يُشكِّل تحقيق أهداف التنمية المستدامة طوقَ النَّجاة لكافَّة دوَل العالَم، وعلى رأسها الدوَل النَّاشئة والنَّامية، حيث تُمثِّل تلك الأهداف التنمويَّة دعوةً عالَميَّة للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتُّع جميع البَشَر بالسَّلام والازدهار بحلول عام 2030م. فتلك الأهداف السبعة عشر متكاملة تدرك ـ وفق الرؤية الأُمميَّة ـ أنَّ العمل في مجال ما سيؤثِّر على النتائج في مجالات أخرى، وأنَّ التنمية يجِبُ أنْ توازنَ بَيْنَ الاستدامة الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والبيئيَّة.

لكن على الرغم من الجهود التي تبذلها الأُمم المُتَّحدة يظلُّ تحقيق ذلك أمْرًا صعبًا في عالَمنا المليء بالمنافسة والصراعات، وسيطرة الدوَل المتقدِّمة والشركات العابرة للقارَّات على مُعْظم المقدَّرات التنمويَّة عَبْرَ ما يملكونه من تقنيَّة خلقت فجوةً كبيرة بَيْنَ الأغنياء والفقراء في رُبوع الكرة الأرضيَّة، ويتطلب جهدًا مضاعفًا من جميع أطراف المعادلة.
إنَّ تلك المعضلة تظلُّ من أبرز التحدِّيات التي تواجِه تحقيق أهداف التنمية في عالَمنا الصَّاخب الذي يتَّسمُ بالتفاوت الكبير، والانقسام حَوْلَ كيفيَّة تحقيق تلك الأهداف، وتبنِّي كُلِّ ما يساعد الأفراد والمنظَّمات والحكومات في مختلف أنحاء العالَم على الاتِّفاق نَحْوَ التوَجُّه لتحقيق تلك الرؤية الحالمة لواقع قابل للتطبيق. ولعلَّ هذا المنطلق هو ما دفَعَ دوَل مجلس التعاون لدوَل الخليج العربيَّة إلى التأكيد على ضرورة تجنُّب أيَّة إجراءات قَدْ تقوِّض من قدرات الدوَل النَّامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، على نَحْوٍ يتنافى مع ميثاق الأُمم المُتَّحدة ومبادئ القانون الدوليِّ، القائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة للدوَل، وعلاقات حُسن الجوار، وذلك في بيانٍ أدْلَى بهِ مندوب سلطنة عُمان الدَّائم لدى الأُمم المُتَّحدة بنيويورك نيابةً عن دوَل المجلس أمام الاجتماع الرَّسميِّ للجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة.
ويُعدُّ أهمّ ما جاء في البيان الخليجيِّ هو المطالبة باتِّخاذ التدابير اللازمة لتكثيف الجهود المبذولة من أجْلِ تحقيق خطَّة عام 2030 وخطَّة عمل أديس أبابا، بسُبل مِنْها التعاون الإنمائيُّ، والاستثمار في أهداف التنمية المستدامة، وإصلاح الهيكل الماليِّ الدوليِّ، ودعم النُّمو المُطَّرد والشَّامل والمستدام، وتعزيز التَّعاون على صعيد سياسات الاقتصاد الكُلِّيِّ، واستكشاف سُبل عمليَّة وشفَّافة؛ لقياس التقدُّم المُحرَز في مجال التنمية المستدامة تكُونُ مكمِّلةً لمقياس النَّاتج المحلِّيِّ الإجماليِّ أو تتجاوزه، وتنفيذ إجراءات لتسريع التنمية المستدامة، لا سِيَّما دعمًا للبُلدان النَّامية.
ويركِّز البيان الخليجيُّ على عالَميَّة خطَّة 2030 وكونها خطَّة بعيدة المدَى في أهدافها وغاياتها، وأنَّها تسترشد بالمبادئ والمقاصد النبيلة السَّامية الواردة في ميثاق الأُمم المُتَّحدة، ما يستلزم وجود جهود جماعيَّة من أجْلِ الوصول إلى الغاية الكبرى وتحقيق تلك الأهداف الطموحة، حيث أبدت دوَل المجلس حرصها على تحقيق الرؤية المُبلوَرَة ضِمْن خطَّة 2030، بما ينسجم ويتوافق مع قوانين وخطط وتطلُّعات دوَل مجلس التَّعاون لدوَل الخليج العربيَّة نَحْوَ تحقيق الرَّخاء والسَّلام والشراكة، والذي هو مقصد وغاية أساسيَّة لدوَل مجلس التَّعاون ضِمْن خططها واستراتيجيَّاتها الوطنيَّة؛ لِتكُونَ دعوةً لجميع دوَل العالَم على تضمين تلك الأهداف ضِمْن خططها واستراتيجيَّاتها الوطنيَّة لكَيْ تعمَّ الفائدة على جميع سكَّان المعمورة.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تحقیق أهداف التنمیة التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

غرفة سوهاج التجارية: تمكين المرأة اقتصاديا ركيزة التنمية المستدامة

عقدت غرفة سوهاج التجارية، برئاسة النائب خالد أبو الوفا، اجتماعاً تنسيقياً مع أعضاء مجلس الإدارة للتحضير لندوة هامة ستعقد قريباً حول «تمكين المرأة اقتصاديا في المجتمع».

شارك في الاجتماع من أعضاء مجلس إدارة الغرفة جيهان علي ربيع، عضو مجلس الإدارة ورئيس المجلس الاقتصادي لسيدات الأعمال وأحمد صابر، مدير قصر ثقافة سوهاج، وعدد من أعضاء مجلس إدارة غرفة سوهاج التجارية، ومجلس سيدات الأعمال بالغرفة.

بناء مجتمع مستدام ومتوازن

قال النائب خالد أبو الوفا، رئيس الغرفة، إن تمكين المرأة اقتصادياً هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع مستدام ومتوازن، مشيراً إلى أن الغرفة تعمل على خلق بيئة داعمة تمكن النساء من استثمار إمكانياتهن الاقتصادية بشكل كامل، وهذا الاجتماع هو خطوة أولى نحو تحقيق ذلك الهدف.

وأضاف أبو الوفا، أن الندوة القادمة لن تقتصر على عرض التحديات التي تواجه المرأة فحسب، بل ستتناول أيضاً الحلول العملية التي تعزز فرص الاستثمار والتمويل للمشروعات النسائية، كما أننا نسعى لتوفير منصة للتعاون بين القطاعين العام والخاص لدعم المرأة بشكل أكبر.

تحقيق التنمية الحقيقية

وأكد أبو الوفا، أنه لا يمكن أن تتحقق التنمية الحقيقية دون إشراك المرأة بشكل كامل في العملية الاقتصادية، وهذه الندوة ستكون فرصة لتأكيد التزامنا بدعم النساء في جميع القطاعات.

وكشف أبو الوفا عن أهداف الندوة، التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً، والتي تشمل عدد من المحاور الرئيسية، منها التحديات الاقتصادية التي تواجه المرأة في المجتمع، ومناقشة فرص الاستثمار ودعم المشاريع النسائية، وآليات تعزيز مشاركة المرأة في القطاعين العام والخاص، ومناقشة دور المرأة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

 

مقالات مشابهة

  • «التنمية المحلية»: تذليل العقبات في ملف التصالح على مخالفات البناء
  • «التنمية الصناعية» يوقع اتفاقية تعاون مع المعهد المصرفي
  • وسام أبوعلي: سعيد لتسجيل الأهداف وحققنا فوز مهم على بلوزداد
  • قيادي بحزب العدل: تفعيل دور ذوي الهمم في التنمية المستدامة ضرورة ملحة
  • المداني يؤكد على تسهيل مهام لجنة الدمج لضمان تحقيق التنمية المحلية والريفية
  • المدني يوجه بتسهيل مهام وأعمال لجنة الدمج لضمان تحقيق الأهداف المنشودة
  • الجولة الثانية تشهد تسجيل 39 هدفا والأهلي طرابلس ينال نصيب الأسد في تسجيل الأهداف
  • حزب الريادة: العاصمة الإدارية رؤية حضارية تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة
  • غرفة سوهاج التجارية: تمكين المرأة اقتصاديا ركيزة التنمية المستدامة
  • أيمن قرة: دعم التحول للطاقة الخضراء يعزز إستراتيجية التنمية المستدامة