الوطن:
2025-05-01@17:48:10 GMT

«سخمت».. حكاية معبودة اسمها في الأساطير «أمنا الغولة»

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

«سخمت».. حكاية معبودة اسمها في الأساطير «أمنا الغولة»

«سخمت» هي إحدى المعبودات الشهيرات في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ونسج حولها مجموعة من القصص تدور حول دورها وأهميتها في الحياة والديانة المصرية القديمة.

وتعني «سخمت» في اللغة المصرية القديمة، الملتهبة أو الساخنة، والقوية ولديها صولجان يسمى السخم أي صولجان القوية، فهي كانت القوية أو الملتهبة أو الساخنة وأيضا الملتهمة.

أسطورة هلاك البشرية

يقول الطيب غريب، مدير معابد الكرنك شمال الأقصر، إن المعبودة «سخمت» سميت بالملتهمة لأنها كان لها دور في أسطورة هلاك البشرية، وهذه كانت إحدى الأساطير الهامة جدا في تاريخ الحضارة المصرية التي تتحدث عن المعبود رع، بما أنها كانت ابنة المعبود رع وعين المعبود رع الذي أرسلها للقضاء على أعدائه بما أنها كانت تأخذ شكل أنثى الأسد وقضت على هؤلاء الأعداء من البشر، ولكن استمرت في القضاء حتى على الأبرياء فيما بعد، لدرجة أن المعبود رع أراد أن تتوقف عن هذا فنفذ حيلة معينة ليمنعها من الاستمرار في القضاء على كل البشر.

«سخمت».. أنثى كاملة فوق رأسها قرص الشمس

وأضاف «غريب» لـ«لوطن»، أن شكل المعبودة «سخمت» يتمثل في أنثى كاملة ترتدي رداءً وفوق رأسها قرص الشمس وحية الكبرى، وتمسك بيدها اليمنى صولجان الواص أو عمود البردي، وتمسك بيدها اليسرى علامة العنخ، وهذا هو الشكل الشهير لها، ولها مجموعة من التماثيل الواقفة والجالسة على كرسي العرش، وأغلب التماثيل كانت من حجر الجيرانيت الأسود أو الجرانوديوريت، وأكثر تماثيل جرى صنعها لهذه المعبودة في تاريخ الحضارة المصرية على الإطلاق، كانت في عهد الملك أمنحتب الثالث والد الملك اخناتون عام 1390 قبل الميلاد.

قال مدير معابد الكرنك: «نرى ذلك في جنوب معابد الكرنك في معبد المعبودة موت وكذلك في المعبد الجنائزي في البر الغربي، إذ تجري بعثة أوروبية مصرية مشتركة الكشف عن مئات التماثيل للمعبودة سخمت التي كانت تمثل الثالوث المقدس لمدينة منف كان زوجها يمثل المعبود بتاح، والزوجة سخمت وابنهما المعبود نفرتم، وهو على شكل زهرة اللوتس، والمعبود بتاح كان من المعبودات القديمة والهامة جدا في تاريخ الحضارة المصرية، وكان أحد المعبودات الخالقة للكون أجمع».

حماية موكب المعبود رع

وتابع: «المعبودة سخمت معبودة قديمة جدا، ورد اسمها في نصوص الأهرام منذ عصر الأسرة الخامسة، وهذا على أقل تقدير إن لم يكن قبل ذلك وكان دورها الأساسي حماية موكب المعبود رع أثناء عبوره السموات العلا، إذ تكون في مقدمة الموكب لحماية والدها رع وحماية ابنه على الأرض وهو الملك».

ولفت إلى أن سبب شيوع عبادة المعبودة سخمت، هو ارتباطها مع المعبودة موت زوجة المعبود آمون وهو أشهر المعبودات في تاريخ الحضارة المصرية، والمعبود آمون ظل يُعبد منفردا أكثر من ألفي عام، هو والثالوث الخاص به آمون وموت وخونسو، وموت كانت تتشكل في شكل سخمت أيضا، لذا عُبدت داخل معابد الكرنك ولهم معبد كبير جدا في الناحية الشمالية، يمثل فيه المعبود بتاح والمعبودة سخمت وابنهما نفرتم، وإن كان تمثال نفرتم فقد تماما وفيه بقايا المعبود بتاح الزوج وهو التمثال الكامل ويكاد يكون النادر للمعبودة سخمت والذي يمثلها كإلهة ومعبودة واقفة تمسك بعلامة العنخ.

هل المعبودة «سخمت» هي «أُمّنا الغولة»؟

وأشار مدير معابد الكرنك، إلى أن المعبودة سخمت ارتبطت بالأدب الشعبي، إذ يُعتقد أن الأسطورة الشعبية الشهيرة «أمنا الغولة»، جاءت من شكل المعبودة سخمت المخيف المتمثل في شكل أنثى، واللون الأسود ووجودها في الظلام فكانت تبعث الخوف والرعب في قلوب الناس، ولذلك ارتبطت فكرة أمنا الغولة في الأدب الشعبي بسخمت، فهى ما زالت تعيش حتى وقت قريب في الأساطير الشعبية، وحتى البوابة الموجودة بجوار معبدها كان اسمها بوابة العبد، وذلك مرتبط بشكل سخمت في الأدب الشعبي التي تأتي بإخافة الأطفال.

وذكر أن مجموعة من السائحين، بدأوا في ممارسة طقوس غريبة أثناء زيارة سخمت، منتصف تسعينيات القرن الماضي، لكن وزارة الآثار تنبهت لذلك وأصدرت منشورا تمنع فيه ممارسة أي طقوس أو شعائر دينية أو إشعال نيران داخل المناطق الأثرية، ووضعت حراسة على هذه الأماكن، مثل مقصوة سخمت، تفتح فقط للزيارة العادية دون ممارسة أي طقوس لذا جرى تشديد الحراسة.

من جانبها، أكدت سمر ناجي، مرشدة سياحية بالأقصر، أن هناك فئة معينة من السائحين كانوا يسمون بالعبّادة أو المتأملين، يذهبون لمقصورة سخمت في معبد الكرنك يمارسون طقوسا غير مفهومة، ويرددون كلمات غير مفهومة ويطوفون حولها ويبكون ويرتدون ملابس معينة إما سوداء تماما أو بيضاء تماما، ويخلعون أحذيتهم، لاعتقادهم أنها تمدهم بالقوة والطاقة من الأرض التي يمشون عليها، وأحيانا كانوا يجلبون معهم زيوتا معينة يسكبونها على أجسادهم، لكن الآن مُنعت تلك الطقوس تماما وأغلقت الغرفة بباب حديدي عليه حراسة دائمة لمنع ممارسة تلك الطقوس هناك.

مقصورة سخمت بمعبد هابو

وأوضحت «ناجي» أنه من المعروف أن هناك أجانب خارج مصر، يهتمون بعبادة سخمت وتقديم قرابين لها، كما يوجد لسخمت مقصورة أخرى بمعبد «هابو» يأتي إليها السائحون وكانوا يمارسون نفس الطقوس، وجرى اختيار سخمت لأنها تتشبه بأنثى الأسد، وكانوا يستمدون منها القوة والطاقة، ومن اعتقادهم أنها تسحب منهم الطاقة السلبية وتمدهم بالطاقة الإيجابية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأقصر معبد الكرنك معابد الکرنک

إقرأ أيضاً:

دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال

كشفت دراسة قدمتها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن مصر القديمة أول من اعترف بحقوق العمال حيث كفلتها الدولة المصرية القديمة لعمال بناء حضارتها؛ وذلك في إطار استشراف معالم الحضارة المصرية التي تكشف للبشرية كل يوم عن مواطن إبداعها كحضارة إنسانية كانت فجر الضمير للعالم وكان العمال جزءًا لا يتجزأ من منظومتها الحضارية.


وكشفت الدراسة التي أجرتها لجنة الدراسات والبحوث بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتورة رنا التونسي نائب رئيس الحملة عن مراعاة العمال في مصر القديمة سواءً من الناحية التنظيمية للعمل أو من ناحية توفير سبل المعيشة لهم من مسكن ومأكل وملبس ومشرب ورعاية صحية وتذليل معظم العقبات التي حالت دون إتمام العمال لعملهم خاصة بعد ما أصبح البناء بالحجر له شأن عظيم


وتضيف الدكتورة رنا التونسي، أن عمال البناء في مصر القديمة كان لهم شأن عظيم نظرًا للتوجه العام للدولة المصرية في التوسع في تشييد المباني الضخمة؛ وقد أبرزت النصوص المصرية القديمة هذه الحقوق بوضوح تام حقوق العمال في الحصول على أجورهم كاملة وتوفير مساكن وملابس وتغذية وتحديد ساعات عمل ورعاية صحية وإجازات مرضية.


ويلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن التغذية وإطعام هذا الكم الهائل من العمال كانت من أعظم التحديات التي واجهت الدولة والسلطات من أجل تحقيق نجاح المشروع، فكانت الوجبات اليومية أثناء ساعات الراحة من العمل حقًا من حقوق العمال وجزءا من أجورهم منذ عصر الدولة القديمة وشهدت البقايا الأثرية في مدن العمال علي إمدادهم بما يكفيهم من حاجاتهم اليومية، وقدمت لهم "حمية البحر الأبيض المتوسط" التي تعتمد بنسبة كبيرة علي الثوم وزيت الزيتون والخبز والخضروات والفواكه والأسماك والقليل من اللحوم.


وتابع الدكتور ريحان بأن الدولة عملت علي تنظيم العمل اليومي في مواقع العمل من تنظيم ساعات العمل مع كامل حقوقهم الكاملة في الأجازات، ففي عصر الدولة القديمة أثناء بناء الأهرامات كان يستيقظ العمال في وقت مبكر من الصباح قبل شروق الشمس يسيرون في طوابير من خلال الباب الموجود في منتصف سور حائط الغراب متجهين إلى موقع بناء الهرم وبعد عدد من ساعات العمل حتى الظهيرة يحصل العمال علي قسط من الراحة (حوالي ساعة)، يتناولون فيها وجبة من الطعام ثم يعودون مرة أخرى لاستئناف العمل حتى وقت الغروب، ثم يعودون إلي ثكناتهم مرة أخرى، وعمال قرية دير المدينة كانوا يوميًا يخرجون من مساكنهم في القرية متجهين إلى موقع عملهم بالوادي عند مطلع الفجر ليزاولوا عملهم علي امتداد ثماني ساعات بعد أن يتسلموا أدواتهم من الكاتب وعند الظهيرة يتوقف العمل حيث يترك العمال موقع العمل ويتجهون لأكواخ مصنوعة من الدبش أو من بقايا أحجار المقابر ليحصلوا علي وجبة خفيفة ثم ينالوا قسطًا من الراحة قبل أن يعاودوا إلى العمل مرة أخرى حتى موعد الانتهاء من العمل المكلفين به. 


كما ألقت الدراسة الضوء على الرعاية الصحية للعمال من خلال النصوص المصرية القديمة حيث كانت تحدث إصابات عديدة للعمال لاستخدامهم للأدوات الصلبة والحادة والمواد ثقيلة الوزن كالأحجار التي تصل أوزانها في بعض الأحيان إلى الأطنان، فمن المؤكد أن يتعرض هؤلاء العمال إلى حوادث العمل التي تحدث بشكل مفاجئ وخاصة وأن هناك فئات تشارك في هذه الأعمال ليس لديها الخبرة الكافية للتعامل مع تلك المواد والأدوات كالفلاحين اللذين يعملون في فترات الفيضان.


ومن أجل ذلك اهتمت الحكومة في مصر القديمة برعاية العاملين بها صحيًا بهدف توفير التوازن البدني والنفسي للعامل وحمايته من كل الأمراض والأخطار التي قد تؤثر على أدائه وإنتاجه فأنشأت مراكز الطوارئ واتاحت الأجازات المرضية والعلاج وتوفير الأطباء بتعيين طبيب في مناطق تجمع العاملين خاصة أعمال المناجم في سيناء لاستخراج النحاس والفيروز لعلاج الأمراض المختلفة إلى جانب حالات السموم الناجمة عن لدغ الثعابين والعقارب 
علاوة على وجود أطباء المجموعات وهم فئة مخصصة لتقديم الرعاية الصحية لمجموعة محددة من الأفراد يعيشون في مجتمع محدد ومقيد وطبيب المعبد الجنائزي وطبيب المقبرة للعاملين في بناء المقابر، وقد عثر على تمثال للطبيب "بوير" يرجع إلى عصر الأسرة التاسعة عشر محفوظ الآن بالفاتيكان منقوش عليه لقبه "كبير الأطباء في الجبانة".

طباعة شارك حملة الدفاع عن الحضارة المصرية مصر القديمة معالم الحضارة المصرية

مقالات مشابهة

  • 50 من ملاك سيارات الأساطير يصلون شرم الشيخ للمشاركة في سباق التسارع العالمي
  • لقاء الأساطير.. العصفور يمثل عُمان بنهائي "رواد التنس" في الكويت
  • د.نجلاء شمس تكتب: بسواعدهم تُبنى الحضارات
  • دراسة أثرية: القدماء المصريين أول من اعترف بحقوق العمال
  • محمد معيط : مفيش حاجة اسمها السعر العادل للدولار
  • لهذا السبب …إغلاق قسم الطوارئ بمستشفى الكرنك الدولي بالأقصر
  • استعدادًا لأعمال التطوير.. إغلاق قسم الطوارئ بمستشفى الكرنك الدولي بالأقصر مُؤقتًا
  • وفد الصحة يثني على أداء وحدات الرعاية الأولية بالأقصر ويتفقد الكرنك القديم والحضري
  • حكاية أطفال الأنابيب (٢)
  • معبد أبوسمبل يحتفي بتتويج محمد صلاح بين الأساطير على الحساب الرسمي للدوري الإنجليزي