بوتين يؤجج الصراع على جبهة جديدة في قلب أوروبا
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
في ظل التوترات المتزايدة، صار الهدف الاستراتيجي الشامل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحاً، وهو تفكيك الناتو وكشف نقاط الضعف فيه، ومع تعرض روسيا لانتكاسات في أوكرانيا، فإن التهديد المباشر لأعضاء الناتو مثل بولندا ودول البلطيق قد يخف إلى حد ما.
هذه الخطة ترمي إلى تحقيق ثلاثة أهداف
ومع ذلك ، تقول صحيفة "تلغراف" البريطانية إن منطقة البلقان هي المكان الذي يكمن فيه أضعف جناح لحلف شمال الأطلسي، ما يمثل هدفًا مناسبًا لطموحات روسيا.
وفي واحدة من أسوأ المواجهات، منذ أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، هاجم الأسبوع الماضي العشرات من الصرب المدججين بالسلاح الشرطة في شمال كوسوفو وتحصنوا في كنيسة أرثوذكسية، الأمر الذي أدى إلى مقتل ضابط شرطة و3 من المهاجمين. هجوم إرهابي
ووصف قادة كوسوفو الهجوم بأنه هجوم إرهابي. ونفى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أي تورط له، واشتكى إلى سفير روسيا لدى صربيا من أن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، ينفذ "تطهيراً عرقيًا وحشيًا" بدعم من الغرب.
وتقول الكاتبة إيفانا سترادنر، وهي باحثة في "مؤسسة الدفاع عن الدميقراطيات" إن هذا التصعيد هوبمثابة حلم أصبح حقيقة بالنسبة لموسكو.
Putin is opening up a new front against the West in the Balkans.
My latest @Telegraph https://t.co/q7cTOEURtj
وتعمل صربيا وروسيا على إعداد الصرب للتصعيد في كوسوفو منذ أشهر، مما يؤدي إلى تأجيج التوترات في البلقان، لتشتيت انتباه الغرب عن حربه في أوكرانيا.
وأعيد إحياء الدعاية التي تكرر الادعاء القديم بأن كوسوفو تنتمي إلى صربيا، وزعم أحد العناصر الدعائية أن بريطانيا تستعد لحرب هناك، الأمر الذي أشعل فتيل العنف العرقي في المنطقة من قبل.
وسارعت روسيا إلى استغلال الحادث، إذ أعلن متحدث روسي أن "الضغوط الغربية الإضافية" تدفع "منطقة البلقان بأكملها إلى حافة خطيرة".
Putin is opening up a new front against the West
The Balkans are set to explode unless urgent action is taken by Nato to quell Russian and Serbian aggression in Kosovo, writes @FDD @ivanastradner
https://t.co/5HXGbATX7i
ويدرك بوتين أنه لا يحتاج إلى إرسال قوات عسكرية إلى البلقان، فهو قادر على استخدام الحرب بالوكالة لزعزعة استقرار المنطقة، وإعادة ترسيخ روسيا باعتبارها المفاوض الوحيد، الذي يمكن الاعتماد عليه في الصراع هناك.
وترى الكاتبة أن هذه الخطة ترمي إلى تحقيق 3 أهداف، هي صرف انتباه الغرب عن أوكرانيا، وتعزيز مكانة موسكو الإقليمية، ومنح بوتين نفوذاً على القوى الغربية، إذا أرادت منع تصاعد الصراع في المنطقة.
وبدورها، يمكن لصربيا تحقيق مكاسب أيضاً، إذ قام فوتشيتش بالتصعيد ثم التهدئة في كوسوفو، مقدماً نفسه كركيزة للاستقرار، وورقة مساومة مع الغرب. الهدف النهائي لفوتشيتش هو الاحتفاظ بالسلطة، وتساعده أزمة كوسوفو على صرف الانتباه عن قضاياه السياسية الداخلية، وتعزيز الدعم للانتخابات المقبلة.
واتخذ البيت الأبيض خطوة غير مسبوقة بالتحذير علناً من "انتشار عسكري صربي كبير على طول الحدود مع كوسوفو"، ويمكنه بدلاً من ذلك استخدام قواعد اللعبة التي يمارسها بوتين، ويرسل جنوداً، دون أي شارات لتقويض كوسوفو، وإتاحة قدر معقول من الإنكار، ولعل هذا هو بالضبط ما حدث بالفعل.
وأعلن الناتو أنه يعزز وجود قواته في كوسوفو - مع قيام وزارة الدفاع البريطانية بنقل قيادة كتيبة عسكرية إليه لتقديم المساعدة - ولكن الكاتبة تحضه على فعل المزيد وبسرعة لقمع العنف وتحذير روسيا وصربيا. . والأمر الأكثر إلحاحاً هو أنها تحتاج إلى تكثيف عملياتها الإعلامية في الداخل والخارج. ومن الممكن أن تمتد أزمة أخرى في كوسوفو بسهولة إلى مقدونيا الشمالية، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، وقد تخلف عواقب وخيمة على الدفاع الأوروبي، في وقت حيث أصبحت الولايات المتحدة مشتتة بسبب انتخاباتها المقبلة. هذه لحظة خطيرة، لكن قليلين هم الذين يتحدثون عنها.
بعد مرور 3 عقود على تفكك يوغوسلافيا الدموي، لم تختف التوترات العرقية في منطقة البلقان، وعلى الرغم من التفوق العسكري الشامل الذي يتمتع به حلف شمال الأطلسي، إلا أن نفوذه ضعيف في البلقان، وتستمر روسيا في التفوق عليه في المناورة هناك. لقد حان الوقت لكي يعزز حلف شمال الأطلسي وجوده في المنطقة، ويضع روسيا في موقف دفاعي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة كوسوفو شمال الأطلسی فی کوسوفو
إقرأ أيضاً:
الصاروخ الروسي الجديد في أوكرانيا.. بوتين يلجأ لـ رسائل الترهيب
أثار استخدام روسيا صاروخا بالستيا جديدا متوسط المدى لقصف أوكرانيا قلق المجتمع الدولي، في خطوة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تطور جديد يثير القلق والانشغال. كل هذا يسير في الاتجاه الخاطئ".
وترى إيفانا ستاردنز، الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، في حديث لقناة "الحرة" أن خطوة موسكو تمثل الطريقة الروسية لـ "ترهيب الغرب وأوكرانيا".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن قواته ضربت أوكرانيا مستخدمة صاروخا بالستيا جديدا فرط صوتي متوسط المدى، وذلك بعد استهدافها مدينة دنيبرو.
وتقول ستاردنز إن للرئيس بوتين "تاريخ طويل فيما يتعلق بترهيب الولايات المتحدة وأوروبا، والخطوة الأخيرة تأتي للترهيب وللتأكد من أن أوكرانيا لا تحصل على الأسلحة التي تحتاجها".
"والصاروخ جزء من التهديدات الروسية للتأكد من أننا لا نساعد أوكرانيا"، بحسب ستاردنز.
وحذرت ستاردنز من أن الغرب "يجب ألا أن يقع في فخ عدم مساعدة أوكرانيا، لأن بوتين كان يهدد باستخدام الأسلحة النووية منذ عام 2022، ولكن لا نية له في استخدام الأسلحة النووية لأن ذلك سيكون قرارا انتحاريا".
والخميس، أعلن المتحدث باسم الكرملين كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية أن موسكو أبلغت الولايات المتحدة قبل 30 دقيقة من إطلاقها صاروخا بالستيا فرط صوتي على أوكرانيا.
وقال ديمتري بيسكوف إن "الإبلاغ تم إرساله في شكل تلقائي قبل 30 دقيقة من عملية الإطلاق"، موضحا أنّ عملية الإخطار تمّت عبر قناة "تواصل دائمة" تربط بين روسيا والولايات المتحدة للحد من خطر الأسلحة النووية.
وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن تنازلها عن مناطق لروسيا.
واستبعدت ستاردنز أن يكون لقرار بريطانيا السماح لأوكرانيا استخدام صواريخ بريطانية بعيدة المدى ضد روسيا تأثير في التهديد الروسي، مشيرة إلى أن بوتين اتخذ القرار حتى بدون منح الغرب الضوء الأخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي.
وأعلن بوتين في وقت سابق أنّ قواته قصفت أوكرانيا ردا على إطلاقها صواريخ غربية على روسيا، بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي، في إشارة إلى القصف الذي طال مدينة دنيبرو.