سواليف:
2025-04-02@12:20:18 GMT

سرّ السعادة في العطاء

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

سرّ السعادة في العطاء

سرّ #السعادة في #العطاء

#سناء_جبر

كم هي عظيمة مفردة “العطاء” بما تحمله من وجوه وصور ودلالات، هو الوهب والمنح بلا انتظار لمقابل أو مردود، فكم سيشيع الفرح من حولك وتنتشر السعادة خيوط شمس ذهبية تضيء حيواتهم وتبث فيهم الأمل بعد فقد وبكاء ودموع. وللعطاء عناوين كثيرة، كل منا يترجمها أفعالا لها الأثر العظيم في نفس المتلقّين، فهناك العطاء المادي والعطاء المعنوي النفسي، وينقسم الناس إلى فريقين ما بين صدق ورضا وقناعة وفريق آخر مُراءٍ متملق يُتبع عطاءه منّا وأذى.


يتمثل العطاء المادي بمدّ يد العون للمحتاجين، ولو حفنة من المال، قد تنقذ مريضًا بشراء جرعة دواء أو توفير مأوى لطفل افترش الطريق بعد أن تخلى عنه أهله أو مساعدة في توفير قسط جامعي لطالب فقير على عتبات تخرجه الأخيرة ولا يجد المال الكافي اللازم لتسديده. وتلك عائلة فقدت معيلها والأم تطرق أبواب الناس لتعيل أطفالا صغارا، تلتحف السماء وتفترش أرضا إسمنتية باردة، أو تلتفّ بخيمة تختفي كما لو كانت ادّعاء وكذبا بفعل ريح عاصفة، فياتي أحدهم ويتكفل أمر تلك العائلة فيمنحهم إحساسا دافئا بالحب والحماية بعد فقدان السند والرّعاية، يعود لهم الأمل بمحيطهم ومجتمعهم بعد يأس ممضّ وفقر مذلّ، وشعور بالعدميّة واللاوجود.
بينما العطاء المعنويّ، فصوره لا تخطر على بال ولا يمكن أن تشملها جميعًا لتنوّعها وتعدّد احتمالاتها: ابتسم للآخرين تمنحهم أملا بغد أفضل، ولتبرق عيناك دوما حبا بحياة تستحق أن تعاش، وتفاءل لتنشر الفرح بين أهلك ومحبّيك وصحبك؛ فكما الحزن عدوى فكذلك الفرح والسعادة والتفاؤل، كلّها تعدي. وشعاع الأمل قد يضيء حياة بائسة باتت سوداء كالحة انعكاسا لهموم وأحزان وخطوب تكالبت على أصحابها تباعا حتى خيّل لهم أن لا مفرّ منها ولا نجاة إلا بطيّ صفحة الحياة.
وعند معالجة أصناف المعطين ومذاهبهم في الإعطاء، نتمنى أن نكون ممن قنع بأن سعادته تكمن في عطائه ومحبته للآخرين وتضامنه معهم؛ فهو واحد منهم لا بد أن يحدث فيهم ولو تغييرا بسيطا يحسب له في ميزان حسناته ويدّخر له عند الله. أما أولئك الذين يقدمون مترددين خوف الفقر أو نقص المال، فنظرتهم يشوبها القصور، وإيمانهم يعتوره النقص. وذلك الذي يُتبع ماله بالمنّ وبالأذى فأحرى به أن يعيد النظر في موازين أعماله؛ كيلا يرتدّ عمله عليه حسرات يوم القيامة، فهو يضاعف عليهم أحزانهم وآلامهم، فيثقل همّهم ويزداد أضعافا بتصرفاته الأنانيّة وعطائه الزائف الكاذب الذي لم يبتغ به وجه الله. فلنكن راضين ذوي قناعة بأن السعادة مرادف ومعادل موضوعيّ للعطاء الصادق النابع من القلب المراد به محبة الآخرين وتفريج كربهم.
تيقّن أن سرّ سعادتك يكمن في خلق الفرح في من حولك وعطائك لهم دونما حساب ولا رقيب، عندئذ، سيفتح الله لك أبوابًا للفرج قد أغلقت وكنّا قد حسبناها لن تفتح أبدا. أعط تسعد ، وتسعد من حولك ، ويتحلّق حولك صحبك وخلّانك؛ لتكونوا عائلة متآخية متآلفة . وتصدّقوا فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وإن لم تكن تملك المال لتقدم عطاء ماديا فليكن العطاء معنويا -بصلة الرحم والصحبة الحسنة والبسمة الصادقة وإشاعة الفرح -سرّك الخاص نحو طريق السعادة والنجاح والتوفيق الذي يكفل لك شخصية مبتهجة راضية منتمية لأهلها ووطنها خير انتماء.

مقالات ذات صلة شرٌ لا بد منه / مهند أبو فلاح 2023/09/30

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السعادة العطاء

إقرأ أيضاً:

لماذا يجعلنا البحث عن السعادة أكثر تعاسة؟

شمسان بوست / متابعات:

حذر باحثون من أن السعي وراء السعادة يجعلنا أكثر تعاسة. فمن خلال محاولتنا الدائمة لتحسين مزاجنا، نستنزف مواردنا العقلية، ما يجعلنا أكثر عرضة لاتخاذ قرارات تزيد بؤسنا بدلا أن تخففه.

وكشف فريق من جامعة تورنتو عن الآلية المثيرة التي تجعل محاولاتنا اليائسة لتحسين المزاج تحولنا إلى أشخاص منهكين، أقل تحكما، ما يدفعنا لاتخاذ قرارات تزيد بؤسنا بدلا من تخفيفه.

ويطلق على هذه الظاهرة اسم “مفارقة السعادة”، حيث وجدوا أن محاولات تعزيز السعادة تستهلك الموارد العقلية وتؤدي إلى تراجع القدرة على ممارسة الأنشطة التي تسبب السعادة فعلا وتزيد الميل للسلوكيات الهدامة، مثل الإفراط في تناول الطعام.


وقال البروفيسور سام ماجليو، المشارك في الدراسة: “السعي وراء السعادة أشبه بتأثير كرة الثلج، فحين تحاول تحسين مزاجك، يستنزف هذا الجهد طاقتك اللازمة للقيام بالأشياء التي تمنحك السعادة فعلا”.


وخلص البروفيسور إلى أن كلما زاد إرهاقنا الذهني، أصبحنا أكثر عرضة للإغراء والسلوكيات الهدامة، ما يعزز الشعور بالتعاسة الذي نحاول تجنبه أصلا. وضرب مثالا بالعودة إلى المنزل بعد يوم عمل طويل ومتعب، حيث نشعر بالإرهاق الذهني فتتضاءل قدرتنا على تحمل المسؤوليات (مثل تنظيف المنزل) لصالح أنشطة أقل فائدة (مثل التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي).

وفي إحدى التجارب، كان المشاركون الذين عرضت عليهم إعلانات تحمل كلمة “سعادة” أكثر ميلا للانغماس في سلوكيات غير صحية (مثل تناول المزيد من الشوكولاتة) مقارنة بمن لم يتعرضوا لهذه المحفزات.

وفي تجربة أخرى، خضع المشاركون لمهمة ذهنية لقياس قدرتهم على ضبط النفس. توقف المجموعة التي كانت تسعى للسعادة مبكرا، ما يشير إلى استنفاد مواردهم العقلية بعد محاولات تحسين المزاج.

ويختتم البروفيسور ماجليو من جامعة تورنتو سكاربورو بالقول: “المغزى هو أن السعي وراء السعادة يكلفك طاقتك الذهنية. بدلا من محاولة الشعور بشكل مختلف طوال الوقت، توقف وحاول تقدير ما لديك بالفعل”. ويضيف ناصحا: “لا تحاول أن تكون سعيدا بشكل مبالغ فيه دائما، فالقبول قد يكون طريقك الأفضل”.

المصدر: ديلي ميل

الوسومالبحث عن السعادة

مقالات مشابهة

  • زوجة تقيم دعوى طلاق بسبب بخل زوجها: مبيجبليش هدايا وبيحاسبني على القرش
  • لماذا يجعلنا البحث عن السعادة أكثر تعاسة؟
  • حفاظا على المال العام.. حملة لفصل التوصيلات المخالفة بكورنيش المنيا
  • ما حقيقة ارتباط السعادة والاكتئاب بدخل الفرد؟
  • ما الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة؟.. مجمع البحوث الإسلامية يجيب
  • كيف يجعلنا السعي وراء السعادة أكثر بؤسا؟
  • المؤسسات الإنسانية تستقبل عيد الفطر بروح العطاء والتكافل
  • عيدكُم ،،، جيش
  • حين يكون العيد مُرّاً…!
  • الصين تعتزم ضخ 69 مليار دولار في أربعة بنوك حكومية كبرى لديها لتعزيز رأس المال