فلسطين: 18 اقتحاما للأقصى ومنع رفع الأذان 60 مرة بالمسجد الإبراهيمي
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
قال وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني حاتم البكري، اليوم الأحد، إن المُستوطنين الإسرائيليين بحماية قوات الاحتلال، اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 18 مرة، بينما مُنع رفع الأذان 60 وقتا في المسجد الإبراهيمي خلال شهر سبتمبر المُنصرم.
وأوضح البكري - في تقرير صادر عن وزارة الأوقاف - أن الاقتحامات التي نفذها المستوطنون كانت تتم على فترتين صباحية ومسائية، ورافقها تأدية طقوس وجولات استفزازية.
وأشار إلى أن هذه الاقتحامات تأتي في وقت حرضت فيه ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم، المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة وجماعية للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية.
وأدان وزير الأوقاف الفلسطيني تدمير الاحتلال فجر اليوم، جزءًا من محتويات مصلى باب الرحمة والاستيلاء على جزء آخر منه، معتبرا أنَّ هذا عدوان وتصعيد للحرب الدينية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومقدساته، مؤكدا أن المُصلى هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، وله نفس قدسيته وقيمته.
ولفت البكري، إلى أن سلطات الاحتلال منعت رفع الأذان 60 وقتا في المسجد الإبراهيمي، إضافة إلى إغلاقه عدة أيام بحجة الأعياد اليهودية، مشددا على أن ما يقوم به الاحتلال هو اعتداء صارخ وسافر، وتعدٍ خطير على ممتلكات وقدسية المسجد.
كما اعتدى المستوطنون بحماية من جيش الاحتلال على أضرحة في زاوية الشرفا في البلدة القديمة بمدينة الخليل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المسجد الأقصى الإسرائيليين المسجد الإبراهيمي
إقرأ أيضاً:
الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.
لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.
أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه.
ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.
ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء.
هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل.
ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.