أنباء متضاربة بشأن سيطرة الدعم السريع على مدينة بكردفان
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
قالت مصادر عسكرية في قوات الدعم السريع للجزيرة إنها سيطرت على مدينة ودعشانا في ولاية شمال كردفان صباح اليوم الأحد بعد معارك مع الجيش السوداني، فيما نفى مصدر في الجيش السوداني الخبر، مؤكدا أن المدينة ما زالت تحت سيطرة الجيش.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن قوة من جنودها تستقل رتلا من العربات العسكرية قوامه 70 عربة دخلت المدينة فجر اليوم، وأرغمت قوة من اللواء رقم 18 في الجيش السوداني على الانسحاب والعودة إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض التي كانت قدمت منها أمس السبت.
كما أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الدعم السريع عاثت فسادا في المدينة وأغلقت بعض الطرق المؤدية إليها.
من جانبه، قال مصدر عسكري مطلع في الجيش السوداني للجزيرة إن قوة من الدعم السريع هاجمت قوات الجيش في مدينة ودعشانا نحو الثالثة من صباح اليوم الأحد، وإن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين أسفرت عن مقتل ثمانية من "الدعم السريع".
وقال المصدر نفسه إن القوة انسحبت من المدينة بعد ترويع المدنيين ونهب ممتلكاتهم، وإن المدينة الآن تحت سيطرة الجيش السوداني تماما.
من جهة أخرى، قالت مصادر في حكومة جنوب كردفان للجزيرة إن تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الدعم السريع عبرت مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان أمس السبت في طريقها إلى الخرطوم قادمة من غرب كردفان.
مستشفيات معطلة
وفي تصريح أدلى به للجزيرة اليوم الأحد، قال المدير العام لوزارة الصحة في ولاية الخرطوم محمود القائم إن نحو 60% من المراكز الصحية في الولاية توقفت عن تقديم الخدمات بسبب استمرار الحرب في البلاد.
وكانت مصادر محلية أخبرت الجزيرة بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا أمس السبت القصف على مواقعهما بالعاصمة الخرطوم، فيما أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تصميمه على إنهاء ما وصفه بالتمرد المسلح.
وأوضحت المصادر أن الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع في أحياء جبرة والشجرة والحلة الجديدة بمحيط مقر سلاح المدرعات، فيما سمع دوي انفجارات قوية في محيط القيادة العامة للجيش.
وذكر مراسل الجزيرة أن الجيش السوداني يستهدف منذ الصباح مراكز قوات الدعم السريع في وسط وشرقي مدينة أم درمان غربي العاصمة.
البرهان يتوعد
وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن الشرطة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة ضد من يريدون ابتلاع الدولة السودانية وتحييدها لمصالحهم الخاصة، حسب تعبيره.
وأضاف البرهان أن القوات المسلحة لا تخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت، وتضع نصب عينها الدفاع عن السودان وشعبه، وأكد تصميم قواته على إنهاء ما سماه التمرد المسلح حربا أو سلما.
وأشار إلى أنه إذا أرادت من وصفها بالمليشيا حلا سلميا فإنه يتعين عليها الخروج من منازل المواطنين وإخلاء المنشآت المدنية.
وقال البرهان إن قوات الدعم السريع هي من فض اعتصام القيادة العامة في 2019، لافتا إلى أن البنية التحتية للدولة دمرت بسبب ما وصفها بأطماع شخصين أو ثلاثة، وذلك يحتاج عشرات السنوات كي يعاد إعماره، وفق تعبيره.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعا خلف أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وأخفقت العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي توصل إليها الطرفان بوساطة سعودية وأميركية في إيجاد تسوية للصراع ووضع حد للعنف المستمر حتى اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تقصف منزلا غرب الخرطوم وتقتل 6 أشخاص بينهم 4 أطفال
أعلنت السلطات السودانية، الأربعاء، عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين، وذلك بقصف مدفعي نفّذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، المتواجدة غربي العاصمة الخرطوم.
وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في بيان، أن: "قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في حق المدنيين باستهدافها الممنهج والمستمر للمواطنين المدنيين بمنطقة كرري بمدينة أم درمان غربي الخرطوم".
وبحسب البيان نفسه فإن: "القصف المدفعي الذي شنته اليوم أدى إلى وقوع مجزرة باستشهاد 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين جراء وقوع القذائف داخل منزل الأسرة في حي الثورة بمنطقة كرري".
وفي السياق نفسه، أشارت وزارة الصحة إلى أنّ بين القتلى 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 8 سنوات. فيما لم يصدر إلى حدود اللّحظة، أي تعليق على البيان الحكومي، من قوات الدعم السريع.
تجدر الإشارة إلى أنه بوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" منذ أيام، لصالح الجيش، بكل من: ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات).
إلى ذلك، تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها. وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش السوداني يسيطر على 90 في المئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 في المئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي وكذا المطار الدولي.
وقبل أيام قليلة، أفاد سكان وعاملون في القطاع الطبي بأن قوات الدعم السريع السودانية قد شنّت هجمات على مخيم زمزم للنازحين، الذي يعاني من أزمة مجاعة حادة، وذلك في إطار محاولات القوات العسكرية تعزيز سيطرتها على معقلها في دارفور، بينما تتكبد خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.
ومنذ نيسان/ أبريل من عام 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وذلك بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.