إسرائيل – يواصل أرشيف الجيش الإسرائيلي الكشف عن آلاف الوثائق والسجلات عن الفشل الاستخباري الذي سبق حرب أكتوبر 1973 ضد كل من مصر وسوريا.

وبدأت إسرائيل منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري نشر مجموعة شاملة من آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو، مما يوفر نظرة متعمقة على الطريقة التي تم بها التعامل مع الحرب والفشل الاستخباراتي الكبير الذي سبقها.

وفيما تم رفع السرية عن الكثير من البروتوكولات والوثائق المتعلقة بعملية صنع القرار قبل وخلال حرب 1973 على مدار السنين، أصبحت مجموعة المواد بأكملها متاحة للجمهور، باستثناء عدد قليل من الملفات التي لا تزال سرية.

وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن موقع إنترنت مخصصأ – هو حاليا باللغة العبرية فقط – يعرض الآن حوالي 3500 ملف أرشيف تحتوي على مئات الآلاف من الصفحات، و1400 وثيقة ورقية أصلية، و1000 صورة، و750 تسجيلا، و150 دقيقة من المداولات الحكومية، وثمانية مقاطع فيديو. استغرق تحميل المواد عامين ونصف عام من العمل.

وقالت المسؤولة عن الأرشيف روتي أبراموفيتش: “هذه نظرة شاملة على قصة الحرب، التي أثرت على جميع مناحي الحياة في إسرائيل. هذا هو أكبر كشف قام به أرشيف الدولة على الإطلاق”.

وتوفر بعض الوثائق سجلات للمداولات التي جرت بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مئير وقادة الأمن في الأيام والساعات التي سبقت شن سوريا ومصر الحرب المنسقة في 6 أكتوبر 1973، بينما كانت إسرائيل تحيي يوم الغفران.

ولم تتوقع إسرائيل تنفيذ الهجوم ضدها على الرغم من العلامات الصريحة التي أشارت إلى أن الجيشين يستعدان للغزو، معتقدة أنه في أعقاب هزيمة مصر قبل ست سنوات في حرب “الأيام الستة” – حرب عام 1967، فإن القاهرة لن تهاجم إلا إذا اكتسبت أولا القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي.

وأوضحت إحدى الوثائق العائدة لحرب “يوم الغفران” – التسمية العبرية لحرب أكتوبر – إن رئيس المخابرات العسكرية إيلي زعيرا قال لمئير قبل يوم من بدء الحرب، إن التقييم السائد هو أن جاهزية إسرائيل تنبع بشكل أساسي من الخوف منا… أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا دليل. من الناحية التقنية، هم قادرون على التحرك. أفترض أنهم إذا كانوا على وشك الهجوم، فسنحصل على مؤشرات أفضل.

وفي تقييم آخر بعد ساعات، كرر زعيرا ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي دافيد إليعازر موقفهما القائل بأن سوريا ومصر تخططان على الأرجح لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية.
وأضاف إليعازر: “لا بد لي من القول، لا يوجد لدينا دليل كاف على أنهم لا ينوون الهجوم. ليس لدينا مؤشرات قاطعة على أنهم يريدون الهجوم، لكن لا أستطيع أن أقول بناء على المعلومات أنهم لا يستعدون”.

وفي صباح اليوم التالي في الساعة 7:30 صباحا – قبل 6.5 ساعات من بدء الحرب – قرأ السكرتير العسكري لمئير برقية ليلية لرئيسة الوزراء من رئيس الموساد تسفي زمير، يشير فيها إلى أن الحرب مسألة ساعات.

ثم ركزت المناقشة على ما إذا كان ينبغي شن ضربة استباقية، كما فعلت اسرائيل في حرب عام 1967 قبل أن تتمكن الجيوش العربية من تنفيذ خطة هجومها.

لكن وزير الدفاع موشيه ديان قال: “لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بتوجيه ضربة استباقية هذه المرة، من منظور دبلوماسي. في الوضع الحالي، حتى قبل خمس دقائق أمر مستحيل”.

ووافقته مئير الرأي وقالت إن “ضربة استباقية هي أمر مغر للغاية، ولكن نحن لسنا في عام 1968. هذه المرة، العالم سيكشف عن وجهنا القبيح. لن يصدقونا”.

سؤال آخر طُرح هو ما إذا كان ينبغي تسريب أن إسرائيل كانت على دراية بالهجوم الوشيك من أجل منع حدوثه.

وقال الوزير يسرائيل غاليلي، الذي لا تزال الجملة التالية التي قالها سرية، إن “مصدر تسفيكا (زمير) يقول إن بالإمكان منع الحرب من خلال تسريب هذه المعلومات. تسفيكا يقترح القيام بذلك”.

وأعرب الوزير يجال ألون عن تأييده لتسريب دراية إسرائيل بمخطط الهجوم لوسائل الإعلام قبل جلسة لمجلس الوزراء كان من المقرر عقدها في ظهر اليوم نفسه. لكن مئير أيدت فقط تسريب المعلومات للدبلوماسيين الأجانب، وانتهى بها الأمر إإلى طلاع السفير الأمريكي كينيث كيتنغ على المعلومات بعد أن قال ديان: “ينبغي علينا السير بحذر، حتى لا تكون هناك حالة من الذعر”.

وطلبت مائير من كيتنغ خلال لقائهما نقل رسالة إلى مصر مفادها أن “ليس لدينا شك في أننا سننتصر، ولكننا نريد أن نعلن أننا لا نخطط لهجوم، ولكننا بالطبع مستعدون لصد هجومهم”.

وعندما سأل كيتنغ ما إذا كانت إسرائيل ستضرب بشكل استباقي، أجابت مئير بأنها لن تفعل ذلك، “على الرغم من أن ذلك كان سيجعل الأمر أسهل بكثير بالنسبة لنا”.

وبعد يوم من وقوع الهجوم – وهو ما فاجأ إسرائيل لأنه حدث في وقت أبكر مما كان متوقعا – اعترف ديان لمئير وألون بأن تقييماته كانت خاطئة.

وقال: “كان لدينا تقييم يستند إلى الحرب السابقة، وكان غير صحيح. لقد كانت لدينا ولآخرين تقييمات خاطئة حول ما سيحدث في أثناء محاولة عبور قناة السويس”.

وبعد أيام فقط، بعد أن اقتنعت واشنطن بأن إسرائيل لم تكن هي التي بدأت الحرب، قامت الولايات المتحدة بتوفير الأسلحة، حيث قالت مئير: “هناك قرار من حيث المبدأ لـ [لرئيس الأمريكي ريتشارد] نيكسون بشأن [الطائرات الحربية] الفانتوم. الآن هناك فقط مسألة تنفيذ الأمر. يبحث [وزير الخارجية الأمريكي هنري] كيسنجر عن طريقة لنقلها جوا”.

وتم توثيق البروتوكولات في المذكرات الشخصية المكتوبة بخط اليد لإيلي مزراحي، مدير ديوان رئيسة الوزراء آنذاك، والتي نُشر بعض الأجزاء منها سابقا.

وفقا لأرشيف الدولة العبرية، فإن المواد المنشورة حديثا “توثق الأحداث في الوقت الفعلي في جميع المجالات: السياسية والعسكرية والدولية والعامة والمدنية”.

وتشمل هذه المواد “مداولات الحكومة، والمشاورات العسكرية السياسية، وجلسات لجان الكنيست، ومراسلات وزارة الخارجية… وتقييمات الوضع فيما يتعلق بسير الحرب والدفاع المدني وتنظيم الجبهة الداخلية خلالها”.

وأفاد أرشيف الدولة أن هذه المواد “توفر لمحة مذهلة عن عملية صنع القرار من قبل القادة في ظل ظروف عدم اليقين، والقتال على مختلف الجبهات، والاتصالات السياسية التي جرت بوساطة الولايات المتحدة في نهاية الحرب وبعدها مع مصر وسوريا، والمسار الذي أدى إلى توقيع ترتيبات فصل القوات مع مصر وسوريا”.

وانتهت حرب 1973 بوقف نهائي لإطلاق النار في 24 أكتوبر، وقُتل في هذه الحرب أكثر من 2500 جندي إسرائيلي وأصيب الآلاف، بالإضافة إلى آلاف القتلى والجرحى في صفوف القوات المصرية والسورية والعراقية.

المصدر: الإعلام الإسرائيلي

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: إذا کان

إقرأ أيضاً:

بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير العلاقات الدولية، إن الموقف المصري تجاه إقامة دولة فلسطينية هو واضح أمام العالم والشعب الفلسطيني، حيث إن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتأخر في دعم القضية الفلسطينية حتى من قبل 7 أكتوبر، لأن المتطرفين مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش يعملون على إبادة الفلسطينيين من قبل 7 أكتوبر.

وأضاف سنجر في مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن دولة الاحتلال تريد الإستيلاء الكامل على الأرض الفلسطينية ولم تيأس من استمرارها في الحرب على قطاع غزة وقتل الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية.

وأوضح، أن جالانت ونتنياهو بينهما خلافات حول نقاط كثيرة فيما يخص الحرب على غزة وصفقة الرهائن، مشيرًا إلى أن نتنياهو لم يعد يريد سماع أي انتقادات تأتي من جيش الاحتلال أو من وزير الدفاع الإسرائيلي، حيث أن هذه الانتقادات أو الهجوم لم يوقف نتنياهو عما يريده، لافتًا إلى أن جالانت لديه توجه في التوسع في العمليات فيما يخص جبهة لبنان والضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد
  • تفجير أجهزة البيجر في لبنان.. ما الأهداف الخفية وراء العملية؟
  • هكذا تفاعلت واشنطن مع تفجير إسرائيل بيجر حزب الله
  • «القومية للأنفاق» تكشف نسب تنفيذ مشروع المونوريل والمناطق التي يخدمها
  • ترامب: لا يجب أن يكون لدينا عداوة مع الدول التي تمتلك أسلحة نووية
  • تقارير إسرائيلية تكشف عن نوع المادة التي فجرت أجهزة الاتصال في لبنان
  • بالفيديو|سنجر: الرئيس السيسي يدعم القضية الفلسطينية من قبل أحداث 7 أكتوبر
  • «التعليم» تكشف حقيقة تأجيل الدراسة ليوم 1 أكتوبر.. اعرف التفاصيل
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • عاجل: إيران تتبرأ من الهجوم الصاروخي للحوثيين على إسرائيل وتعلن: أمريكا لست عدو ولن ننجر لحرب إقليمية