علي كرتي: الطريق الى الجنة ( ٤)
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
– في العام ٢٠٠٩ وعقب صدور لائحة اتهام من قبل مدعي المحكمة الجنائية بحق الرئيس البشير حينها كتب الاخ المحبوب عبدالسلام مقالا كان يرد فيه على الاخ الدكتور نافع علي نافع امين الاتصال التنظيمي للمؤتمر الوطني حينها وكان مما كتبه المحبوب وصفا بان الايادي الامريكية التي صافحت قادة الانقاذ في توقيع اتفاق نيفاشا هي نفسها التي تسلمهم الان لوائح الاتهام وتقودهم الى محكمة الجنايات الدولية عبر بوابة مجلس الامن خلال اقل من خمسة اعوام من توقيع نيفاشا واستشهد المحبوب بقول الشاعر محمد مفتاح الفيتوري :
وقماشة الايام من خيطان غزلك
وهي ضافية عليك
– وخلال ذات الفترة اصدرت السيدة هيلدا جونسون كتابها الذي روت فيه تفاصيل المفاوضات التي افضت الى توقيع اتفاق السلام الشامل في نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، وكان من بين الصور التي ضمنتها في الكتاب صورة رائجة جدا اصبحت عنوانا لذلك الاتفاق تظهر مصافحة بين الاستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور جون قرنق وقد استغرق كلا منهما في الضحك حتى بدا الاستاذ علي عثمان مغمض العينين مائلا برأسه الى الوراء، وقالت جونسون ان مناسبة الضحكة في الصورة أن الرئيس الامريكي جورج بوش اقترح نقل توقيع الاتفاق الى البيت الابيض الامريكي او لعله طلب لقاء السيدين علي عثمان وجون قرنق قبيل التوقيع او بعده وأن الاستاذ علي عثمان كان يحاول اقناع قرنق المتردد بانه لا باس من لقاء ألرئيس الامريكي والظهور في حدائق البيت الابيض لكن قرنق همس في اذنه ( غايتو انا ما عارف الامريكان ناوين يعملوا فيني شنو!! لكن الامر الذي انا متاكد منه انه اذا ذهبنا فانت لن تعود وانما من هناك الى غوانتنامو مباشرة !!) وهو حديث يشبه قرنق الذي كان يحب التعبير عن مواقف جادة في قوالب فكاهية!!
– لم يكن منطقيا التطورات الدرامية التي شهدتها قضية دارفور خلال سنوات قليلة جدا ما بين العام ٢٠٠٣ وحتى العام ٢٠٠٩ والتي نشطت خلالها الادارة الامريكية تجاه السودان على نحو غير معهود حيث زار السودان عدد من مسؤوليها بينهم وزيرة الخارجية ومستشارة الامن القومي ووزير الدفاع الامريكي وعدد كبير من اعضاء الكونغرس ولجانه المختلفة واصبح البيت الابيض الامريكي مسرحا او قل سيركا سياسيا للقاءات الرؤساء الامريكان بقادة حركات دارفور وناشطين سياسيين واجتماعيين من دارفور.
– لكن الحوار الامريكي السوداني المزعوم والذي كان قد بدا قبل الحوار الرسمي بين موسسات السلطة والادارة الامريكية كان قد اقنع قيادة الانقاذ التنفيذية ممثلة في الشيخ علي عثمان محمد طه بامكانية قبولهم في نادي النخب المركزية وكان المطلوب من نخبة الانقاذ اثبات انها نخبة مؤهلة لعضوية النادي واول خطوات وشروط تأهيلها للحوار الامريكي كان اتخاذ اجراءات لتجفيف منابع ومصادر الدعم والتمويل المادي والمعنوي الذي كانت الانقاذ تحظى به والذي ساهم بقدح معلى في نجاح مشروعاتها التنموية الضخمة التي نفذتها في سنواتها الاولى والتحول من حركة الى حزب والفرق بين الاثنين كالفرق بين السماء والارض.
– اكملت الانقاذ مطلوبات كثيرة قبل بدء عملية الحوار الامريكي السوداني توجت باتفاق نيفاشا بينها والحركة الشعبية وجميع كيانات المعارضة الحزبية، لكنها في جوانب اخرى ايضا قدمت خدمات امنية وفنية وسياسية جليلة للادارة الامريكية في اطار حربها المزعومة على الارهاب والتي كان هدفها الاساسي محاصرة الاسلام الحركي المعتدل وتفكيك البنى التحتية لمؤسساته الطوعية والمالية والمصرفية والتي كانت تبني نماذج حقيقية لمؤسسات بديلة لمؤسسات السلطة في الوطن العربي خاصة وتؤسس لفلسفة جديدة في مجالات حيوية لحياة الشعوب، وكانت خطورة السودان في هذه المنظومة انه ظل العقل المفكر والعملي فيها فكوادر السودان كانت هي التي تقود تاسيس منظمات طلابية وشبابية في اوروبا والعالم الاسلامي خارج الحدود الجغرافية للعالم العربي ، وكوادر السودان المعتدلة والعملية بطبيعتها هي التي اسست تجارب المصارف الاسلامية وكوادر السودان وعناصره المبادرة والزاهدة حد التصوف هي التي كانت تقود مجهودات الاغاثة والتطوع في مجاهل افريقيا وجبال افغانستان، فحيثما التفت الى عمل جماعي طوعي او اقتصادي خارج ولاية السلطان فقد كان السودانيون هم راسه وعمدته. وهذا الرصيد من الصدق والاخلاص والفكر العملي المتجاوز لتقعرات الفكر العلماني العروبي وجفاف وجمود الفكر السلفي الخليجي، هذا الرصيد من اعمال الاسلاميين السودانيين هو الذي فتح علاقات وموارد ضخمة لسلطة الانقاذ غرفت منها بغير حساب ولا فوائد على عوائد استثمارات اصحابها.
صديق محمد عثمان
صديق محمد عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: علی عثمان
إقرأ أيضاً:
وفيات الاثنين .. 23 / 12 / 2024
#سواليف
#وفيات الاثنين .. 23 / 12 / 2024
الحاج عبدالحميد الخليفات
الحاج محمد محمود يوسف الحديدي
نبيل عثمان احمد بلاسمة
الزميل يوسف عويضة
الحاج صالح عيادة الرقاد
والدة المخرج محمد الضمور
الحاج صبحي محمود النعيمات
الحاجة سهام عبدالفتاح اليعقوب النسور
المهندس أيمن أحمد خلف المصري
ناهدة إبراهيم سليم شحالتوغ
فواز مصطفى خميس الدلابيح
أحمد هاشم الصالحي
محمد عبدالله محمود أبو زيد
حليمة عبيد مكيد العساف
ميشيل استاوري زايد
عبدالقادر عبدالله عبدالعزيز الطوخي
الياس عيسى عطالله كشك
خلود سلامة الجبور
رايقة اسماعيل العودات
ماجد سليم التويجي
حسين سلامه فليحان الحسبان العموش
صلاح الدين يوسف سحويل
فضا محمود اليوسف المحمد الخصاونه
رباح عبد السلام محمود عوض
عائشه ياسين السرطاوي
تمام محسن الكوز
سميرة موسى الأسمر
محمد داوود الحج علي السطري
عبد العزيز سالم الصقور
زكية محمد البستنجي
نبيل عثمان احمد بلاسمة
عبدالمجيد بن عبد بن علي الدلاهمة
امجد اكرم تكروري
عبلة كمال لافي حداد
احمد عبدربه ابراهيم اللوزي
محمد محمود اليوسف الحديدي
محمد ابراهيم ادريس نزال