حكاية وطن.. بالعمل مصر تعبر إلى الجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
بين الرؤية والإنجاز، وقف كبار رجال الدولة يحكون قصة التحدى والصمود، يعيدون إلى الأذهان ذاكرتها ويجددون وعيها، كيف كانت مصر وصورتها، وإلى أين أصبحت، وإلى ماذا تتطلع فى المستقبل، إنها «حكاية وطن» واجه تحديات جمة على كل الأصعدة، وفى مختلف الملفات والقطاعات، فلم يكن أمام أبنائه سوى العمل ثم العمل والمثابرة، من أجل تخطى العقبات وإزاحة العراقيل وتجاوز التحديات واحداً تلو الآخر من أجل «بناء وطن» وجمهورية جديدة، محققين إنجازات سيقف التاريخ عندها شاهداً، فيما يراها القاصى والدانى جلية تشهد بمستقبل واعد لمصر، وغد مشرق لأبنائها.
لليوم الثانى، أمس، شهدت العاصمة الإدارية الجديدة فعاليات مؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز» بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبدأت بجلسة «المشروعات القومية والبنية التحتية»، ثم جلسة «الأمن الغذائى والمائى».
شهد المؤتمر عرضاً للحقائق بالصور والأرقام لكم التحديات التى واجهتها الدولة وكادت أن تقضى على البلاد، قبل أن تتحرك القيادة السياسية عقب 2014 برؤية واضحة لنثر بذور التنمية فى كل المجالات، عبر مشروعات قومية نهضت بالاقتصاد المصرى، وأرست قواعد البناء والتنمية، وأعادت تأسيس البنية التحتية، واستهدفت تحقيق حياة كريمة للمصريين من خلال إنشاء المشروعات القومية الكبرى التى حافظت على الأمن الغذائى والمائى.
رحلة إنجاز للجمهورية الجديدة، وثّقها مؤتمر «حكاية وطن» للأجيال القادمة، لتروى وتذكر الجميع بأن المصريين قادرون على تخطى الصعاب وصنع الإنجازات رغم كل التحديات التى تمر بها الدولة من الداخل والخارج، ورغم الأزمات العالمية الضاغطة التى أثرت على كل الدول متقدمة ونامية، وكان ذلك بفضل رؤية قائد آمن بأن هذا الوطن لن يستطيع النهوض به إلا أبناؤه عبر العزيمة والتضحية والعمل لتجاوز ظروفهم الصعبة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السيسي حکایة وطن
إقرأ أيضاً:
إرث الخالدين
لأسباب سقيمة تشن ماكينة الدعاية الاخوانية حربا نفسية شعواء ضد مشروع العاصمة الادارية منذ ان كان مجرد فكرة اعلن عن تأسيسها فى مارس 2015 اثناء انعقاد مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى، كل فترة تتصاعد موجات عاتية من الشائعات والانتقادات اللاذعة، بالطبع ليس كل من ينتقد توقيت وجدوى المشروع يحسب على معسكر الاخوان، فثمة اصوات معارضة رصينة لديها اسباب تبدو من الوهلة الأولى وجيهة ومنطقية أبرزها تفاقم أمراض الاقتصاد المزمنة لاسيما بعد ثورتين عظيمتين أكلتا الأخضر واليابس انعكست سلباً على عجز جنونى للموازنة وارتفاع تاريخى للدين الخارجى ومعدلات تضخم غير مسبوقة، فى ظل هذه المؤشرات الكاشفة يُطرح تساؤل لماذا تنفق الحكومة كل هذه الأموال الطائلة أليس من الأجدى ضخها فى شرايين قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والصناعة والتركيز على مسألة فقه الأولويات بدلاً من الوجاهة السياسية وحتى اللمز بأنها هروب الصفوة من جحيم القاهرة وخوف الدولة من ثورات مستقبلية.. الخ
بالرغم من هذه الانتقادات المتكررة يصر الرئيس على المضى قدمًا لاعتبارات استراتيجية أهمها الزيادة السكانية الرهيبة التى تبلغ 2.5 مليون مواطن فقد زاد عدد السكان 25 مليون مواطن فى آخر 10 سنوات وهو ما يمثل عددا من الدول فى منطقتنا!! لم يسأل احد أين سيعيش كل هؤلاء؟ بالتأكيد كما عاش غيرهم فى دائرة جهنمية من العشوائيات يتكلف إصلاح تداعياتها أضعاف البناء المخطط، تعد القاهرة واحدة من اسوأ خمس مدن فى العالم بحسب الإحصائيات فهى ترقد تحت أزمة ضخمة نتيجة حجم الكثافة السكانية المأهولة والبنية التحتية المتهالكة والتلوث البيئى وارتفاع معدلات العُنف والجريمة، فهى تتحول مع الوقت إلى مدينة عبثية خارجة على السيطرة الأمنية والسياسية وحتى العمرانية.
تحاول الدولة التعلم من اخطاء الماضى بأن تسبق المواطن بخطوات عن طريق تخطيط عمرانى سليم يستشرف آفاق المستقبل مع خلخلة مدروسة للكتلة السكانية والعمرانية القائمة حيث يقطن 97 % من المصريين على مساحة لا تتجاوز 7 % بمضاعفة المعمور تطمح إلى ان تصل الى نسبة 14 % لتوفير حياة لائقة فى بيئة صحية ومتطورة عن طريق انشاء مدن ذكية مستدامة تُرجِم هذا التفكير الطموح فى انشاء 20 مدينة جديدة على طول البلاد وعرضها.
تبلغ المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية 40 ألف فدان أى نصف مساحة القاهرة تقريبا، التى تبلغ نحو 90 ألف فدان.
تؤكد الحكومة مراراً وتكرارا أنها لن تكلف خزينة الدولة مليما واحدا بل هى فرصة استثمارية واعدة ستضخ استثمارات جديدة سواء محلية او بالعملة الأجنبية ففكرتها ببساطة هى ايجاد قيمة مضافة للأرض المقامة عليها ورفع قيمتها وتحويلها إلى مصدر للتمويل بالاضافة إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تصل الى 1.5 مليون وظيفة من جهة أخرى تهدف الدولة العتيقة إلى اللحاق بقطار المستقبل بالتحول من دولاب العمل الورقى البالى إلى آفاق الرقمنة والذكاء الصناعى وهذا لن يتأتى مطلقا فى القاهرة التى تريد جراحة تجميلية عاجلة.
لطالما كان المرجفون فى المدينة يطلقون «الفنكوش» استهزاءً على هذا المشروع العملاق الذى أصبح حقيقة وواقعا ملموسا ستتجاوز قيمته السوقية اكثر من رقم الدين الخارجى 152 مليار دولار والدليل على ذلك هو قيمة صفقة رأس الحكمة 35 مليار دولار فى صحراء جرداء بالاضافة إلى ضخ استثمارات 150 مليار دولار عند انتهاء المشروع.
يدرك السيسى الفارق بين تفكير القوى السياسية التى تعتمد على الشعارات الحماسية بعيداً عن التفكير التنموى للدول لذا يقف فى عين العاصفة وحيداً يتحمل بصبر عجيب كل هذا التطاول الفج لكن ربما يوماً ما سينصفه التاريخ الذى يسجل فقط الآثار العظيمة فقد حكم مصر مئات الفراعنة وآخرون هل يتذكر أحد أى منهم سوى من كان له إرث خالد مثل الأهرامات فهل كان يعلم الملك خوفو وهو يبنى هذا الصرح العظيم من أجل عقيدة دينية او مجد شخصي ان يستفيد منه أجيال اخرى بعد آلاف السنين، التاريخ المصرى مليء بهذا النوع من الجدل بسبب التكوين الثقافى للمصريين الذى يعتقد ضرورة الضغط على الحكومة بمنطق أحينا اليوم وأمتنا غداً ولتنشيط ذاكرتنا السمكية فقد حدث هذا الهجوم على مشروعات كبرى مثل حفر قناة السويس وإنشاء السكة الحديد، و السد العالى ولم يدرك المصريون قيمتها إلا بعد عشرات السنين لتتحول إلى أيقونات فى المستقبل، لا ريب أن الصورة الذهنية لحداثة الدول أحد أهم انواع القوة الناعمة والتى لا تقدر بمال
فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض.