لجريدة عمان:
2025-04-07@17:34:43 GMT

موجات الشعبوية تجتاح العالم

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

موجات الشعبوية تجتاح العالم

ليس العالم العربي وحده الذي يمر بأسوأ مراحله، إنه العالم أجمع يمر بواحدة من أسوأ مراحله على الإطلاق. فعلى الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصل إليه العالم فإن الخطابات الشعبوية تكاد تجتاح العالم، ويوما عن يوم تصعد حكومات شعبوية وأحزاب شعبوية إلى سدة الحكم، وتعمل، مع الأسف، على تقويض الكثير من مسارات التقدم التي أنجزتها البشرية طوال العقود الماضية.

إن المد الشعبوي سواء كان عبر الخطابات الثقافية المنتشرة في كل مكان أو عبر صعود الحكومات عاصفة خارجة عن السيطرة وتهدد بتفكيك النسيج المعقد من العلاقات الدولية وما بقي من القيم الجيدة في النظام العالمي.

ولفهم جوهر الشعبوية، يمكن أن نتخيل عالما تقوم قيمه وعلاقاته وتسترشد بالأهواء وتطغى فيه الحلول السطحية البعيدة عن المنطق والعقلانية، وإن جاز تسميتها فيمكن أن نقول إنها أشبه بالوجبات السريعة التي يغيب عنها البحث عن الحلول الدائمة والعميقة في معالجة نظام العلاقات الدولية.

إن العالم عبارة عن كيان معقد ومتشابك، ويبدو الأمر كما لو أننا جميعًا نجلس على دوّامة عملاقة عندما يتذبذب جزء واحد فيها يشعر الهيكل بأكمله بالزلزال.. وفي هذا النسيج الدقيق يمكن أن تمثل الحركات الشعبوية أو الأصوات الشعبوية الصوت النشاز أو الراقص الذي ينحرف عن النص ويخلق سلسلة من ردود الفعل التي يمكن أن تؤدي إلى انهيار المشهد بأكمله.

ورغم الكثير من الأصوات التي تعرّي الشعبوية في العالم وتوضح خطرها فإن الشعوب ما زالت تسهم في تصعيد الكثير من الحكومات والأحزاب إلى سدة الحكم وهذا أمر في غاية الخطورة ويمكن أن يقود العالم إلى الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية، وأيضا، على مستوى مسيرة التقدم التكنولوجي والإنساني.. إضافة إلى تفتيت التماسك المجتمعي.

يتعيّن على المجتمع الدولي أن يدرك الخطر الكامن في هذه الموجة الشعبوية التي تجتاح العالم، ويتعيّن على «القرية العالمية» أن تعمل على تحصين دفاعاتها، وتهيئة أرض خصبة للحوار والتفاهم، حيث يمكن لبذور التعاون والاحترام المتبادل أن تزدهر.

وإذا كانت بعض الشعوب ترى أن النظام العالمي الحالي لم يستطع حل الكثير من التحديات التي تواجهه فإن الحل ليس في خيارات الشعبوية ولكن في إصلاح النظام أو حتى في بناء نظام عالمي جديد يقوم على قيم أكثر عدالة ومساواة واحترامًا لإنسانية الإنسان وقيمته وجوهره.

ومع تصاعد الأخطار التي تحيط بالإنسان في كل مكان يبدو أن العالم في حاجة ماسّة إلى الكثير من وقفات التأمل وإعادة النظر في الكثير من المسارات ومن بينها مسارات الشعبوية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من یمکن أن

إقرأ أيضاً:

«الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي

أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية وقوفها أمام معاناة لا يمكن تجاهلها، حيث يواجه أطفال فلسطين أخطر الانتهاكات والجرائم نتيجة الاحتلال الإسرائيلي المستمر وأدواته الاجرامية، الذي حرمهم أبسط حقوقهم في الحياة، والعيش بسلام وأمان.

وقالت الخارجية - في بيان اليوم السبت بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني - إن الاحتلال الاستعماري سلب الأطفال طفولتهم، ويمنعهم من ممارسة أبسط حقوقهم القانونية أسوة بأطفال العالم - حسبما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية.

وبحسب التقارير الأممية، فإن 15 طفلا في قطاع غزة يصاب باليوم الواحد بإعاقات دائمة نتيجة استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة متفجرة محظورة دوليا.

ولفتت الخارجية، إلى أن هؤلاء الأطفال يواجهون كارثة مضاعفة بسبب الإعاقة الجسدية والنفسية، وانهيار النظام الصحي نتيجة التدمير المتعمد للمستشفيات واستهداف الكوادر الطبية، ومنع دخول الامدادات الطبية والأطراف الصناعية.

وأوضحت أن الحرب تسببت بالتهجير والنزوح القسري لأكثر من مليون طفل، وطال الاستهداف الإسرائيلي المناطق المدنية المحمية بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني والتي تشمل المنازل والمدارس والجامعات، ما تسبب بحرمان 700 ألف طالب وطالبة من ممارسة حقهم في التعليم، حيث أن الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للقطاع التعليمي والكوادر التعليمية هو شكل من أشكال الإبادة الثقافية التي تهدف إلى تفكيك البنية التعليمية والثقافية في دولة فلسطين.

وطالبت الوزارة، المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الانسان، والأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، واتخاذ تدابير فورية لوقف حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستعمرين بحق أبناء شعبنا، وضمان حماية الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال على وجه الخصوص، وعدم استثنائهم من الحماية الدولية، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على جرائمها غير الإنسانية بحق شعبنا.

اقرأ أيضاًفي يوم الطفل الفلسطيني.. أكثر من 39 ألف يتيم في قطاع غزة

معجزة إلهية.. الطفل الفلسطيني سند بلبل يخرج حيا من تحت الركام

مقالات مشابهة

  • وقفة لأهالي مدينة دوما في الذكرى السابعة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • تظاهرات تجتاح عواصم العالم.. وتفاعل مع الدعوات لإضراب عالمي نصرة لغزة (شاهد)
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • باحثة فلكية: موجات الجاذبية نافذة ثورية لفك ألغاز الكون
  • أخبار العالم | الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر .. واحتجاجات ضد ترامب وإيلون ماسك تجتاح الولايات المتحدة وأوروبا.. وإسرائيل تمنع دخول نائبتين بريطانيتين لهذا السبب
  • رئيس الوزراء: امريكا ستخسر امام شعبنا الذي اذهل العالم
  • «الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي
  • وزير الخارجية الإسباني يخاطب “العالم الآخر”: لا يمكن أن يظل نزاع الصحراء جامداً لقرن أو قرنين
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن