اعتبرت الكاتبة المتخصصة في الشؤون النفطية إيرينا سلاف، أن مقامرة السعودية المحسوبة المتمثلة في عمليات خفض طوعية متكررة لإنتاج النفط تؤتي ثمارها مع وصول سعر خام برنت 95 دولارا للبرميل.

وارتفعت أسعار النفط حوالي 30% خلال الربع الثالث، إذ تسببت تخفيضات الإنتاج الطوعية لتحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا في الضغط على إمدادات النفط الخام العالمية.

وذكرت الكاتبة في مقال نشره موقع أويل برايس، أن المتداولين تجاهلوا التخفيضات الإضافية لإنتاج النفط التي أعلنتها السعودية في يوليو/تموز الماضي، تجاهل المتداولون هذه التخفيضات، مشيرة إلى أن الأسعار لم تتحرك بالفعل في البداية.

وأوضحت سلاف أن الجميع كانوا منشغلين بالطلب على النفط في الصين والولايات المتحدة، لكن بعد ثلاثة أشهر، بدت الأمور مختلفة تمامًا، إذ أعلن السعوديون والروس تمديد تخفيضاتهم المشتركة لمدة ثلاثة أشهر.  

ولفتت الكاتبة إلى أن السعودية وروسيا -اللتان تسعيان لأسعار نفط أعلى- راهنتا على انخفاض استجابة النفط الصخري لسد الفجوة التي خلفها خفض الإنتاج لـ1.3 مليون برميل يوميًا.

ووفق الكاتبة فيمكن أن تكون عائدات النفط السعودية أعلى بمقدار 30 مليون دولار يوميًا هذا الربع مقارنة بالربع الأخير، وفقًا لتحليل Energy Aspects، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 5.7% عن الربع الثاني، أو 2.6 مليار دولار إضافية.

وقال التقرير أيضًا إن روسيا قد تشهد زيادة في عائدات النفط بمقدار 2.8 مليار دولار خلال هذه الفترة.

وبحسب إحصائيات وحسابات أجرتها وكالة رويترز فإن إيرادات النفط والغاز في روسيا لشهر سبتمبر/ أيلول وحده قد تصل إلى 7.6 مليار دولار، وهو ما سيكون أعلى بنسبة 14٪ من إيرادات أغسطس/آب.

ولفتت الكاتب أن المقامرة السعودية التي وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، كانت من الممكن أن تكون كذلك، في ظروف أخرى، فعندما يقوم أحد المنتجين بتخفيض إمداداتهم، عادة ما يتدخل منتج آخر لملء الفراغ، أو ربما تفشل التخفيضات في تحريك الأسعار، وهو ما حدث مع السعوديين في يوليو/تموز. ولكن بعد ذلك تغيرت الأمور.

وأشارت الكاتب إلي أنه لا يمكن لأي منتج آخر أن يتدخل لملء الفراغ الذي خلفه النفط السعودي والروسي، كما أنه في واقع الأمر لم يتدخل أحد بالفعل.

وعلى الرغم من تأخيرها الطفيف في تحريك الأسعار، فإن التخفيضات أدت وظيفتها ونجحت في دفع الأسعار وما زالت إلى الارتفاع نتيجة الطلب المتزايد.

اقرأ أيضاً

النفط يسجل مكاسب فصلية بدعم الطلب وشح الإمدادات

وقبل أسبوعين، توقعت الوكالة الدولية للطاقة بلوغ الأسواق العالمية ذروة الطلب قبل 2030، كما توقعت أن يصل الطلب على الغاز والفحم إلى ذروته أيضًا، وسيُكتب مصيرهما من خلال بدائلهما، طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والمركبات الكهربائية.

وذكرت الوكالة هذا الأسبوع النسخة المحدثة من خارطة الطريق إلى صافي صفر من الانبعاثات، والتي قالت فيها إن الطلب على النفط يجب أن ينخفض بنحو الثلث بحلول عام 2030.

ونقلت الكاتبة عن آندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس في هيوستن، قوله "أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية أسعار النفط الخام عند 100 دولار إلى 110 دولارات للبرميل مع ارتفاع أسعار البنزين إلى 4.00 دولارات إلى 4.25 دولارات للجالون حتى يغير المستهلك عادات "قيادة السيارات والمركبات" الخاصة به مما يؤدي إلى تدمير الطلب.

وأضاف نعتقد أنه "سيكون هناك تدمير كبير للطلب عند أسعار خام غرب تكساس الوسيط فوق 95 دولارًا للبرميل، الأمر الذي سيدفع السلعة مرة أخرى إلى نطاق القيمة العادلة لدينا".

وعلقت الكاتبة أن ما يقوله ليبو ربما لايكون صحيحا على الصعيد العالمي، فعندما يحتاج الناس إلى القيادة، فإنهم سيقودونها، مهما كان سعر جالون البنزين. والهند مثال على ذلك.

وتابعت "وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فإن الطلب على النفط في الهند كان في ارتفاع أيضا، حتى مع توقع المتنبئين بتباطؤه في النصف الثاني من العام.

وأشارت إلى أنه من المتوقع أيضًا أن يرتفع أكثر مع بدء موسم الأعياد في الأشهر الأخيرة من العام، والعام المقبل أيضًا، بغض النظر عن اتجاه الأسعار، على ما يبدو.

وخلصت الكاتبة إلى أنه ربما يكون السعوديون والروس قد خاطروا بتخفيضاتهم، لكنها كانت مخاطرة محسوبة وبسيطة، ولا تزال مرونة الطلب على النفط تضمن نجاح مثل هذه التحركات، معقبة أن السؤال الوحيد المهم حقاً هو: عند أي نقطة يبدأ الطلب في التآكل بسبب الأسعار المرتفعة؟

اقرأ أيضاً

بعد تراجع نسبي.. أسعار النفط تعاود الارتفاع مجددا

 

المصدر | إيرينا سلاف/ أويل برايس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: النفط خام برنت التخفيضات الطوعية الطلب على النفط إلى أن

إقرأ أيضاً:

للمرة الأولى.. "بيتكوين" تتجاوزر الـ106 آلاف دولار

ارتفعت عملة البيتكوين الرقمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 106 آلاف دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة، يوم الاثنين، مدعومة بتعليقات للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تشير إلى أنه يعتزم إنشاء احتياطي استراتيجي أميركي للبيتكوين على غرار احتياطات النفط الاستراتيجية.

بلغت عملة البيتكوين، أكبر وأشهر عملة مشفرة في العالم، أعلى مستوى لها عند 106533 دولارا ووصلت في أحدث التداولات إلى105688 دولارا.

وقال توني سيكامور المحلل لدى آي جي " نحن الآن في مرحلة الأرقام القياسية.. الرقم التالي الذي يبحث عنه السوق هو 11 ألف دولار. التراجع الذي كان ينتظره الكثير من الناس لم يحدث للتو".

 وصرح ترامب لشبكة (سي.إن.بي.سي) أواخر الأسبوع الماضي بالقول: "سنفعل شيئا رائعا من خلال استغلال العملات المشفرة".

وعندما سُئل عما إذا كان يعتزم بناء احتياطي للعملات المشفرة مثل احتياطيات النفط قال ترامب "نعم أعتقد ذلك".

وتدرس دول أخرى إنشاء احتياطيات استراتيجية من العملات المشفرة.

مقالات مشابهة

  • النفط يتراجع وسط قلق المستثمرين بشأن الطلب
  • أسعار النفط تتراجع وبرنت يسجل 73.53 دولارًا للبرميل
  • ارتفاع أسعار النفط
  • تراجع أسعار النفط وسط قلق المستثمرين بشأن الطلب الصيني على الخام
  • ارتفاع أسعار خام البصرة وسط استقرار أسعار النفط العالمية
  • استقرار أسعار النفط مع جني الأرباح وضعف الطلب الصيني
  • انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف حيال الطلب
  • بيتكوين تحلق فوق 106 آلاف دولار بدعم خطة ترامب
  • تراجع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 74.28 دولار للبرميل
  • للمرة الأولى.. "بيتكوين" تتجاوزر الـ106 آلاف دولار