يتساءل الناس؛ ما هي التغييرات الجذرية التي ينوي عبدالملك تبنيها؟
هناك من يقول : إنه قد يحدث تغييرات تستلهم إرث الإمامة الكهنوتية أكثر مما عليه الحوثيون اليوم، وقد يروق لعبدالملك أن يعلن نفسه إماماً-والعياذ بالله!
لكن كثيرين يستبعدون أن تصل الأمور إلى هذا المستوى من الخبال في هذا العصر، مع أن لا حدود للهوس إن استحوذ على بعض البشر، وكذلك فإن مفهوم السيد العلم، وقسم الولاء الذي ينص على : (ونتولى من أمرنا الله بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بن بدرالدين الحوثي) مؤشرات ذات دلالات كارثية.
وحكاية فوضناك هذه تعد صفاقة جديدة في هذا الزمن، ولعل الحوثيين لا يعلمون أن الماجنا كارتا، أو القانون الاعظم قد تم إقراره في بريطانيا قبل أكثر من 800 عام، وفكرته الجوهرية هي إخضاع الملك للقانون وتقييد صلاحياته، وإعطاء الشعب حقوقاً وحريات غير مسبوقة في ذلك الزمن، ولم يعد أحد في بريطانيا منذ ذلك الزمن الغابر يتحدث عن : فوضناك! وقد تحولت مع الزمن فكرة الماجنا كارتا في حقب تالية لإقرارها في بريطانيا، لتكون رمزاً للكفاح ضد القمع والاستبداد في بلدان أخرى كثيرة .
اقرأ أيضاً المليشيا تمنع نادي شعب إب من المشاركة في الدوري الممتاز لكرة القدم لا تكرروا الخطأ بعد الدمار الذي حل باليمن الحكومة اليمنية توجه طلبا جديدا بحظر كافة وسائل الإعلام والصفحات التابعة للمليشيا قوات طارق صالح توجه تحذيرا شديد اللهجة للمليشيا عقب إستهداف عرض عسكري احتفاء بثورة الـ ٢٦ من سبتمبر برلمان صنعاء يصدر أول بيان بشأن إيقاف رحلات ”اليمنية” من مطار صنعاء إلى الأردن ويكشف علاقة ذلك بجهود السلام مليشيا الحوثي تعلن رضوخها للمطالب الشعبية .. وقيادي بارز يكشف مصير المفاوضات مع السعودية محافظ الحديدة يخرج عن صمته ويشن هجومًا ناريًا على الحكومة: أمارس عملي في دكان ويعاملوننا كنازحين (فيديو) باحث سياسي: هذا ما سيحدث عقب الهجمة الحوثية على السعودية مسؤول في الشرعية يعلن استعداده الوقوف مع الحوثي والدفاع عنه مقابل هذا الشرط اندلاع مواجهات شرسة في مسقط رأس محافظ ذمار الحوثي حالة رعب غير مسبوقة في إب وحصار حي سكني بعد إطلاق نار وتخوفات من اندلاع ثورة غاضبة مأرب وصنعاء .. توازن رعب ام توازن قوىوأدى قانون الماجنا كارتا، وما وفره من حريات وحقوق، وخضوع الملوك للقانون، وما تلاه من ضغوط وإصلاحات في بريطانيا لتكون تلك الجزر النائية الدولة العظمى في العالم التي لا تغيب عنها الشمس لعدة قرون، وما بدأت تغيب الشمس عنها إلا لتشرق في مكان آخر ينتمي لها ثقافياً، وتتكون دولة عظمى أخرى هي الولايات المتحدة، والتي لم تسع مواطنيها آفاق الماجنا كارتا وتطوراتها ومؤسساتها، وثار الأمريكيون على بريطانيا، وكان 60% من سكان أمريكا حينذاك من أصول بريطانية؛ و أقروا دستورا جديدا لدولتهم نص على أن الناس خلقهم الله متساوين.
وما يزال الحوثيون بعد إقرار مبدأ المساواة في الدستور الأمريكي، منذ 250 عامًا مصرين على عدم المساواة في اليمن وأنهم من المصطفين الأخيار؛ وكل من سواهم أدنى وأغيار، وليس في حسبانهم فكرة إنتخابات ومؤسسات دولة، وحقوق وحريات، وإنما : فوضناك!
وكانت الحرية والاخاء والمساواة أهم مبادئ الثورة الفرنسية، منذ أكثر من قرنين من الزمن، ولما لم يستوعب لويس السادس عشر مطالب الشعب في الوقت المناسب كان الحسم في النهاية للمقصلة، ومعه زوجته ماري انطوانيت التي بدت مستهترة وغافلة عن جوع الناس وفقرهم، وتساءلت : لمَ لا يأكلون بسكويت إذا كانوا جياعاً!
كثيرون لا يحبذون قيام ثورات، فهي قد تدخل الشعوب في المجهول والمخاطر ، وقد تأكل الثورة حتى أبناءها، وحدث هذا كثيراً في الثورة الفرنسية والروسية، لكن الثورة قد تأتي عنوة وبغتة وتكون سيلاً جارفاً، وزلزالاً مدمراً، ولا سيما عندما يستمرئ المتسلطون الصمم، ولا يصغون إلى الشعوب، ولا يستجيبون لها في الوقت المناسب.
يقول آخرون إن الحوثي قد يعلن تغييرات تسترشد بما عليه نظام إيران، وهذا هو الآخر، مما يستعاذ منه أيضاً؛ ونظام إيران لا يصلح أن يكون نموذجًا يُقتدى به لأحد. وأبرز ما يبين غرابة النظام الإيراني عن العقل و العصر، هو إنتظارهم المهدي على أعلى مستوى في القيادة! ولولا بقايا من إرث التقاليد الدولية الإيرانية الضاربة في القدم يستفيد منها النظام الحالي لسقطت الدولة في إيران من وقت مبكر.
أقف معارضاً للحوثية منذ نشوئها، ومندداً بها منذ تفاقم خطرها وتوسعها حتى اجتاحت العاصمة صنعاء، وشردت الملايين وتسببت في قتل عشرات الآلاف، وجعلت حياة اليمنيين جحيماً لا يطاق.
وأحيانًا، قد يظن البعض ويقول : قد تستفيد هذه الجماعة من النقد، والرفض، ويتبصرون، ويتراجعون، ويعدلون ويبدلون، ويتعلمون من تجارب الأمم الناجحة في هذا العصر وكل العصور، ويبدأون في التفكير والتصرف على نحو يفيدهم ويفيد البلد، وهنا قد يكمن التغيير الجذري.
وقد يبدو المرء ساذجاً إلى الغاية وهو يفكر أن متطرفين بهذا المستوى من الجهل والتخلف والتعصب قد يتبنون نظاماً للحياة مثل بقية خلق الله في هذا الكوكب، وبعيداً عن فرض الضياع والهلاك والهوان بالجهل والعنف، وهو أسلوبهم الذي لا يجيدون سواه، وما جدوى أن يشمخ خمسة أو خمسون حوثياً بأنوفهم كالمعتوهين، فيما الشعب اليمني مُذلا ومهاناً ومشردا في بقاع الأرض، وجائعا مفتقراً معتمداً على المعونات والصدقات القادمة من خلف الحدود ومن أقاصي الدنيا.
ولا بد أن يفهم من يعنيهم الأمر إن الحياة لم تعد تتقبل إماماً أو مرشداً أعلى أو سيداً علماً، وإنما قيادات تكرس نفسها وحياتها وجهدها في خدمة الناس بكل تواضع وبساطة. أي أن الناس يتطلعون في هذا العصر إلى من يؤكد أنه يشرفه أن يكون خادماً لهم، وليس من يتأله عليهم أو يفرض نفسه سيداً عليهم!
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: فی بریطانیا فی هذا
إقرأ أيضاً:
العمل لا يتوقف.. الغربية تسابق الزمن لإنهاء العمارات 23 و24 بأبو شاهين
أكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أن الجهود مستمرة لإنهاء إنشاء العمارتين 23 و24 بمنطقة أبو شاهين بالمحلة الكبرى، في إطار خطة الدولة لتطوير المناطق العشوائية وتوفير سكن صحي وآمن للمواطنين.
وأشار إلى أن هذه المشروعات تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتوفير مساكن حضارية تليق بالمواطنين، ضمن رؤية “الجمهورية الجديدة” لتحسين جودة الحياة.
وأوضح المحافظ خلال متابعته للأعمال الجارية، أن سكان منطقة الإيواء العاجل كانوا يقطنون في أماكن خطرة وغير ملائمة، ولكن الدولة أبت أن يستمر هذا الوضع، حيث تم بالفعل تطوير ثلاث عمارات بالمنطقة، فيما تتسارع الخطوات لإنجاز العمارتين الجديدتين. وأشار إلى أن السكان تم نقلهم إلى وحدات مؤقتة لحين انتهاء أعمال البناء وعودتهم إلى مساكنهم الجديدة.
وأضاف الجندي أن ملف تطوير العشوائيات بات أولوية قصوى للدولة، حيث تم اتخاذ خطوات ملموسة للقضاء على المناطق الخطرة وبناء وحدات سكنية عصرية، لتحسين مستوى معيشة المواطنين وحماية أرواحهم. وشدد على أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان إنجاز المشروع وفقاً للجدول الزمني المحدد، مؤكداً أن الهدف هو توفير حياة كريمة وآمنة لكل مواطن.
وختم المحافظ بالقول إن مشروع تطوير منطقة أبو شاهين يعكس التزام الدولة بتغيير الواقع وخلق مستقبل أفضل، في ظل اهتمام القيادة السياسية بتوفير بيئة معيشية تليق بالشعب المصري.