الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١١١)
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
نستكمل حديثنا اليوم مع بقية حديث المستشار على جريشة أحد قيادات الجماعة التاريخيين إلى حسنى مبارك، قائلاً: اعلم بعد ذلك يا أخ حسنى أن الدنيا زائلة، فأين جمال عبدالناصر، وأين أنور السادات، وأين أخيراً صدام حسين؟ ومن قبلهم ومن بعدهم الكثير؟ واعلم أن هناك كأساً لابد لنا جميعاً من أن نشرب منها، إنها كأس الموت؛ كل نفس ذائقة الموت، وأن بعد الموت حسابا يوم القيامة، وأن بعد الحساب جنة أو ناراً «وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً».
وهنا لابد أن نضع مجموعة من الملاحظات عزيزى القارئ على هامش هذه الرسالة التى لا ندعى أنها سرية، بل هى علنية ومنشورة على موقع الإخوان الرسمى، أولا تصر الجماعة بصورة أو بأخرى على أن مبارك كان منهم، انتمى إليهم فى يوم من الأيام، وعليه فهو يعرفهم جيداً، ولذلك من الغريب عليه أن يأخذ هذا الموقف منهم، ثانياً بدا أن الجماعة كانت تضع مبارك تحت المراقبة الدقيقة، ولن نبالغ ونقول إن الجماعة كانت تتجسس عليه، بل هى «وهذا أضعف الإيمان» كانت تعرف على وجه التحديد ما الذى يقوله مبارك عنها، وعن الصفات التى يلصقها بقياداتها، وهى صفات فى الغالب لم تكن جيدة ولا حميدة، ثالثاً دعت الجماعة بشكل واضح وصريح أن ينصح مبارك ابنه جمال بأن يجلس مع قياداتها حتى يسمع منهم، طمعاً فى أن يغير وجهة نظره عنهم، رابعاً كانت هناك محاولة لاستعطاف مبارك من قبل المستشار على جريشة، فقد أشار إلى أن هناك رؤيا صالحة رآها لمبارك وأنها ستتحقق، ويومها سيقول إن هذا تأويل رؤياى قد جعلها ربى حقا، لكن لم يلتفت مبارك إلى هذا الاستعطاف الذى كان مبالغاً فيه فى حقيقة الأمر، «على الهامش لم يكن مبارك يركن إلى مسائل الرؤى المنامية ولم يكن يعتقد كثيراً فى الروحانيات، وعلى حد تعبير المسؤولين السياسيين الكبار الذين عملوا معه لسنوات طويلة، فإنه لم يطلب من على جريشة أن يفصح عن رؤياه هذه.
كانت هذه الرسالة التى أثارت استياء البعض داخل الجماعة محاولة من على جريشة لتقريب وجهات النظر، سبقت بعدة شهور دعوة يوسف ندا، التى لم يبد أن أحداً استجاب لها داخل جماعة الإخوان أو داخل صفوف النظام المصرى، خاصة أن مساحة التصعيد بين الجماعة وأجهزة مبارك الأمنية قد بلغت مداها هذه الفترة، وكانت لدى مجموعة جمال مبارك عقيدة ربما أشد صلابة من عقيدة رجال مبارك الكبار، جعلتهم يصرون على الابتعاد عن الإخوان المسلمين ولا يتعاملون معهم سياسياً، والشاهد أن أحمد عز كان سبباً رئيسياً فى تعطيل أى اتصالات بين الجماعة وبين جمال، وربما كان هذا هو السبب الذى جعل عز هدفاً دائماً لهجوم قيادات الجماعة عبر منابرها الإعلامية المختلفة، ولقد أدركت الجماعة فى وقت متأخر جداً أن الطريق إلى جمال مبارك يكاد يكون مغلقاً تماماً، وهو ما دعا مهدى عاكف وفى حوار منشور أن يعلن غضبته الكبرى، عندما قال أنا لا يهمنى توريث ولا جمال ولا حسنى مبارك ولا غيره، إنهم ليسوا فى خاطرى على الإطلاق، لكن مياه النهر التى جفت بين صقور الجماعة وبين جمال مبارك لم تكن كذلك فى النهر الذى حاولت الأجهزة الأمنية فتحه بين جمال وعبدالمنعم أبوالفتوح مرة أخرى فى العام ٢٠٠٩، وهذه قصة طويلة أخرى، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ على جريشة حسني مبارك على جریشة
إقرأ أيضاً:
برلماني: العفو الرئاسي عن 54 مسجونا خطوة أفسدت إدعاءات الجماعة الإرهابية
أشاد اللواء خالد خلف الله عضو مجلس النواب عضو حزب مستقبل وطن بقنا ، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو الرئاسي عن 54 محكوما من أبناء سيناء ،مؤكدا بأن هذة الخطوة تفسد حملات الشائعات وادعاءات الجماعة الإرهابية وأهل الشر ضد مصر ، الذين يريدون بث الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف خلف الله في تصريحات للمحررين البرلمانيين اليوم ، أن الرئيس السيسي اتخذ استراتيجيه وطنيه منذ تقلده الحكم ، بأن كل المصريين في خندق واحد ، للدفاع عن مقدرات وطنهم ، وان العفو والتسامح هما أساس المواطنه ، وان الافراج عن المحكوم عليهم جاء استجابة من الرئيس السيسي لطلب نواب ومشايخ وعواقل رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، وتقديرا للدور التاريخي لأبناء سيناء في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية والاستقرار، بالعفو عن أبناء سيناء الحبيبة ويؤكد تقدير الدولة لدور أبناء سيناء غير التاريخ .
وشدد خلف الله على أن هناك فرحة عارمة بين أبناء سيناء باستقبال هدية الرئيس لهم، ويؤكدون دعمهم للدولة المصريه ، ولتوجيهات الرئيس السيسي في استكمال مسيرة البناء والتنمية.