كيف أثرت الظواهر المناخية على مدن الموانئ في شمال أفريقيا والشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
نشر موقع كلية فيتربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا تقريرًا سلط فيه الضوء على ما تواجهه مدن الموانئ في شمال أفريقيا والشرق الأوسط من خطر التطرف المناخي؛ حيث تحذر الدراسات من التهديدات الهيدرومناخية والبيئية الرئيسية التي تواجهها هذه المدن الساحلية في المنطقة، وهو ما تؤكده التحولات الحرجة في مدن الإسكندرية والمنامة وطنجة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه بحسب عصام حجي، عالم المياه في كلية فيتربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، فإن الظواهر المناخية المتطرفة التي نشهدها مؤخرًا هي إشارات تحذيرية ترسلها لنا المناطق القاحلة.
ونقل الموقع عن حجي قوله: "إننا نخسر المعركة ضد الأحداث المناخية المتطرفة"، وقد سلطت الأوراق الجديدة التي نشرها حجي الضوء على ما تدل عليه التطورات الحاسمة في الإسكندرية بمصر؛ والمنامة بالبحرين؛ وطنجة بالمغرب؛ حيث يقول حجي إنه رغم بعد هذه المناطق آلاف الأميال عن بعضها البعض، إلا أنها تظهر جميعًا نقاط ضعف مناخية مثيرة للقلق بالإضافة إلى انخفاض الوعي العام بهذه التهديدات المتزايدة.
وأوضح الموقع أن حجي يحذر من أن المشاكل التي تواجهها المدن الساحلية في المناطق القاحلة تحدث في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعًا، وهذه الموانئ تصدر موارد الطاقة والسلع الحيوية على مستوى العالم، وهي بوابة لتوفير الغذاء الحيوي، وتدهورها السريع قد يكون له عواقب إقليمية وعالمية على المستهلكين في جميع أنحاء العالم.
الإسكندرية
أفاد الموقع أنه وفقًا للورقة البحثية التي نشرها حجي وزملاؤه سارة فؤاد، زميلة أبحاث في جامعة ميونيخ التقنية لهندسة المناظر الطبيعية، وأودو فايلاخر، رئيس هندسة المناظر الطبيعية والتحول في جامعة ميونيخ التقنية، فإن الإسكندرية ومواقعها الشهيرة التابعة لليونسكو وسكانها الستة ملايين، أصبحت معرضة بشكل متزايد للفيضانات الساحلية والتآكل، ويرجع الباحثون ذلك إلى مشاريع التطوير التي تمت خلال العقد الماضي، والتي عملت على طمر الممرات المائية المهمة التي كانت ضرورية لتنظيم الظروف المناخية المائية المتطرفة.
ونقل الموقع عن فؤاد، المؤلفة الأولى للدراسة، إن المدينة كانت قادرة على "البقاء على قيد الحياة لآلاف السنين في مقاومة الزلازل وارتفاع مستوى سطح البحر والتسونامي وعرام العواصف، لكن سوء إدارة الممرات المائية في المدينة، وتطوير المناظر الطبيعية الحضرية على مدى السنوات العشر الماضية، أعاقها، وجعلها واحدة من أكثر الأماكن عرضة للفيضانات الساحلية وارتفاع مستوى سطح البحر على وجه الأرض".
وأشار الموقع إلى أن الباحثين استخدموا صور الأقمار الصناعية، وسجلات رسم الخرائط، والتحقق من صحة الموقع على الأرض، والاستبيانات العامة لتقييم الزيادة السريعة في نقاط الضعف المناخية، وتشرح الدراسة المنشورة أن طمر الممرات المائية يقلل من قدرة المدن الساحلية على مقاومة الظواهر المناخية المتطرفة؛ فوفقًا للباحثين، تعمل القنوات على تبريد مناخ المدينة، وأثناء تدفقها إلى البحر، تترسب الرواسب على الساحل مما قد يخلق حصنًا طبيعيًا ضد التآكل، وبدون هذه الممرات المائية القديمة، فإن سواحل الإسكندرية تستنزف بشكل متزايد، وتؤدي هذه التطورات إلى زيادة المخاطر المرتبطة بالظواهر المناخية المتطرفة.
وذكر الموقع نقلًا عن المؤلف المشارك أودو فايلاخر أن طمر الممرات المائية له تأثير آخر بعيد المدى؛ وهو تقليل حساسية الجمهور تجاه قربهم من الساحل ونقاط الضعف المناخية؛ يقول فايلاخر: "عندما تُزيل الممرات المائية، سيفقد الناس ارتباطهم الثقافي بكل من نهر النيل والبحر الأبيض المتوسط".
وأضاف الموقع أنه وفقًا لحجي فإن "تجربة الإسكندرية مع الظواهر المناخية المتطرفة توفر رؤية قيمة للمدن الساحلية في جميع أنحاء العالم، والتفاعل المعقد بين التغيرات المناخية والبيئية والتصور العام لها في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية يتطلب نهجا متكاملا متعدد الأوجه للتكيف، وهو أمر غير موجود بعد في العديد من الدول النامية".
المنامة
وبين الموقع أن الورقة الثانية التي شارك في تأليفها حجي تتناول مدينة المنامة الساحلية في البحرين، والتي تقع على بعد 1600 ميل شرق الإسكندرية؛ ويقول إن المدينة تعد من أقدم وأهم الموانئ في الخليج وتشهد هبوطًا واسع النطاق، وتشير الورقة البحثية إلى أن هذه الأرض الغارقة مرتبطة بزيادة إنتاج حقول النفط، واستنزاف طبقة المياه الجوفية المحلية، وذوبان الأنهيدريت والحجر الجيري الطباشيري تحت السطح.
طنجة
واختتم الموقع تقريره بالحديث عن ورقة بحثية ثالثة شارك في تأليفها حجي، في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس"، والتي توثق أن مدينة طنجة الساحلية في المغرب، والتي تعد أحد أكبر موانئ التصدير الإفريقية، على بعد 2800 ميل إلى الغرب من الإسكندرية، تواجه الآن مأزقًا مماثلًا: زيادة الفيضانات وتآكل التربة، وكما هو الحال في الإسكندرية، يشير المؤلفون إلى أن هذه المخاطر تأتي من الزحف العمراني المتزايد الذي تفاقم بسبب زيادة الظواهر المناخية المتطرفة التي لوحظت خلال العقد الماضي.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة طنجة المغرب مصر المغرب الاسكندرية طنجة صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الظواهر المناخیة المتطرفة الممرات المائیة الساحلیة فی الموقع أن
إقرأ أيضاً:
الأقليات في أوغندا تواجه مخاوف متزايدة مع توقف المساعدات الأمريكية
عقب أصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق الوكالة الرئيسية للحكومة لإيصال المساعدات الإنسانية إلي البلدان الأخري، تسبب في خروج العديد من سوق العمل.
فيقول الناشط الأوغندي في مجال حقوق LGBTQ بيوس كينيدي، هو واحد من العديد من العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم الذين عاطلون عن العمل فعليا .
تقدم شبكة Africa Queer Network غير الربحية حيث يعمل المشورة لأعضاء مجتمع LGBTQ في أوغندا وتتلقى معظم تمويلها من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
إلى جانب خمسة موظفين دائمين آخرين ، تلقى كينيدي رسالة تأمرهم بوقف العمل على الفور في نهاية يناير بعد أن أمر ترامب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بوقف معظم عملها.
كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واحدة من أكثر الوكالات تضررا حيث تستهدف إدارة البيت الأبيض الجديدة وفريق خفض الميزانية التابع لإيلون ماسك البرامج الفيدرالية التي يقولون إنها مهدرة أو لا تتماشى مع أجندة محافظة.
قال كينيدي: "سيقوم بعض المانحين الآن بسحب الموارد لأنهم كانوا يتلقون أيضا من سلال التمويل المماثلة لتقديم منحة فرعية لنا".
وفقا لكينيدي ، فإن تخفيضات التمويل تعني عكس سنوات من المكاسب في البلاد، موضحًا بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت أكبر ممول لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية حيث يتلقى نحو 20 مليون شخص خدمات الأدوية والاختبار من خلال المنظمات المرتبطة بها.
وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل التمويل الأمريكي، شدد كينيدي على التأثير الفوري على الأفراد المعرضين للخطر في أفقر المجتمعات في العالم، مستنكرا أن الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي ليس لديهن مكان يلجأون إليه للحصول على الدعم الطبي أو النفسي.
كما أنه قلق بشأن تأثير الظروف الأكثر صرامة على طالبي اللجوء.
بعد أن أصدرت أوغندا العام الماضي أحد أكثر القوانين قمعا لمكافحة المثلية الجنسية في العالم ، كان ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها ملاذ آمن لأفراد مجتمع LGBTQ +.
لكن كينيدي يخشى الآن من أن الأشخاص المثليين + المعرضين للتهديد في أوغندا لن يكونوا قادرين على طلب اللجوء هناك.
وقال: "أنا لا أنظر إلى هذا على أنه قضية أثرت على أوغندا أو أثرت على شرق إفريقيا ، إنها قضية أثرت على المواطنة العالمية".