بحضور حامد بن زايد.. الرئيس المعيَّن لـ COP28 يدعو إلى التعاون لريادة جهود خفض الانبعاثات
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، استضافت دولة الإمارات اجتماعاً لعدد من أبرز الرؤساء التنفيذيين وقادة القطاعات الاقتصادية لبحث تسريع جهود خفض الانبعاثات عالمياً في إطار استعداد الدولة لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 بعد أقل من شهرين.
وأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع توجيهات القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على تعزيز التنسيق والتعاون الدولي لحشد جهود كافة الأطراف والمعنيين في القطاعَين الحكومي والخاص والوصول إلى أعلى الطموحات المناخية بالتزامن مع تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام للجميع.
جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات "مجلس صنّاع التغيير" الذي استضافه اليوم في أبوظبي بمشاركة عدد من الرؤساء التنفيذيين البارزين وقادة قطاعات النفط والغاز، والإسمنت، والصلب، والألمنيوم والتكنولوجيا والتمويل والاستثمار، لبحث سُبل التعاون والعمل المشترك لتحقيق تقدم ملموس في الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.
وأوضح معاليه، في كلمته، أهمية تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وأن تسريع خفض الانبعاثات يتطلب التعاون والعمل المشترك عبر مختلف القطاعات، مشيراً إلى أن قطاعات النفط والغاز، والإسمنت، والصلب والألمنيوم، مسؤولة عن نحو ربع إجمالي انبعاثات الكربون العالمية، ومؤكداً قدرة هذه القطاعات على الإسهام في تسريع خفض الانبعاثات من خلال العمل المشترك للاستثمار في البنية التحتية، وتقديم حلول تكنولوجية وتمويلية فعّالة.
وأكد معاليه أن العالم يترقب وينتظر تحقيق تقدم ملموس، وتقديم حلول قابلة للتنفيذ في جميع القطاعات، مما يتطلب قيام قطاع الطاقة والصناعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها بدورها الحاسم المطلوب في هذا المجال.
وشدد معالي الدكتور سلطان الجابر على أن التكنولوجيا والتمويل الذكي عاملان أساسيان لتمكين الانتقال من مرحلة وضع الأهداف المناخية إلى تنفيذها، وقال إن الرؤساء التنفيذين المشاركين في الاجتماع قادرون على توفير هذه التكنولوجيا، وإيجاد طرق لزيادة إنتاج الهيدروجين واستخدامه على نطاق تجاري، وزيادة كفاءة شبكات الكهرباء، وتسريع إزالة انبعاثات غاز الميثان، وزيادة الاعتماد على الوقود الحيوي لخفض الانبعاثات. أخبار ذات صلة رئيس غويانا يستقبل عبدالله بن زايد ويبحثان علاقات التعاون والعمل المناخي «أديبك 2023».. منصة عالمية لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة سلطان الجابر
واختتم معاليه كلمته بدعوة قطاع الطاقة إلى القيام بدور أكثر فاعلية في الجهود الهادفة لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في القطاع، وقال إن القطاع لم يكن في السابق يشارك في مفاوضات تغير المناخ، وعليه الآن أن يثبت جدارته واستحقاقه للمشاركة فيها عبر مضاعفة الجهود وتقديم حلول فعالة.
يُعدّ هذا الاجتماع تجمعاً بارزاً يضم لأول مرة عدداً من ممثلي القطاعات الصناعية الكبرى ومنتجي الطاقة، لبحث سُبل التعاون ومضاعفة الجهود لتسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة عبر جانبَي العرض والطلب على الطاقة.
حضر المجلس جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، وأدار فعالياته الدكتور دانيال يرغين رئيس وكالة التصنيف الائتماني "ستاندرد آند بورز"، كما يأتي انعقاده قبل يوم واحد من انطلاق معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) 2023 الذي يقام في الفترة من 2 إلى 5 أكتوبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت شعار "خفض الانبعاثات.. أسرع.. معاً".
من جانبه، دعا جون كيري الرؤساء التنفيذيين المشاركين في فعاليات المجلس إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انبعاثات غاز الميثان في قطاع الطاقة بحلول نهاية هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي، وطالبهم برفع سقف الطموح بما يتماشى مع الحاجة الملحة لمواجهة تحدي تغير المناخ وفق المعطيات العالمية الحالية.
تضمن المجلس خمس جلسات فرعية ناقشَت سُبل إيجاد وتطوير حلول قابلة للتنفيذ لإنجاز انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وركزت موضوعات هذه الجلسات على تطوير مشروعات وتقنيات الهيدروجين وتسويقه تجارياً، وتطوير وتوسيع نطاق استخدام تقنيات التقاط الكربون وتخزينه، والحد من انبعاثات غاز الميثان في قطاع الطاقة، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء، والاعتماد على الوقود الحيوي كممكِّن أساسي للحد من الانبعاثات.
وأكد المشاركون في فعاليات المجلس، خلال نقاشاتهم، أن مشروعات وتقنيات الهيدروجين تُشكل فرصة مهمة لتوفير الوقود، مما سيسهم في تعزيز قدرة صناعات الصلب والإسمنت والألمنيوم في جميع أنحاء العالم على الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وأشاروا إلى الحاجة لتعزيز إنتاج واستخدام الهيدروجين كوقود على نطاق تجاري واسع، كما شددوا على أهمية تعزيز تقنية التقاط الكربون وتخزينه، لتحقيق أهداف الحياد المناخي وضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لإنشاء نماذج تجارية قابلة للتطبيق تؤدي لتسريع اعتماد هذه التقنية.
وأوضح المشاركون، خلال الجلسة التي ناقشت موضوع إزالة انبعاثات غاز الميثان، أن قطاع النفط والغاز مسؤول عن 20% من انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية، مما يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة وجذرية للحد من هذه الانبعاثات تساهم في تحقيق تقدم ملموس وفعّال في جهود العمل المناخي العالمي.
وتناول النقاش كذلك التحديات التي تعوق زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء بما في ذلك نقص التمويل والضغط على سلاسل التوريد، وأهمية تعزيز قدرة الشبكات، مما يتطلب تضافر جهود الجميع لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه التحديات.
وفي سياق مناقشة موضوع الوقود الحيوي كممكِّن رئيسي لخفض الانبعاثات، أكد الرؤساء التنفيذيون المشاركون في الفعالية ضرورة توفيره كبديل تنافسي من حيث التكلفة عند الاستخدام في النقل الجوي والبري، وأيضاً لضمان استقرار إمدادات الكهرباء الأساسية.
وأكد الدكتور دانيال يرغين، خلال الفعاليات، على أهمية النقاشات التي تضمنتها، لأنها توضح المساهمة البارزة وواسعة النطاق لقطاع النفط والغاز في أجندة العمل المناخي، والتي تشمل الدراية العميقة بموضوعاته، والإمكانيات الهندسية والعلمية، والقدرة على تقديم الحلول التكنولوجية ووسائل التنفيذ، بالإضافة إلى إدراك وإتقان القطاع لمتطلبات التعامل مع منظومة سلاسل التوريد العالمية، وقدرته على نشر التقنيات المطلوبة خاصة في الأسواق الناشئة.
من جهتها، قالت بروسكوفيا نابانيا، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الأوغندية، خلال مشاركتها، إن الصناعات التي يَصعب تخفيف انبعاثاتها يمكن أن تؤدي دوراً حاسماً خلال العصر الحالي الذي تعد فيه الاستدامة ضرورية، مشيرةً إلى إمكانية الاعتماد على الأبحاث الفعّالة والتقدم التكنولوجي والابتكار لنشر حلول تسهم في خفض الانبعاثات على نطاق واسع بالتزامن مع تلبية احتياجات العملاء.
وأضافت: "في إطار اجتماعنا هذا، نحتاج إلى إدراك أن التعاون والعمل الجماعي يعززان قدرتنا على التكيف مع تداعيات تغير المناخ وتسريع الحد من الانبعاثات، فالجهود الجماعية تسهم في تمهيد الطريق لبناء مستقبل مستدام وصديق للبيئة وتأكيد قدرتنا على إحداث تغيير جذري والنقلة النوعية المطلوبة من خلال عزمنا وتصميمنا على إنجاز العمل اللازم لذلك".
فيما أكد لورينزو سيمونيلي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بيكر هيوز"، أن الشركة تلتزم، في إطار تخصصها في تكنولوجيا الطاقة، بالعمل على تطوير الطاقة لتكون أنظف وأكثر أماناً وكفاءة من أجل الحفاظ على البشرية وكوكب الأرض.
وأوضح أن تعاون الشركة مع COP28 كشريك داعم للمسار يعكس التزامها بمعالجة تداعيات تغير المناخ، وبناء شراكات فعّالة تسهم في تحقيق تقدم ملموس في الجهود الهادفة لضمان أمن الطاقة واستدامتها وتوفيرها بتكلفة مناسبة، مشيراً إلى أن "بيكر هيوز" من أوائل الشركات في قطاع تكنولوجيا الطاقة التي التزمت بخفض انبعاثاتها التشغيلية بنسبة 50% بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ومؤكداً أن الحلول والتقنيات في مجالات مثل التقاط الكربون وتخزينه، والهيدروجين، وخفض الانبعاثات واعتماد التقنيات الرقمية، يمكن أن تقوم بدور مهم في بناء مستقبل أكثر استدامة عبر مختلف القطاعات مما يسهم في تحقيق الأهداف الجماعية العالمية للعمل المناخي.
وقال عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم إن الألمنيوم مادة أساسية يمكنها المساهمة في خفض الانبعاثات من المنظومة الاقتصادية ككل، حيث يستخدم في كافة الصناعات بما في ذلك البنية التحتية، وتوزيع الكهرباء، ونظم النقل الجماعي، وصناعة الألواح الشمسية، مشيراً إلى أن تحقيق هدف خفض الانبعاثات من منظومة إنتاج الألمنيوم يحتاج إلى التعاون والعمل المشترك مع القطاعات الصناعية الأخرى، في ضوء التحديات التقنية والتجارية المشتركة، مؤكداً أن COP28 يؤدي دوراً مهماً في الجمع بين مختلف القطاعات الصناعية للتعاون والتكاتف لبناء مستقبل أفضل للبشرية.
جدير بالذكر أن "مجلس صنّاع التغيير" يأتي في إطار خطة عمل COP28 الهادفة لدعم تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة بالتزامن مع خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية. وستطلق رئاسة المؤتمر، ضمن خطة عملها، العديد من الإجراءات خلال الأسابيع المقبلة بهدف دعم تسريع تحقيق الانتقال في قطاع الطاقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حامد بن زايد خفض انبعاثات الكربون كوب 28 التعاون والعمل فی قطاع الطاقة العمل المشترک النفط والغاز الاعتماد على تغیر المناخ فی إطار
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية والهجرة يلتقي الرئيس الجابوني خلال زيارته إلى ليبرفيل
التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، خلال زيارته الرسمية إلى الجابون، اليوم الجمعة ٢٧ ديسمبر، "أوليجي انجيما" رئيس جمهورية الجابون في القصر الرئاسي بالعاصمة ليبرفيل، وذلك بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
ونقل الدكتور بدر عبد العاطي، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى نظيره الجابوني، مؤكدًا حرص مصر على تطوير التعاون مع الجابون في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، وأهمية البناء على الزخم الذي تشهده العلاقات بعد زيارة الرئيس الجابوني الأخيرة إلى القاهرة في نوفمبر ٢٠٢٤، ولإعطائها دفعة قوية لتنفيذ مخرجات الزيارة.
وأكد وزير الخارجية، على دعم مصر لمسار المرحلة الانتقالية في الجابون، والجدول الزمني الخاص باستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية، مقدمًا التهنئة على نجاح الاستفتاء على الدستور الجابوني.
وزير الخارجية والهجرة والدكتور خالد العناني في الجابونكما تطرق الوزير عبد العاطي، إلى أهمية دعم التعاون الاقتصادى بين البلدين من خلال زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري، مشيرًا إلى الفرص الواعدة للشركات المصرية للمساهمة بمشروعات التنمية في الجابون، منوها إلى الوفد الذى اصطحبه من ممثلي كبرى الشركات المصرية المهتمة لبحث فرص الاستثمار في قطاعات الإنشاءات والبنية التحتية والطاقة والدواء والإسكان والاتصالات.
واستعرض الوزير عبد العاطي، التعاون الثنائي المثمر في العديد من المشروعات التي تم تنفيذها بالفعل في الجابون بخبرات مصرية على غرار المستشفى المصري الجابوني في ليبرفيل، والذي يعتبر نموذجًا ناجحًا للتعاون الثنائي بين البلدين.
وأكد استعداد مصر لتوفير الدعم الفني ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية الجابونية في مختلف المجالات.
شارك في اللقاء الدكتور خالد العناني، مرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، حيث استعرض رؤيته بالنسبة لترشحه للمنصب، مؤكدًا أنه مرشحًا لجميع الدول الأفريقية والعربية فى سباق الترشح.
من جانبه، طلب الرئيس "أوليجي انجيما" نقل تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، معربًا عن تقديره للحفاوة التى تلقاها خلال زيارته الأخيرة إلى مصر. وأشاد بالدور القيادي الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية. وأعرب عن تطلع الجابون إلى تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات.
وقد أعلن الرئيس الجابوني، خلال اللقاء عن قراره بسحب المرشح الجابوني في سباق اليونسكو تقديرًا لرئيس الجمهورية، ودعم الجابون للدكتور خالد العناني، في سباق الترشح باعتباره المرشح الأفريقي، وقامت الحكومة الجابونية بإصدار بيان رسمى ناشدت فيه دعم الترشيح المصري.