هل تزيح واشنطن باريس عن لبنان بعد النيجر؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
مع بقاء شهر واحد على حلول الذكرى السنوية الأولى، لشغور كرسي الرئاسة في لبنان، ما تزال المشاكل السياسية والاقتصادية تتعاقب على البلاد، وسط مخاوف تسود بين اللبنانيين المتعبين سياسياً واقتصادياً من فقدان الاهتمام الدولي بحالهم، في وقت بدا فيه التباين واضحاً بين باريس وواشنطن تجاه الملف.
يأتي ذلك بعد الحديث عن خلافات في اجتماعات اللجنة الخماسية، وما حدث في اجتماع نيويورك يوم 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أن غاب وزراء الخارجية عن الاجتماع، واكتفت الدول بإرسال سفرائها للتباحث حول أزمة لبنان في اجتماع لمدة نصف ساعة فقط.
يقول المحلل السياسي الأردني، عامر ملحم إن اللجنة بدت وكأنها "تفقد الأمل" في الوصول إلى حل في بلد لم يعرف الاستقرار منذ سنوات طويلة لسبب معروف، وهو سيطرة إيران على مفاصل الدولة بقوة السلاح عبر ميليشيا حزب الله.
تباين الموقف الفرنسي - الأمريكي في #النيجر.. كيف سيؤثر على التدخل العسكري؟ https://t.co/aC1IHdpXBW
— 24.ae (@20fourMedia) August 21, 2023ويعتقد ملحم أن "بقاء سلاح حزب الله من دون سحبه تنفيذاً لقرارات دولية، سيبقي مشكلة لبنان قائمة إلى الأبد، حتى لو تم التوافق على رئيس جديد وحكومة أصيلة".
ويرى مراقبون أن العناوين العريضة أظهرت أن المبادرة الفرنسية لحل الأزمة في لبنان لم تحظ بدعم أمريكي، وهو ملف يضاف إلى ملفات عديدة تتعارض فيها واشنطن وباريس في السياسة الخارجية، خصوصاً بعد التباين في الموقفين بخصوص الانقلابات التي حدثت في دول الساحل وغرب إفريقيا، آخرها النيجر.
وبعد أن طرد الانقلابيون في النيجر سفير وقوات فرنسا العسكرية على الرغم من رفض الرئيس إيمانويل ماكرون، تعاملوا بطريقة مختلفة مع واشنطن التي امتنعت منذ البداية عن توصيف ما حدث في نيامي بأنه انقلاب.
مصالح فرنسية - إيرانية مشتركةمن جهته.. اعتبر المحلل السياسي أمين بشير، أن "المعلومة المفيدة هي أن المبادرة الفرنسية لم تكن بإيعاز من الدول الخمس، إذ تبين أن لودريان (الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان) كان يتحدث لينفذ أجندة فرنسية فقط".
وقال :" للأسف لأسباب خاصة ولمصلحة الفرنسيين والإيرانيين وحزب الله تحديداً كان يروج لمرشحه سليمان فرنجية، وهذا الأمر تسبب بنفور في الشارع اللبناني وخصوصاً المسيحي".
وقال إن "المعارضة والتيار الوطني الحر اتفقوا على جهاد أزعور كمرشح للرئاسة، وعليه ذهب بطريرك الموارنة بشارة الراعي إلى باريس للقاء ماكرون، الذي طلب منه التشاور مع حزب الله"، معتبراً أن هذه "إهانة للبنان والشارع المسيحي".
وأضاف :"المشكلة اليوم ليست بالرئيس واسمه، لكن المشكلة بموقع لبنان.. في 2016 بعد مجيء ميشال عون وقع لبنان ومؤسساته تحت المحور الإيراني"، ويرى أن مبادرة الفرنسيين "لا تنسجم مع رؤية الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى لخروج لبنان من المحور الإيراني.
وقال بشير إن "المبادرات الفرنسية التي يطلقها ماكرون، يبحث من خلالها على تقوية موقفه الدولي لتثبيت موقعه وسياسته"، وختم حديثه بالقول: "المشكلة تتمثل بأن الجميع يرى مصالحه ولا يبدي أي اهتمام لمصلحة لبنان".
ميشال #عون نادم على رئاسة #لبنان: ليتني ورثت بستان جدي وما عملت رئيساً https://t.co/eibbYZf3Lm pic.twitter.com/I36B2ATSQR
— 24.ae (@20fourMedia) March 31, 2021 خطوط حمراءوفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي الأردني، عامر ملحم، في قراءته للتطورات، إن "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ستسعيان إلى عقد مباحثات مع إيران لإيجاد حل للأوضاع في لبنان، مع وضع خطوط حمراء وشروط لا يُسمح بتجاوزها".
وأشار ملحم إلى أن هذا الأمر بدا واضحاً "من خلال الرفض السعودي - الأمريكي لمحاولات حزب الله فرض رأيه في رئاسة لبنان".
وتعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادة منذ 2019 أدت الى انهيار مالي وتدهور معيشي، بينما تسعى بيروت إلى عقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى برنامج استدانة ووقف الانهيار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أزمة لبنان فرنسا الولايات المتحدة إيران حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن: 50 دولة اقترحت التفاوض حول الرسوم الجمركية
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي كيفن هاسيت، أمس، أن أكثر من 50 دولة اتصلت بالبيت الأبيض لبدء مفاوضات بشأن التعرفات الجمركية.
ودخل فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على غالبية السلع التي تستوردها الولايات المتحدة من باقي العالم حيز التنفيذ أمس الأول. واعتباراً من الأربعاء، يُتوقع أن تشتد الوطأة على عشرات الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة بناء على قرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبينهم الاتحاد الأوروبي (20%) والصين (34%).
وقال مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي الذي يقدم استشارات للرئيس الأميركي في مجال السياسة الاقتصادية، إن «الدول التي اقترحت بدء محادثات تفعل ذلك لأنها تدرك أنها ستتحمل جزءاً كبيراً من هذه الرسوم الجمركية».
ويعارض هاسيت فكرة أن الرسوم الجمركية الجديدة ستضر بشكل رئيسي بالاقتصاد الأميركي.
وقال في لقاء صحفي: «لا أعتقد أننا سنشهد تأثيراً كبيراً على المستهلكين في الولايات المتحدة». ويتوقع معظم خبراء الاقتصاد أن تسفر هذه الضرائب الجديدة على السلع الواردة إلى الولايات المتحدة عن تسارع التضخم وتباطؤ الاستهلاك.
واعترف كيفن هاسيت بأنه قد تكون هناك زيادات في الأسعار، لكنه اعتبر أن «هذه التعرفات الجمركية وسيلة لمعاملة العمال الأميركيين بشكل عادل وحمايتهم من المنافسة غير العادلة».
وعندما سُئل عن سبب عدم إدراج روسيا ضمن قائمة الدول التي قررت الولايات المتحدة فرض رسوم إضافية على سلعها، أشار هاسيت إلى المفاوضات الجارية مع موسكو وكييف بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال: «أعتقد أن الرئيس اتخذ قراراً بعدم الخلط بين المسألتين، هذا لا يعني أن روسيا ستُعامل لأطول فترة ممكنة بشكل مختلف تماماً عن كل الدول الأخرى».
وأوضح البيت الأبيض أن دولاً مثل بيلاروس وكوبا وكوريا الشمالية وروسيا لم تدرج على قائمة الرسوم الجمركية لأنها تخضع لعقوبات أميركية تعوق التجارة معها.