أويل برايس: مقامرة السعودية النفطية تؤتي ثمارها بوصول سعر برنت 95 دولارا
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
اعتبرت الكاتبة المتخصصة في الشؤون النفطية إيرينا سلاف، أن مقامرة السعودية المحسوبة المتمثلة في عمليات خفض طوعية متكررة لإنتاج النفط تؤتي ثمارها مع وصول سعر خام برنت 95 دولارا للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط حوالي 30% خلال الربع الثالث، إذ تسببت تخفيضات الإنتاج الطوعية لتحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا في الضغط على إمدادات النفط الخام العالمية.
وذكرت الكاتبة في مقال نشره موقع أويل برايس، أن المتداولين تجاهلوا التخفيضات الإضافية لإنتاج النفط التي أعلنتها السعودية في يوليو/تموز الماضي، تجاهل المتداولون هذه التخفيضات، مشيرة إلى أن الأسعار لم تتحرك بالفعل في البداية.
وأوضحت سلاف أن الجميع كانوا منشغلين بالطلب على النفط في الصين والولايات المتحدة، لكن بعد ثلاثة أشهر، بدت الأمور مختلفة تمامًا، إذ أعلن السعوديون والروس تمديد تخفيضاتهم المشتركة لمدة ثلاثة أشهر.
ولفتت الكاتبة إلى أن السعودية وروسيا -اللتان تسعيان لأسعار نفط أعلى- راهنتا على انخفاض استجابة النفط الصخري لسد الفجوة التي خلفها خفض الإنتاج لـ1.3 مليون برميل يوميًا.
ووفق الكاتبة فيمكن أن تكون عائدات النفط السعودية أعلى بمقدار 30 مليون دولار يوميًا هذا الربع مقارنة بالربع الأخير، وفقًا لتحليل Energy Aspects، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 5.7% عن الربع الثاني، أو 2.6 مليار دولار إضافية.
وقال التقرير أيضًا إن روسيا قد تشهد زيادة في عائدات النفط بمقدار 2.8 مليار دولار خلال هذه الفترة.
وبحسب إحصائيات وحسابات أجرتها وكالة رويترز فإن إيرادات النفط والغاز في روسيا لشهر سبتمبر/ أيلول وحده قد تصل إلى 7.6 مليار دولار، وهو ما سيكون أعلى بنسبة 14٪ من إيرادات أغسطس/آب.
ولفتت الكاتب أن المقامرة السعودية التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، كانت من الممكن أن تكون كذلك، في ظروف أخرى، فعندما يقوم أحد المنتجين بتخفيض إمداداتهم، عادة ما يتدخل منتج آخر لملء الفراغ، أو ربما تفشل التخفيضات في تحريك الأسعار، وهو ما حدث مع السعوديين في يوليو/تموز. ولكن بعد ذلك تغيرت الأمور.
وأشارت الكاتب إلي أنه لا يمكن لأي منتج آخر أن يتدخل لملء الفراغ الذي خلفه النفط السعودي والروسي، كما أنه في واقع الأمر لم يتدخل أحد بالفعل.
وعلى الرغم من تأخيرها الطفيف في تحريك الأسعار، فإن التخفيضات أدت وظيفتها ونجحت في دفع الأسعار وما زالت إلى الارتفاع نتيجة الطلب المتزايد.
اقرأ أيضاً
النفط يسجل مكاسب فصلية بدعم الطلب وشح الإمدادات
وقبل أسبوعين، توقعت الوكالة الدولية للطاقة بلوغ الأسواق العالمية ذروة الطلب قبل 2030، كما توقعت أن يصل الطلب على الغاز والفحم إلى ذروته أيضًا، وسيُكتب مصيرهما من خلال بدائلهما، طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والمركبات الكهربائية.
وذكرت الوكالة هذا الأسبوع النسخة المحدثة من خارطة الطريق إلى صافي صفر من الانبعاثات، والتي قالت فيها إن الطلب على النفط يجب أن ينخفض بنحو الثلث بحلول عام 2030.
ونقلت الكاتبة عن آندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس في هيوستن، قوله "أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية أسعار النفط الخام عند 100 دولار إلى 110 دولارات للبرميل مع ارتفاع أسعار البنزين إلى 4.00 دولارات إلى 4.25 دولارات للجالون حتى يغير المستهلك عادات "قيادة السيارات والمركبات" الخاصة به مما يؤدي إلى تدمير الطلب.
وأضاف نعتقد أنه "سيكون هناك تدمير كبير للطلب عند أسعار خام غرب تكساس الوسيط فوق 95 دولارًا للبرميل، الأمر الذي سيدفع السلعة مرة أخرى إلى نطاق القيمة العادلة لدينا".
وعلقت الكاتبة أن ما يقوله ليبو ربما لايكون صحيحا على الصعيد العالمي، فعندما يحتاج الناس إلى القيادة، فإنهم سيقودونها، مهما كان سعر جالون البنزين. والهند مثال على ذلك.
وتابعت "وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن الطلب على النفط في الهند كان في ارتفاع أيضا، حتى مع توقع المتنبئين بتباطؤه في النصف الثاني من العام.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أيضًا أن يرتفع أكثر مع بدء موسم الأعياد في الأشهر الأخيرة من العام، والعام المقبل أيضًا، بغض النظر عن اتجاه الأسعار، على ما يبدو.
وخلصت الكاتبة إلى أنه ربما يكون السعوديون والروس قد خاطروا بتخفيضاتهم، لكنها كانت مخاطرة محسوبة وبسيطة، ولا تزال مرونة الطلب على النفط تضمن نجاح مثل هذه التحركات، معقبة أن السؤال الوحيد المهم حقاً هو: عند أي نقطة يبدأ الطلب في التآكل بسبب الأسعار المرتفعة؟
اقرأ أيضاً
بعد تراجع نسبي.. أسعار النفط تعاود الارتفاع مجددا
المصدر | إيرينا سلاف/ أويل برايس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: النفط خام برنت التخفيضات الطوعية الطلب على النفط إلى أن
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تتراجع مع صعود الدولار ومخاوف من ارتفاع الإنتاج
العُمانية و«وكالات»: بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 71 دولارًا أمريكيًّا و42 سنتًا، وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 25 سنتًا مقارنة بسعر يوم الأربعاء والبالغ 71 دولارًا أمريكيًّا و17 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 73 دولارًا أمريكيًّا و49 سنتًا للبرميل، منخفضًا 4 دولارات أمريكية و5 سنتات مقارنة بسعر تسليم شهر أكتوبر الماضي.
على الصعيد العالمي انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم لتبدد أغلب مكاسب الجلسة السابقة بفعل صعود الدولار ومخاوف من ارتفاع الإنتاج العالمي وسط توقعات بضعف نمو الطلب.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 45 سنتًا أو 0.6 بالمائة إلى 71.83 دولار للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتًا أو 0.7 بالمائة إلى 67.95 دولار.
وقال دانش ليم محلل الاستثمار لدى فيليب نوفا «المحرك الأساسي لأسعار النفط، سواء في الأمد القريب أو البعيد، سيكون اتجاه الدولار» مضيفًا إن ديناميكيات العرض والطلب وضعت ضغوطا على الأسعار مؤخرا.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في عام ليواصل مكاسبه التي حققها الأربعاء عندما بلغ أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل العملات الرئيسية، وذلك بعد بيانات أظهرت أن التضخم في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر ارتفع بمعدل يتماشى مع التوقعات، وهذا بدوره أثار مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة.
وقال كلفن وونج كبير محللي السوق في أواندا: إن السوق عبارة عن «تركيبة من عوامل الطلب الضعيفة»، مع المخاوف في الآونة الأخيرة التي تتمثل في ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات.
وأضاف: هذا يزيد من احتمال تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) خلال 2025 وبشكل عام، فإن نقص السيولة يقلل القدرة على تحفيز الطلب على النفط.
وعلى صعيد العرض والطلب، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط الأمريكي قليلًا إلى 13.23 مليون برميل يوميا في المتوسط هذا العام، أو بما يزيد 300 ألف برميل يوميا عن المستوى القياسي الذي سُجل العام الماضي وبلغ 12.93 مليون برميل يوميا، وارتفاعًا أيضًا من مستوى 13.22 مليون برميل يوميا الذي توقعته في وقت سابق.
ورفعت الإدارة كذلك توقعاتها لإنتاج النفط العالمي في 2024 إلى 102.6 مليون برميل يوميا مقابل 102.5 مليون برميل يوميا في توقعاتها السابقة. وبالنسبة لعام 2025، تتوقع إنتاجا عالميا يبلغ 104.7 مليون برميل يوميا، ارتفاعا من 104.5 مليون برميل يوميا في السابق.
وجاءت توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لنمو طلب النفط أضعف من توقعات منظمة أوبك، إذ تشير إلى نحو مليون برميل يوميا في 2024، رغم أنها أعلى من توقعاتها السابقة التي كانت تشير إلى حوالي 900 ألف برميل يوميا.
على صعيد متصل ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم أن الطلب العالمي على النفط سيكون أقل من المعروض بأكثر من مليون برميل يوميا في 2025، حتى لو ظلت تخفيضات مجموعة أوبك بلس سارية.
وأبقت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا، على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2025 دون تعديل كبير مقارنة بالشهر السابق، إذ توقعت أن يشهد الطلب على النفط زيادة قدرها 990 ألف برميل يوميا في العام المقبل، ولا يزال تراجع الطلب في الصين يؤثر على نمو الطلب العالمي على النفط. وأشارت الوكالة إلى أن استهلاك النفط في الصين خلال الربع الثالث كان أقل بنحو 270 ألف برميل يوميا مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، بعد ستة أشهر متتالية من الانخفاض حتى شهر سبتمبر.
وأجرت الوكالة تعديلا طفيفا بالرفع لتوقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024، بزيادة 60 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق، ليصبح الإجمالي 920 ألف برميل يوميا، ويرجع التعديل إلى ارتفاع الطلب على زيت الغاز بشكل أكبر من المتوقع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الثالث.