السعودية وتداعيات زيارة وفود إسرائيلية
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
السعودية وتداعيات زيارة وفود إسرائيلية
الكيان الصهيوني حقق خرقا كبيرا مستبقا أي اتفاق مع السعودية، حول شروطها للمضي قدما في التطبيع مع الاحتلال.
لم تقدم أمريكا شيئا يذكر للرياض، كما لم يقدم الاحتلال أي تنازل يعكس الخطوات التي تقدمت بها الرياض تجاه الكيان المحتل.
اقتحامات المسجد الاقصى والانتهاكات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لا زالت قائمة، بل اشتد عنفها خلال الأيام القليلة الفائته.
زيارات المسؤولين الإسرائيليين للرياض أسقطت المبادرة العربية مسبقا، وأطاحت بالشروط السعودية، وأضعفت الموقف التفاوضي للرياض أمام واشنطن.
ما جدوى التطبيع مع الاحتلال للسعودية كدولة وفلسطين كشعب وقضية والعالم العربي والإسلامي، الذي بات بدون هوية أو قيم ومصالح مشتركة تجمعه، بقدر ما تجمعه بأمريكا والكيان الفاشي المحتل لفلسطين.
* * *
خُطى التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي تسارعت على نحو مفاجئ بعد اللقاء المتلفز لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على شبكة فوكس نيوز الأمريكية بتاريخ 21 من أيلول/ سبتمبر الحالي، فبعد أن نفى ولي العهد السعود، توقف الاتصالات مع واشنطن للوصول إلى اتفاق تطبيعي، كشف عن زيارة وزير السياحة حاييم كاتس يوم الأربعاء (27 أيلول/ سبتمبر الحالي) للرياض؛ للمشاركة في مؤتمر "يوم السياحة العالمي"، الذي تنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بحضور وفود من 120دولة.
الكيان الصهيوني حقق خرقا كبيرا مستبقا أي اتفاق بين الكيان المحتل والرياض حول الشروط التي تقدمت بها السعودية لواشنطن للمضي قدما في التطبيع مع الاحتلال؛ فزيارة وزير السياحة كاتس للمملكة السعودية تعد الأرفع من نوعها لوفد إسرائيلي يزور الرياض.
فالزيارة التي سبقتها زيارة وفد من الخارجية الإسرائيلية، ضم 9 من موظفي الوزارة؛ للمشاركة في اجتماعات لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو بتاريخ 10 أيلول/ سبتمبر من الشهر الحالي، بحجة توقيع الرياض على اتفاقية الدول المضيفة في باريس تموز/ يوليو الماضي، رُفع مستوى التمثيل فيها على نحو غير مسبوق أو مبرر بزيارة وزير السياحة كاتس، مثيرا تساؤلات كبيرة حول تمسك الرياض بشروطها لتطبيع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وحقيقة الالتزام بشروط المبادرة العربية، بفتحها الباب لمزيد من الخروقات الإسرائيلية التي أفقدت المفاوضات السعودية الأمريكية معناها ومغزاها.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد استمرار المفاوضات والاتصالات الأمريكية السعودية لتحقيق خروقات تستند إلى شروط وضعتها الرياض مسبقا، تشمل الالتزام بحل الدولتين بما فيه إقامة دول فلسطينية ذات سيادة، والسماح بتخصيب اليورانيوم على أراضي السعودية، إلى جانب توقيع اتفاق دفاعي بين الرياض والولايات المتحدة، يتجاوز العقبات والقيود التي أعاقت تقديم واشنطن المساعدة للرياض في حرب اليمن، وخلال الهجمات على منشآتها النفطية وموانئها، لكن أطاح كاتس بهذه الشروط دفعة واحدة بزيارته للعاصمة الرياض، فتجاوزها في خطوة واحدة.
خرق دبلوماسي آخر احتفى به نتنياهو وأكده بالكشف عن زيارة مرتقبة لوزير الاتصال شلومو قرعي للمشاركة في مؤتمر اتحاد البريد العالمي (UPU)، الذي يعقد في الرياض ما بين 1 و5 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بحضور وفود من 192 دولة. ولعل الأهم من ذلك، زيارة عضو الكنيست (برلمان الكيان) ديفيد بيتان، العضو في حزب الليكود والمقرب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ فهو الرئيس السابق للائتلاف الحاكم في العام 2017، وهو النائب المتهم بالفساد أكثر من مرة (بما فيها الرشوة، والاحتيال وتبييض الأموال) في 2017 و2019.
زيارة أخرى مرتقبة تثير المزيد من علامات الاستفهام حول الهدف من زيارة النائب الإسرائيلي بيتان الفاسد والمقرب من نتنياهو، الذي سيحول الزيارة إلى رافعة سياسية إقليمية لحزبه الليكود ورئيسه نتيناهو، بعد أن كان ملاحقا من النائب العام والخصوم في المعارضة.
زيارة الوفود والمسؤولين الإسرائيليين إلى العاصمة الرياض، يصعب تجاهلها وتجاهل مغزاها السياسي والإقليمي؛ إذ تفقد شروط الرياض معناها، وهي الشروط التي أكدها أكثر من مرة ولي العهد السعودي في لقائه على فوكس نيوز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في خطابه أمام الجمعية العامة في 23 أيلول/ سبتمبر الحالي، والسفير السعودي المعين لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري، خلال زيارته لرام الله، وعلى رأسها حل الدولتين المستند إلى شروط المبادرة العربية في قمة بيروت؛ لإقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق لتطبيع العلاقات العربية مع الكيان المحتل.
ختاما؛ زيارات المسؤولين الإسرائيليين السابقة والمرتقبة للرياض أسقطت المبادرة العربية مسبقا، وأطاحت بالشروط السعودية، وأضعفت الموقف التفاوضي للرياض أمام واشنطن، التي لم تقدم بدورها شيئا يذكر للرياض.
كما لم يقدم الاحتلال أي تنازل يعكس الخطوات التي تقدمت بها الرياض تجاه الكيان المحتل؛ فالاقتحامات للمسجد الاقصى والانتهاكات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لا زالت قائمة، بل اشتد عنفها خلال الأيام القليلة الفائته.
ما يطرح السؤال مجددا حول جدوى التطبيع مع الاحتلال ومردوده على السعودية كدولة أولا، وعلى الفلسطينيين كشعب وقضية ثانيا، وعلى العالم العربي والإسلامي، الذي بات بدون هوية أو قيم ومصالح مشتركه تجمعه، بقدر ما تجمعه بأمريكا وكيانها الفاشي المحتل لفلسطين.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية إسرائيل أمريكا التطبيع الاحتلال بن سلمان الكيان الصهيوني المبادرة العربية التطبیع مع الاحتلال المبادرة العربیة الکیان المحتل
إقرأ أيضاً:
شهداء ومصابون في تجدد غارات إسرائيلية على غزة (فيديو)
أفادت وكالة "قدس برس" الإخبارية، بـ "استشهاد 5 من عناصر تأمين المساعدات في قطاع غزة صباح اليوم الاثنين، حيث وثقت وصول جثامينهم إلى المستشفى".
اقرأ ايضاًتفاصيل صادمة حول "تفجيرات البيجر" ماذا أخفت "إسرائيل" قبل 10 سنوات؟
5 شهداء جراء استهداف الاحتلال عناصر تأمين المساعدات جنوبي قطاع #غزة#قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/rvT93oPuSQ
— وكالة قدس برس (@qudspressagency) December 23, 2024
وفي وقت سابق، من مساء الأحد وصباح الاثنين، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 7 أشخاص وإصابة آخرين، بغارات إسرائيلية شنتها قوات الاحتلال على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فقد استشهد أربعة وأصيب ثلاثة آخرون، في قصف الاحتلال منطقة المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات.
كما استشهد "مواطن فلسطيني" وأصيب آخرون، جراء إطلاق الاحتلال الرصاص الحي صوب مدرسة تؤوي نازحين شمال غرب المخيم.
بدوره، قال "المركز الفلسطيني للإعلام، إن 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون، مساء الأحد، بقصف إسرائيلي لخيم النازحين في منطقة مواصي خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
اشتعال النيران في خيام نازحين؛ جراء قصف الاحتلال غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/jJitmKhEDn
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 22, 2024
وأكد المركز "أن النيران اندلعت في خيام النازحين إثر استهدافها من قبل قوات الاحتلال في منطقة المواصي، جنوب غربي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة".
وأضاف "أن 7 شهداء بينهم طفلة، ارتقوا وأصيب العشرات، إثر قصف من مسيرات حربية تابعة لقوات الاحتلال خيامًا تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس".
4 شهداء على الأقل وعدد من الجرحى إثر قصف مسيرات جيش الاحتلال لخيام تؤوي نازحين بالمواصي غربي مدينة #خانيونس، جنوب قطاع #غزه_تباد_وتحرق #قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/ur9AcsCDF0
— وكالة قدس برس (@qudspressagency) December 22, 2024
اقرأ ايضاًكوريا الجنوبية.. انفجار في موقع عسكري والسلطات تحقق
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 45,259 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107,627 آخرين، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند شهداء ومصابون في تجدد غارات إسرائيلية على غزة (فيديو) تفاصيل صادمة حول "تفجيرات البيجر" ماذا أخفت "إسرائيل" قبل 10 سنوات؟ رسائل وكلمات تهنئة الكريسماس للعائلة أفضل دعاء لأحفادي الصغار 6 نصائح ذهبية لتجعل سنة 2025 أفضل عام يمر عليك Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter