سودانايل:
2025-02-07@06:45:52 GMT

عاصمة الصمود لن تخون

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

عصب الشارع -
هناك سؤال عريض تم توجيهه للبرهان في أكثر من محفل ولكنه تجاهل الإجابة عليه وهو أن للجيش عشرات الحاميات في مدن السودان المختلفة وملايين العساكر الموجودين خارج العاصمة لماذا لم يتم استنفارهم لحسم هذه المعارك في الحرب الدائرة ولماذا استنفر كتائب البراء الكيزانية مع وجود كل هذه القوات ورغم أنه هو القائد الأعلى فإنه لايستطيع الإجابة حيث لا يستطيع القول بأنهم رفضوا (عدييل) المشاركة على إعتبار أنها ليس بحربهم وعلى الكيزان الذين بدأوها إستكمالها
ولا يستطيع قائد اللجنة الأمنية الإنقلابية البرهان أن (يرقص ويغطي دقنه) في نفس الوقت وهو ما لا يمكن للمرء أن يفعله في عصر التكنلوجيا الرقمية وسرعة إكتشاف وإلتقاط ونشر الأخبار والافكار حتي وإن عمل علي إصدار بيان رسمي فالامر صار غير مجدي كما ظل يفعل مع أخبار لقاءاته بعدد من قيادات النظام السابق وبعض قيادة مجموعات التطرف الإسلامي بالبلاد فدائما مايكون نفي النفي إثبات أو يكون تكرار لإعادة نشر الخبر ليطلع عليه من لم يطلع عليه في المرة الأولى وهو تجسيد حي لغباء الاعلام الكيزاني
وقد يكون الامر من ناحية أخرى محاولة من الكيزان للقول بأنهم لصيقين بقيادة الجيش وحتى أنه يمكن أن يكون لدمغ البرهان تحديداً بالكوزنة لإغلاق خط العودة أمامه إن حاول الخروج من الخط المرسوم له ومحاولة (التملص) من مسئولية الجرائم التي تم إرتكابها خلال هذه الحرب العبثية كما يردد هو نفسه ويأتي ذلك من إحساسهم بأنه بدأ التفكير بعقلانية وأن جلوسه للتوقيع لإنهاء الحرب وتسليم البلاد لسلطة مدنية عبر الاتفاق الإطاري صار قاب قوسين او أدنى بإرادته أو بدونها
نعم فشل البرهان في تحريك قوات من بورتسودان والقضارف والشمالية والأبيض والفاشر ومدني والدمازين وهو الآن موجود بمدينة الحديد والنار عطبرة لإقناع القوات الموجودة هناك (حسب طلب الكيزان) للتحرك نحو الخرطوم لفك الحصار عن القيادة العامة ولكننا على ثقة بأن مدينة الرجال الذين عرفهم التأريخ عبر مواقف صلبة والتي لازالت محفورة في ذاكرة السودانيين لن تقبل الدخول لصناعة المزيد من القتل والدمار ولن تتحرك كما تحرك قطارها الشهير الذي صار رمزا للثورة وسترفض المشاركة في هذه الحرب العبثية وسيعود البرهان الى من دفعوه واطلعوا ألاّ تفاوض مع الجنجويد لا في جده أو غيرها لكسر شوكته حتي قبل وصوله الي هناك سيعود إليهم وهو يحمل نفس الردود التي وجدها في العديد من الحاميات بان قوات الشعب لن تشارك في قتل الشعب .

.
ولو ظل البرهان يستمع لتعليمات المجموعة الكيزانية التي تحيط به ويدور لإقناع الحاميات العسكرية بالولايات للدخول في القتال فإنه بلا شك سيصنع نوعاً من التوتر داخل القوات المسلحة وربما وصل الأمر للإنقلاب عليه خاصة أن الأغلبية من قيادات تلك الحاميات هم من المغضوب عليهم المنفيين بعد إنقلاب اكتوبر الكيزاني علي السلطة الشرعية ولن يكرروا نفس الخطأ في المشاركة في عودة الكيزان للسلطة مرة اخري
والثورة أبداً مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الظلم وقدرة الإنسان على الصمود أمامه

تابعت في الأيام السابقة حادث مأساوي لموظف بدار الأوبرا المصرية، تخلص من حياته بسبب تعرضه للظلم داخل بيئة عمله، تاركًا رساله أشبه بطعنات نافذه في قلب ظالمه حيث قال فيها: “ستراني في عقوق أبنائك، ستراني في غدر من حولك، ستراني في هجر أصحابك، ستراني في دعائك الذي لا يستجاب، ستراني في أحلامك المحطَّمة والتي لا تتحقق، ستراني في مرضك وضعفك وفشلك “؛

بتلك الكلمات المؤثره ضجَّت مواقع التواصل الإجتماعي للمطالبه بالتحقيق فيما حدث للموظف، وبالفعل بات الأمر الآن في يد الجهات الرسمية بمصر للتحقيق في الأمر، في النسيج المعقد للمجتمع، يبرز القمع كشبح خفي ينسج خيوطه عبر حياة الأفراد والمجتمعات، فيخنق الحريات، ويشوِّه السعي إلى المساواة والعدالة، من الأصداء الصامتة للتحيز النظامي المتأصل داخل المؤسسات، إلى المظاهر العلنية للتمييز الذي تمليه المعايير المجتمعية، يتخذ القمع أشكالاً متعددة الأوجه، ويصنع سلاسلاً تقيد الأصوات، وتحبط التطلعات، وهو ما شاهدناه في حادث دار الأوبرا، إن الظلم قوة شاملة تقيم حواجز غير مرئية تعوق الوصول إلى الموارد والحقوق وتديم دورات الحرمان والتمكين من الفرص، إن تأثير الظلم يتسرب من خلال أوتار هياكل السلطة نفسها، ممّا يؤدي إلى تغذية نظام بيئي من عدم المساواة في بيئة العمل حيث تجد مجموعات منبوذة، تم تجريدها من قدرتها على التصرف وكرامتها، وتفرض قيوداً عليها على أساس العرق أو الجنس أو الوضع الاقتصادي أو المعتقدات الدينية، ويمتد تأثيرها عبر حياة الناس، مخلفة وراءها ندوب التهميش والإقصاء والنضال المستمر ضد الظلم الشامل، والتي قد تصل في بعض الأحيان للتخلص من الحياة لإنهاء تلك المعاناه، هذا النظام الخبيث، يعمل بمهارة وإدامة للسرديات التي تعزز الصور النمطية للمديرين، وترسيخ الهياكل الهرمية الروتينية، التي يختبئ فيها الفروق الدقيقة للكفاءة، وبسببها يُحرم الناس من الفرص، ويتعرضون للظلم والتهّميش، الظلم إجتذب قدرًا أعظم من الإهتمام، مقارنة بأي مفهوم آخر في التاريخ الأخلاقي والسياسي، فالظلم هو المواقف التي يُعامل فيها شخص أو مجموعة من الأشخاص بشكل غير عادل، بسبب عوامل معينة، وهذا الحادث ليس الأول ولا الأخير، ففي كل يوم، يعاني عدد لا يحصى من الناس من عدم المساواة، والعقاب الشديد دون سبب واضح، قدره الإنسان علي الصمود أمام الظلم مختلفة ومتفاوته من شخص لآخر، لأن الظلم مصطلح له دلالات عميقة تشمل مجموعة من التجاوزات المجتمعية والقانونية والأخلاقية، وهي قدرات لا يستطيع جميع الناس تحملها بشكل متساوِ ، وجوهر الظلم يشير إلى أنه انتهاك العدالة والإنصاف والانحراف عن المبادئ التي تدعم المجتمع العادل والمتناغم وهو ليس مفهومًا مفردًا، بل ظاهرة متعددة الأبعاد تتجلّى في أشكال مختلفة خبيثة ومنتشرة خاصة بعض بيئات العمل، التي يمارس فيها غياب العدالة أو انتهاك الحقوق والتحيزات النظامية، فالظلم النظامي، والذي يمكن القول بأنه الشكل الأكثر رسوخًا وتحديًا، يتطلب إعادة تقييم شاملة للسياسات والهياكل والمعايير المجتمعية، فالظلم ليس مجرد فكرة مجردة بعيدة، بل هو تجربة يعيشها كثيرون منا، وهو محسوس من الفتاة الصغيرة التي تُحرم من التعليم على أساس جنسها، إلي الشخص الذي يكافح من أجل الحصول على أجر، أو ترقية عادلة، ونستطيع أن نراه في قصص أولئك الذين تغرق أصواتهم في صخب الامتيازات.

NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • مطلوب «لا» من 22 عاصمة
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • 21 شهرا من الصمود.. عائلات سودانية تتحدى المستحيل ببحري الصبابي
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • غزة.. قلعة الصمود الأسطوري
  • بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب
  • الظلم وقدرة الإنسان على الصمود أمامه
  • بغداد تتسلم مفتاح عاصمة السياحة العربية 2025 .. صور
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • الاعيسر .. نستنكر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي تعرض لها المدنيون في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان