قالت مصادر عسكرية في قوات الدعم السريع للجزيرة إنها سيطرت على مدينة ودعشانا في ولاية شمال كردفان صباح اليوم الأحد بعد معارك مع الجيش السوداني، فيما نفى مصدر في الجيش السوداني الخبر، مؤكدا أن المدينة ما زالت تحت سيطرة الجيش.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن قوة من جنودها تستقل رتلا من العربات العسكرية قوامه 70 عربة دخلت المدينة فجر اليوم، وأرغمت قوة من اللواء رقم 18 في الجيش السوداني على الانسحاب والعودة إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض التي كانت قدمت منها أمس السبت.

كما أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الدعم السريع عاثت فسادا في المدينة وأغلقت بعض الطرق المؤدية إليها.

من جانبه، قال مصدر عسكري مطلع في الجيش السوداني للجزيرة إن قوة من الدعم السريع هاجمت قوات الجيش في مدينة ودعشانا نحو الثالثة من صباح اليوم الأحد، وإن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين أسفرت عن مقتل ثمانية من "الدعم السريع".

وقال المصدر نفسه إن القوة انسحبت من المدينة بعد ترويع المدنيين ونهب ممتلكاتهم، وإن المدينة الآن تحت سيطرة الجيش السوداني تماما.

من جهة أخرى، قالت مصادر في حكومة جنوب كردفان للجزيرة إن تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الدعم السريع عبرت مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان أمس السبت في طريقها إلى الخرطوم قادمة من غرب كردفان.


مستشفيات معطلة

وفي تصريح أدلى به للجزيرة اليوم الأحد، قال المدير العام لوزارة الصحة في ولاية الخرطوم محمود القائم إن نحو 60% من المراكز الصحية في الولاية توقفت عن تقديم الخدمات بسبب استمرار الحرب في البلاد.

وكانت مصادر محلية أخبرت الجزيرة بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا أمس السبت القصف على مواقعهما بالعاصمة الخرطوم، فيما أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تصميمه على إنهاء ما وصفه بالتمرد المسلح.

وأوضحت المصادر أن الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع في أحياء جبرة والشجرة والحلة الجديدة بمحيط مقر سلاح المدرعات، فيما سمع دوي انفجارات قوية في محيط القيادة العامة للجيش.

وذكر مراسل الجزيرة أن الجيش السوداني يستهدف منذ الصباح مراكز قوات الدعم السريع في وسط وشرقي مدينة أم درمان غربي العاصمة.


البرهان يتوعد

وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الشرطة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة ضد من يريدون ابتلاع الدولة السودانية وتحييدها لمصالحهم الخاصة، حسب تعبيره.

وأضاف البرهان أن القوات المسلحة لا تخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت، وتضع نصب عينها الدفاع عن السودان وشعبه، وأكد تصميم قواته على إنهاء ما سماه التمرد المسلح حربا أو سلما.

وأشار إلى أنه إذا أرادت من وصفها بالمليشيا حلا سلميا فإنه يتعين عليها الخروج من منازل المواطنين وإخلاء المنشآت المدنية.

وقال البرهان إن قوات الدعم السريع هي من فض اعتصام القيادة العامة في 2019، لافتا إلى أن البنية التحتية للدولة دمرت بسبب ما وصفها بأطماع شخصين أو ثلاثة، وذلك يحتاج عشرات السنوات كي يعاد إعماره، وفق تعبيره.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعا خلف أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأخفقت العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي توصل إليها الطرفان بوساطة سعودية وأميركية في إيجاد تسوية للصراع ووضع حد للعنف المستمر حتى اليوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

لوموند: الأرض المحروقة إستراتيجية الدعم السريع في السودان

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، كثفت هجماتها على الفاشر، آخر مدينة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني بقيادة  الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومن شأن الاستيلاء عليها أن يمنح قوات الدعم سيطرة شبه كاملة على الثلث الغربي من السودان.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير من مراسلتها بالقاهرة إليوت براشيه- أن ما يقرب من مليوني مدني محاصرون في المدينة، حيث لا تجد أي مساعدات إنسانية طريقها عبر الخطوط الأمامية بسبب قذائف الدعم السريع المنهمرة، رغم دعوة مجلس الأمن قبل أسبوعين لإنهاء القتال وحثه لتلك القوات على رفع الحصار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أولمرت: نتنياهو يعمل على تدمير إسرائيلlist 2 of 2إطلاق سراح أسانج.. 5 قضايا بارزة كشفها ويكيليكسend of list

ويصف محمد عثمان من هيومن رايتس ووتش الوضع قائلا "يدور القتال في الفاشر في قلب المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك مخيمات النازحين. ويتم تنفيذ الهجمات دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وثقنا قصف قوات الدعم السريع للمناطق السكنية والمباني العامة وقد هاجمت العديد من المستشفيات".

تفوق عددي

وذكّرت المراسلة باقتحام قوات الدعم السريع للمستشفى الواقع في جنوب الفاشر، ونهبها مخزون الأدوية وسيارة إسعاف، وبقصفها الصاروخي للمستشفى السعودي، وهو المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قادرة على استيعاب الجرحى بالمدينة، مما أسفر عن مقتل صيدلي وتدمير مخزون الأدوية.

ويقول أحد مقدمي الرعاية، لم يرغب في الكشف عن هويته، إن "الفوضى تسود في الداخل، حيث استقبلنا في أسبوع واحد أكثر من 500 جريح، أكثرهم من الأطفال ومات 76، في حين يتراكم الناجون كل اثنين على سرير".

ويضيف أن "قوات الدعم السريع قامت بتدمير المركز الطبي الوحيد المتخصص في أمراض الكلى في المنطقة".

وتكتفي قوات الدعم السريع بقصف المدينة من الجو في هذه الفترة، "إنهم يعيدون تجميع صفوفهم وإعادة تنظيمهم -حسب مصادر المراسلة- ولكنهم عازمون على تنفيذ الهجوم قبل موسم الأمطار"، وهم يتمتعون بتفوق عددي ساحق في محيط الفاشر بنحو 30 ألف رجل، مقابل 8 آلاف من مشاة الجيش السوداني إلى جانب حركات التمرد السابقة، كحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان.

بدء التطهير العرقي

وأشارت المراسلة إلى أن تعبئة المدنيين على الجانبين حسب انتمائهم العرقي يزيد من خطر وقوع مذابح عنصرية، وهناك مخاوف من وقوع حمام دم إذا تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر، على غرار ما وقع في الجنينة بغرب دارفور، حيث قتل ما يقرب من 15 ألف شخص، معظمهم من قبيلة المساليت على يد قوات الدعم السريع والمليشيات التابعة لها.

وفي غضون أشهر قليلة، أحرقت قوات الدعم السريع في شمال دارفور أكثر من 50 قرية، ومسحت من الخريطة أحياء بأكملها في الفاشر، وفق تقرير لوموند.

ويقول ناثانيال ريموند، مدير مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية "التطهير العرقي بدأ بالفعل وهذا ليس مفاجئا. قوات الدعم السريع تستخدم الطريقة نفسها منذ بداية الحرب. بالنسبة لهم، هذا هو استكمال الإبادة الجماعية التي بدأت عام 2003″.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الهجمات القاتلة التي تشنها قوات الدعم السريع لا تقتصر على دارفور، إذ ارتكبت خلال الأسابيع الأخيرة عدة مجازر في منطقة الجزيرة، وقبلها قتلت أكثر من 156 شخصا في قرية ود النورة و17 في بلدة عسير، وطردت القوات السودانية من مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، وبثت الذعر بين السكان المدنيين.

وقالت إنه في مواجهة عدم فعالية قواته البرية، يقوم الجيش السوداني بتكثيف ضرباته الجوية في جميع أنحاء البلاد، إلا أن عددا متزايدا من المدنيين بدؤوا يتسلحون ويشكلون مجموعات للدفاع عن النفس في جميع أنحاء البلاد بسبب الانتهاكات المتكررة وتكتيكات الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الدعم السريع، مما يشير إلى أن السودان ينزلق إلى حرب أهلية محققة.

مقالات مشابهة

  • وزير سوداني يرسل رسالة خطيرة للدعم السريع بشأن سنار
  • حركة مناوي ترد على تصريحات الدعم السريع بشأن القتال معها.. ما علاقة الإمارات؟
  • والي سنار يعلن إحباط هجوم للدعم السريع ويؤكد استقرار المدينة
  • لوموند: الأرض المحروقة إستراتيجية الدعم السريع في السودان
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع على أبواب سنار
  • حرب السودان في عامها الثاني.. مفترق طرق
  • السودان: نزوح مئات الأسر من «جبل موية» بعد سيطرة قوات الدعم السريع
  • نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنّار بعد سيطرة قوات الدعم السريع  
  • الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 6 أفراد في الجيش السوداني والدعم بينهم قيادات بارزة
  • المجلس الأوروبي يفرض عقوبات على 6 أفراد في الجيش السوداني والدعم السريع