كشف عدد من الخبراء الاقتصادين عن أسباب عجز الموازنة من الأساس على مر التاريخ، وقال وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إنّ التمويل بالعجز في الموازنة هو أحد أدوات صناعة النمو للدولة بشرط أن يكون العجز تحت السيطرة، وألا يكون العجز مبالغا فيه، وهي فكرة معروفة اقتصاديا في كل دول العالم، خاصة إذا كان العجز في الموازنة يتم من خلال زيادة الإنفاق الاستثماري بصورة تعزز من النمو الاقتصادي للدول.

وقال وليد، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ الدول تزيد مخصصات الاستثمارات الحكومية في صورة تحفز النشاط الاقتصادي، ويترتب على ذلك زيادة في الإنتاجية ومنها زيادة الإيرادات من خلال التصدير، ويكون العجز في الموازنة له تأثير جيد على صناعة النمو، ويرجع العجز في الموازنة إلى زيادة المخصصات الإنفاق الاستهلاكي فهذا ليس جيدا وإنما الأفضل أن يكون العجز لصالح الاستثمار.

وأشار إلى أنّ العجز في الموازنة بمصر ارتبط تاريخيا بفترات الاضطراب السياسي والأزمات وهو ما حدث في 2011 عقب ثورة 25 يناير، والتي تسببت في أزمة اقتصادية في مصر، إلا أنّها عقب ذلك ارتبطت ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، واتخاذ إجراءات ساهمت في تيسير عجز الموازنة المصرية في إطار تنازلي إلى أن وصلت إلى معدلات حالية أقل من 7%، ومن المستهدف السيطرة على عجز الموازنة في موازنة العام المالي الجاري إلى نحو 6%، وهو معدل مقبول في ظل الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي والمحلي.

وأكد أنّ العجز يكون في صالح الدولة في حالة اتجاه الدعم المادي إلى الاستثمار والبناء الاقتصادي للدولة، لكنه ليس من الجيد أن يتم توجيه الأموال إلى الإنفاق الاستهلاكي وشراء السلع، لأنّه يقود إلى مزيد من العجز.

سنوات حرب أكتوبر كانت من أبرز الأسباب

من جهته، قال بلال شعيب الخبير الاقتصادي، إنّه قبل سنوات من حرب 1973 وتعاني الدولة من العجز في الموازنة والتقشف الاقتصادي، بسبب الحرب والتركيز على تسليح الجيش، وعقب انتهاء الحرب كانت هناك ضرورة كبرى لافتتاح مدن جديدة ومنها مدينة العاشر من رمضان، لاستقبال المواطنين خاصة مع الزيادة السكانية وزيادة البنية التحتيه للدولة.

وأضاف أنّه عقب فترة رئاسية الرئيس أنور السادات، كانت الدولة غير مؤهلة للاستثمار وأن تكون جاذبة للاستثمارات الأجنبية لزيادة إيرادات الدولة، بجانب الارتفاع الكبير في عدد السكان والذي جعل هناك ضرورة ملحه أكثر لافتتاح مدن جديدة لاستيعاب السكان، وشراء السلع الأساسية لتوفير الحياة للمواطنين، وافتتاح مدارس ومستشفيات، وهو ما جعل أموال الدولة تتجه إلى الاستهلاك والضمان الاجتماعي وليس الاستثمار والتنمية.

وأشار إلى أنّ الزيادة الكبيرة في السكان سبب أساسي لعجز الموازنة نتيجة لاتخاذ الدولة على عاتقها توفير حياة للمواطنين وخدمات، وفي عام 2011 فقدت مصر عدد كبير من القطاعات التي تمثل مصدر أساسي للإيرادات ومنها السياحة وتصدير الغاز والتبادل الاقتصادي مع الدول العربية نتيجة الثورات التي حدثت في أغلب الدول العربية، وهو ما تسبب أيضا في انخفاض إيرادات المصريين من الخارج.

وعقب ذلك كان يجب البحث عن حلول للعديد من المشكلات ومنها الطاقة والزيادة السكانية وخفض الضغط عن العاصمة من خلال بناء دولة جديدة حديثة وتم توجيه الموازنة بشكل أكبر للاستثمارات والبنية التحتية والتي بدورها رفعت من معدلات جذب الاستثمارات الأجنبية للدولة وزيادة الرقمنة والتكنولوجيا في الدولة، كما عملت الدولة مؤخرا على زيادة إشراك القطاع الخاص في في أصول الدولة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عجز الموازنة الموازنة الموازنة العامة للدولة إيرادات الدولة العجز فی الموازنة عجز الموازنة

إقرأ أيضاً:

خبراء وصناعيون لـ «الاتحاد»: القطاع الصناعي يواصل طفرة النمو خلال 2025

يوسف العربي (أبوظبي)
يواصل قطاع الصناعة أداءه القوي منذ تأسيس وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في يوليو من عام 2020، في ظل توقعات بتحقيق طفرة في الأداء والنمو خلال عام 2025، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع.
 وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن الإمارات من أبرز دول العالم التي تمتلك رؤية استراتيجية طموحة في تعزيز الاقتصاد الصناعي، مما جعلها واحدة من القوى الاقتصادية المؤثرة على المستوى الدولي، وتركزت هذه الرؤية في تحويل الاقتصاد الإماراتي إلى اقتصاد صناعي حديث وقادر على تحقيق النمو المستدام، في ظل القيادة الحكيمة التي أدركت أهمية الصناعة كأحد الأعمدة الأساسية للتنمية.
وأشاروا إلى تسارع وتيرة توطين الصناعات المتقدمة في الدولة، واتجاه القطاع بقوة إلى تقليل الانبعاثات، بما ينسجم مع استراتيجية الدولة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050.
ولفتوا إلى أن المصانع الجديدة والقائمة تتبنى أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما يعزز الكفاءة، ويقلص التكاليف، ويرتقي بمستوى جودة وتنافسية المنتج الإماراتي.

رؤية استراتيجية 
من جانبه، أكد الدكتور عبدالرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير في قطاع التصنيع، أن دولة الإمارات تعد من أبرز الدول التي تمتلك رؤية استراتيجية طموحة في تعزيز الاقتصاد الصناعي، مما جعلها واحدة من القوى الاقتصادية المؤثرة على المستوى العالمي.
وأفاد الفرحان، أن هذه الرؤية تركزت في تحويل الاقتصاد الإماراتي إلى اقتصاد صناعي حديث وقادر على تحقيق النمو المستدام، في ظل القيادة الحكيمة التي أدركت أهمية الصناعة كأحد الأعمدة الأساسية للتنمية.
 وأوضح أن القطاع الصناعي في الإمارات يُعتبر من أهم مكونات الاقتصاد الوطني، حيث يمثل ثاني أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي بعد قطاع النفط والغاز، وهو ما يعكس النمو المتسارع في هذا القطاع.
وبين الفرحان أن الإمارات شهدت تحولاً في السياسة الاقتصادية تتمثل في تقديمها حلولاً مبتكرة لتحفيز النمو الصناعي عبر العديد من المبادرات الاستراتيجية.
وأضاف الفرحان، أن من أبرز هذه المبادرات إنشاء المناطق الصناعية المتخصصة وجذب الاستثمارات الخارجية، بالإضافة إلى استقطاب التكنولوجيا الحديثة التي ترفع من تنافسية هذا القطاع. ولفت إلى أن رؤية دولة الإمارات تهدف في تكريس مكانتها الرائدة عالمياً في مجال الصناعة والابتكار، من خلال تقديم بيئة أعمال محفزة تعزز ريادة الأعمال، وتدعم الابتكار وتحقق الاستدامة البيئية.
ونوه بأن الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً للابتكار الصناعي، وأن سياسة الاقتصاد الصناعي في الإمارات لا تقتصر على تحسين الأداء الاقتصادي، بل تتضمن أيضاً تلبية المتطلبات الاجتماعية، وتحقيق الاستدامة البيئية، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
وتبرز دولة الإمارات كنموذج فريد في القدرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث تجسد تطوراً صناعياً وابتكارياً يضعها في مقدمة الدول التي تسعى لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في القرن الحادي والعشرين.

أخبار ذات صلة ورقة بحثية تستعرض تجربة الإمارات في تفعيل العمل «عن بُعد» الإمارات تشارك العالم تعزيز منظومة العمل الإحصائي

الاستدامة 
من ناحيته، قال الدكتور هشام محمد الصديق، الرئيس التنفيذي لمصنع «بورسلان تايلز أبوظبي»، إن وتيرة توطين الصناعات المتقدمة في الدولة تتسارع بقوة، كما يتجه القطاع إلى تقليل الانبعاثات بما ينسجم مع استراتيجية الدولة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050. وأضاف إلى أنه منذ تأسيس وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في يوليو 2020، اتجهت الدولة إلى توطين العديد من الصناعات لتوفير منتج محلي قوي وقادر على المنافسة محلياً وعالمياً. وأشار إلى أن استراتيجية أبوظبي الصناعية التي تم إطلاقها في يونيو 2022، ساهمت في تعزيز النمو القوي لقطاع التصنيع في الإمارة ونوه بأن الاستراتيجية تركز على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات الأمن الغذائي والصناعات الدوائية.
وأشار إلى وجود العديد من المقومات التي ساهمت في تحقيق الرؤية الصناعية في دولة الإمارات، حيث تتمتع الدولة بالأمن والأمان والبنية التحتية فائقة التطور من طرق وموانئ ومطارات ومصادر للطاقة.
وقال إن المدن الصناعية القريبة من الموانئ، وفي مقدمتها «كيزاد» التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، ساهمت بدور مميز في توفير البيئة الخصبة للإنتاج، بما توفره من مساحات صناعية ومستودعات وبنية تحتية.
 ولفت إلى أن الانتعاش الاقتصادي والطفرة العقارية في الدولة تؤكد مواصلة القطاع الصناعي في الدولة لمسيرة النمو، وتحقيق طفرة جديدة خلال عام 2025. ونوه بأن المصانع الجديدة والقائمة تتبنى أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما يعزز الكفاءة، ويقلص التكاليف، ويرتقي بمستوى جودة وتنافسية المنتج الإماراتي.

تحفيز الاقتصاد 
من جانبها، قالت الدكتورة فابيان شديد، أستاذ مساعد في إدارة العمليات والخدمات اللوجستية بجامعة هيريوت وات دبي، إن القطاع الصناعي يسهم بدور حيوي في النمو الاقتصادي والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات، حيث يقلل من الاعتماد على عائدات النفط، ويعزز التنمية المستدامة والمرونة الاقتصادية. 
وأضافت «إنه لأهمية هذا القطاع، اتخذت دولة الإمارات خطوات ثابتة لدعم وتعزيز القطاع الصناعي، حيث أطلقت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة استراتيجية (مشروع 300 مليار)».
وحول توقعات أداء القطاع الصناعي خلال 2025، قالت إنه من المتوقع أن يحقق القطاع الصناعي في دولة الإمارات نمواً كبيراً خلال العام الحالي، مدفوعاً بجهود التنويع الاقتصادي في إطار رؤية الإمارات 2031. 
وأضافت أنه من المتوقع أن يؤدي التوسع في التصنيع ومجالات الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة إلى تعزيز القطاع الصناعي ونموه.
ولفتت أنه هناك بعض القطاعات الأخرى التي تستفيد من نمو القطاع الصناعي وانتعاشه، مثل قطاع الطيران والخدمات اللوجستية والبتروكيماويات، بالإضافة إلى مجالات الابتكار، كما ستساعد المبادرات الحكومية والحوافز والتسهيلات التي توفرها الدولة والتي تشمل مناطق التجارة الحرة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، أن تجتذب الاستثمار الأجنبي، مما يعزز الناتج الصناعي.

مقالات مشابهة

  • خبراء وصناعيون لـ «الاتحاد»: القطاع الصناعي يواصل طفرة النمو خلال 2025
  • يسجل 3.66 مليــار دولار.. تراجع قيمة العجز في الميزان التجاري أكتوبر 2024
  • الإحصاء: 16.0% إنخفاض قيمة العجز في الميزان التجاري خلال أكتوبر 2024
  • انخفاض العجز في الميزان التجاري لـ 3.66 مليار دولار خلال أكتوبر 2024
  • خبراء ومتخصصين للوفد: الصحف الحزبية والمستقلة في أزمة الحكومة تخلت عنها
  • هل تشهد الموازنة الجديدة زيادة في المرتبات والمعاشات؟.. وزير المالية يجيب
  • طهبوب: “زيادة دخل المواطن أمنيات جميلة”
  • منهجية التفكير الاقتصادي الحكومي المنتج السليم..
  • 2.8 مليار ريال زيادة بحجم السيولة المحلية بنهاية أكتوبر
  • ارتفاع سعر النفط لأعلى مستوياته منذ أكتوبر مع إجراءات التحفيز الاقتصادي الصيني