مثل: نقاء الهواء والمياه، نظام الصرف، التخلص من النفايات، وغيرها. وتم تصنيف الدول وفق مجموع درجات تراكمية من 0 إلى 100. ووفقًا لنتائج هذا المؤشر لعام 2022 جاءت أعلى 10 دول نظافة عالميًّا جميعها من قارة أوروبا، وهى على الترتيب دول: الدنمارك، لوكسمبرج، سويسرا، المملكة المتحدة، فرنسا، النمسا، فنلندا، السويد، النرويج، ألمانيا. بينما تذيلتِ القائمة دول مثل: الهند، ميانمار، فيتنام، بنجلاديش، غينيا، ليبيريا، هاييتي، ساحل العاج. بينما كان ترتيب الدول العربية وفق هذا المؤشر هو: الإمارات، الكويت، الأردن، البحرين، تونس، لبنان، الجزائر، السعودية، مصر، المغرب. أما على صعيد محاولات تصنيف النظافة الشخصية للشعوب عالميًّا فكانت عن طريق الدراسة التي قامت بها الرابطة الدولية «وين» في عام 2015، والتي ركزت على معيار النظافة من حيث الحرص على غسل الأيدي بعد استخدام المرحاض بالتطبيق على شعوب عدد 63 دولة حول العالم، جاءتِ المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى عالميًّا من حيث الحرص على غسل الأيدي بعد الخروج من الحمام بنسبة 97%، ثم البوسنة بنسبة 96%، ثم الجزائر ولبنان ثم غينيا ثم تركيا. وعلى العكس حصلت دول على نسب ضئيلة أقل من 50% في الحرص على غسل الأيدي بعد استخدام المرحاض خاصة دول آسيا مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية. ومن الدول الأوربية الأقل حرصًا على غسل الأيدي بعد استخدام المرحاض كانت دول إيطاليا ثم إسبانيا ثم فرنسا. ومع استعراض بعض المعلومات السابقة حول هذا الموضوع وأهميته، ربما يستدعي الأمر التفكير في إطلاق مبادرة قومية لرفع تصنيف مصر بمؤشر النظافة العامة العالمي EPI، حيث احتلتِ المرتبة الـ94 عالميًّا بقيمة 43/100. وربما مؤشر النظافة العامة ونسبة التلوث هو أحد معايير تفضيل السائحين لوجهة سياحية دون غيرها، أو المعايير التي على أساسها يتم إسناد تنظيم الفعاليات الدولية الهامة مثل تنظيم كأس العالم. أما على صعيد التوعية بالنظافة الشخصية للمواطنين عمومًا فهو مطلب هام، وخاصة بالنسبة للعاملين بالمنشآت الخدمية والتجارية من مطاعم وكافيهات ومخابز وغيرها، ومن الضروري تفعيل مختلف وسائل التوعية والرقابة من أجل حياة صحية وآمنة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
النظافة العامة
مؤشر ا
إقرأ أيضاً:
صيدم: ما ظهر من فيديوهات لمُسلحين لم يجلب للشعوب سوى الدمار
أكد نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، على التاريخ النضالي لمدينة جنين ومخيمها.
وشدد على أن المؤسسة الأمنية لا تستهدف أبناء شعبنا بل تعمل على إنفاذ القانون، قائلاً: "إن الوقت حان ليكون هناك تدخل من أسر وعائلات المدينة والمخيم ليقفوا صفاً واحداً أمام كل هذه الظواهر التي لا تخدم ولا تمثل شعبنا".
وتابع صيدم في حديث لإذاعة صوت فلسطين، أن ظهور فيديوهات لمسلحين يرتدون ملابس "داعشية" في أزقة مخيم جنين بأنها مظاهر مؤلمة، ولا تمثل العقلية الفلسطينية، بل إنها تجارب لم تجلب لأحد سوى الدمار والفُرقة والهلاك للشعوب.
ولفت إلى خطورة ما تقوم به بعض وسائل إعلام من تحريف وقلب للصورة في تغطيتها للأحداث في جنين ومخيمها،، مُتسائلاً: هل تقبل هذه الفضائيات على بلادها أن يتم تفخيخ مركبات أو زرع عبوات؟
وقال صيدم: إن المؤسسة الأمنية، هي جزء رئيس في صناعة مُستقبل شعبنا، وهي تريد أن تنتصر بكلمة الحق بضرورة تنفيذ القانون وتطبيقه، في هذا الوقت العصيب على شعبنا، وأن على الجميع أن يتأكد تماماً أن ما يحدث هو في بيتنا الفلسطيني الداخلي، وبالتالي فإن المسؤولية جماعية وأن على الجميع أن يستفيق.
المصدر : وكالة سوا