كورال جوقة الفرح يحتفل بتخريج 120 طفلاً وطفلةً في كنيسة سيدة دمشق
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
دمشق-سانا
صدحت كنيسة سيدة دمشق بأصوات 120 طفلاً وطفلةً من كورال جوقة الفرح، اختلطت أنغامهم وترانيمهم مع أجراس الكنيسة، مؤكدين أن طبول الحرب وقسوة الظروف مهماً علا ضجيجها فإن حناجر أطفال سورية قادرة على إخمادها، وبث الحياة عبر الفرح والموسيقا والتحدي.
وأعلن كورال الجوقة تخريج الأطفال الـ 120 من طلاب السنة الثالثة (تحضيري)، عبر حفل موسيقي حمل عنوان “بطل من هذا الكورال”، وهي الدفعة الثانية التي يتم تخريجها برعاية وإشراف الأب إلياس زحلاوي، لينضموا بعدها إلى أصدقائهم أطفال جوقة الفرح.
وقدم الأطفال خلال الحفل اسكيتشات غنائيةً، إضافةً إلى باقة من الترانيم والأناشيد الروحية والوطنية، بحضور أهالي الأطفال المتخرجين.
وفي كلمة له في ختام الحفل قال الأب إلياس زحلاوي راعي ومؤسس جوقة الفرح: “إنه خلال 46 عاماً كان كل من يعمل في الجوقة يقدم من قلبه بكل إتقان وحب وتضحية وعطاء، ورغم تعرض الجوقة للكثير من التحديات تمكنا من تخطيها معاً، وجلنا العالم خلال سني الحرب، حيث قامت جوقة الفرح في عام 2016 بزيارة إلى فرنسا بمشاركة 114 طفلاً، قدمنا خلالها 12 حفلاً خلال 14 يوماً، وأدهشنا الفرنسيين الذين أبدوا استغرابهم أن من أمامهم هم أطفال حرب وقادمون من بلد يعاني الإرهاب”.
وأضاف الأب زحلاوي: “إن من يغني اليوم أمامنا ولدوا خلال الحرب، وهم مفعمون بالحيوية والحياة والتحدي وحاملون سورية في قلوبهم، مؤكدين أنهم أقوى من أي شيء”.
بدورها بينت ريميل باسيل التي عملت على قيادة كورال الجوقة في تصريح لمراسلة سانا أن هدف الحفل صقل شخصية الأطفال بمواهب وقدرات جديدة، وبطريقة مختلفة عبر مشاركتهم جميع النشاطات والفعاليات، سواء بالموسيقا أو الغناء أو التمثيل، إضافةً إلى المخيمات التي يقومون بها، وهذا ما تم خلال هذا العام.
وقالت باسيل: “نحاول أن نوصل للأهل رسالةً مفادها أن الطفل خلال سنواته الثلاث التي قضاها معنا قادر على بناء شخصيته من ناحية الغناء والعزف والتمثيل، وهذا هو المهم وخاصةً بعد أن يكون قد استطاع أن يخرج من عالمه الصغير إلى العالم الكبير”.
وأضافت باسيل: “كل طفل من الممكن أن يكون بطلاً، لكن بطريقته الخاصة، وأن يحول الخيال إلى حقيقة عبر الصوت والصورة والحضور على المسرح”.
نجوة عيدة
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ثورة نسائية صامتة.. احتجاجات في قلب إسرائيل لأجل أطفال غزة (شاهد)
انطلق انطلقت مبادرة نسائية إسرائيلية ضد الحرب على قطاع غزة، حيث بدأت على استحياء من مجموعة صغيرة عبر تطبيق "واتساب"، وسرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية متزايدة تقف في قلب تل أبيب، حاملةً صور ضحايا الغارات الإسرائيلية من الأطفال الفلسطينيين، متحدية الرواية الرسمية.
بحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد تشكلت نواة هذه الحركة من نساء إسرائيليات يعملن في مجالات المحاماة، والنشاط المجتمعي، وعلم النفس، وبدأن في التواصل عبر الإنترنت بعد معاود إسرائيل قصف قطاع غزة عقب انتهاء الهدنة المؤقتة، ومع توالي صور الضحايا، وخصوصًا الأطفال، قرّرن أن يبدأن احتجاجًا أسبوعيًا صامتًا في قلب مدينة تل أبيب.
"الثمن الإنساني مغيّب".. لحظة انطلاق
مع استئناف الحرب في شهر أذار / مارس، بدا أن الساحة الإسرائيلية تمضي في طريق تجاهل الخسائر البشرية في غزة، حيث تشير التقديرات إلى سقوط أكثر من 51 ألف شهيد فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال، في ظل صمت شبه تام داخل إسرائيل عن هذا الثمن الإنساني، وفي هذا المناخ، بدأت النساء يشعرن أن الوقت قد حان لرفع الصوت.
وقالت المحامية أميت شيلو، عمرها 30 عاما، التي كانت من أوائل المشاركات، للصحيفة: "في الماضي، كان الحديث عن قمع الفلسطينيين يعتبر شيئًا غريبًا أو حتى خيانة لإسرائيل، لكن مع هذه الصور، بدأ الناس يشعرون للحظة أن هناك بشرًا على الجانب الآخر".
وأضافت أن المجموعة بدأت بنحو 10 نساء، ثم تزايد العدد ليصل إلى 50، ثم إلى 100، وفي أحد الاحتجاجات وصل إلى نحو 200 سيدة.
صور الضحايا.. شموع الحداد.. ومقاومة الصمت
واقترحت الناشطة ألما بيك، 36 عامًا، والتي كانت تنشر صور الضحايا عبر حسابها على "إنستغرام"، في أحد اللقاءات الأولى، أن يتم طباعة الصور واستخدامها في المظاهرات، وتعاونت مع آدي أرجوف، أخصائية نفسية متقاعدة، تدير موقعًا يوثق الضحايا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وتم جمع صور وأسماء الضحايا، وطبعها على أوراق كبيرة، كما تم شراء "شموع شيفا"، وهي شموع تُستخدم في طقوس الحداد اليهودية، ليحملها المحتجون في كل وقفة.
من بين الصور التي أثرت في المشاركين، صورة الطفلة نايا كريم أبو دف، ذات الخمس سنوات، التي كانت تملك رموشًا طويلة وعيونًا بنية، واستشهدت في غارة يوم 19 أذار / مارس.
كما ظهرت صورة الفتى عمر الجمصي (15 عامًا)، الذي استُشهد في غزة وعُثر في جيبه على وصية كتب فيها أنه مديون لفتى آخر بشيكل واحد، وصورة أخرى للطفلة مسك محمد ظاهر (12 عامًا) وهي ترفع علامة السلام مع شقيقتها، وقد استُشهدت في غارة على دير البلح في 19 مارس.
الاحتجاج في قلب تل أبيب
وتتزامن احتجاجات الحركة النسائية مع مظاهرات ضخمة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، لكن ما يلفت النظر هو مجموعة الـ200 سيدة اللواتي يقفن بهدوء على أطراف الساحة، لا يهتفن، بل يحملن الصور والشموع. البعض من المارة يبطئ خطواته وينظر بدهشة، أحدهم سأل:
وقالت إحدى المشاركات إن هدفهن هو توسيع دائرة التعاطف الإنساني داخل إسرائيل، مع الأطفال الفلسطينيين وتابعت: "أردنا أن يرى الناس وجوه الأطفال الذين يموتون. أن يعرفوا أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام".
ورغم أن النساء لا يرفعن شعارات سياسية صريحة، فإن نشاطهن يتحدى الخط السائد في الشارع الإسرائيلي، وقد تلقّت بعض المشاركات تهديدات عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، كما وصفهن بعض المنتقدين بـ"الخونة" أو "المتعاطفات مع العدو".
ومع ذلك، فإن عدد المنضمات إلى مجموعة "واتساب" التنظيمية للحركة في تزايد مستمر، والاحتجاجات باتت أكثر انتظامًا، ما يشير إلى أن هناك شرخًا بدأ يتسلل إلى الرواية الإسرائيلية الأحادية، وأن الصور قادرة، أحيانًا، على تجاوز كل الأسوار.