بوابة الوفد:
2024-07-02@01:12:37 GMT

كل رجال أكتوبر

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

فى فيلا صغيرة لها حديقة بمصر الجديدة، توقفت سيارة مرسيدس سوداء موديل الستينيات، هبط منها رجل أنيق، طويل، صارم الملامح، ودلف سريعاً داخل البناء الذى لم يتصور أحد من المقيمين حوله ما يدور داخله. وقف شابان بالحديقة يتابعان عن كثب، وقال الأول للثانى: ألم تلاحظ شيئاً يا أحمد؟. ثمة شىء يحدث. ودخلا خلفه.

كان الشابان هما أحمد ماهر، وأحمد أبوالغيط، واللذان سيتوليان فيما بعد وزارة الخارجية تباعاً، بينما كان الرجل الأنيق هو محمد حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى المصرى، وكان اليوم هو السبت السادس من أكتوبر 1973.

قبل أيام اتخذ الرئيس السادات قرار الحرب لاسترداد الأرض السليبة، واختار بعناية رجاله وعلى رأسهم «حافظ إسماعيل» الذى تمثلت مهمته فى مساعدة الرئيس فى إدارة الشق السياسى والدبلوماسى للحرب. وفى سبيل ذلك استعان «إسماعيل» ببعض الكوادر الشابة ذات الكفاءة.

ووفقاً لشهادة أحمد أبوالغيط فى الكتاب المهم جداً، الذى حمل شهادته حول «الحرب والسلام» فقد أيقن العاملون بمستشارية الأمن القومى وقتها أن الحرب ستندلع خلال ساعات، وبالفعل اجتمع «حافظ إسماعيل» بهم، وكلف أحمد ماهر بتسليم البيان الأول للقوات المسلحة لأشرف غربال فى مبنى ماسبيرو لإذاعته الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وفيه نبأ قيام إسرائيل بشن غارات جوية ضد مصر، ورد مصر عليها.

وسأل «ماهر»عن موعد بدء العمليات، فأجابه «إسماعيل» بأنها الثانية وخمس دقائق، فاقترح «ماهر» تأجيل إذاعة البيان للثانية ظهراً، وهو ما وافق عليه مستشار الأمن القومى، ثم انطلقت الحرب.

واعترف الوزير النابه أحمد أبوالغيط بقلقه طوال أيام الإعداد، وخلال المعركة. وكتب بأنه لا يصدق السرعة التى تم بها العبور، ورغم التفاؤل السائد، فقد كان يأخذ جانب الحذر لأن هذا هو النهج الأنجح فى الصدامات المسلحة.

فقبل يومين، وتحديداً يوم الخميس 4 أكتوبر حضر السفير السوفيتى بالقاهرة لمقابلة حافظ إسماعيل، وسأله إن كانت مصر وسوريا تنتويان كسر وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ونصحه «إسماعيل» بالحديث مع الرئيس السادات. وفى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر عاد السفير السوفيتى برسالة إلى السادات، حذر فيها مصر من أى عمل عسكرى ضد إسرائيل لأن القدرات غير متكافئة، وستنتصر إسرائيل.

لكن «السيف أصدق أنباء من الكتب» كما يقول أبوتمام، وبدأت مصر الحرب وانتصرت وكبدت إسرائيل خسائر جسيمة حتى يوم 14 اكتوبر عندما تم تطوير الهجوم لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، وحدثت الثغرة، ونجح شعب السويس فى منع احتلال المدينة، لتبدأ مصر مرحلة عمل دبلوماسى رفيع يستهدف استعادة سيناء بالكامل.

وفى يناير 1974 انسحبت القوات الإسرائيلية تماماً من الجيب غرب القناة، وبدأت محادثات السلام، ثم أصابها الفتور حتى كسرها السادات بزيارته الاستثنائية إلى إسرائيل فى 19 نوفمبر 1977 ليطلق مبادرة سلام شامل تسترد مصر بموجبها أرض سيناء الحبيبة.

يوضح «أبوالغيط» فى شهادته أن أوضاع مصر قرب حرب 73 كانت حرجة، باقتصاد ضعيف، وبوادر فتنة طائفية، وغضب شعبى، وكان الجميع يدرك أن الإمكانات المتاحة محدودة، وأن الحرب هى حرب تحريك للقضية لا تحرير للأرض، وهو ما تحقق بنجاح ساحق.

لذا فإن كل رجال أكتوبر الاستثنائيين يستحقون تقديرنا. نغفر لهم ما قدموا وأخروا. ننحنى لتضحياتهم العظيمة، ونُجلّهم ونحفظ لهم امتنان الناس جيلاً وراء جيل. كلهم كلهم: السادات، أحمد إسماعيل، الشاذلى، الجمسى، على فهمى، حسنى مبارك، سعد مأمون، فؤاد ذكرى، عبدالمنعم خليل، عبدالمنعم واصل، وحافظ إسماعيل، وغيرهم من القادة والجنود، شكراً لا ينتهى أبداً.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيارة مرسيدس الأمن القومي المصرى

إقرأ أيضاً:

آلاف المستوطنين يسعون للحصول على تأشيرات كندية للهروب من حرب غزة

ذكرت تقارير إسرائيلية، أن آلاف المستوطنين الإسرائيليين يسعون للحصول على تأشيرات كندية، للهروب من البلاد، بسبب الحرب المستمرة.

 

مظاهرات ضخمة في 80 منطقة داخل إسرائيل وغانتس يشارك.. فيديو إسرائيل تكثف القصف على مدينة غزة وتوسع هجماتها شمالي القطاع

ويسعى آلاف الإسرائيليين لاستخدام ما يسمى بـ"التأشيرة الإنسانية"، التي تمنحها كندا للإسرائيليين، بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، وفقا لموقع "والا" الإسرائيلي.

وأضاف الموقع، أن التقارير تظهر أن مجموعة كبيرة من الإسرائيليين قدموا طلباتهم إلى كندا والحكومة الإسرائيلية.

وبحسب التقديرات، فإن هناك نحو 400 ألف يهودي يعيشون في كندا، وبحسب إحصاء عام 2021، فقد عاش في البلاد نحو 35 ألف إسرائيلي، وتمركز معظمهم في تورونتو.

ووفقا للتقديرات أيضا بحسب التقرير الإسرائيلي، فإنه يضاف إلى عدد السكان نحو 2000 - 3000 إسرائيلي سنويا، ولكن من المحتمل أن يكون عددهم قد زاد بشكل ملحوظ، منذ بداية حرب غزة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي اليوم الـ267 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى37,834 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 86,858 آخرين.

وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.

 

مقالات مشابهة

  • قضايا الدولة تهنئ المستسار أحمد عبد الحميد بتعيينه رئيسا لمجلس الدولة
  • الوصول لـ زايد والهرم وأكتوبر في دقائق.. 20 صورة ترصد محور 26 يوليو الجديد
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • ارتفاع حصيلة قتلى الحرب في غزة إلى نحو 38 ألف شهيد
  • أحمد أبو الغيط لـ«الشاهد»: 25 يناير ليست ثورة لأنها أتت برئيس إخواني
  • جميلة عوض تبهر جمهورها بأحدث ظهور لها
  • آلاف المستوطنين يسعون للحصول على تأشيرات كندية للهروب من حرب غزة
  • رئيس المخابرات المصرية يجري مفاوضات مع إسماعيل هنية
  • جميلة عوض: النفسية محتاجة فرح نوبي
  • أمريكا أرسلت لإسرائيل 14 ألف قنبلة زنة 2000 رطل منذ 7 أكتوبر