عربي21:
2024-12-22@17:09:13 GMT

نحو سياسة عربية موحدة في مسألة اللاجئين

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

كانت القضية الفلسطينية استثناء في المحيط العربي من ناحية اللجوء ومآسيه، بعدها انضمت سوريا إلى قافلة اللاجئين العرب في الدول العربية وبقية دول العالم. ولم يلبث الوضع أن تكرر مع اليمن وقبل ذلك الصومال واليوم السودان، وهو لجوء ممزوج بحملات نزوح داخلي كبيرة. يبدأ العد من عشرات الآلاف ولا يقف عن حدود الملايين، وقد أصبح هؤلاء اللاجئون ورقة مساومة في السياسة الدولية كما أصبحوا عبئا إنسانيا من جهة أخرى.



وقد وصل الأمر إلى الجهر الأردني واللبناني بعدم القدرة على تحميل المزيد من حالات اللجوء، فملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أعلنا من منبر الجمعية العامة الأخيرة في الأمم المتحدة قبل أيام عجز بلديهما عن استضافة مزيد من اللاجئين السوريين، مطالبين الأمم المتحدة بالعمل على حل هذه القضية.

ما الذي يمنع الدول العربية من الاتفاق على سياسة موحدة للاجئين العرب من الدول العربية المختلفة بما لا يضر بمصلحة أي دولة؟ إن رحلة المعاناة التي يمر بها اللاجئون العرب في كثير من الدول العربية مردها بالأساس إلى أنهم يعاملون معاملة قانونية كما لو كانت دولهم مستقرة وليست دول حروب ونزاعات
كان يمكن فهم (وليس الاتفاق مع) موقف الدول العربية من اللاجئين الفلسطينيين والإصرار على أوضاعهم المعلقة أملا في حل القضية الفلسطينية خلال القرن الماضي، لكن مع تفاقم الوضع الآن ليس من المقبول ولا المعقول عربيا على المستوى الإقليمي أو حتى داخل البلد الواحد غض الطرف عن قصة اللاجئين من الدول العربية المختلفة وخاصة السوريين منهم، واعتبارهم ملفا سياسيا أو حتى موضوعا إغاثيا فقط.

الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال في سعيه لتقليص أعداد المهاجرين يطور كل فترة سياسات اقتصادية واجتماعية داخل كل بلد أوروبي على حدة وعلى مستوى دول الاتحاد ككل، للتعامل مع مشكلة اللاجئين. وإن كانت هناك مآخذ حقوقية وإنسانية كثيرة على هذه السياسية، إلا أنها في نهاية الأمر تضع مصلحة دول الاتحاد في مقدمة أهدافها. وأحيانا تتحدث بعض دول الاتحاد على الإسهام المهم لهؤلاء اللاجئين في الاقتصادات المحلية، وهو أمر تثبته الأرقام والإحصاءات وإن تاه وسط المزايدات السياسية التي تغازل أصوات اليمين المتطرف.

ما الذي يمنع الدول العربية من الاتفاق على سياسة موحدة للاجئين العرب من الدول العربية المختلفة بما لا يضر بمصلحة أي دولة؟ إن رحلة المعاناة التي يمر بها اللاجئون العرب في كثير من الدول العربية مردها بالأساس إلى أنهم يعاملون معاملة قانونية كما لو كانت دولهم مستقرة وليست دول حروب ونزاعات. ولا يتطلب الأمر سوى الأخذ في الاعتبار قضايا مثل لمّ الشمل والعلاج والدراسة، وليس مطلوبا إعطاؤهم امتيازات اللجوء الغربية وإن كان هذا هو الأصل خاصة بين العرب، ولكن إذا تجاوزنا عن الجانب الأخلاقي فليس المطلوب سوى تقنين المسألة وفق اتفاقية عربية مشتركة تنظم المسألة.

الوجه الآخر لمسألة اللجوء العربي هو أنه في الحقيقة فرصة رائعة لكثير من الدول العربية من أجل الاستثمار في هؤلاء اللاجئين الذين يمتلكون من العقل ورأس المال البشري والمادي؛ ما يؤهلهم ليكونوا دافعة لعجلة التنمية في الدول العربية المختلفة فقط إذا تم استيعابهم
الوجه الآخر لمسألة اللجوء العربي هو أنه في الحقيقة فرصة رائعة لكثير من الدول العربية من أجل الاستثمار في هؤلاء اللاجئين الذين يمتلكون من العقل ورأس المال البشري والمادي؛ ما يؤهلهم ليكونوا دافعة لعجلة التنمية في الدول العربية المختلفة فقط إذا تم استيعابهم. فاللاجئ العربي في الدول العربية لا يحتاج إلى دورات لغوية واندماج، فقد قطع سلفا نصف المسافة التي يقطعها اللاجئ العربي في الدول الغربية والمطالَب باستيفاء عدة أمور حتى تنطبق عليه صفة مندمج.

وستكتشف الدول العربية أن ملايين الدولارات التي تُنفَق لحل أزمات إقليمية مستعصية على الصعيد السياسي والاقتصادي؛ قد يكون إنفاق بعضها أولى لتوفيق أوضاع اللاجئين وفق دراسة أوضاع وأحوال كل دولة. وللأسف فليست هناك عملية انتخابية وحراك سياسي في الدول العربية يسمح بأن تصعد قصة اللاجئين لواجهة الأحدث وفق سياسيات حزبية مقترحة، ولهذا يبقى التعامل معها رهينا بالأزمات وليس بالفرص. وإذا غيّرت الجامعة العربية وكثير من الدول العربية نظرتها لهذا الملف، فأعتقد أنه يمكن حل كثير من مآسي اللاجئين العرب حتى ولو استعانوا بالاتحاد الأوروبي والدول الغربية المستعدة لبذل كثير من الأموال من أجل إبقائهم بعيدا عن أراضيها.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية سوريا اللاجئين سوريا فلسطين لاجئين العالم العربي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة من فی الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

عربية النواب: قمة الثماني النامية فرصة تاريخيّة لإقامة تكتل سياسي واقتصادي كبيرين

اعتبر النائب أحمد فؤاد أباظة رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب النجاح الكبير الذى حققته مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة مجموعة الثماني النامية بمثابة فرصة تاريخيّة امام جميع الدول الاعضاء لتشكيل تكتل سياسى واقتصادى كبيرين بين الدول الاعضاء لمواجهة جميع التحديات العالمية مؤكداً أن هذه القمة تحديداً انعقدت فى توقيت وظروف إقليمية وعالمية فى قمة الصعوبة

محلل سياسي: الصين تتابع تطورات سوريا وتدعو المجتمع الدولي لمساعدتها


وأكد " أباظة " فى بيان له أصدره اليوم أن الرئيس السيسى فى كلمته التاريخية أمام هذه القمة رسم خارطة طريق للتعاون الاقتصادى الجاد والحقيقى فيما الدول الاعضاء لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية مشيراً إلى أن الدول الأعضاء بالمنظمة يتملكون جميع المقومات الطبيعية والبشرية لتنفيذ خارطة الطريق التى وضعها الرئيس السيسى للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، بما في ذلك الصناعة والزراعة، فضلا عن التعاون في مجال جذب الاستثمارات ودفع التبادل التجاري في السلع والخدمات خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن القمة ناجحة وقادرة على تحقيق نتائج تخدم مصالح شعوب الدول الأعضاء.
وأشاد النائب أحمد فؤاد أباظة بحرص الرئيس السيسي فى كلمته خلال قمة مجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادى عن عدم الفصل بين التعاون الاقتصادي عن ما يدور في المنطقة والإقليم من صراعات، فالقمة تحمل بطبيعة الحال أبعاداً سياسية وأمنية، في ضوء الصراع الذي تشهده دول المنطقة، مع البعد الاقتصادي لتعزيز التعاون الصناعي بين تلك الدول مؤكداً أن أكبر دليل على ذلك إعلان الرئيس السيسي عن تخصيص جلسة بقمة الثماني النامية حول الأوضاع في فلسطين ولبنان، بما يعكس عمق التزامها وتأثير تلك الأحداث على المنطقة.

مقالات مشابهة

  • سوريا والعرب المتأخرون
  • الاثنين.. انطلاق الدورة الثانية لملتقى مراكز الفكر العربي بالجامعة العربية
  • أمطار وثلوج على بعض الدول العربية.. طقس الخليج والمغرب العربي
  • غيرترود بِيل.. الجاسوسة التي سلّمت العرب للإنجليز
  • هذه الدول تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين (إنفوغراف)
  • عربية النواب: قمة الثماني النامية فرصة تاريخيّة لإقامة تكتل سياسي واقتصادي كبير
  • الأمم المتحدة تطالب الدول الأوروبية بعدم ترحيل اللاجئين السوريين
  • عربية النواب: قمة الثماني النامية فرصة تاريخيّة لإقامة تكتل سياسي واقتصادي كبيرين
  • أهم أنواع الخط العربي التي تزين أرجاء المسجد الحرام
  • «الوطني» يواصل مناقشة سياسة الحكومة في تعزيز اللغة العربية