الخليج الجديد:
2025-03-10@21:24:05 GMT

السعودية وتداعيات زيارة وفود إسرائيلية

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

السعودية وتداعيات زيارة وفود إسرائيلية

السعودية وتداعيات زيارة وفود إسرائيلية

الكيان الصهيوني حقق خرقا كبيرا مستبقا أي اتفاق مع السعودية، حول شروطها للمضي قدما في التطبيع مع الاحتلال.

لم تقدم أمريكا شيئا يذكر للرياض، كما لم يقدم الاحتلال أي تنازل يعكس الخطوات التي تقدمت بها الرياض تجاه الكيان المحتل.

اقتحامات المسجد الاقصى والانتهاكات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لا زالت قائمة، بل اشتد عنفها خلال الأيام القليلة الفائته.

زيارات المسؤولين الإسرائيليين للرياض أسقطت المبادرة العربية مسبقا، وأطاحت بالشروط السعودية، وأضعفت الموقف التفاوضي للرياض أمام واشنطن.

ما جدوى التطبيع مع الاحتلال للسعودية كدولة وفلسطين كشعب وقضية والعالم العربي والإسلامي، الذي بات بدون هوية أو قيم ومصالح مشتركة تجمعه، بقدر ما تجمعه بأمريكا والكيان الفاشي المحتل لفلسطين.

* * *

خُطى التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي تسارعت على نحو مفاجئ بعد اللقاء المتلفز لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على شبكة فوكس نيوز الأمريكية بتاريخ 21 من أيلول/ سبتمبر الحالي، فبعد أن نفى ولي العهد السعود، توقف الاتصالات مع واشنطن للوصول إلى اتفاق تطبيعي، كشف عن زيارة وزير السياحة حاييم كاتس يوم الأربعاء (27 أيلول/ سبتمبر الحالي) للرياض؛ للمشاركة في مؤتمر "يوم السياحة العالمي"، الذي تنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بحضور وفود من 120دولة.

الكيان الصهيوني حقق خرقا كبيرا مستبقا أي اتفاق بين الكيان المحتل والرياض حول الشروط التي تقدمت بها السعودية لواشنطن للمضي قدما في التطبيع مع الاحتلال؛ فزيارة وزير السياحة كاتس للمملكة السعودية تعد الأرفع من نوعها لوفد إسرائيلي يزور الرياض.

فالزيارة التي سبقتها زيارة وفد من الخارجية الإسرائيلية، ضم 9 من موظفي الوزارة؛ للمشاركة في اجتماعات لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو بتاريخ 10 أيلول/ سبتمبر من الشهر الحالي، بحجة توقيع الرياض على اتفاقية الدول المضيفة في باريس تموز/ يوليو الماضي، رُفع مستوى التمثيل فيها على نحو غير مسبوق أو مبرر بزيارة وزير السياحة كاتس، مثيرا تساؤلات كبيرة حول تمسك الرياض بشروطها لتطبيع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وحقيقة الالتزام بشروط المبادرة العربية، بفتحها الباب لمزيد من الخروقات الإسرائيلية التي أفقدت المفاوضات السعودية الأمريكية معناها ومغزاها.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد استمرار المفاوضات والاتصالات الأمريكية السعودية لتحقيق خروقات تستند إلى شروط وضعتها الرياض مسبقا، تشمل الالتزام بحل الدولتين بما فيه إقامة دول فلسطينية ذات سيادة، والسماح بتخصيب اليورانيوم على أراضي السعودية، إلى جانب توقيع اتفاق دفاعي بين الرياض والولايات المتحدة، يتجاوز العقبات والقيود التي أعاقت تقديم واشنطن المساعدة للرياض في حرب اليمن، وخلال الهجمات على منشآتها النفطية وموانئها، لكن أطاح كاتس بهذه الشروط دفعة واحدة بزيارته للعاصمة الرياض، فتجاوزها في خطوة واحدة.

خرق دبلوماسي آخر احتفى به نتنياهو وأكده بالكشف عن زيارة مرتقبة لوزير الاتصال شلومو قرعي للمشاركة في مؤتمر اتحاد البريد العالمي (UPU)، الذي يعقد في الرياض ما بين 1 و5 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، بحضور وفود من 192 دولة. ولعل الأهم من ذلك، زيارة عضو الكنيست (برلمان الكيان) ديفيد بيتان، العضو في حزب الليكود والمقرب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ فهو الرئيس السابق للائتلاف الحاكم في العام 2017، وهو النائب المتهم بالفساد أكثر من مرة (بما فيها الرشوة، والاحتيال وتبييض الأموال) في 2017 و2019.

زيارة أخرى مرتقبة تثير المزيد من علامات الاستفهام حول الهدف من زيارة النائب الإسرائيلي بيتان الفاسد والمقرب من نتنياهو، الذي سيحول الزيارة إلى رافعة سياسية إقليمية لحزبه الليكود ورئيسه نتيناهو، بعد أن كان ملاحقا من النائب العام والخصوم في المعارضة.

زيارة الوفود والمسؤولين الإسرائيليين إلى العاصمة الرياض، يصعب تجاهلها وتجاهل مغزاها السياسي والإقليمي؛ إذ تفقد شروط الرياض معناها، وهي الشروط التي أكدها أكثر من مرة ولي العهد السعودي في لقائه على فوكس نيوز، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في خطابه أمام الجمعية العامة في 23 أيلول/ سبتمبر الحالي، والسفير السعودي المعين لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري، خلال زيارته لرام الله، وعلى رأسها حل الدولتين المستند إلى شروط المبادرة العربية في قمة بيروت؛ لإقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق لتطبيع العلاقات العربية مع الكيان المحتل.

ختاما؛ زيارات المسؤولين الإسرائيليين السابقة والمرتقبة للرياض أسقطت المبادرة العربية مسبقا، وأطاحت بالشروط السعودية، وأضعفت الموقف التفاوضي للرياض أمام واشنطن، التي لم تقدم بدورها شيئا يذكر للرياض.

كما لم يقدم الاحتلال أي تنازل يعكس الخطوات التي تقدمت بها الرياض تجاه الكيان المحتل؛ فالاقتحامات للمسجد الاقصى والانتهاكات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية لا زالت قائمة، بل اشتد عنفها خلال الأيام القليلة الفائته.

ما يطرح السؤال مجددا حول جدوى التطبيع مع الاحتلال ومردوده على السعودية كدولة أولا، وعلى الفلسطينيين كشعب وقضية ثانيا، وعلى العالم العربي والإسلامي، الذي بات بدون هوية أو قيم ومصالح مشتركه تجمعه، بقدر ما تجمعه بأمريكا وكيانها الفاشي المحتل لفلسطين.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية إسرائيل أمريكا التطبيع الاحتلال بن سلمان الكيان الصهيوني المبادرة العربية التطبیع مع الاحتلال المبادرة العربیة الکیان المحتل

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام إسرائيلية تكشف خطط الاحتلال لاستئناف الحرب على غزة

قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أقر خططا عسكرية لاستئناف الحرب على قطاع غزة، في حال فشل المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وأوضحت أن زامير أقر الخميس الماضي خططا عسكرية جديدة لاستئناف القتال في غزة، خلال زيارته لقيادة المنطقة الجنوبية.

وقالت الهيئة إن زامير أوعز لقائد القيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان، بإجراء تعديلات لضمان أن تكون العملية البرية المقبلة أكثر كفاءة من السابقة.

وأكدت أن الخطط التي وافق عليها رئيس الأركان الإسرائيلي تتضمن تكثيف شن ضربات جوية، وتوسيع نطاق التحركات البرية للجيش، وإعادة إخلاء شمال قطاع غزة من السكان، كما تتضمن استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط.

وكانت إسرائيل لوّحت باستئناف الحرب في حال فشل المفاوضات، وذلك بعد تنصلها من تنفيذ بنود في المرحلة الأولى من الاتفاق ورفضها الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وتسعى تل أبيب لتمديد الاتفاق بما يسمح بإطلاق مزيد من أسراها لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، لكن من دون إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع كما ينص الاتفاق.

وقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرارا التزامها بتنفيذ الاتفاق وطالبت بإلزام إسرائيل بتطبيق جميع بنوده، ودعت الوسطاء لبدء مفاوضات المرحلة الثانية منه، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.

إعلان

وأوقفت إسرائيل مطلع مارس/آذار الجاري إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في خرق واضح للاتفاق، بهدف الضغط على حماس لتمديد المرحلة الأولى منه.

وأمس الأحد، أصدر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، تعليماته لشركة الكهرباء بقطع الخط الوحيد الذي يزوّد محطة تحلية المياه في غزة بالكهرباء.

ومن المحتمل أن يتم لاحقا قطع أحد خطوط المياه الثلاثة التي تزود شمال القطاع، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

ومنذ بداية الحرب، قطعت إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة، ولكن تحت ضغط دولي وتحذيرات دولية وافقت على ربط محطة تحلية مياه في غزة بالكهرباء.

مفاوضات الدوحة

في سياق متصل، من المرتقب وصول وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم، لاستئناف المفاوضات بشأن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي يضم منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، وممثلا عن جهاز الأمن العام (الشاباك) ومسؤولين آخرين.

وأوضحت أن رئيس فريق التفاوض الإسرائيلي ووزير إسرائيل للشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، لن يكون ضمن أعضاء الوفد.

وأوضحت القناة الـ12 الإسرائيلية أن المحادثات في قطر سيشارك فيها كل من مسؤول كبير في الشاباك، ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للشؤون السياسية أوفير فالك، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين في مكتب نتنياهو غال هيرش، إلى جانب فريق عمل من الجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك.

وأضافت القناة، أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيسافر الثلاثاء إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يصل إلى السعودية وسط محادثات أمريكية-أوكرانية بشأن الحرب
  • عدم اختصاص قضاء المحتل بمُحاكمة المقاومة
  • وسائل إعلام إسرائيلية تكشف خطط الاحتلال لاستئناف الحرب على غزة
  • تشييع جثمان المقاوم عمر الدحدوح.. قاتل سريّة إسرائيلية بمفرده (شاهد)
  • الاحتلال يعتزم السماح لعمال دروز من سوريا بالعمل في الجولان المحتل
  • معلومات جديدة تكشف عن مشاورات إسرائيلية لربط خطوط أنابيب بالشبكة السعودية
  • رئيس الوزراء يشيد بوعي أبناء عدن في مواجهة المحتل وأدواته
  • الرهوي يشيد بوعي أبناء عدن في مناهضة المحتل وأدواته
  • الرهوي يشيد بوعي أبناء محافظة عدن في مناهضة المحتل وأدواته
  • العالم على موعد مع نسخة استثنائية.. السعودية تسلم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» للمكتب الدولي