سلط تحليل نشره موقع دويتشه فيله الضوء على خطوة توسيع الولايات المتحدة القيود على صادرات شركتي إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز (أيه.أم.دي) من رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة لتتجاوز الصين إلى مناطق أخرى منها بعض البلدان في الشرق الأوسط.

وذكرت الموقع الألماني أنه عادة ما يفرض المسؤولون الأمريكيون ضوابط على الصادرات لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وأشارت خطوة مماثلة تم الإعلان عنها في العام الماضي إلى تصعيد كبير في الحملة الأمريكية على القدرات التكنولوجية للصين.

وبينما لم تذكر الشركتين الأمريكيتين ما هي الدول التي ستنضم إلى قائمة القيود أو سبب انضمامها. لكن بالنسبة للعديد من المراقبين، كان الإعلان بمثابة علامة على وصول "الحرب التكنولوجية" بين الصين والولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط.

ووفق الموقع تحاول الولايات المتحدة أن تتقدم على الصين عندما بمجال تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تغير العالم.

وفي محاولة لإبطاء تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني، كان التكتيك الأمريكي الأخير يهدف لخنق قدرة الصين على الوصول إلى رقائق الكمبيوتر أو أشباه الموصلات اللازمة لنماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدما.

من الصعب جدًا تطوير الذكاء الاصطناعي بدون الرقائق التي يتم انتاجها غالبا بواسطة شركات مقرها الولايات المتحدة، بما في ذلك الشركة الرائدة عالميًا حاليًا إنفيديا، ولهذا السبب أعلنت وزارة التجارة الأمريكية العام الماضي أنها تقيد صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين وروسيا.

الدول المتأثرة بالشرق الأوسط

وفق الأكاديمي جون كالابريس، أستاذ السياسة الخارجية الأمريكية في الجامعة الأمريكية في واشنطن، والذي يكتب بانتظام عن الوجود الصيني في الشرق الأوسط، فإن يعتقد أن الدول المتأثرة بالقيود الأخيرة هي إيران والسعودية والإمارات".

وأضاف أن إيران أظهرت مستوى عالٍ من الكفاءة في "القرصنة"، وتمتلك السعودية والإمارات الإمكانيات المالية، وربما تستهدف القيود أيضا قطر وإسرائيل أيضًا. وفي كل هذه الحالات، يبدو أن هناك مبررًا معقولًا للأمن القومي الأمريكي".

تعد دول الخليج الغنية بالنفط من أكبر الدول المنفقة على الذكاء الاصطناعي في العالم، ترى السعودية والإمارات وقطر أن التحول الرقمي المستمر لاقتصاداتها له أهمية كبيرة في التنويع بعيدًا عن تصدير النفط.

وإضافة لذلك فإن إسرائيل دولة شرق أوسطية أخرى تقوم باستثمارات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، تقريبًا جميع صانعي الرقائق الأكثر تقدمًا في العالم يعملون على أراضيها بالفعل.

ففي عام 2020، اشترت إنفيديا شركة إسرائيلية ميلانوكس (Mellanox) وهذه الشركة التابعة هي الآن أكبر قاعدة لها خارج الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً

الإمارات تدرس تشديد ضوابط تصدير الرقائق الإلكترونية.. ما علاقة روسيا؟

وقالت الحكومة الأمريكية، لدى إعلانها قيود التصدير، إن الرقائق التي تدعم الذكاء الاصطناعي هي "تقنيات تضاعف قوة التحديث العسكري وانتهاكات حقوق الإنسان".

قال كريستوفر ميلر، مؤلف كتاب "حرب الرقائق: الكفاح من أجل التكنولوجيا الأكثر أهمية في العالم" إن القلق الرئيسي هو أن الشركات الصينية قد تنظر إلى دول الشرق الأوسط كوسيلة للتهرب من القيود والوصول إلى [الرقائق المتطورة] التي لا يمكنها شراؤها بطريقة أخرى".

وأضاف ميلر: "إن الوجود المتزايد لشركات التكنولوجيا الصينية مثل هواوي في أسواق الشرق الأوسط هو جزء من أسباب هذه المخاوف".

ووفق نتائج دراسة أجراها مركز التقنيات الناشئة ومقره الولايات المتحدة عام 2022، لكشف أماكن حصول الجيش الصيني على رقائق الذكاء الاصطناعي، فإن معظم عمليات الشراء لم تتم بشكل مباشر ولكنها جاءت عبر وسطاء، بما في ذلك موزعين مرخصين رسميًا وشركات وهمية."

وفي وقت سابق نقلت وكالة رويترز عن بائعين صينيين قولهم إنهم غالبا ما يحصلون على الرقائق من شركات مسجلة في بلدان أخرى، بما في ذلك الهند وتايوان وسنغافورة.

اقرأ أيضاً

واشنطن توسع قيودها على تصدير رقائق إنفيديا لدول بالشرق الأوسط

وقد يكون الشرق الأوسط مكانا محتملا أيضا لحصول الصين على هذه الرقائق بالنظر أن البلدان التي تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي عملت أيضا على تعميق علاقاتها مع الصين على مدى السنوات الخمس إلى العشر الماضية.

وبحسب دراسة أجراها باحثون في مؤسسة كارنيجي في أغسطس 2023 فإن أن التعاون التكنولوجي والعلمي بين السعودية والصين أصبح أقوى منذ حوالي سبع سنوات، وهناك عدد كبير من الطلاب والمدرسين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) صينيون.

أشارت الدراسة إلى أن التعاون بين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومختلف المنظمات البحثية في البر الرئيسي للصين قد نما بسبب الروابط الشخصية التي نشأت هناك.

ومن المفترض أن تحصل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على 3000 شريحة H100 المتقدمة من Nvidia بحلول نهاية هذا العام.

وتواجه دولة الإمارات العربية المتحدة وضعاً مماثلاً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، إذ أنشأت وزارة للذكاء الاصطناعي في عام 2017 ولديها بالفعل نموذج ذكاء اصطناعي متقدم خاص بها يسمى فالكون.

  وفي الوقت نفسه، اكتسب الإماراتيون بعض السمعة السيئة بأنهم غير جديرين بالثقة، ففي أوائل سبتمبر/أيلول، زار مسؤولون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة البلاد لمحاولة ثني الدولة الخليجية عن إرسال البضائع الخاضعة للعقوبات إلى روسيا.

وقال  محمد سليمان، مدير برنامج التقنيات الاستراتيجية والأمن السيبراني في معهد الشرق الأوسط "لا شيء من هذا يعني أن الولايات المتحدة تعتقد أن الإمارات والسعودية سوف تقومان عمداً بتسليم هذه التكنولوجيا إلى الصين وروسيا".

وأضاف أن الولايات المتحدة شريك مهم لكلا البلدين وأنهما لا يرغبان في إثارة التوترات، وربما ربما يكون المسؤولون الأمريكيون أكثر قلقًا من أن تكون شرائح إنفيديا أكثر عرضة للتجسس، أو الهندسة العكسية [عندما يتم تفكيك المنتجات لاستخراج المعلومات] أو النقل غير المقصود إلى روسيا أو الصين، نظرًا للوجود المتزايد للدولتين الأخيرتين في دول الخليج"

اقرأ أيضاً

واشنطن توسع قيودها على تصدير رقائق إنفيديا لدول بالشرق الأوسط

المصدر | دويتشه فيله- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي رقائق الذكاء الاصطناعي قيود أمريكية السعودیة والإمارات الذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة الشرق الأوسط الاصطناعی ا

إقرأ أيضاً:

ديب سيك الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي

أثار نموذج اللغة الكبير "ديب سيك-R1"، الذي تم تطويره في الصين، حماسة العلماء باعتباره نموذجاً مفتوحاً ومتاحاً للبحث، ومنافساً قوياً لنماذج الذكاء الاصطناعي في مجال "الاستدلال" مثل نموذج OpenAI "o1".

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة Nature العلمية، يُجري هذا النموذج عمليات الاستنتاج خطوة بخطوة بأسلوب مشابه للتفكير البشري، مما يجعله أكثر كفاءة من النماذج السابقة في حل المشكلات العلمية واستخدامه في الأبحاث.

وأظهرت الاختبارات الأولية للنموذج، التي صدرت في 20 يناير، أن أداءه في مهام الكيمياء والرياضيات والبرمجة يماثل أداء النموذج "o1"، الذي لاقى استحسان الباحثين عند إطلاقه في سبتمبر الماضي.

 يتميز "ديب سيك-R1" أيضًا بكونه نموذجا مفتوحا يمكن للباحثين دراسته وتطويره. النموذج متاح بموجب ترخيص MIT، مما يتيح استخدامه بحرية، ولكن لا يعتبر مفتوح المصدر بالكامل لأن بيانات تدريبه لم تُنشر.

تبلغ تكلفة استخدام النموذج عبر واجهته حوالي جزء من ثلاثين من تكلفة تشغيل "o1".

كما طورت الشركة نسخًا مصغرة من النموذج لتمكين الباحثين ذوي الموارد المحدودة من استخدامه، ما يجعل تكاليف التجارب أقل بشكل كبير.


اقرأ أيضاً.. تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحطم الأرقام القياسية.. إنفاق يتجاوز المليار دولار في 2024

 




تحديات النموذج

يأتي "ديب سيك-R1" في إطار موجة من نماذج اللغة الكبيرة الصينية. وتواجه الصين تحديات متعلقة بالقيود على تصدير الشرائح المتقدمة للذكاء الاصطناعي، مما جعل الشركة تبتكر حلولاً تقلل من الاعتماد على موارد ضخمة.

أخبار ذات صلة مشروع ستارغيت العملاق يراهن على الطاقة الشمسية الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء

أسلوب التفكير المتسلسل


يعتمد النموذج على أسلوب "سلسلة التفكير" لتحسين قدرته على حل المهام المعقدة، مع استخدام التعلم التعزيزي لتدريبه على الوصول إلى الإجابات الصحيحة.

 


اقرأ أيضاً.. هل يتفوق "O3" على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي

 

حقق "ديب سيك-R1" نتائج مبهرة في الاختبارات، حيث سجل نسبة 97.3% في مجموعة مسائل الرياضيات MATH-500 وتفوق على 96.3% من المشاركين البشر في مسابقة Codeforces، ما يضعه على قدم المساواة مع "o1".

النموذج مفتوح المصدر جزئياً، مما يمنح الباحثين فرصة لفهم كيفية عمله بشكل أفضل، ويساعد في تفسير آلية التفكير التي يتبعها.

إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • ديب سيك الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء
  • الولايات المتحدة تتفوق على الصين بعد 14 عامًا.. وتركيا المستفيد
  • ترامب يخطط لناتو جديد للشرق الأوسط
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تشخيص أمراض الرئة بأستراليا
  • مدير المكتبه الوطنية والأرشيف بالأمارات: مصر والإمارات ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة
  • مبعوث رئيس جنوب السودان للشرق الأوسط يزور مصر
  • ترامب متّهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على الأسباب
  • الصين: نرحب بحرص الولايات المتحدة على التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية
  • هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟