شركة الطيران حصلت على قرض بـ419.5 مليون دولار من بنك EXIM الأمريكى لتوسيع أسطولها
فى انتهاك واضح لاتفاقات وقف إطلاق النار لعام 2020، شنت اذربيجان يوم الثلاثاء 19 سبتمبر هجوما جديدا على ناجورنو كاراباخ الارمنى، واتخذت باكو مما اسمته بـ"الاستفزازات الأرمنية واسعة النطاق»، ذريعة لتبرير هذا الهجوم، واعتباره «عملية لمكافحة الإرهاب»، فى الوقت التى قامت فيه بمنع وصول المواد الغذائية إلى سكان المنطقة، لتجويع سكانها منذ أشهر عديدة، وذلك بإغلاق ممر لاتشين الذى يربطها بأرمينيا المجاورة (3 ملايين نسمة).


وقد أعلنت السلطات الأذربيجانية أن «المسئولية عن التوترات المتعمدة فى المنطقة تقع على عاتق القيادة العسكرية والسياسية بأرمينيا».


هذا الهجوم وقع وسط أجواء من اللامبالاة من جانب المجتمع الدولى وخاصة أوروباــ على الرغم من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وعلى الرغم من عقود الغاز الكبرى التى أبرمتها أوروبا مع أذربيجان وروسيا لتكون فرنسا بذلك هى الدولة الوحيدة التى دعت إلى اجتماع مجلس الأمن ويظهر فى المشهد دولة أخرى تبدو متواطئة فى عملية التطهير العرقى فى باكو، والتى تهدف إلى طرد جميع الأرمن من أراضى أجدادهم: ألا وهى إسرائيل.
تزايد الرحلات الجوية بين باكو وأوفدا
لقد تضاعفت الرحلات الجوية فى الأسابيع الأخيرة التى تقوم بها الطائرات الأذربيجانية إلى إسرائيل، وذلك من أجل استلام أسلحة وذخيرة من الدولة العبرية، فى حين تفاقمت التوترات حول كاراباخ، بما أقدمت عليه باكو، وهبطت طائرة شحن أذربيجانية من طراز إليوشن ٧٦، يوم الخميس ١٣ سبتمبر، فى قاعدة أوفدا الجوية الإسرائيلية شمال إيلات جنوب إسرائيل.
وبعد ساعتين أقلعت الطائرة مرة أخرى، وهى محملة بالأسلحة، وحلقت فوق وسط إسرائيل، وواصلت شمالًا فوق تركيا ثم شرقًا عائدة إلى أذربيجان. وقد أشار العديد من المتابعين لموقع Flightradar٢٤ المتخصص فإن هذه هى الرحلة الخامسة من هذا النوع منذ بداية سبتمبر.
ومما يثير الانتباه هو أن آفى شارف الصحفى فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية ربط ما بين هذه الرحلات وبين اندلاع الأعمال العسكرية من جانب باكو ضد ناجورنو كاراباخ وأرمينيا، كما أشار أيضًا إلى وجود علاقة مباشرة بين تسليم شحنات الأسلحة الإسرائيلية إلى نظام إلهام عالييف، وبين العمليات العسكرية ضد الجيب الانفصالى الأرمنى.
وفى الحقيقة، هذه الظاهرة ليست جديدة: فقد كشف تحقيق أجرته صحيفة «هآرتس» فى مارس ٢٠٢٣ أنه فيما بين عامى ٢٠١٦ و٢٠٢٣، هبطت ٩٢ رحلة شحن تابعة لشركة «سيلك واى إيرلاينز» الأذربيجانية فى قاعدة أوفدا الجوية وهى المطار الإسرائيلى الوحيد الذى يمكن من خلاله أن تعبر الأسلحة والذخائر التى تدخل وتخرج من البلاد.
وقد انتهى التحقيق أيضًا إلى أن عدد الرحلات الجوية زاد بشكل كبير خلال حرب آرتساخ عام ٢٠٢٠ – تلك الحرب التى خلفت آلاف القتلى والجرحى والنازحين من المدنيين – وفى نهاية عام ٢٠٢١، وهى الفترة التى شهدت توترًا شديدًا فى منطقة كاراباخ العليا.
وقد تم رصد ١١ رحلة أذربيجانية أخرى منذ مارس ٢٠٢٣ منها ٥ رحلات فى الأسبوعين الأخيرين، ليصبح مجموع الرحلات ١٠٣رحلات خلال سبع سنوات.
وقد كانت هذه الاكتشافات هى السبب وراء تدهور العلاقات بين إسرائيل وأرمينيا. وقد استدعت ايريفان سفيرها فى تل أبيب عام ٢٠٢٠، وطالبت إسرائيل بوقف جميع صادرات الأسلحة إلى أذربيجان كما طالبتها بتبنى موقف محايد فى الصراع ولكن دون جدوى.


شركة طيران ذات أنشطة غامضة
تعد شركة Silk Way Airlines واحدة من أكبر شركات الطيران للشحن فى آسيا إلا أن أنشطة هذه الشركة محل شكوك إذ تقوم مهام النقل لصالح العديد من الحكومات.
وقد أصدرت هيئة الطيران المدنى الإسرائيلية فى أكتوبر ٢٠١٣ إعفاءً يسمح لطائرات SW بنقل شحنات المواد المتفجرة - المصنفة كمواد خطرة محظور نقلها بالطيران- من أوفدا إلى مطار عسكرى يقع فى ضواحى باكو.
بعد ذلك كانت SW موضوعا لتحقيق استقصائى أجرته وسائل الإعلام التشيكية فى عام ٢٠١٨، وقد أكد هذا التحقيق أن الأسلحة المحظور بيعها إلى أذربيجان تم نقلها إلى هناك على الرغم من الحظر الدولى المفروض على ذلك البلد وقد قامت إسرائيل بتسليمها إلى باكو.
وقد كشف تقرير صادر عن مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) عام ٢٠١٨ أن شركة SW قامت بـ٣٥٠ رحلة جوية سرية بين عامى ٢٠١٤ و٢٠١٧، حيث قامت وبشكل غير قانونى بنقل مئات الأطنان من الأسلحة من بلغاريا إلى مناطق الصراع فى الشرق الأوسط.
كما أبرز التقرير أيضًا أن SW المملوكة لشركة تابعة للرئيس الأذربيجانى إلهام الييف وعائلته قد ابرمت عدة عقود مربحة مع الجيش الأمريكى ووزارة الدفاع الوطنى الكندية والقوات المسلحة الألمانية والجيش الفرنسى والأمم المتحدة ذلك حسبما يؤكد المحلل انيس رايس.
ومن المثير للاهتمام أن شركة الطيران حصلت على قرض بقيمة ٤١٩.٥ مليون دولار من بنك EXIM الأمريكى لتوسيع أسطولها، حيث اشترت ثلاث طائرات شحن من طراز ٧٤٧-٨ من شركة بوينج لمواصلة عملياتها والتى وُصفت بأنها «شريرة».
وقد أثارت صادرات الأسلحة الإسرائيلية الكبيرة إلى أذربيجان جدلًا وانتقادات من مؤسسة (HRW) اعتبارًا من عام ٢٠٢٠ بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبها الجيش الأذربيجانى بما فى ذلك استخدام الذخائر العنقودية واستهداف المناطق المدنية.


هكذا ومنذ عام ٢٠١٦ ومن خلال تصدير شحنات الأسلحة الكبيرة لدعم الأعمال العسكرية الأذربيجانية، أصبحت الدولة العبرية متواطئة بشكل مباشر فى المصير الكارثى الذى يعانى منه الأرمن فى ناجورنو كاراباخ ذلك النظام الذى يعتزم نظام علييف القضاء عليه!.

معلومات عن الكاتب: 
إريك دينيسيه مدير المركز الفرنسى لأبحاث الاستخبارات (CF2R)، ينضم إلى الحوار بهذا المقال الذى يكشف فيه تدخل المخابرات الأمريكية فى الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة عام 2020 ويستعرض العديد من الحقائق المذهلة».

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شركة الطيران إلى أذربیجان

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل تبحث عن الأسلحة المحصنة في جنوب لبنان

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن معلومات تفيد بتنفيذ قوات خاصة إسرائيلية غارات صغيرة في جنوب لبنان لجمع معلومات استخبارية.

وفي تحليل لهذه التطورات، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني أن هذه العمليات الخاصة تهدف على الأرجح إلى البحث عن أسلحة ومخابئ لم تستطع القوات الجوية الإسرائيلية استهدافها وتدميرها.

وأشار جوني -خلال فقرة التحليل العسكري- إلى أن هذه المخابئ قد تكون محصنة بشكل جيد داخل الجبال، مما يجعلها عصية على الهجمات الجوية التقليدية.

وأضاف جوني أن هذا السيناريو يتوافق مع أحد الاحتمالات التي تم طرحها سابقا، والمتمثل في تنفيذ عمليات خاصة إما عبر التسلل البري وإما الإنزال الجوي وإما "الإبرار البحري".

الضغط على الحزب

وفي سياق متصل، تطرق جوني إلى الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الشاملة في هجماتها على لبنان، مشيرا إلى أنها ترتكز على ثلاثة خطوط جهد رئيسية: الجهد الحربي، والجهد النفسي، والجهد الأمني.

وأوضح أن الجهد النفسي يلعب دورا مهما في هذه الإستراتيجية، حيث يهدف إلى الضغط على مقاتلي حزب الله والبيئة الحاضنة له والمجتمع اللبناني ككل.

وحول التسريبات الإسرائيلية عن قرب تنفيذ عملية عسكرية برية في لبنان، رأى جوني أن هذه التصريحات تندرج ضمن إطار الحرب النفسية والتهديد والتهويل، وأضاف أن الهدف من هذه التكتيكات قد يكون محاولة تحقيق إنجازات تغني عن التنفيذ الفعلي والمكلف للعملية البرية.

وفيما يتعلق بقدرات حزب الله في مواجهة أي تدخل بري محتمل، أشار جوني إلى أن كون عناصر الحزب من أبناء الجنوب اللبناني يمثل نقطة قوة أساسية.

سيناريو كارثي

وأوضح أن هذه الميزة لا يمكن استثمارها بشكل كامل إلا في المواجهة البرية، حيث تعطي للمقاتلين قوة مضاعفة نابعة من إيمانهم بأرضهم ومشروعية قتالهم.

وذكّر جوني بالتجارب السابقة لحزب الله في مواجهة إسرائيل، مشيرا إلى نجاح الحزب في تحطيم صورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، سواء خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان أو في حرب يوليو/تموز 2006.

وحول استعدادات حزب الله لمواجهة السيناريوهات الصعبة، أقر جوني بأن ما حدث مؤخرا من استهداف واسع النطاق لقيادات وعناصر الحزب يتجاوز ما يمكن لأي عقل عسكري توقعه، لافتا إلى أنه من الصعب تصور وجود خطة مسبقة لمواجهة مثل هذا السيناريو الكارثي.

ومع ذلك، أكد جوني على أهمية المرونة والقدرة على الاستجابة السريعة للتطورات الميدانية، مشيرا إلى أن الخبرة في التخطيط ومواجهة المواقف المستجدة ستلعب دورا حاسما في قدرة حزب الله على التعامل مع هذا التحدي الكبير.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل تبحث عن الأسلحة المحصنة في جنوب لبنان
  • تنويه هام من شركة الغاز في صنعاء بعد الغارات الإسرائيلية… ماذا جاء فيه؟
  • (65) شركة سعودية تبحث في أذربيجان وجورجيا الفرص الاستثمارية
  • شركة “بايكار” تنظم معرضا في أذربيجان بالتعاون مع شركة إسرائيلية!
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها
  • علي الفاتح يكتب: حفرة الشرق الأوسط..!
  • 18.8% زيادة في شحنات هواتف إنفينكس فى الربع الثانى من 2024
  • يوم اجتاحت إسرائيل بيروت 1982.. أسرار ودوافع يرويها تاريخ دام
  • عاجل.. «الحرائق في كل مكان».. رد حزب الله يشعل النيران في صفد الإسرائيلية (فيديو)
  • إسرائيل تلوّح بضرب مطار بيروت