لطيفة بنت محمد: «الخط» أحد ركائز هويتنا الوطنية
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
دبي- وام
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي؛ أطلقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، «بينالي دبي للخط»، أول بينالي في الإمارة، ويهدف إلى إبراز أهمية فنون الخط باعتباره أداة تعبيرية وجمالية تعكس مضمون الثقافات، ويحظى بمشاركة أكثر من 200 فنان ومبدع محلي وعالمي، ويتضمن تنظيم 19 معرضاً، ويسهم في تفعيل أكثر من 35 موقعاً حول دبي تعرض تشكيلة واسعة من الأعمال الفنية المستلهمة من الخطوط التقليدية والمعاصرة والخط الطباعي المكتوبة بأكثر من 8 لغات.
ويأتي إطلاق البينالي إيذاناً بافتتاح فعاليات النسخة الحادية عشرة من «معرض دبي الدولي للخط العربي»، التي تنظمها «دبي للثقافة» بالشراكة مع.. «مقتنيات دبي»، و«آرت دبي»، و«متحف الاتحاد»، الذي يستضيف فعاليات المعرض حتى 31 أكتوبر الجاري.
وقامت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بجولة في أرجاء المعرض، اطلعت خلالها على أعمال الخط العربي واللوحات الفنية المشاركة التي تميزت بتفرد أفكارها وتنوع أساليبها ما بين التقليدي والمعاصر، مشيدةً بجودتها وقدرتها على التعبير عن رؤى المبدعين والفنانين، الذين أبرزوا من خلال أعمالهم حيوية ومرونة الحروف العربية وما تمتاز به من جماليات وروائع.
ونوّهت سموها بالنجاح المتواصل الذي حققه «معرض دبي الدولي للخط العربي» في دوراته السابقة، وما يعكسه من اهتمام الإمارة بالخط العربي وحرصها على إبرازه والاحتفاء برواده، وقالت إن الخط يشكّل أحد ركائز هويتنا الوطنية، وأداة ملهمة تُعبر عن ثراء ثقافتنا وتراثنا المحلي والعربي.
وشاهدت سموها خلال جولتها في المعرض عدداً من أعمال الفن الحديث المُنتقاة من مجموعة مقتنيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى جانب قطع مُختارة من مجموعة مبادرة «مقتنيات دبي»، وعدد من المؤسسات الفنية المرموقة في العالم العربي.
وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أن «بينالي دبي للخط» يعكس روح دبي الإبداعية وتنوّعها الثقافي والإنساني اللافت، ويسلط الضوء على الآفاق الفنية اللامحدودة والرؤى المتنوعة للفنانين والخطاطين المشاركين الذين عكسوا بإبداعاتهم وأعمالهم المتميزة جمال فن الخط بكل أنواعه وأشكاله، وفخورة برؤية هذا التجمع الفني العالمي في مجال الخط هنا في دبي، التي تسعى بشكل دائم لمد جسور التواصل والحوار البنّاء بين مختلف الثقافات، وهو ما يحقق طموحات الإمارة ورؤيتها الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.
وقالت سموها: تواصل دبي مسيرتها الثقافية الرائدة عبر مبادراتها الاستثنائية التي تمزج فيها بين العراقة والأصالة والابتكار، وتسعى من خلالها إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الاقتصاد الإبداعي، مستندةً في ذلك إلى إرثها الغني المُستلهم من الثراء الثقافي لمجتمعها، لتعكس من خلاله رسالتها الحضارية ورؤاها المتفردة.
ولفتت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن «معرض دبي الدولي للخط العربي»، والذي يعد أولى فعاليات «بينالي دبي للخط»، يبرز اهتمام الإمارة بحماية وصون فن الخط، وإبراز جماليات الثقافة العربية وثرائها، وتوصيل مضامينها الإبداعية إلى العالم، وقالت: يُمثّل هذا الحدث الغني بمحتواه إضافةً نوعية لمشهد دبي الإبداعي، ويعبّر عن اهتمام الإمارة الدائم بخلق بيئة فنية مستدامة داعمة للمواهب الإبداعية المتميزة، ما يتيح الفرصة لتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي والارتقاء بها.
أعمال منتقاةوتحتضن نسخة «معرض دبي الدولي للخط العربي» الحادية عشرة أكثر من 75 عملاً فنياً وخطياً متنوعاً تحمل بصمات نحو 50 خطاطاً ومبدعاً يمثلون 17 جنسية مختلفة، إلى جانب عرض تشكيلة منتقاة من أعمال رواد الفن التشكيلي المستلهمة من الخط العربي بالتعاون مع عدد من المؤسسات الفنية المرموقة والمعروفة في المنطقة، كما تستضيف مجموعة من أبرز الفنانين والخطاطين كضيوف شرف، ومن بينهم: الخطاط السوري منير شعراني، والمصري مسعد خضير، والبروفيسور التركي أوغور درمان، والباكستاني رشيد بات، بالإضافة إلى محمد أوزجاي وفاطمة أوزجاي ومحمد التميمي من تركيا.
واشتملت أعمال المعرض على خطوط عربية تنوّعت بين.. الخط الكوفي والديواني، والثُلُث والنسخ، والمغربي الأندلسي المبسوط، وخط الثُلُث المغربي الأندلسي، والثُلُث الجلي، والمحقق، والريحاني وغيرها من الخطوط الأخرى التي أظهرت تكوينات حروفية مشغولة بحرفية عالية؛ وتضمن المعرض أيضاً مجموعة بديعة من القطع الفنية التي قدّم الخطاطون من خلالها أفكاراً حديثة مبتكرة ومعالجات فنية متنوعة، أبرزت جمالية وحيوية الحرف العربي.
ويستعرض المعرض أيضاً العلاقة بين الخط العربي والفن التشكيلي، وذلك من خلال تشكيلة من أعمال رواد الفن التشكيلي الحديث والمعاصر، ومن بينهم.. الفنان جميل حمودي، وضياء عزاوي، وخالد بن سليمان، وكمال بلاطة، وعلي بلاغة، وحسن مسعودي، ويوسف أحمد، وناصر السالم وعبدالقادر الريس.
ويوفر «معرض دبي الدولي للخط العربي» مساحات ملهمة للفنانين، تتيح لهم التعبير عن جماليات مخزونهم الإبداعي ورؤاهم الفنية وتطلعاتهم المستقبلية؛ ففي أروقته يقدم الخطاط التركي محمد أوزجاي أعمالاً تبرز روائع خط النسخ الجلي، كما يضم المعرض لوحتيّ «الحلم الأزرق» و«الربيع» للفنانة التركية فاطمة أوزجاي، إلى جانب أعمال الخطاط محمد مندي التميمي، فيما يعرض الخطاط الفلسطيني أحمد نافز الأسمر لوحتين تبرزان جماليات خط الثلث الجلي وخط الثلث المشبع، بينما يعرض الخطاط الجزائري منير طهراوي عمله الفني وهو عبارة عن مرقعة تمزج بين خطي النسخ والثُلُث.
فيما تبرز جماليات الخط المغربي الأندلسي المبسوط، والثُلُث المغربي الأندلسي في لوحات المبدع المغربي بلعيد حميدي، ويضيء الإيراني أميد رباني في عمله «خطبة الوداع» وكذلك لوحته «سورة القلم وسورة العلق» على تفاصيل الخط الفارسي، بينما يحاكي الفلسطيني إيهاب ثابت في أعماله تجارب الخطاط الراحل محمد شوقي، ويقدم المصري أحمد محمد سيد مصطفى عبر لوحاته تكويناً حراً بخطي الثُلُث الجلي والمحقق، ويقدم الخطاط الإماراتي خالد الجلاف لوحتين تحمل الأولى عنوان «نورانية آية الكرسي»، أما الثانية فتحمل عنوان «جمالية آية الكرسي».
ويستعرض العراقي محفوظ ذو النون عبر مرقعة قصيدة المناجاة المنظومة «أدعية» روائع خطي المحقق والريحاني، بينما تبرز لوحة «درجات» إبداعات الخطاط البحريني علي شهاب، ويعرض الإماراتي عمران البلوشي عمله الفني المستلهم من آيات سورة الأنعام، فيما يستعرض الحاج نور الدين في أعماله الإبداعية حيوية الخط العربي، أما العراقي الدكتور صلاح الدين شيرزاد فيعرض لوحتيه «النخيل» و«دعاء»، كذلك هدى مليك أبرزت في لوحتيها «ما شاء الله» و«النخلة» ما تتمتع به الزخرفة من جماليات خاصة، وقدّم الخطاط السعودي أحمد أبو سرير تكوينات ساحرة مستلهمة من روائع الخطوط العربية.
وتضمّن المعرض أيضاً أعمالاً للخطاطة سيما شنار، ومحمد صفار باتي، ووقار أحمد، ومحمد نباتي، وعبد الناصر المصري، وزكي سيد أوغلو، وعلي ممدوح، ومحمد النوري، ود. بلال مختار وسلمان أكبر، وأنور الحلواني، وجمال الترك، ومحمد فاروق الحداد ووسام شوكت، ونرجس نور الدين ومصعب الدوري، وكذلك فهد المجحدي ولولوة الحمود وعلي الجيزاوي وعائشة بن براهيم، ومثنى العبيدي، وإسرافيل شيرجي، ومحسن أقاميري، وصباح أربيلي، وحاكم غنام وفاطمة سالمين وفاطمة الظنحاني وعدي الأعرجي.
يذكر أن النسخة الافتتاحية لـ «بينالي دبي للخط» تقام بدعم رئيسي من «مجموعة الرستماني»، وبدعم من «صندوق الوطن»، وبالشراكة مع مجموعة من الشركاء والمؤسسات الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي، وتضم: حي دبي للتصميم، وندوة الثقافة والعلوم، ومكتبة محمد بن راشد، ومدينة إكسبو دبي، و«جيت أفينيو» في مركز دبي المالي العالمي، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ومركز جمعة الماجد، ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وبلدية دبي، والسركال أفنيو، وآرت دبي، ومتحف المرأة، وتشكيل، وفن جميل، وغاليري مطر بن لاحج، ومعرض بوكارا، وفاوندري، وخولة آرت غاليري، وغاليري فيريتّي، وإيفي غاليري، وشركة بدو- BEDU، وغاليري AWC، ومكتبة حب-Hobb، وأوبرا غاليري، ومعرض موندوار، واستوديو ذا جام جار، واستوديو ميداف، ومرزام، ومعرض كلمات، وسلي كافيه-Slay Café، وفريم كافيه-Frame Café، و 3IXAM، و«هاواوي»، وليڤيل شوز.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المغربی الأندلسی بینالی دبی للخط الخط العربی فی دبی
إقرأ أيضاً:
«دبي للثقافة» تعزز شراكتها مع «محمد بن راشد للإدارة»
دبي: «الخليج»
زارت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بهدف تفعيل قنوات التواصل المشتركة، وتبادل الخبرات في مجالات تطوير المواهب والبحوث والدراسات وصناعة السياسات المبتكرة، ويأتي ذلك في إطار التزام «دبي للثقافة» الهادف إلى تجسيد مبادئ حكومة دبي في تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات والمؤسسات المحلية بما يدعم تحقيق رؤى الإمارة الطموحة.
وخلال الزيارة، التقت هالة بدري، يرافقها عدد من مديري الهيئة التنفيذيين، الدكتور علي المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، حيث بحثا سبل توطيد العلاقات بين الطرفين وتعزيز جهودهما الرامية إلى تمكين قادة الثقافة المستقبليين، ودعم أصحاب المواهب الإبداعية وتنمية مهاراتهم.
وناقشا أهمية تبني مجموعة من السياسات التي تساعد على تحفيز الابتكار في القطاع الثقافي، وإنشاء أطر عمل واضحة تعمل على ترسيخ الاستدامة والشمولية والإبداع في القطاع، واتفق الجانبان على ضرورة تشكيل فرق عمل متخصصة لتطوير مجموعة من المبادرات والمشاريع المستقبلية الهادفة إلى دعم قوة القطاع وإثراء المشهد الإبداعي في دبي.
ومن جهة أخرى، قدم أعضاء فريق كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، لأعضاء وفد «دبي للثقافة» عرضاً حول أبرز الإنجازات التي حققتها الكلية منذ تأسيسها، وإسهاماتها في مجالات الحوكمة والقيادة وصناعة السياسات.