بيان من حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
*حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة.*
*The New Sudanese and Equality Movement*
www.newjem.com
info@newjem.com
بيان حول زيارة رئيس الحركة لمعسكرات اللاجئين بجمهورية تشاد الشقيقة
إلى جماهير شعبنا المكلوم بنار الحرب وإفرازاتها القاسية.
إلى المجتمع الإقليمي والدولي.
إلى المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الإغاثة.
إلى ضمير كل إنسان آلمته الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان عامة وغرب دارفور خاصة.
قد تمكنت مع زملائي من القيام بزيارة مهمة لمعسكرات اللاجئين بالشقيقة تشاد, للوقوف على أحوالهم والعمل على تخفيف معاناتهم التي فاقت كل تصور. أضع بين أيديكم بعض الحقائق التي وقفت عليها وإستمعت اليها من شهود عيان نجوا من المجازر التي إرتكبت بحقهم في ولايات غرب ووسط وشمال وجنوب دارفور, وشاهدت وعايشت معاناتهم من الواقع المؤلم الذي يعيشه شعبنا في معسكراتهم بالشقيقة تشاد, وقد رافقني عدد من القيادات وممثلين للإدارة الأهلية.
أولاً: إنّ الحرب الدائرة الآن في السودان أفرزت أوضاعاً أمنية, عسكرية, إقتصادية, إجتماعية, سياسية, وإنسانية بالغة التعقيد في كل أنحاء السودان وخاصة في دارفور والخرطوم وبصفة أخص في ولاية غرب دارفور, حيث هجر سكانها وأرتكبت قوات الدعم السريع والمجموعات التي تحالفت معها بحق شعبنا كل المحرمات الإنسانية ضد قبيلة المساليت والقبائل التي لم تتحالف مع الدعم السريع من ولاية غرب دارفور.
ثانياً: إن ما جرى في ولاية غرب دارفور من إستهداف ممنهج وإرتكاب جريمتي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي, فضلاً عن كل جرائم الحرب المنصوص عليها في القانون الانساني الدولي والتي إرتكبتها قوات الدعم السريع والمجموعات القبلية المتحالفة معها ضد سكان الولاية, والتي وجدت الإدانات تِلوَ الإدانات الدولية المغلظة من المجتمع الدولي بمنظوماته الإقليمية والدولية بما في ذلك: الأمم المتحدة والإتحاد الأروبي وكل حكومات دول العالم, إنها لجريمة أندى لها جبين كل حر, وأدهشت كل إنسان وتسببت في صدمة الضمير الإنساني العالمي.
ثالثاً: جراء ما حدث في غرب دارفور من جرائم بشعة في حق إنسان الولاية من قتل وتدمير للبنى التحتية المتمثلة في مصادر المياه والخدمات الصحية والأسواق بعد ان تمت سرقتها, وتشريد وتهجير 90% من سكان الولاية, وحرق وتدمير أجزاء واسعة من مدينة الجنينة, ومناطق مستري, مورني, ابوسروج ومناطق اخرى, وتهجير الناجين من سكان هذه المناطق الى الجارة تشاد, حيث تقدر أعداد اللاجئين الذين فروا اليها بحوالي مليون ومائتين وثلاثون الف (1,230,000) نسمة, وأنّ الزيادة مستمرة بمعدل 150 الى 170 اسرة تلجأ يوميا الى تشاد خاصة من ولايات وسط وجنوب وشمال دارفور بعد ان أُفرِغت ولاية غرب دارفور من 90% من سكانها, حسب تقديرات المنظمات الدولية العاملة في ادري والتي إلتقينا بها أثناء زيارتنا.
رابعاً: يتكدس الجزء الأكبر من هذه الأعداد المهولة من اللاجئين في معسكرات كبيرة جداً في مدينة أدري حيث لا تُرى نهايتها بالرغم من تأسيس أكثر من خمسة معسكرات أخرى جديدة لتفريغ اللاجئين من مدينة أدري, وهي معسكرات: أبتنقي, معسكر أركوم واحد, معسكر أركوم إثنين, معسكر مجي, معسكر بدني, ومعسكر قاقا الجديد (ملحق لمعسكر قاقا القديم), كما أن هناك تجمعات كبيرة للاجئين في مناطق زبوت, مديني, ودورنونق التشادية, لجأوا من مناطق هبيلا وفوربرنقا والتي هجرها حوالي 95% من سكانها. كما تم التخطيط لفتح عدد سبعة عشر (17) معسكراً جديداً بالإضافة الى المعسكرات القديمة وعددها 12 معسكر تأسست منذ 2003.
خامساً: إنّ الأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللاجئون لا توصف, وهم يعيشون ظروفا معيشية بالغة في السوء والبؤس, وفي أوضاع إنسانية وصحية غاية في التعقيد والقساواة, وخاصة أنّ من بين اللاجئين أعداد كبيرة من الأطفال والعجزة والمسنين وهم يشكلون الغالبية من عدد اللاجئين.
سادساً: بالرغم من قساوة الحياة التي يعيشها اللاجئون في هذه المعسكرات وخاصة في مدينة أدري التي تعج بمئات الآلاف منهم, إلّا أنهم يعتبرون أنهم يعيشون في فنادق خمس نجوم (حسب إفادات بعضهم) دلالة على قساوة ما مروا به من ظروف أمنية وإنسانية يستحيل وصفها, وبربرية وقساوة مارستها قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها ضد هؤلاء اللاجئين خاصة في مدينة الجنينة, ومنطقتي مورني ومستري, حيث قُتِلَ الآلاف منهم.
سابعاً: تتمثل تحديات اللاجئين خاصة في مدينة أدري في الحصول على الإحتياجات الضرورية مثل السكن, المأكل والخدمات الصحية و قلة المساحات المتوفرة لهم. فالأسرة تسكن في كوخٍ لا يزيد إرتفاعه عن مترٍ واحد من الأرض, وطوله متر وسبعون سنمترا في أحسن الأحوال, وعرضه متراً و نصف, ولا توجد مساحات فاصلة بين كوخ اسرة وآخر, ولا توجد مرافق صحية وندرة كبيرة جداً للمراكز الصحية, ولا أكل, فالمنظمات الإنسانية العاملة في مجال الإغاثة, إمكانياتها محدودة جداً قياساً بحجم الكارثة الإنسانية وعدد اللاجئين, فالإغاثة التي تفضلت بها حكومة السودان عبر قنصليتها في ابشي, والتي تركت أثراً إيجابياً لدى اللاجئين الذين مكثتُ معهم في معسكراتهم, ومتجولاً بين معسكراتهم لحوالي الثلاثة أسابيع.
ثامناً: تتكدس في هذه المعسكرات أعداد مهولة من الأطفال من هم في سن الدراسة, مع الإنعدام الكامل لخدمات التعليم, ويظل هذا خطراً يهدد الأمن القومي السوداني وجواره الإقليمي بشكل كبير. فالمنظمات الدولية مشكورةً – تعطي الأولوية لإيجاد أماكن آمنة لإيواءهم, ثم إغاثتهم وتقديم ما تيسر من الخدمات العلاجية لهم, ومن ثم تأتي مرحلة تعليم الأطفال وهو حلم بعيد المنال في ظل الظروف المالية للمنظمات وندرة المانحين من الدول والمنظمات لإغاثة اللاجئين في تشاد. كما أن هذه الأعداد المهولة من الصبية يشكلون تحدياً إجتماعياً وأمنياً خطيراً حتى وسط مجتمع اللاجئين والمجتمعات الحاضنة لهم إذا لم يتم إستيعابهم وتقديم خدمات التعليم لهم والمحافظة على تربيتهم الوطنية وعقيدتهم.
تاسعاً: إنّ ما ميزت كارثة اللجوء هذه المرة عن سابقاتها, هي أنّ في هذه المرة قد لجأ الناس بكل قطاعاتهم وفئاتهم. فتجد المعلمين, المحامين, الأطباء, العاملين في دواوين الحكومة, الإدارات الأهلية, قادة الرأي ومنظمات المجتمع المدني, أساتذة الجامعات وحملة الدكتوراه, وضباط الشرطة والاجهزة الاخرى, وهذا يشكل عاملا إيجابيا إذا ما تم إستخدامه بالصورة الإيجابية خاصة في التصدي لمشاكل اللاجئين بالتواصل مع المنظمات والمؤسسات ذات الصلة لتقديم الخدمات الضرورية التي يحتاجها اللاجئون.
عاشراً: خلال زياراتنا, إلتقينا بفئات كثيرة – منها: الإدارات الأهلية, الشباب,الطلاب, أساتذة الجامعات, المحامين, الأطباء, وقادة الرأي وإستمعنا الى شهاداتهم وآرائهم وإهتماماتهم. كما زرنا الجرحى والمصابين بعدد من مستشفيات أدري, ووجدنا عدد تسعة و ثمانين (89) جريحاً, هم في ظروف صحية قاسية جداً ويعانون من كسور مركبة أصيبوا بها أثنا العمليات الإنتقامية التي مارستها قوات الدعم السريع في مدينة الجنينة ومورني ومستري, وهؤلاء الجرحى هم بحاجة ملحة وعاجلة الى عمليات جراحية, وبما أن حالتهم الصحية والنفسية سيئة جداً, فهذا أيضاً يشكل مصدر قلق ويأس وسط أهليهم وذويهم وزملائهم.
إحد عشر: أثناء تواجدنا وسط اللاجئين, إستمعنا الى العشرات من القصص والشهادات المؤلمة يصعب على أي إنسان أن يُكمل الإستماع الى القصة كاملة, أو إعادة قصها. إنّ ما حدث في الجنينة ومستري ومورني وزالنجي وبعض مناطق شمال دارفور وخاصة في طويلة, يعجز الإنسان عن وصفه, والناجون ما زالوا في حالة صدمة شديدة وخاصة كبار السن من الرجال والنساء.
إثنا عشر: إلتقينا أيضاً بأُسر الشهداء الذين نجوا بأعجوبة من عمليات القتل, بعضهم ذكر لنا كيف قُتِل إبنه الرضيع لمجرد أنه ذكر, وبعضهم ذكر لنا كيف تمت تصفية أزواجهم, وبعضهم روى لنا كيف تم رمي اسرته المكونة من بنتين و ولدين و والدتهم في مياه وادي كجا بعد أن تم تقييدهم بالحبال من قبل الدعم السريع, وحينما طلب منهم أن يقتلوه أو يرموه في مياه وادي كجا للحاق بأفراد أسرته قالوا له: ومن الذي يتألم نيابةً عنك؟ نحن نتركك حياً لكي تتذكر وتتألم. و إمرأة قصت لنا كيف إفترقت مع أبنيها (خمسة وثلاثة أعوام) أثناء هروبهم الى تشاد وبعد ثلاثة أيام عادت تقص الاثر لتجد جثتي إبنيها وهما مقتولين ومقيدين معا. والمئات من القصص المؤلمة, ولكل لاجئ ولاجئة تجربة خاصة ومؤلمة جداً من المأساة والمعاناة والكارثة التي عاشوها خاصة في غرب دارفور.
ثلاثة عشر: يوجد بالمعسكرات شهود عيان عن الجرائم التي إرتكبتها قوات الدعم السريع والمجموعات التي تحالفت معها وإرتكبت جريمتي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب خاصة في مستري والجنينة وكرينك وكريندنق وابوسروج وطويلة وزالنجي, وهناك ضرورة قصوى لتوثيق شهاداتهم وإفاداتهم بواسطة لجان مشتركة محلية/وطنية, إقليمية, ودولية, كما ندعوا الى إنشاء محاكم مشتركة/ مختلطة (وطنية, إقليمية, ودولية) وتقديم الشهادات الموثقة لمحاكمة المجرمين الذين إرتكبوا هذه الجرائم.
رابع عشر: أثناء طوافنا على المعسكرات إلتقينا بمسؤولين حكوميين محليين وإدارات أهلية من الشقيقة تشاد, شكرناهم على حسن إستقبالهم وضيافتهم لأهلهم من السودان وأكدنا لهم بأننا سنقف معهم في حفظ الأمن والإستقرار في المناطق التي يتواجد فيها اللاجئون, وذلك بالتنوير والتبصير للاجئين بتجنب الجريمة والإحتكاك مع المجتمعات المضيفة والإبتعاد عن مواردهم, وتقديم كل الإحترام لهم وشكرهم باستمرار.
خامس عشر: لمسنا من اللاجئين بكل فئاتهم العمرية برغبتهم الأكيدة والعالية للعودة الى الوطن والعيش في سلام وأمان. تحدثنا اليهم وأكدنا لهم بأننا سنضاعف جهودنا الدبلوماسية والسياسية والإجتماعية والإنسانية بالتنسيق مع كل الذين لهم صلة في المساهمة لمعالجة الأوضاع, من مانحين ومجتمع دولي لإغاثتهم والعمل على عودتهم في أقرب وقت وبأقل الخسائر. وأكدنا لهم أن العالم كله سيقوم بواجبه في القضاء على كل الأسباب التي دفعتهم الى ترك ديارهم والمجئ الى المعسكرات بحثاً عن الأمن والأمان, وأكدنا لهم أننا لن نألوا جهداً في سبيل التنسيق والتعاون والعمل معاً من أجل إزالة كل أسباب التهجير والتدمير.
سادس عشر: إنّ شعبنا في غرب دارفور تعرض لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منظم طوال العشرين عام ومن نفس المجموعات التي إرتكبت عليهم الجرائم الأخيرة, وأنهم ولمدة عشرين سنة خارج اراضيهم ولم يستفيدوا من خيرات بلدهم وطُرِدوا من وطنهم وهذا يمثل تحدٍ كبير إذا ما إستمروا لمدد زمنية اخرى.
إنّ خلاصة القول تتمثل في الآتي:
إن الجريمة التي إرتكبتها قوات الدعم السريع والمجموعات المتحالفة معها, جريمة تفوق حد الوصف وتصور العقل البشري, للبربرية التي مارستها قوات الدعم السريع ضد مواطني ولاية غرب دارفور.
إنّ هذا العدد المهول من اللاجئين 1,230,000 والذين يزداد أعدادهم بشكل يومي بمعدل 150 الى 170 اسرة تعبر الحدود السودانية وتصل الى تشاد. وأنّ هذا العدد فوق طاقة الدولة المضيفة (تشاد) وهو أكبر من عدد سكان المنطقة التي لجأ اليها اللاجئون في تشاد, ولهذا الامر تحدياته الأمنية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية أيضاً.
اللاجئون يعيشون في ظروف إنسانية وصحية ونفسية قاسية جداً, وهم بحاجة الى دعم إغاثي وطبي ونفسي. كما توجد أعداد كبيرة جداً لأجيال في سن الدراسة وهم بحاجة الى خدمات تعليم.
توجد أعداد مقدرة من المثقفين والمحامين واطباء واساتذة جامعات وموظفي الخدمة المدنية وضباط شرطة واجهزة اخرى من بين اللاجئين وهم في خدمة أهاليهم.
إننا نوصي بالآتي:
· أدعو المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية بتوفير مواد إغاثية عاجلة للاجئين في معسكراتهم الجديدة وفي مدينة أدري, وفتح جسور إغاثة من الدول الصديقة والمانحة لإغاثتهم.
· أدعو الخيرين من ابناء شعبنا لفتح عيادات طبية في المعسكرات بالتنسيق مع الحكومة التشادية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للاجئين والمجتمعات المضيفة على السواء.
· أدعو الى تكوين آلية قانونية مختلطة (وطنية, إقليمية, ودولية) لجمع الأدلة من شهود العيان الذين نجوا, من جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي مارستها قوات الدعم السريع ضد سكان ولاية غرب دارفور.
· أدعو المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللوجستي والفني للحكومة التشادية وتمكينها لمساعدة اللاجئين والعمل على تخفيف الضغوط الإقتصادية عليها.
الرحمة والخلود للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى وعودة حميدة للمفقودين والمختطفين.
د. منصور أرباب يونس
رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة
*القائد الأعلى لقوات الحركة
30.09.2023
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ولایة غرب دارفور للاجئین فی من سکان لنا کیف خاصة فی
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
الخرطوم- تضاربت التصريحات بين القوة المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع اليوم الأحد بشأن السيطرة على قاعدة "الزرق" الإستراتيجية في ولاية شمال دارفور غربي السودان، في حين يرى خبراء عسكريون أن دخول القوة المشتركة إلى المنطقة واستيلاءها على عتاد عسكري ضخم يعدان انتصارا عسكريا ومعنويا.
وتقع منطقة "الزرق" قرب مثلث الحدود السودانية التشادية الليبية، مما جعل موقعها إستراتيجيا، خاصة فيما يتعلق بالإمداد العسكري لولاية شمال دارفور التي تشهد عاصمتها الفاشر قتالا شرسا بين الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى منذ 10 مايو/أيار الماضي.
منطقة إستراتيجيةبدأ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ عام 2017 بإنشاء مشاريع بنى تحتية في المنطقة شملت مدارس ومستشفيات ومحطات وقود ومعسكرات ضخمة لقواته ومستودعات للأسلحة والذخائر، كما شرع في إنشاء مطار بالبلدة التي صارت مقرا لعوائل من عشيرته، وعيّن عمه جمعة دقلو زعيما قبليا في المنطقة.
وفي عام 2017 أيضا نفذ نظام الرئيس المعزول عمر البشير حملة لجمع السلاح في دارفور بقيادة حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس السابق، إذ دفع الجيش حينها بدبابات ومصفحات إلى الزرق للمشاركة في الحملة، وهي التي نقلها حميدتي إلى الخرطوم قبل أسابيع من اندلاع الحرب الأخيرة في 15 أبريل/نيسان 2023.
إعلانوبعد تفجر الأزمة كانت الزرق من القواعد الرئيسية التي تستقبل إمدادات الدعم السريع الآتية عبر تشاد وليبيا، وباتت مستودعا للأجهزة والمعدات العسكرية ومركزا لوجستيا للقوات، ونقل إليها المقربون من حميدتي عوائلهم باعتبارها من المناطق الآمنة، لكن الجيش السوداني قصفها بالطيران مرات عدة لتدمير العتاد العسكري.
وتقع الزرق في محلية "أمبرو" التي تشكل مع محليتي الطينة وكرنوي "دار زغاوة" في دارفور، ويقول رموز القبيلة التي ينحدر منها أغلب قيادات وعناصر القوة المشتركة إن قيادة الدعم السريع استولت على المنطقة التابعة لهم تاريخيا، واستبدلوا اسمها من "هاء مي" إلى الزرق بعد طرد سكانها الأصليين وتوطين رحّل يدينون لهم بالولاء.
إستهداف أطفال في الفاشر وزمزم ومجازر بشرية في ابوزريقة ، تردها القوة المشتركة بالردود القوية طُهرت بها المناطق المغتصبة منذ ٢٠١٧، القوة المشتركة لا ترد إلا علي صدور المقاتلين مغتصبي النساء وقتلة الأطفال ، فالحق ينتصر .
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) December 21, 2024
"نصر كبير"أعلن الجيش السوداني في بيان له مساء أمس السبت أن القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانبه سيطرت على قاعدة "الزرق" العسكرية وانتزعتها من أيدي قوات الدعم السريع بعد أن قتلت العشرات منها واستولت على عدد من المركبات القتالية.
وفي بيان آخر، قال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى اليوم الأحد إن القوة المشتركة والجيش والمقاومة الشعبية "تمكنت من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل، بما في ذلك قاعدة الزرق العسكرية ومطارها الحربي".
وأفاد مصطفى بأنهم سيطروا على مطارين و5 مواقع عسكرية هي بئر مرقي، وبئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم.
كما ذكر المتحدث أن قوات الدعم السريع هربت تاركة 700 عنصر بين قتيل وجريح، وجرى أسر عناصر آخرين، علاوة على تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية والسيطرة على عدد كبير من الآليات السليمة والمتنوعة بالتسليح والإنتاج.
إعلانولاحقا، نفى المكتب الإعلامي للقوة المشتركة في بيان جديد ما جاء في إعلان قوات الدعم السريع استعادة قاعدة الزرق، ووصفها بأنها "مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وهي محاولات فاشلة افتعلتها المليشيات بغرض التغطية على هزيمتها النكراء"، كما نفى استهداف قواتهم المدنيين في المنطقة.
من جانبه، قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور المشرف على القوة المشتركة إن قوات الدعم السريع فقدت خط إمداد رئيسي يربطها بدولة ليبيا.
وأشار مناوي إلى أن منطقة الزرق "اغتصبتها" قوات الدعم السريع عام 2017 بدعم من نظام الرئيس السابق عمر البشير، وقال في تغريدة على منصة "إكس" إن "القوة المشتركة ردت بقوة على هؤلاء المغتصبين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".
هجوم الحركات المرتزقة(حركة مناوي وجبريل ابراهيم ) الغرض منه التطهير العرقي والدوافع العنصرية وتنفيذا" لأجندة جلاديهم والدولة القديمة لضرب النسيج الإجتماعي بدارفور والإنتهاكات التي إرتكبتها هذه الحركات المرتزقة الإرهابية من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وحرق السوق والمستشفى… pic.twitter.com/mi7PdtTDpC
— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) December 22, 2024
تهديد بالانتقامفي المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن "الزرق ليست قاعدة عسكرية كما يزعم مناوي، بل مدينة يسكنها مدنيون".
واعتبر طبيق هجوم القوة المشتركة على المنطقة "عملية انتحارية"، واتهمها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
وتوعد طبيق عبر حسابه على منصة "إكس" القوة المشتركة، وقال "سوف تدفع ثمنا غاليا، وستكون بداية النهاية لها، وحينها لا ينفع صراخ مناوي ومناجاته الأمم المتحدة"، حسب تعبيره.
كما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الزرق في ولاية شمال دارفور، وذلك بعد فترة قصيرة من إعلان القوة المشتركة لحركات دارفور سيطرتها على المنطقة.
إعلانوفي بيان رسمي، اتهم الناطق باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي عناصر القوة المشتركة بارتكاب "انتهاكات جسيمة ضد المدنيين العزل" في منطقة الزرق شملت قتل عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى حرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين، فضلا عن تدمير المركز الصحي والمدارس والمرافق العامة والخاصة.
وفي موقف آخر، ذكر بيان باسم أعيان ومواطني منطقة الزرق أن القوة التي هاجمت المنطقة كانت بقيادة عبد الله بندة المطلوب دوليا بتهمتي إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور.
واتهم البيان القوة المهاجمة بارتكاب "مذبحة راح ضحيتها 39 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال"، وأنها نهبت ممتلكات الأهالي وذبحت المئات من الإبل والمواشي.
عملية استخباريةوفي تعليقه على ما حدث، يرى الخبير الأمني والعسكري أبو بكر عبد الرحيم أن هجوم القوة المشتركة على القاعدة يعد "نصرا عسكريا ومعنويا في عملية خاطفة ومباغتة، مما يشير إلى أنها عملية تكتيكية لعب فيها الجانب الاستخباري والأمني دورا كبيرا لتوجيه رسائل عدة"، ويرجح أن الهدف الأساسي منها لم يكن الاستحواذ على الأرض.
وأوضح عبد الرحيم في حديثه للجزيرة نت أن الزرق من أكبر المراكز اللوجستية لقوات الدعم السريع، إذ تضم معدات متقدمة تشمل أجهزة التشويش التي تستخدم لتعطيل الطيران والاتصالات وتمنح المليشيات تفوقا تكتيكيا في العمليات العسكرية، لأن هذه الأجهزة تعطل التنسيق بين القوات النظامية وتعيق عمليات الاستطلاع الجوي والهجمات الدقيقة.
كما تضم القاعدة مخازن للطائرات المسيّرة ومهبطا للطائرات يستخدم لاستقبال عناصر أجنبية تشرف على تشغيل أجهزة التشويش والمسيّرات.
ويعكس استيلاء القوة المشتركة على عشرات المركبات -منها نحو 30 سيارة مصفحة- وجود عدد كبير من القادة الكبار والشخصيات المهمة في المنطقة، وفقا للخبير الأمني.
إعلان