سننجو مهما كان حجم المؤامرة!
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
ثورة الربيع العربي، كانت حاجة ملحة لاستعادة بوصلة المعركة الوطنية للامة، بعد ان شعر المواطن العربي ان ثوراته التحررية تربع عليها اصنام تديرها استخبارات الأعداء، وبدأت تتشكل أنظمة اسرية، تريد ان تجعل من الأنظمة الجمهورية ممالك خاصة، والاوطان زرائب يديرها راعي من رعاة تلك الاستخبارات، وكم كلب، يراد من الشعب ان يكون مجرد قطيع .
لم تكن عفوية، بل هي حاجة فرضتها الظروف الموضوعية، وتشكلت الظروف الذاتية لانطلاقها، من وعي ثوري، وثقافة التغيير، وتحول منشود، يستعاد فيه حق الناس في إدارة شؤونهم بعيدا عن الوصاية، وهذا ما ازعج الرجعية العربية، والاسر الحاكمة الاقطاعية، وهمت بكل وقاحة لإنقاذ ادواتها من السقوط .
لا يمكن للحوثي ان يغزو صنعاء وبقية المدن اليمنية دون دعم إقليمي او دولي، وفي اقل الاحتمالات كان مدعوما لغرض خلط الأوراق، وإنقاذ نظام عفاش، بدليل تحالفه مع عفاش، وهي الفرصة التي التقطها الحوثي، لينقلب على الجميع بما فيهم حليفه الرئيسي الذي سلمه كل مفاتيح مخازن السلاح والمال والسلطة .
وهذا ما اربك المشهد على الجميع، مما اضطر الاسر الحاكمة في الإقليم للتدخل العسكري، حينها انتقل التدخل الخارجي من تحت الطاولة لفوق الطاولة، وانفتحت اغطية البالوعات، وانطلقت كل الروائح النتنة والعفن، وكل الفيروسات الضارة ,وبرزت الاطماع واستفحل الفساد، وتشكلت أدوات العمل، وتم توظيف ما يمكن توظيفه، من تناقضات وأدوات رخيصة، وضمائر فاسدة، في سوق كان قد استفحل بأنظمة مرتهنة وفاسدة، تتوفر فيه الأدوات الرخيصة .
لم يتدخل العالم المنافق وادواته الإقليمية من اجل سواد عيوننا، وأخطأت القوى الثورية بالتسليم والارتهان على هذا التدخل، والنتيجة ما نراه اليوم، ونعاني منه .
صار الفساد سيد الموقف وبكل بجاحه، نهب بسط واستحواذ واستئثار بالسلطة والثروة، وتوحش الاستبداد، وتم عسكرة الحياة السياسية والعقائدية، عسكرة المذهب والفكر والمعتقد، وصارت البندقية منفلته تحمي المصالح والاطماع والانانية، وغابت الوطنية، وغاب معها روح السيادة والإرادة، فلم نجد سوى أدوات الموت والانتهاك والسجون السرية، نهب الأراضي والمتنفسات، تدمير البنية التحتية، وتعطيل المرتكزات الاقتصادية، السيطرة على الموانئ والمطارات ومصادر الثروة، تجويع الناس، حرمانهم من ابسط وسائل الحياة والخدمات، مخطط استخباراتي خبيث واجرامي، وجد البعض نفسه أداة من أدوات ذلك المخطط .
ما نشاهده اليوم هي إعادة صناعة الاصنام، وإعادة تشكيل أدوات القطيع، وشعب مقهور ومنحوس، وهو يشاهد أدوات المذهب ودعاة الفضيلة، يتحولون لمجموعة عسكر تحمي الاطماع، ويشاهد السياسيين وخطابهم العقيم المناطق القذر والطائفي القبيح، والعنصري البغيض، والكل انغمس في المال المدنس، واستلذ طعم الحرام، في دفاع مستميث عن مصالحهم ، الا الوطن صار وحيدا، والقلة القليلة التي تصرخ وتواجه هي عرضة للاستهداف، للإقصاء والتهميش، في محاولات لإخراجها عن المشهد، وللأسف الأغلبية الصامتة لم تتحرك بعد، وفيها الامل ان تحركت ستقلب الطاولة على كل هذا العفن.
لن تقوم لنا قائمة، لا اذا استشعر الجميع بالخطر، وتشكلت جبهة انقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن يتعرض لشتى وسائل التدمير، ومواطن يتعرض للإذلال والمهانة، جبهة إنقاذ من كل الصامتين والصابرين، أصحاب القيم والمبادئ والاخلاقيات، في مواجهة من سقطوا لأسقاط وطن، و الأوطان لا تسقط، والشعوب لا تموت، وقدرها ان تنجو، وستنجو مهما كانت حجم المؤامرة .
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...
الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...
مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...
مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
ظاهرة نادرة والأرض تترقب.. ماذا يحدث للشمس في 21 سبتمبر 2025؟
يستعد العالم لمتابعة ظاهرة فلكية نادرة تشهدها الكرة الأرضية في 21 من سبتمبر 2025، حيث يحدث كسوف جزئي للشمس، وهي من الظواهر التي تجذب اهتمام العلماء وعشاق الفلك على حد سواء.
يحدث كسوف الشمس عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، مما يؤدي إلى حجب ضوء الشمس كليًا أو جزئيًا عن سطح الأرض.
ويكون الكسوف جزئيًا عندما لا يكون القمر محاذيًا تمامًا للشمس من منظور الأرض، ما يعني أن جزءًا فقط من قرص الشمس سيُحجب عن الأنظار.
في هذه الظاهرة المرتقبة، سيقتصر الكسوف الجزئي على مناطق محدودة من الكرة الأرضية، تشمل أجزاءً من أستراليا والقارة القطبية الجنوبية، إضافة إلى بعض الجزر في المحيط الهادئ.
وبذلك، لن يكون الكسوف مرئيًا في غالبية دول العالم، بل سيقتصر على تلك المواقع الواقعة في مسار ظل القمر الجزئي.
ظاهرة الكسوف والخسوف وتأثيراتها الفلكيةتُعد ظاهرتا كسوف الشمس وخسوف القمر من أبرز الظواهر الفلكية التي تعكس بدقة حركة الأجرام السماوية، خاصةً حركة القمر حول الأرض، وحركة الأرض حول الشمس.
كما يمكن من خلال هذه الظواهر تحديد بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية بشكل دقيق، مما يربط بين الفلك والعلوم الشرعية.
يحدث خسوف القمر في منتصف الشهر الهجري، عندما يكون القمر في طور البدر، أي في وضعية التقابل، حيث تقع الأرض بين الشمس والقمر، ويلقي ظل الأرض على سطح القمر، فيُشاهد الخسوف ليلاً.
أما كسوف الشمس، فيقع دائمًا في وقت النهار، ويحدث عندما يكون القمر في طور المحاق، أي عندما يكون القمر بين الأرض والشمس، فيحجب القمر ضوء الشمس عن جزء من الأرض، ويُشاهد الكسوف نهارًا في المناطق التي تقع في ظل القمر.
العُقد القمرية ودورها في الكسوف والخسوفتحدث هذه الظواهر الفلكية فقط عندما يكون القمر قريبًا من إحدى العُقدتين، الصاعدة أو الهابطة، وهما النقطتان اللتان يتقاطع فيهما مدار القمر مع مدار الشمس الظاهري (المعروف بالبروج).
فعندما يكون القمر في طور البدر وقريبًا من إحدى العقدتين، يمكن أن يحدث خسوف للقمر، أما إذا كان القمر في طور المحاق وبالقرب من نفس النقاط، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث كسوف شمسي.
الفرق بين الكسوف الكلي والجزئي والحلقيتختلف أنواع كسوف الشمس بحسب موقع القمر بالنسبة للأرض والشمس، وينقسم إلى:
كسوف كلي: عندما يُغطى قرص الشمس بالكامل بظل القمر، ويحدث في نطاق ضيق على سطح الأرض.كسوف جزئي: عندما يُغطى جزء من الشمس فقط، كما سيحدث في ظاهرة 21 سبتمبر 2025.كسوف حلقي: عندما يكون القمر في أبعد نقطة له عن الأرض، فلا يغطي الشمس بالكامل، وتظهر حلقة مضيئة حوله.في الختام، يمثل كسوف الشمس في 21 سبتمبر 2025 حدثًا فلكيًا يستحق المتابعة من جميع المهتمين بالظواهر الكونية.
ورغم أنه لن يكون مرئيًا في الوطن العربي، فإن مراقبته من المواقع المحددة توفر فرصة لفهم ديناميكيات النظام الشمسي بشكل أفضل.