كيف نُقَيّم ونستمتع بجمال اللوحات الفنية؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أينما حللت فى رحلاتى إلى عواصم العالم أجدنى منجذباً لزيارة المتاحف والوقوف أمام اللوحات الفنية للاستمتاع والتأمل بعيداً عن رفاقى فى الرحلة.
والذين لا يقدرون الفن كثّر، وقد تسمع من يهمس أمام لوحة لبيكاسو: «طفلى كان بإمكانه رسم لوحة أجمل من هذه!»
عندما كنت طالب دكتوراه فى جامعة ماكجيل فى مونتريال شاهدت ألواناً من الفنون أدهشتنى، أذكر أننى فى متحف مونتريال للفنون الجميلة وقفت مرة محتارا أمام لوحة زيتية داكنة السواد مع خط قصير باللون الأبيض فى منتصف اللوحة.
وهنا فى جامعة هارفارد توجد متاحف شهيرة منها متحف بوش رايزنجر، الذى تأسس عام 1903 الذى يتمتع بمكانة فريدة باعتباره المتحف الوحيد فى أمريكا الشمالية المخصص لدراسة الفن القادم من البلدان الناطقة بالألمانية.
فى مقابلة مع مجلة «هارفارد جازيت» بتاريخ 29-9-2023، تقدم لينيت روث، أمينة المتحف، نصائح لتقييم الفن: «أبدأ بما يلفت انتباهى.. من المهم أن أرى ما يجذب انتباهى وأسأل نفسى: هل أريد الاستمرار فى العودة إليه؟ ثم أسأل ماذا أرى بالضبط؟ ما الذى أنظر إليه.. بمجرد أن تبدأ فى سلسلة التساؤلات هذه، أعتقد أنه يمكنك العثور على شىء مثير للاهتمام فى كل شىء تقريبًا»
«من المهم دائمًا أن يكون لديك عقل منفتح. هناك معايير تقليدية معينة لصناعة الفن لا يزال الكثير من الناس يلتزمون بها، وقد يرفضون أنواعًا معينة من الفن المعاصر، أو حتى الفن الحديث».
«هل يجب أن تكون مؤرخًا للفن؟ بالطبع لا. فى النهاية، الأمر ذاتى. لا أستطيع إقناعك بأن يعجبك شىء ما.. عليك أن تسأل: هل هذا الفن شىء قد يغيّر الطريقة التى يرى بها الناس العالم؟ أو قد يجعلهم يفكرون فى ماهية الفن أو ما هو ممكن؟».
«يجب على الجميع الذهاب إلى متاحف هارفارد الفنية، خاصة الآن بعد أن أصبحت مجانية للجميع. الشىء الجميل هو أنه يمكنك العودة – تعال لمدة نصف ساعة وانظر إلى لوحة واحدة ثم عد مرة أخرى وانظر إليها مرة أخرى فى يوم مختلف، عندها قد تشعر شعوراً مختلفاً أو تفكر فى أشياء مختلفة. كلما قضيت وقتًا أطول مع عمل فنى ما، من النادر أن تجده أقل إثارة للاهتمام».
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
اكتشف عبقرية فان جوخ في لوحة ليلة مرصعة بالنجوم
كشف باحثون أن فينيست فان جوخ اعتمد على قوانين الفيزياء الدقيقة لرسم رائعته لوحة "الليلة المرصعة بالنجوم"، وفقًا لدراسة جديدة تقول إن الفنان الأسطوري كان لديه فهم بديهي للعالم الطبيعي.
وبحسب صحيفة "اندبندنت" البريطانية، جذبت هذه اللوحة، التي رسمت في يونيو 1889، انتباه الملايين لأكثر من قرن من الزمان، وذلك بفضل تصويرها لسماء زرقاء دوامية وقمر أصفر ونجوم باستخدام انفجار من الألوان والأشكال.
وكل نجم في اللوحة الأسطورية محاط بتموجات صفراء، تتألق بانعكاسات تشبه الضوء على الماء، فضلاً على أن ضربات الفرشاة الرائدة للفنان المضطرب تخلق وهمًا بحركة السماء.
واستطاع العلماء تحليل لوحة فان جوخ لكشف ما يسمونه "الاضطراب الخفي" في تصوير الرسام للسماء، قال يونج شيانج هوانج، أحد المشاركين في الدراسة: "بفضل صورة رقمية عالية الدقة، تمكنا من قياس الحجم النموذجي لضربات الفرشاة بدقة ومقارنتها بالمقاييس المتوقعة من نظريات الاضطرابات".
قام باحثون متخصصون في حركة السوائل بمقارنة ضربات الفرشاة في اللوحة بأوراق الشجر التي تدور في قمع الريح عبر فحص المقياس النسبي والتباعد بين ضربات الفرشاة الدوارة وحسبوا السطوع النسبي لألوان الطلاء المختلفة.
وفحص الباحثون على وجه الخصوص النطاق المكاني للأشكال الدوارة الرئيسية الـ14 في اللوحة، ومن خلال هذه الملاحظات الدقيقة، قدروا بتقدير شكل وطاقة وحجم الغلاف الجوي الموضح في اللوحة.
وتوصلت الدراسة إلى أن الصورة تتوافق مع قاعدة فيزيائية تعرف باسم قانون كولموغوروف الذي يتنبأ بحركة الغلاف الجوي.
بشكل عام، يقول العلماء إن الاستخدام الدقيق للفنان للحجم والسطوع "يلتقط بدقة" القواعد وراء اضطراب الغلاف الجوي وتدفق الطاقة في حركة الهواء من المقاييس الصغيرة إلى الكبيرة.
ووجدوا أن بعض القوانين التي تنطبق على فيزياء السماوات الحقيقية تنطبق أيضًا على تصوير الفنان.
ويبدو أن الفنان الأسطوري نجح في التقاط أبعاد متعددة للفيزياء "بدقة مدهشة"، بحسب الباحثين.
قال الدكتور هوانغ: "ربما يكون التمثيل الدقيق لفان جوخ للاضطرابات نابعًا من دراسة حركة السحب والغلاف الجوي أو من إحساس فطري بكيفية التقاط ديناميكية السماء"، وقال "إنه يكشف عن فهم عميق وبديهي للظواهر الطبيعية".