بوابة الوفد:
2025-02-12@07:46:17 GMT

كل رجال أكتوبر

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

فى فيلا صغيرة لها حديقة بمصر الجديدة، توقفت سيارة مرسيدس سوداء موديل الستينيات، هبط منها رجل أنيق، طويل، صارم الملامح، ودلف سريعاً داخل البناء الذى لم يتصور أحد من المقيمين حوله ما يدور داخله. وقف شابان بالحديقة يتابعان عن كثب، وقال الأول للثانى: ألم تلاحظ شيئاً يا أحمد؟. ثمة شىء يحدث. ودخلا خلفه.

كان الشابان هما أحمد ماهر، وأحمد أبوالغيط، واللذان سيتوليان فيما بعد وزارة الخارجية تباعاً، بينما كان الرجل الأنيق هو محمد حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى المصرى، وكان اليوم هو السبت السادس من أكتوبر 1973.

قبل أيام اتخذ الرئيس السادات قرار الحرب لاسترداد الأرض السليبة، واختار بعناية رجاله وعلى رأسهم «حافظ إسماعيل» الذى تمثلت مهمته فى مساعدة الرئيس فى إدارة الشق السياسى والدبلوماسى للحرب. وفى سبيل ذلك استعان «إسماعيل» ببعض الكوادر الشابة ذات الكفاءة.

ووفقاً لشهادة أحمد أبوالغيط فى الكتاب المهم جداً، الذى حمل شهادته حول «الحرب والسلام» فقد أيقن العاملون بمستشارية الأمن القومى وقتها أن الحرب ستندلع خلال ساعات، وبالفعل اجتمع «حافظ إسماعيل» بهم، وكلف أحمد ماهر بتسليم البيان الأول للقوات المسلحة لأشرف غربال فى مبنى ماسبيرو لإذاعته الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وفيه نبأ قيام إسرائيل بشن غارات جوية ضد مصر، ورد مصر عليها.

وسأل «ماهر»عن موعد بدء العمليات، فأجابه «إسماعيل» بأنها الثانية وخمس دقائق، فاقترح «ماهر» تأجيل إذاعة البيان للثانية ظهراً، وهو ما وافق عليه مستشار الأمن القومى، ثم انطلقت الحرب.

واعترف الوزير النابه أحمد أبوالغيط بقلقه طوال أيام الإعداد، وخلال المعركة. وكتب بأنه لا يصدق السرعة التى تم بها العبور، ورغم التفاؤل السائد، فقد كان يأخذ جانب الحذر لأن هذا هو النهج الأنجح فى الصدامات المسلحة.

فقبل يومين، وتحديداً يوم الخميس 4 أكتوبر حضر السفير السوفيتى بالقاهرة لمقابلة حافظ إسماعيل، وسأله إن كانت مصر وسوريا تنتويان كسر وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ونصحه «إسماعيل» بالحديث مع الرئيس السادات. وفى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر عاد السفير السوفيتى برسالة إلى السادات، حذر فيها مصر من أى عمل عسكرى ضد إسرائيل لأن القدرات غير متكافئة، وستنتصر إسرائيل.

لكن «السيف أصدق أنباء من الكتب» كما يقول أبوتمام، وبدأت مصر الحرب وانتصرت وكبدت إسرائيل خسائر جسيمة حتى يوم 14 اكتوبر عندما تم تطوير الهجوم لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، وحدثت الثغرة، ونجح شعب السويس فى منع احتلال المدينة، لتبدأ مصر مرحلة عمل دبلوماسى رفيع يستهدف استعادة سيناء بالكامل.

وفى يناير 1974 انسحبت القوات الإسرائيلية تماماً من الجيب غرب القناة، وبدأت محادثات السلام، ثم أصابها الفتور حتى كسرها السادات بزيارته الاستثنائية إلى إسرائيل فى 19 نوفمبر 1977 ليطلق مبادرة سلام شامل تسترد مصر بموجبها أرض سيناء الحبيبة.

يوضح «أبوالغيط» فى شهادته أن أوضاع مصر قرب حرب 73 كانت حرجة، باقتصاد ضعيف، وبوادر فتنة طائفية، وغضب شعبى، وكان الجميع يدرك أن الإمكانات المتاحة محدودة، وأن الحرب هى حرب تحريك للقضية لا تحرير للأرض، وهو ما تحقق بنجاح ساحق.

لذا فإن كل رجال أكتوبر الاستثنائيين يستحقون تقديرنا. نغفر لهم ما قدموا وأخروا. ننحنى لتضحياتهم العظيمة، ونُجلّهم ونحفظ لهم امتنان الناس جيلاً وراء جيل. كلهم كلهم: السادات، أحمد إسماعيل، الشاذلى، الجمسى، على فهمى، حسنى مبارك، سعد مأمون، فؤاد ذكرى، عبدالمنعم خليل، عبدالمنعم واصل، وحافظ إسماعيل، وغيرهم من القادة والجنود، شكراً لا ينتهى أبداً.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيارة مرسيدس الأمن القومي المصرى

إقرأ أيضاً:

أمر ستفعله إسرائيل في لبنان قد يُشعل الحرب مجددًا... تقرير يتحدث

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من 5 إلى 7 مواقع استراتيجية في جنوب لبنان، بذريعة ضمان أمن سكان شمال إسرائيل وسط التوترات المستمرة على الحدود.

يأتي ذلك عقب طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، تأجيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لـ"عدة أسابيع إضافية".

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، قدمت إسرائيل "أدلة" للجانب الأميركي تفيد بأن الجيش اللبناني "لا يفرض قيودا فعالة على تحركات حزب الله"، مما قد يسمح بعودة مقاتلي الحزب إلى المناطق الحدودية بسرعة.

وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن واشنطن قد توافق على تمديد فترة التواجد العسكري الإسرائيلي لمنع تعزيز نفوذ حزب الله في المناطق الحدودية، في ظل مخاوف انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد تقرير إسرائيلي بأن الإدارة الأميركية أبلغت إسرائيل بضرورة استكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بحلول 18 شباط الجاري، وهو الموعد النهائي الذي تم تمديده مسبقا ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تجري مفاوضات مع الجانب الأميركي في محاولة لتحصيل تفاهمات ونتائج "أفضل" حول الوضع في جنوب لبنان بعد الانسحاب.

وتقدر واشنطن أن الجيش اللبناني قد انتشر بشكل كاف في المناطق الحدودية، ومن المتوقع أن يستكمل انتشاره بالكامل بحلول الموعد المحدد. في غضون ذلك، من المتوقع أن يواصل الجيش الإسرائيلي الانسحاب من مناطق إضافية في جنوب لبنان خلال الأيام المقبلة.

وردا على التقرير، صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن "انسحاب إسرائيل من لبنان لا يزال قائمًا وفق الجدول الزمني المحدد،"، وادعى أن حكومة بنيامين نتنياهو "لم تطلب أي تمديد" لعملية الانسحاب من جنوبي لبنان.

وفي وقت سابق، استكمل الجيش اللبناني انتشاره في عدة بلدات جنوب البلاد، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها. (روسيا اليوم) 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهدد مجددا بعودة الحرب في غزة
  • أمر ستفعله إسرائيل في لبنان قد يُشعل الحرب مجددًا... تقرير يتحدث
  • رجال طائرة الزمالك يفوز على الطيران بثلاثة أشواط نظيفة
  • إخماد حريق بمواسير صرف صحى بلاستيكية فى مدينة 6 أكتوبر
  • بتر أطراف طفلة فلسطينية بسبب حصار إسرائيل لغزة / شاهد
  • اندلاع حريق بمواسير صرف صحى بلاستيكية فى مدينة 6 أكتوبر
  • الزمالك استفاد إيه!.. شوبير يعلق على إيقاف ناصر ماهر وغيابه عن القمة
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نسمح بتكرار أحداث 7 أكتوبر
  • إسرائيل تؤجل تشكيل لجنة تحقيق بإخفاقات 7 أكتوبر
  • تحريات لكشف ملابسات إصابة شاب بصعق كهرباء في مدينة 6 أكتوبر