بل كيف حال صغارنا وأطفالنا وشبابنا وأمهاتنا، وهم يعيشون مأساة هذه الحرب اللعينة، التي حرمت الأسرة السودانية من لم الشمل والشتات وجعلتها أمة مشردة داخل بلادها ودول الجوار...وكان كبار السن هم الأكثر عرضة لهذه العذابات.
في الأول من أكتوبر من كل عام..تحتفل الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية ،ذات العلاقة، والدول الكبري ، خاصة،باليوم العالمي للكبار، وذلك منذ أن أقرته الجمعية العمومية للمنظمة الدولية عام 1991.

..فأصبح عيدا من أيادها الدولية، حيث تقام الاحتفالات في معظم الدول ، تقديرا واحتراما واعترافا بالدور الذي لعبه الآباء وبذلوه من أعمال جليلة في تقدم البشرية ، تستحق الإشادة والاحتفال بروادها وبما يقومون به حاضرا باعتبارهم بيوت خبرة واستشارة للأجيال المتعاقبة...حيث تزداد الحكمة مع تقدم العمر.
ويواجه كبار السن، بحكم تقدم العمر!، حزمة من المشاكل والتعقيدات الحياتية والصحية، أبرزها سؤ التغذية ،والأمراض المزمنة، والجلطات الدماغية، والرعاش، والهلوسة، وفقدان حاسة الذوق، وهشاشة العظام وربما الخرف المبكر والزهايمر..
وليس بالضرورة أن تصيب هذه الأمراض كل المسنين،بل لكل مجتمع ظروفه الخاصة ونمط وأسلوب حياته..التي قد تساعد او تقلل من حدوثها
مثل الرعاية الصحية ورعاية المسنين والتشريعات والقوانين المساعدة علي ذلك..وعلي تحقيق حقوقهم ...وتأتي مثل هذه الاحتفالات الدولية،للتذكير بهذه الحقوق وضرورة مراعاتها.
فمن أهداف هذه الاحتفالات،زيادة الوعي والمعرفة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومنهم بالضرورة كبار السن...فتجري في معظم الدول احتفالات ومهرجانات تقيمها المؤسسات الاجتماعية والمنظمات الأهلية من خلال الفعاليات والبرامج والندوات التي تقام خصيصا احتفالا بهذه المناسبة.
وتأتي أحتفالات ، هذه السنة،وبلادنا الحبيبة تعيش وضعا مأسويا بسبب الحرب اللعينة، حيث فقد المسن السوداني السند والضهر والدعم الأسري ..وفقد العلاج الرعاية الصحية بسبب خروج معظم المؤسسات العلاجية عن الخدمة..فكان المسن في مقدمة المتضررين..بل والأكثر تعرضا للرصاص الطائش والدانات الملتهبة والمباني المتهدمة علي الرؤوس بسبب قلة الحيلة والحركة في إنقاذ نفسه..
ورغم كل تلك المعاناة..فلا زال كبار السن في السودان، هم الفئة الأكثر تفاؤلا وتمسكا بالأمل بوقف الحرب وعودة الحياة الي طبيعتها كما كانت..فقد علمتهم التجارب التعايش مع مثل هذه الحالات...وأن النوازل مهما طال ليلها سوف تذهب ويذهب معها مفجروها...ويبقي السودان
وأهل السودان الذين سيعمرونه من جديد مهما كان حجم الخراب والدمار..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کبار السن

إقرأ أيضاً:

رحل بروفيسور ريتشارد حسن الإنسان والعالم والطبيب المنتمي لدولتي السودان

ياسر عرمان

حملت اخبار جوبا خبرا محزنا برحيل العالم والطبيب المتميز والإنسان بروفيسور ريتشارد حسن طلبة كلام ساكت بالهند، و الذي درس أجيال من السودانيات والسودانيين في كلية الطب جامعة الخرطوم، وكان من أوائل الطلاب الجنوبيين الذين تخرجوا منها.

بروفيسور ريتشارد حسن فقد وخسارة كبيرة لعامة لمعارفه و للاطباء على نحو أخص وللذين تلقوا العلاج على يديه في عيادته الشهيرة في شارع المك نمر، وعُرف دكتور ريتشارد حسن بتواضعه الجم وانسانيته تجاه الفقراء وضحايا الحروب ولو اكتفي بالطب وحده لكفاه، ولكن كانت له مواقف وطنية في مناصرة السلام والتعايش بين السودانيين جنوبا وشمالا، وظل موجودا في الخرطوم قبل الحرب اللعينة ولم يهجر الخرطوم عند المحن طوال سنوات الحرب من ١٩٨٣ الى ٢٠٠٥، واستحق عن جدارة لقب مواطن الخرطوم الاول. وقد كتبت منذ سنوات مطالبا بتكريمه في الخرطوم تكريما شعبيا ورسميا فهو رابط من الروابط بين شعبي ودولتي السودان، وهو فقد للدولتين وينتمي لكلا السودانيين عن استحقاق وعرق وبذل ونبل وعطاء.

وقد اتصلت اليوم بزوجته السيدة جويس وابنه جين معزيا. واتوجه بالتعازي لبناته الدكتورة نقين والدكتورة سارة والدكتورة اليزابيث والدكتورة مارغريت ولاهله ومعارفه وتلاميذه.

عاش كل من يجمع شعبي ودولتي السودان
والمجد لله في الاعالي
وعلى الارض السلام
وبالناس المسرة

٣ يوليو ٢٠٢٤  

مقالات مشابهة

  • مصر تشدد على ضرورة وقف الحرب
  • في اليوم العالمي للتقبيل.. «القبلة» لغة عالمية تقوي المناعة وتحفظ الشباب
  • اليمن يحتفل باليوم العالمي للتعاونيات
  • فندق باب القصر يحتفل باليوم العالمي للشوكولاتة متيحاً لضيوفه فرصة تذوق أجود أنواعها وألذّها
  • حزب الله يشن هجوما واسعا على معظم مناطق الجليل وشمالي إسرائيل
  • “غوغل” يحتفل بذكرى إستقلال الجزائر
  • السودان: «القضارف» تدعو المنظمات الدولية للتدخل ومواجهة موجة النزوح
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • بعد تصريح ماكرون.. حقيقة تأجيل أولمبياد باريس بسبب “الحرب الأهلية”
  • رحل بروفيسور ريتشارد حسن الإنسان والعالم والطبيب المنتمي لدولتي السودان