مجددًا يعود المشهد إلى الصدارة. ثلاثة أيام يحكى فيها الوطن حكايته، رئيس الوزراء يرصد ما تحقق على مدى عشرة أعوام، أين كنا، وأين أصبحنا، عيناه اغرورقتا بالدموع، هي دموع الفرح والألم، هي دموع الإنجاز العظيم الذي تحقق بقيادة القائد الذي انحاز لثورة الشعب، وتحدى الواقع، وحال دون حرب أهلية طاحنة، فكانت خارطة المستقبل، ومن هنا بدأت الحكاية.
عشر سنوات مضت، كأنها الولادة المتعسرة، حيث المعاناة وحيث الألم، وحيث الإصرار والتحدي. منذ البداية كان السيسي منحازًا إلى خيار الوطن، حدث ذلك خلال فترة توليه رئاسة المخابرات الحربية، تحمّل الكثير خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، حاور القوى الثورية والإسلامية، كان يتابع قرارات المجلس العسكري، ولم يتردد لحظة في كشف الحقيقة، ومحاولة الاحتواء، حدث ذلك في قضية كشف العذرية وغيرها من القضايا الشائكة التي عشناها على أحرّ من الجمر، كان يؤدي أدوارًا متعددة من خلف ستار، كان سندًا للمشير طنطاوي في تجاوز الأزمة والوصول إلى بر الأمان.
أزمات متعددة، محاولات استدراج، استطاع سريعًا احتواءها لتتحول إلى قوة داعمة، للمضيّ نحو إنهاء الفترة الانتقالية بأقل قدر من الخسائر.
نظلم السيسي عندما نبدأ من عتبة الثالث من يوليو، السيسي كان حاضرًا للمشهد فاعلًا فيه منذ البداية، وعندما تولى منصب القائد العام ووزير الدفاع في الثاني عشر من أغسطس 2012، كان همه الأساسي كيف يمكن حماية الدولة ومؤسساتها، وكيف يمكن فرملة الأخونة والحرص على أن تمضي الأمور في إطارها الوطني. وجه تحذيرًا قويًا لمحمد مرسي من خطورة إقدامه على إصدار الإعلان الدستوري الانقلابي في 22 من نوفمبر 2012، رفض مواجهة المتظاهرين السلميين حول الاتحادية في 4 من ديسمبر 2012، ودعا إلى وحدة الجميع وحماية مؤسسات الدولة في الثامن من ديسمبر 2012.
مسيرة طويلة، وقدرة فريدة على المواجهة، وثقة عارمة في الشعب ومؤسسات الدولة. لم يكن السيسي ساعيًا إلى سلطة، أو متآمرًا ضد أحد، بل كان ناصحًا أمينًا، أرهق نفسه في النداءات والاتصالات، أطلق التحذيرات، ووجه النداءات، ولكن الآذان صُمت، والعقول تحجرت.
السنوات تمضي، والسيسي يعلن التحدي، خلفه وسنده شعب لا تلين عزيمته، فوضه ودعمه، ووقف خلفه متحديًا كل قوى الشر.
تمضي السنوات، يعلن السيسي الحرب على الإرهاب منذ البداية، يطلق عملية المواجهة الحاسمة في سيناء عام 2018، صدر القرار، حشد كافة الإمكانات، تخصيص مليار جنيه شهريًا لتوفير سبل الدعم اللازمة للمواجهة.. إنها استكمال لطريق طويل هدفه إعادة الأمن والاستقرار.
كان مسار التنمية يمضي جنبًا إلى جنب، يد تبني ويد تحمل السلاح، معدل النمو من 2.2% في نهاية حكم الإخوان عام 2013 يصل إلى 5.2% في عام 2019، الاحتياطي الاستراتيجي النقدي من 17 مليار دولار إلى ما يقارب الـ 45 مليار دولار عن الفترة نفسها.
فجأة أطلت «كورونا» برأسها، عطلت سلاسل الإمداد، أُغلقت المصانع، أُوقفت حركة السياحة، تراجع معدل النمو، وبعد التعافي بقليل أُطلت علينا الحرب الروسية-الأوكرانية لتجهز على ما تبقى لدى العديد من الدول، ارتفعت الأسعار لم تكن مصر استثناء وحيدًا، لكن عيون المتآمرين لم تجد في الكرة الأرضية إلا هذا الوطن المحاصر من كل الاتجاهات، الغربي والجنوبي والشمال الشرقي، وعند مضيق باب المندب. ظنوا أن الفرصة قد جاءت، حاولوا ويحاولون استغلال مرحلة الانتخابات الرئاسية لضرب الجبهة الداخلية، بدأ دعاة إسرائيل وعملاء الغرب والممولون من الخارج يعلنون الحرب بطرق خبيثة، أسيادهم في الداخل والخارج يصدرون لهم التعليمات ويقدمون لهم الأموال الملوثة، لقد حانت الفرصة، عليكم باستغلال حالة الاحتقان التي تولدت نتيجة ارتفاع الأسعار، ابدأوا بنشر الشائعات والأكاذيب، حاولوا إحداث فتنة داخل مؤسسات الدولة، ليتكم تقتربون من الجيش، وجهوا النداءات رشحوا بعض الأسماء، انقلبوا حتى على مواقفكم السابقة، ادفعوا ببعض الوجوه المعادية، واصنعوا منها أبطالًا حتى ولو كانت من ورق، لقد أعددناهم جيدًا، ونتولى دعمهم من خلف ستار، الهدف هو الإساءة للسيسي وتعطيل الانتخابات الرئاسية، حتى نستطيع التقدم ببديل يكون مستعدًا أن يكون مجرد أداة، ويقبل المصالحة مع عملائنا من جماعة الإخوان، ويفرج عن قادتهم من السجون ويطيح بكل أحكام القضاء..
لقد أعدوا المسرح جيدًا، المخطط، المؤامرة، اختلاق القضايا، الحصار الاقتصادي، العرائس التي سيجري تحريكها، لكنهم نسوا أو تناسوا أن هناك شعبا عظيما لا يقبل الضيم، ولا الخنوع، وأن هناك جيشا موحدا قادرًا على المواجهة وحماية الدولة من كل المتربصين، وأن هناك رجال شرطة بواسل مستعدين للتضحية بكل غالٍ ونفيس، وأن هناك قائدًا قلبه لا يعرف الخوف ولا يقبل بالتبعية لأحد، ولا يبغي إلا مصلحة الشعب وإرضاء الضمير.
أيام الحسم تقترب، المرشحون المحتملون يعلنون عن أنفسهم، السيسي سيعلن خلال ساعات ثلاثة أيام من حكاية وطن، هي كشف حساب ناجح بامتياز، حققنا مشروعات كانت أقرب إلى المستحيل، نعم هناك معاناة من أثر الأزمات الاقتصادية المتتابعة، نعم هناك مشكلات بفعل التراكمات والمؤامرات، ولكن هناك بلدًا وهناك وطنا وهناك مؤسسات تم بناؤها على أفضل ما يكون البناء، تحققت طفرة في التنمية والزراعة، وغدًا سنهيل الثرى على كثير من الأزمات، ما دامت لدينا عزيمة وإصرار على مواجهة التحدي، وحماية الوطن من العملاء والخونة الذين يتخفون تحت شعارات براقة وجميلة.
أيام قليلة ويبدأ فتح باب الترشح، خيار الشعب هو الحاكم، وهذا الشعب العظيم قادر على الفرز بين كافة المرشحين، وقراره هو الحاكم، أما عن هؤلاء: أصحاب الوجوه الكالحة أذيال الخارج وحلفاء الإخوان، فهؤلاء مصيرهم إلى مزبلة التاريخ، طال الزمن أو قصر!!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الانتخابات الرئيس السيسي مصطفى بكري الانتخابات الرئاسية الرئيس عبدالفتاح السيسي انتخابات الرئاسة أن هناک
إقرأ أيضاً:
قيادي بـ«حماة الوطن»: الرئيس السيسي وضع ذوي الهمم على رأس الأولويات
أكد اللواء سامح لطفي عضو هيئة المكتب بحزب حماة الوطن، أن الرئيس السيسي يولي اهتمامًا كبيرًا بتحسين جودة حياة ذوي الهمم وتمكينهم في مختلف المجالات، من خلال إطلاق مبادرات وبرامج تهدف إلى تعزيز حقوقهم وتوفير فرص متساوية لهم في التعليم والعمل والخدمات الصحية، والاهتمام بذوي الهمم يأتي ضمن رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، في خطوة تعكس تقدير المجتمع لدورهم وقدراتهم في بناء الوطن.
تعزيز مفهوم العلوم الإنسانيةوأضاف خلال كلمته، في المؤتمر العربي الدولي للعلوم الإنسانية وبناء الإنسان، أنه يستهدف تعزيز مفهوم العلوم الإنسانية ودورها في بناء الإنسان والمجتمع، فضلا عن تأمين دعم الحكومة والمجتمع لتحقيق الأهداف المحددة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل دورهم في المجتمع، بالإضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي والهوية الوطنية واستكشاف دور المؤسسات والمجتمع في تعزيز التماسك الاجتماعي وتسليط الضوء على الموسيقي وتأثيرها على الحالة النفسية.
وشهدت الجلسة الأولى في المؤتمر تسليط الضوء على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، عن طريق عرض السياسات الحكومية الحالية لدعمهم، من جانب الدكتورة جهاد إبراهيم عضو مجلس النواب الأسبق عن ذوي الهمم، بمشاركة بسام الخوري الخبير في تطوير الوعي الذاتي.
تسليط الضوء على الموسيقي وتأثيرها على الحالة النفسيةوناقشت الجلسة الثانية بالمؤتمر موضوع بناء الهوية الوطنية، التي سلط الضوء على الفكر المتطرف وأثره على الوطن من جانب اللواء المهندس حافظ محمود حسن، كما شهدت الجلسة الثالثة تسليط الضوء على الموسيقي وتأثيرها على الحالة النفسية من جانب المايسترو إيمان جنيدي، لاسيما أن الجلسة الرابعة ناقشت دور المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في التوعية من جانب الدكتورة سميرة عبد العزيز المتخصصة في التنمية المستدامة.
وتطرقت الجلسة الخامسة لمناقشة طرق نشر الوعي في المجتمع لذوي الهمم وأليات لدعم ولي الأمر لمواجهة مشكلات الأطفال فضلا عن أهمية الحدود الاجتماعية بين ولي الأمر والطفل ودور التربية الإيجابية وأهمية التنشئة ومواجهة سلوكيات الأطفال، وتم تقديم نموذج وقصة واقعية لأحد الأبطال من ذوي الهمم من جانب محمد سيد عبد القادر المدرب والمحاضر والمتخصص في دعم ذوي القدرات الخاصة.