صمت دهرا وأخيراً نطق البرهان مدعيا بأن من فض الاعتصام هو الدعم السريع وهذا هو رأس جبل الجليد … بقلم: حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
صمت دهرا وأخيراً نطق البرهان مدعيا بأن من فض الاعتصام هو الدعم السريع وهذا هو رأس جبل الجليد ... كمل جميلك ياجنرال واعترف ببقية الجبل الغاطس تحت الماء من وراءه ؟! ... عشان الأستاذ نبيل اديب يشوف شغله وبعدين يحول المكرفون لزميله المدعي العام للمحكمة الجنائ
لا بد أن هذا اليوم الثلاثون من شهر سبتمبر فيه سر دفين لم يكشف النقاب عنه بعد وفيه رأي البرهان بعد صمت رهيب وتعتيم مريب أن يفجر قنبلة عنقودية تتطاير شظاياها لتعلن للعالم أجمع إن الدعم السريع هو من فض الاعتصام في الثالث من شهر يونيو من العام ٢٠١٩ في آخر شهر رمضان والمعتصمون يغطون في نوم عميق بعد أداء شعائرهم من افطار جماعي وأداء صلاتي المغرب والعشاء وصلاة القيام في جماعة واخلدوا للراحة حتي يحل عليهم وقت السحور وصلاة الفجر .
ولكن في ذاك اليوم الحزين حلت عليهم جحافل التتار بالهراوات والسياط والأسلحة النارية وضربا بالأحذية الثقيلة ( البوت ) وباعقاب البنادق مع الشتم باقذع الألفاظ والاغتصاب وكانت الجثث تربط علي ( بلوكات الأسمنت ) ويرمي بها في النيل !!..
إن هذا الإعلان الذي صرحت به في هذا اليوم بعد صمت طويل بأن الدعم السريع هو من فض الاعتصام ... ليس فيه جديد فالراعي في خلاه يعرف هذه الحقيقة التي وثقها الدعم السريع في فديوهات عمت القري والحضر والجند الذين هجموا علي الثوار العزل المعتصمين كانوا يقومون بعملهم في كامل الثقة ووجوهم واضحة المعالم لكل ذي بصر ولم يخفوا هويتهم وكل هذا التصرف منهم بهذا السفور يدل علي أنهم في مهمة موكلة لهم من جهة تستفيد من خدماتهم اللاانسانية وتتستر عليهم وتحميهم من أي ملاحقة قانونية أو مساءلة جنائية ... وأيضاً أن الدعم السريع الذي قال عنه من صنعوه أنه من رحمهم وهذا الإعتراف به جعله قوة ضاربة مسلطة علي الشعب عموما وعلي الثوار خصوصا !!..
الحديث الذي كان يدور في أروقة المدينة في ذاك الوقت الذي قتل فيه شباب وشابات السودان بدم بارد أن هؤلاء الشهداء قبل أن تصعد أرواحهم الطاهرة الي بارئها هرولوا الي بوابات القيادة العامة ظنا منهم أن الجيش سيحميهم وقد انطلت عليهم الحيلة بأنه منحاز للثورة بحق وحقيق تحت شعار ( جيش واحد وشعب واحد ) ولكن بان الخذلان واتضحت معالم الخديعة ليجدوا الأبواب تغلق في وجوههم وقد تم سحب عسكر القيادة الي الداخل بعد أن أفرغت البنادق من الذخيرة وكانت لحظات حصد فيها الموت بالجملة الآلاف وتم رمي الأجساد البريئة في النيل بعد أن وثقت بالحبال علي بلوكات الأسمنت لاخفاء معالم الجريمة الشنيعة التي لم يري لها وطننا الحبيب مثيل !!..
الدعم السريع نعم متهم بفض الاعتصام من زمان ولم يجرؤ كائن من كان أن ينبس ولو بكلمة خاصة وأن هنالك جهات نافذة كانت وراء هذا الجرم الفظيع والكل يعرف هذه الجهات التي تسنمت أريكة الوطن ونصبت نفسها حاكماً من غير برلمان ولا شرعية ومن ذلك الزمان قبل أربعة سنين وأربعة أشهر تدهور حال البلاد التي انعدمت فيها الحكومة والدولة وتوجت الفوضى الخلاقة بحرب الجنرالين ... وهل من اشعل حرباً بهذا الحجم يخاف أن يعترف بأنه من وراء فض الاعتصام وهذا الذي اتهمته بالجريمة أليس هو من صنعكم ورحمكم كما قلتم بعضمة لسانكم ... ام تريد أن تقنع العالم بدموية الدعم السريع حتي يدرج في قائمة الإرهاب ؟!
العالم عارف كل حاجة وعنده أطنان من الملفات عن كل الذين اذوا السودان وهذه المرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية حالف ان تاخذ العدالة مجراها وقد شعر بالذنب في أنه حقا فرط في حق الأبرياء والشهداء ضحية العسكر والجنجويد والحركات المسلحة !!..
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع، ولن يعني ما سيكتب في أوراقها وإعلاناتها أي شيء. سيعتمد الدعم السريع، كما فعل دائمًا، على سلاح مليشياته وأموال الذهب المهرب وأموال المواطنين من الغنائم، وعلى أموال ونفوذ الإمارات، وهي التي ستحدد لحميدتي ووزرائه وللذين اختاروا التحالف معه كل شيء.
ستضاف حكومة الجنجويد إلى مشاريع الإمارات في ليبيا واليمن والصومال، وهي المشاريع الانفصالية والاستقلالية، والتي تسعى عبرها إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية من موارد الشعوب المنهوبة، وإلى توسيع نفوذها في المنطقة واستخدامها كأدوات للمساومة على القضايا والملفات الإقليمية، ليصب كل ذلك في اتجاه تموضع تسعى إليه كلاعب سياسي واقتصادي وأمني رئيسي في المنطقة لا يمكن تخطيه من قبل اللاعبين الأساسيين في العالم. ولا يهمها في سبيل ذلك إن تقسمت الدول أو ماتت شعوبها أو تشردت.
ولكن السودان ليس كغيره، وربما ذلك أمر قد تمت ملاحظته مبكرا منذ بداية الحرب. فلقد خسرت الإمارات بسبب دعمها للجنجويد على مستوى الرأي العام العالمي كما لم يحدث في كل تجاربها السابقة، وستستمر في الخسارة. كما أن الدعم السريع يختلف عن كل المشاريع الأخرى، فهو مليشيا متهمة بأفظع جرائم الحرب، وفي مقدمتها الإبادة الجماعية. جماعة عسكرية أسسها النظام البائد لتحصين نفسه من التمرد والانقلابات وتضخمت تباعا لتصبح شركة أسرية تعمل من أجل المال والسلاح والسلطة بلا أي مشروع. في هذه الحرب ظل الدعم السريع يحاول في كل حين أن يعتنق مشروعًا جديدًا، بدءًا من حرب في سبيل الديمقراطية، إلى حرب ضد ما يسمى بـ “دولة 56” الظالمة، وصولًا إلى حرب ضد قبيلة أو قبيلتين. وكلها محاولات فاشلة لإضفاء شرعية على المشروع الأساسي، وهو دولة عائلة حميدتي المالكة.
لن تسمح الفظائع التي عايشها السودانيين من عنف المليشيا قديمًا، والآن في هذه الحرب التي دخلت كل البيوت بتغيير الرأي العام، الذي انحاز بصورة غير مسبوقة ضد الدعم السريع وفظائعه وانتهاكاته. ولن تؤثر في ذلك محاولات تجميل مصطنعة من مشاريع مستعارة بعضها عظيم كالسودان الجديد للزعيم الراحل جون قرنق، مشاريع قرر قادتها اليوم أن مصالحهم التكتيكية تتقاطع مع بنادق وذهب وأموال الجنجويد والإمارات، ليهزموا أنفسهم لا المشاريع. وستظل دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية والسودان الجديد والجيش الواحد القومي البعيد عن الصراع السياسي أهداف نضال الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني عبر السنين، وأهداف الثورة التي خرجت ضد النظام البائد الذي صنع الجنجويد ومكنهم وأرسلهم ليحاربوا خارج البلاد ومكنهم من صنع علاقاتهم الخارجية المستقلة و امبراطوريتهم الاقتصادية.
لن نستطيع بصورة عملية مقاومة الحرب واستمرارها وسيناريوهات تمزيق السودان بدون الحديث بوضوح عن الدول التي تتدخل في الصراع السوداني ومن قبله لعقود عبر استغلال هشاشة الأوضاع الداخلية، من الإمارات ومصر، إيران، تركيا والسعودية وغيرها من الدول التي تدعم الحرب بالسلاح والمال والنفوذ وتتجه بالحرب في السودان إلى حرب كاملة بالوكالة لا يملك السودانيين من العسكريين والمدنيين القرار في استمرارها أو إيقافها. لتستمر أو تتوقف حينها في سبيل أجندات تلك الدول الخاصة التي تسعى لتحقيقها من خلال دماء وأرواح ومقدرات السودانيين.
أخيرا، تمزيق السودان لن يتم عبر سلطة أو حكومة الجنجويد الموازية، بل يمكن أن يحدث فعليا فقط إذا لم تتوقف آلة الكراهية البغيضة التي أشعلتها الحرب والتي تستثمر فيها العديد من الجهات، هذه الكراهية التي تزيد بسببها الشقة الاجتماعية بين مكونات السودان، تلك التي تنفي مواطنة البعض والتي تصنف الناس على أساس مناطقهم، قبائلهم، إثنياتهم وأديانهم لتمنحهم الحقوق أو تنزعها عنهم، والتي تعتبرهم محاربين أو مسالمين إذا كانوا من هذه القبيلة أو تلك والتي تسترخص دماء بعض السودانيين وتجعلها أقل من دماء سودانيين آخرين. وهي عنصرية وكراهية وتعصب ليست وليدة الحرب، ولكنها أشعلتها وزادتها ضراما وهي بدورها تعود لتزيد من اشتعال وتأجيج الحرب. كراهية يتمزق السودان من خلالها كل يوم وبسلطة وحكومة موازية أو بدونها.
محمد ناجي الأصم
إنضم لقناة النيلين على واتساب