مرض يجعل جلد الإنسان كأنه سطح جلد السمكة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أثير-جميلة العبرية
يفقد الأشخاص المصابون بمرض “السمّاك” الحاجز الواقي الذي يحافظ على رطوبة بشرتهم؛ حيث تُصنع خلايا الجلد الجديدة بسرعة كبيرة أو تفرز الخلايا القديمة ببطء شديد، وهذا يؤدي إلى تراكم الجلد السميك المتقشر، بحيث يكون الجزء الأكبر من سطح الجلد مُغطى بالقشرة.
الدكتور أحمد الهنائي طبيب مقيم في برنامج الأمراض الجلدية بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية تحدث لـ “أثير” عن مرض “السُماك” قائلا بأنه يسبب اضطرابًا في طبيعة الجلد فيؤدي إلى سماكة، وجفاف، وتقشر، وحكة، واحمرار، وتشقق الجلد، مضيفًا بأن معظم حالات السُّماك وراثية، والبعض الآخر يُعد مكتسبا ولا صلة له بالوراثة، مؤكدًا بأنه ليس من الأمراض المعدّية خلافا لبعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة عنه.
وأضاف: هنالك ما يقارب ٢٠ نوعا للمرض، ومن أكثرها شيوعا، السُّماك الشائع الذي يصيب 1 من كل 250 شخصًا، ويتم وراثته بجين سائد. ويظهر عادة بعد الولادة بـ ٣ أشهر، أما النادر جدًا منها ويشمل السُّماك المرتبط بالكروموسوم X: ويصيب 1 من كل 2000 شخص ويستهدف الذكور فقط، ويشمل التقشير العام، خصوصًا على الأطراف والجذع. وقد يظهر عند الولادة أو بعدها بـ ٦ أشهر.
وأضاف: أما المكتسب فيميل إلى التطور في مرحلة البلوغ وهو غير وراثي، وعادة ما يكون مرتبطًا بحالة مرضية داخلية أخرى كخمول الغدة الدرقية، والمرض الكلوي والساركويد وهي حالة نادرة تتسبب في ظهور بقع صغيرة من الأنسجة الحمراء المتورمة في أعضاء الجسم، وسرطان الغدد الليمفاوية (هودجكين) وهو نوع نادر من السرطان، وعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة ( الإيدز).
وذكر الدكتور بأن بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى حدوث السُّماك، بما في ذلك بعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان المستهدف (مثل: فيمورافنيب، ومثبطات بروتين كينيز)، أما أعراض السُّماك فتتراوح من خفيفة إلى شديدة، وتشمل الأعراض الشائعة الآتي:
• جفاف الجلد.
• حدوث حكة واحمرار وتشقق بالجلد.
• قشور على الجلد تكون بيضاء، أو رمادية، أو بنية اللون.
وقد تشمل الأعراض أيضًا:
• بثورًا وتشققات في الجلد يمكن أن تؤدي إلى جروح.
• تساقط الشعر أو تكسره.
• صعوبة إغلاق الجفون وجفاف العين.
• عدم القدرة على التعرق؛ لأن قشور الجلد تسد الغدد العرقية.
• صعوبة في السمع.
• سُماكة الجلد على راحتي اليدين وباطن القدمين.
• شد الجلد.
• صعوبة في ثني بعض المفاصل.
• الجروح المفتوحة الناتجة من خدش الجلد المصاب بالحكة.
• غالبًا ما تكون الأعراض أسوأ عندما يكون الجو باردًا وجافًا، وتتحسن في الظروف الدافئة والرطبة، وهذا يعني أنها قد تكون ملحوظة في الشتاء أكثر من الصيف.
وتشمل مضاعفات مرض السُّماك الآتي:
– ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة لانخفاض القدرة على التعرق.
– محدودية الحركة بسبب الجلد الجاف الذي يمكن أن يجعل التحرك مؤلمًا.
– عدوى الجلد بسبب تشققه.
– ضعف السمع أو البصر بسبب تراكم الجلد فوق الأذنين أو العينين.
– مشكلات عاطفية قد تؤثر على المظهر العام وتسبب الاكتئاب وتدني احترام الذات.
وأكد الدكتور أن تشخيص مرض السُّماك يتم عادة عبر:
– مراجعة التاريخ الطبي والعائلي.
– الفحص البدني ومعاينة الجلد والشعر والأظافر.
– إجراء خزعة من الجلد لفحص الأنسجة تحت المجهر.
– طلب فحص جيني لمعرفة وجود جين متغير.
أما عن العلاج فقال الدكتور بأنه لا يوجد علاج لمرض السُّماك، ويتم إدارة الحالة والتحكم في الأعراض عبر خطة علاجية تشمل الآتي:
– استخدام كريمات ومراهم لترطيب الجلد.
– الأدوية للمساعدة في تقليل القشور.
– المضادات الحيوية أو المطهرات لعلاج التهابات الجلد.
وسيوصي طبيب الأمراض الجلدية بالعلاجات المناسبة لحالة كل مريض، مثل كريمات الترطيب أو كريمات التقشير التي تحتوي على مواد مثل اليوريا وحمض الساليسيليك، ويمكن أيضًا وصف حبوب الريتينويد أو الأيزوتريتينوين إذا كان ذلك مناسبًا بناءً على تقدير الطبيب.
وذكر الدكتور أيضًا إرشادات للتحكم بمرض السُّماك تشمل:
– استخدام مرطبات للجلد.
– تدليك الجلد المبلل بلطف باستخدام حجر الخفّاف لإزالة بعض الجلد السميك.
– تمشيط الشعر المغسول لإزالة القشور من فروة الرأس.
– الحفاظ على برودة المكان، خصوصًا إذا كنت تعاني من صعوبة في التعرق.
– استخدام مرطبات الهواء للحفاظ على الرطوبة في الهواء ومنع جفاف الجلد.
– ارتداء ملابس فضفاضة مصنوعة من مواد مثل القطن التي تقلل من التهيج للجلد.
– استخدام منظفات الغسيل المصممة للبشرة الحساسة التي لا تحتوي على أصباغ أو عطور كثيرة.
– البحث عن الدعم من المقربين والتحدث إلى أخصائي نفسي إذا كان ذلك ضروريًا.
وعن الإحصائيات بعدد حالات الإصابة في سلطنة عمان قال الدكتور بأنه لا يوجد حتى الآن توثيق إحصائي لانتشار المرض بين العُمانيين، لكن هنالك توثيقًا لحالات أغلبها وراثية ومنتشرة بين أفراد العائلة الواحدة التي يكثر فيها زواج الأقارب، حيث نشر موقع (PubMed)، توثيق لـ٣ عائلات كبيرة في السلطنة، من بينهم ٩ مصابين لوالدين إما أن يكونوا أبناء عم أو أبناء خال.
وفي ختام حديثه مع “أثير” أكد الدكتور الهنائي أهمية التشاور والفحص الجيني قبل الزواج، خصوصًا إذا كان هناك مرض وراثي في العائلة، لتجنب المعاناة المعنوية والمادية للفرد وأسرته، كما أشاد بالأشخاص المصابين بمرض السُّماك الذين تحدوا المرض وعبَّروا عن أنفسهم بكرامة وشجاعة، وأسهموا في توعية المجتمع بطبيعة مرضهم من خلال مشاركتهم في الفعاليات ووسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
أضرار التعرض لأشعة الشمس على البشرة الدهنية الحساسة.. خطر مضاعف يحتاج لعناية خاصة
في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التعرض لأشعة الشمس تزداد المخاطر التي تهدد صحة الجلد خاصة لأصحاب البشرة الدهنية الحساسة الذين يعانون من تحديات مضاعفة مقارنة بغيرهم.
فهذه الفئة من أنواع البشرة لا تتأثر فقط بأشعة الشمس الحارقة بل تتفاعل بشكل عنيف مع مكوناتها، مما يؤدي إلى نتائج سلبية قد تمتد من التهيج المؤقت إلى الإصابة بمشكلات جلدية مزمنة.
تسلط بوابةالفجر الإلكترونية في السطور التالية الضوء على الأضرار التي قد تلحق بالبشرة الدهنية الحساسة عند التعرض لأشعة الشمس مع تقديم نصائح طبية موثوقة للوقاية والحماية.
البشرة الدهنية في الصيف.. كيف تتعاملين معها وتحافظين على نضارتها؟ ما الذي يميز البشرة الدهنية الحساسة؟البشرة الدهنية بطبيعتها تفرز كميات زائدة من الزيوت، مما يجعلها عرضة لانسداد المسام وظهور حب الشباب.
أما البشرة الحساسة، فهي شديدة التفاعل مع المؤثرات الخارجية مثل الحرارة والمواد الكيميائية.
وعندما تجتمع الصفتان، يصبح الجلد أكثر عرضة للالتهابات والتهيجات نتيجة التعرض المباشر للشمس.
أضرار التعرض لأشعة الشمس على البشرة الدهنية الحساسة.. خطر مضاعف يحتاج لعناية خاصة أضرار أشعة الشمس على هذا النوع من البشرة1. زيادة الالتهابات والاحمرارعند التعرض لأشعة الشمس، تتحفز الخلايا الجلدية الحساسة لإنتاج مواد التهابية، ما يؤدي إلى احمرار الجلد والشعور بالحكة أو الحرق، خاصة على الأنف، الجبهة، والخدين.
2. تحفيز إفراز الدهون بشكل مفرطأشعة الشمس تؤدي إلى جفاف سطح البشرة، مما يدفع الغدد الدهنية للعمل بصورة أكثر نشاطًا، ما يفاقم مشكلة اللمعان الزائد وظهور الرؤوس السوداء والبيضاء.
3. ظهور البقع الداكنة والتصبغاتنتيجة الحساسية العالية، فإن البشرة تستجيب للشمس بإنتاج كميات كبيرة من الميلانين، مما يؤدي إلى ظهور تصبغات جلدية وبقع داكنة يصعب التخلص منها بسهولة.
4. زيادة فرص الإصابة بحب الشبابتراكم الدهون مع تعرق البشرة تحت أشعة الشمس يعزز انسداد المسام، ما يتسبب في تفاقم حالة حب الشباب أو ظهور التهابات جلدية بكتيرية.
5. تلف الخلايا وظهور علامات الشيخوخة المبكرةالتعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية UVA وUVB يؤدي إلى تكسير الكولاجين والإيلاستين في البشرة، مما يظهر على هيئة تجاعيد وخطوط دقيقة مبكرة، حتى في سن صغيرة.
البشرة الدهنية في الصيف.. كيف تتعاملين معها وتحافظين على نضارتها؟ آراء طبية وتحذيرات من أخصائيي الجلدأكد الدكتور أحمد الصياد أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل، أن "البشرة الدهنية الحساسة من أكثر أنواع البشرة تأثرًا بالتغيرات المناخية وحرارة الشمس، وينبغي على أصحابها تجنب الخروج في أوقات الذروة دون حماية مناسبة".
وأضاف: "التعرض المتكرر للشمس دون استخدام واقٍ شمسي مناسب قد يؤدي إلى تلف دائم في طبقات الجلد ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد على المدى الطويل".
خطوات للوقاية والعناية اليوميةللتقليل من هذه الأضرار، ينصح الأطباء وخبراء العناية بالبشرة باتباع الخطوات التالية:
1- استخدام واقٍ شمسي مخصص للبشرة الدهنية والحساسة
يفضل اختيار واقي شمس خالٍ من الزيوت (Oil-Free)، وخالٍ من العطور والمواد الكيميائية، بمعامل حماية SPF لا يقل عن 50.
2- تجنب التعرض للشمس في أوقات الذروة
وذلك بين الساعة 10 صباحًا و4 عصرًا، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها.
3- ارتداء القبعات والنظارات الشمسيةوضع طبقة مادية فاصلة بين الوجه والشمس يساعد في حماية البشرة من الأشعة المباشرة.
البشرة الدهنية في الصيف.. كيف تتعاملين معها وتحافظين على نضارتها؟ 4- تنظيف البشرة فور العودة من الخارجغسل الوجه بغسول لطيف مخصص للبشرة الحساسة يساعد على إزالة العرق والزيوت والشوائب دون التسبب في تهيج الجلد.
5- استخدام مرطبات خفيفةالترطيب المنتظم ضروري لمنع جفاف الجلد، لكن يجب اختيار تركيبات مخصصة لا تسبب انسداد المسام.
كيفية التعامل مع البشرة الحساسة في فصل الصيف.. دليلك الكامل للحماية والنضارة متى يجب زيارة طبيب الجلدية؟في حال ظهور احمرار مستمر، حروق، تقشير غير طبيعي، أو تصبغات غامقة بعد التعرض للشمس، من الضروري استشارة طبيب الجلد فورًا. ب
عض الأعراض قد تكون مؤشرًا على تحسس ضوئي أو إصابة التهابية تستدعي علاجًا طبيًا.