أكد سفير مصر بالكويت السفير أسامة شلتوت، أن تضامن الكويت مع مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة يمثل نموذجا للتعاون العربي - العربي، واصفا العلاقات المصرية - الكويتية بأنها "راسخة ومتجذرة " وتمتد لتشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وقال شلتوت في حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت اليوم / الأحد / إن انتصارات حرب أكتوبر المجيدة والتي تحتفل مصر بها بمناسبة مرور 50 عاما عليها، شاركت فيها الكويت الجيش المصري لتحرير سيناء، والتي تعد علامة تاريخية تؤكد تأخي بين الشعبين والصمود أمام المحن كشعب واحد، كما سارعت مصر بالوقف بجانب دولة الكويت إبان الاحتلال العراقي للأراضي الكويتية وكانت من أوائل الدول عربيا وعالميا الرافضة لذلك الغزو وشاركت ضمن القوات البرية لتحرير الأرض الكويتية وإعادتها لشعبها وسقطت دماء الشهداء المصريين على أرض الكويت لتحريرها كما سقطت من قبل دماء الشهداء الكويتيين على أرض سيناء المباركة.

وهنأ سفير مصر بالكويت أسامة شلتوت، الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على تولية مقاليد الحكم في الكويت متمنيا له موفور الصحة والعافية وأن يحفظ دولة الكويت ويديم عليها الأمن والرخاء وأن ينعم على شعب الكويت الشقيق مزيد من الازدهار والرقي. 

وأشار شلتوت إلى أن هناك تنسيقا دائما تجاه القضايا الإقليمية والدولية الحيوية التي تهم الأمتين العربية والإسلامية، مشيرا إلى متانة وأخوية العلاقة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير الكويت الشيخ نواف الجابر الصباح، والتي تسهم في تعميق الترابط على المستوى الرسمي والشعبي بين البلدين.

وحول التعاون الثقافي بين البلدين، أكد سفير مصر بالكويت أن الدولتين يحرصان دائما على المشاركة في كافة الفعاليات الفنية والثقافية التي تقام في مصر والكويت فهناك تاريخ ثقافي وفني مشترك بين البلدين، مؤكدا أهمية الدور الثقافي والفكري في التواصل بين الشعوب العربية ومزج الثقافات المختلفة، مشيرا إلى الدور المتميز الذي تبذله دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا في مجال إثراء الثقافة من خلال الأنشطة الثقافية المتنوعة، موضحا أن هناك روابط قديمة جمعت بين الحضارة الفرعونية وحضارة دلمون في جزيرة فيلكا، حيث تم اكتشاف العديد من الآثار في «فيلكا»، تؤكد قدم العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وأشار شلتوت في حواره إلى أن الإصدارات الصحفية المتعددة في الكويت تمثل إثراء للفكر والثقافة والإعلام العربي بصفة عامة، مشيرا إلى أن الإصدارات الدورية الكويتية تمثل أحد المنابع الرئيسية التي نهل منها كثير من المفكرين والمثقفين العرب، حيث بدأت العلاقات الثقافية بين مصر والكويت قبل بدء العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما بل مهدت لها وشكلت بنيتها التحتية، فالعلاقات الثقافية المصرية - الكويتية سبقت إنشاء المكتب الثقافي إذ إنها بدأت في شكل ذهاب بعثة طلابية من المدرسة المباركية للدراسة بالأزهر سنة 1942 وعادوا إلى الكويت ليضعوا أسس النهضة العلمية، كما تبنى الأزهر الإشراف على المعهد الديني في الكويت سنة 1945، كما طلب عبد اللطيف الشملان، مدير المعارف في الكويت، من طه حسين إرسال أساتذة مصريين تتقاسم الكويت ومصر دفع رواتبهم، وقبول بعثة طلابية تدرس في مصر على نفقة الحكومة المصرية، وفى عام 1959 افتتح «بيت الكويت» للطلاب، وهو الذي تحول فيما بعد إلى مبنى سفارة الكويت في القاهرة.

وأضاف شلتوت أن الرئيس جمال عبد الناصر أفتتح بصحبة الشيخ عبد الله الجابر الصباح والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح " بيت الكويت بالقاهرة " كما أن زكى طليمات جاء إلى الكويت سنة 1958 حيث أسس المسرح العربي ومن خلاله قدمت الكويت إسهامات إبداعية في مجال المسرح وفى السنة ذاتها تم إنشاء "مجلة العربي" وهي مجلة دورية ثقافية كبيرة تصدر عن وزارة الإعلام الكويتية انطلقت عام 1958 وتم دعمها ماليًا من قبل وزارة الإعلام الكويتية، وكان أحمد زكي، أول رئيس تحرير للمجلة، وصدر العدد الأول من المجلة في ديسمبر عام 1958، وقد كان لتلك المجلة دور كبير في نشر الثقافة العربية، ولا يزال هذا الدور قائما حتى اليوم، وقد أعطى إنشاء المكتب الثقافي سنة 1958 دفعة قوية لتطوير العلاقات الثقافية في شكل بناء جيل من الدارسين الكويتيين الذين يدرسون في مختلف التخصصات والمراحل الدراسية الجامعية.

وفيما يتعلق بنشاط سفارة مصر بالكويت في المجالات الثقافية، قال شلتوت إن السفارة المصرية بدولة الكويت تحرص دائما على المشاركة في جميع الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، ولا تقتصر على احتفالات الأعياد الوطنية فقط، ولكن بتكريم الرواد من الكويت ومصر في شتى المجالات الأدبية والثقافية والفنية، وأيضا كانت هناك العديد من الندوات الثقافية بالمكتبة الوطنية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

وعلى الصعيد الفن التشكيلي، أضاف السفير أنه كانت هناك مشاركات فنية للعديد من فناني الجالية المصرية في معارض مشتركة جماعية تنقل الثقافة المصرية بما تحويه من مفاهيم تشكيلية، وكان للطفل دور مهم أيضا فتم رعاية وتنظيم ملتقى الأطفال بمركز الطاقة الإبداعية بين أطفال مصر والكويت والمغرب والجزائر لتوحيد ثقافة الطفل العربي بمفهوم الوعى والإدراك اللغوي والفني من خلال التعبير بالرسم وتركيب الألعاب التفاعلية وأيضا قراءة القصة، وغيرها من أحداث ورعاية وإقامة حفل على مدار يومين بعنوان (معا في حب الكويت) بمشاركة 40 فنانا مصريا وكويتيا، حيث تم رسم لوحة جدارية بمساحة 30 مترا مربعا بقاعة المرسم الحر التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

ونوه سفير مصر بالكويت إلى أن الدولة المصرية وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بات لها خريطة نحو المستقبل تضمنت تطوير وتحديث البنية التحتية والخدمات لتكون مواكبة لتطلعات الدولة المصرية مستقبلا واتخذت خطوات إيجابية متسارعة في تحدى مع الزمن بعنوان " الجمهورية الجديدة " حيث قطعت مصر شوطا كبيرا في تطوير تشريعاتها الاستثمارية، وأهمها إصدار قانون استثمار جديد والرخصة الذهبية و«وثيقة ملكية الدولة»، وأن القوانين الجديدة تتيح حرية تحويل كافة الأرباح وأصل الاستثمار إلى خارج مصر ومن دون أي عوائق.

وأكد أن الاقتصاد المصري يتعافى وبقوة على الرغم من كافة التحديات التي واجهت اقتصاديات كبرى دول العالم بداية من كورونا وحتى الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة متحدية كافة المعوقات لتحقيق استقرار ونمو اقتصادي قادر على مواجهة كافة التحديات مستقبلا.

وأضح شلتوت أنه ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذت العلاقات المصرية الكويتية مسارا أكثر نحو التقارب والتفاهم نتيجة علاقات الأخوة التي تجمع بين القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس السيسي وأمير الكويت الشيخ نواف الجابر الصباح وولي عهده الشيخ مشعل الجابر الصباح، مشيرا إلى حرص القيادة السياسية في الدولتين على مواصلة التعاون والتضامن في مختلف المجالات استكمالا للمسيرة التاريخية بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر استقبلت في عهد السلطان حسين كامل أول زيارة كويتية رفيعة المستوى عام 1919 عندما قام الشيخ أحمد الجابر الصباح بزيارة للقاهرة لبحث سبل التعاون بين الدولتين.

وفي مجال التعاون الإعلامي بين البلدين،أضاف شلتوت أنه يحكم العلاقات الإعلامية بين مصر والكويت بروتوكول التعاون الإعلامي المشترك الذي وقع بالقاهرة سبتمبر 1998 والذي يهدف إلى دعم التعاون في مختلف المجالات الإعلامية‏ وتشمل‏ وكالة أنباء الشرق الأوسط‏، قطاعات الإذاعة والتليفزيون الأخبار‏، الإنتاج المتنوع‏، مدينة الإنتاج الإعلامي، والهيئة العامة للاستعلامات، القمر الصناعي المصري علاوة عن قطاع القنوات المتخصصة.

وأكد السفير حرص وكالة أنباء الشرق الأوسط على تعزيز التعاون مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتطويره في شتى مجالات العمل الإعلامي بتوقيع ملحق للاتفاقية المعمول بها بين البلدين الشقيقين لدعم وتوطيد العلاقات الإعلامية الثنائية.

وحول الانتخابات الرئاسية المرتقبة، أوضح سفير مصر بالكويت أسامة شلتوت أن القنصلية العامة المصرية بالكويت شهدت منذ الإعلان عن البدء في عمل توكيلات لمرشحي الرئاسة إقبالا كبيرا ما دعا إضافة تجهيزات داخل القنصلية لاستقبال الأعداد الكبيرة من المواطنين من أبناء الجالية المصرية، مشيرا إلى أن القنصلية استقبلت المواطنين خلال عطلة المولد النبوي الشريف ويومي العطلة الرسمية الجمعة والسبت نظرا لتسهيل عمل تلك التوكيلات للمواطنين المصريين لالتزامهم في أعمالهم اليومية، كما أنه تم وضع كافة التجهيزات اللازمة لعمل التوكيلات من قبل القنصلية لتسهيل توثيقها في اسرع وقت، مؤكدا أن التواجد الكبير من قبل المواطنين يؤكد حرص واهتمام المصريين بالاستحقاق الدستوري القادم ورغبتهم في المشاركة الديمقراطية.

وبالنسبة لحجم التبادل التجاري بين مصر والكويت، قال السفير أسامة شلتوت إن الكويت تأتي بالمركز الرابع في قائمة أهم الدول المستثمرة في مصر، وتبلغ قيمة مساهمتها في المشروعات الاستثمارية نحو 4.937 مليارات دولار، كما يقدر إجمالي استثمارات الكويت سواء المسجلة داخل إطار الهيئة العامة للاستثمار أو خارج الهيئة، متضمنة قيمة العقارات المملوكة لدى الكويت، نحو 19 مليار دولار ويبلغ حجم التبادل التجاري 252.2 مليون دولار خلال عام 2020 و305.8 مليون دولار خلال عام 2021، وسجلت 454.6 مليون دولار خلال عام 2022.

وأضاف أن قيمة الصادرات المصرية إلي دولة الكويت في عام 2020 بلغت 229 مليون دولار و237 مليون دولار خلال عام 2021، وسجلت 325.8 مليون دولار خلال عام 2022، مشيرا إلى أن قيمة صادراتنا إلى الكويت ارتفعت بنسبة 37 % خلال عام 2022 مقارنة بعام 2021، وذلك بسبب ارتفاع قيمة صادراتنا في عدد من المنتجات السلع الهندسية ( أسلاك وكابلات معزولة وشاشات عرض) حيث بلغت في عام 2021 ما قيمته45.6 مليون دولار وفي عام 2022 بلغت 92.9 مليون دولار.

وأشار السفير إلى ارتفاع الحاصلات الزراعية مثل الفاكهة حيث بلغت في عام 2021، 27.5 مليون دولار، وفي عام 2022 بلغت 36 مليون دولار والخضروات الطازجة حيث بلغت في عام 2021 20.1 مليون دولار، وفي عام 2022 بلغت 29.9 مليون دولار..والرخام والأحجار الطبيعية بلغت في عام 2021 ما يقرب من 11.7 مليون دولار وفي عام 2022 بلغت 15.7 مليون دولار والملابس الجاهزة بلغت في عام 2021 8.5 مليون دولار وفي عام 2022 بلغت 11.9 مليون دولار، والأدوية بلغت في عام 2021، 4 ملايين دولار وفي عام 2022 بلغت 6.1 مليون دولار والمنظفات والمساحيق بلغت في عام 2021، 3.9 مليون دولار وفي عام 2022 بلغت 9.3 مليون دولار. 

وبشأن الواردات المصرية من الكويت، قال سفير مصر بالكويت إنها بلغت 23.1 مليون دولار خلال عام 2020 وما قيمته 68.5 مليون دولار خلال عام 2021 وسجلت ما قيمته 128.7 خلال عام 2022، وتتركز معظمها في واردات من إيثلين جليكول (إيثان ديول).

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحاصلات الزراعية سفير مصر بالكويت الكويت ملیون دولار خلال عام الجابر الصباح مصر والکویت بین البلدین دولة الکویت خلال عام 2022 فی الکویت من الکویت من قبل

إقرأ أيضاً:

الحرية المصري: القمة المصرية القبرصية اليونانية تعكس نموذجا متقدما للتعاون الإقليمي

قال الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بحزب الحرية المصري، إن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان التي تنعقد في القاهرة، تأتي في توقيت بالغ الحساسية بالنظر إلى التطورات المتسارعة والتحديات المتعاظمة التي تواجه المنطقة، مما يجعل هذه القمة حدثًا محوريًا يكتسب أهمية استراتيجية على أكثر من صعيد.

وأكد عبد الهادي، في بيان له، أن التحالف الثلاثي الذي تبلور عبر السنوات الماضية بين هذه الدول يمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون الإقليمي المبني على المصالح المشتركة والرؤى المتقاربة لمجابهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية في شرق المتوسط والشرق الأوسط.

ولفت عبد الهادي، أن التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها الحرب المستمرة في قطاع غزة، تعيد تشكيل أولويات العمل السياسي والدبلوماسي، حيث تشكل هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا للجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة والاستقرار، وهذا ما تستهدف إليه انعقاد القمة الثلاثية، وحرص مصر على تعزيز التنسيق مع شركائها الإقليميين لضمان تضافر الجهود الدولية لوقف الأعمال العدائية وتحقيق حل عادل ومستدام يعالج جذور النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وأضاف رئيس لجنة المشروعات الصغيرة، أن التطورات في سوريا وليبيا والسودان تعكس الحاجة الملحة إلى بناء موقف إقليمي موحد يسهم في دعم الاستقرار والحلول السياسية السلمية التي تجنب هذه الدول المزيد من الانهيار والفوضى، مشيرا إلى أن تناول التعاون في مجال الطاقة يمثل محورًا أساسيًا للنقاشات، حيث تسعى الدول الثلاث إلى تعزيز الربط الكهربائي ومشروعات الطاقة المتجددة، وهو أمر بالغ الأهمية في ضوء التحولات العالمية نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.

مقالات مشابهة

  • بنك التنمية الصيني يضخ 255 مليون دولار في سكة حديد كادونا-كانو
  • جامعة النيل توقع بروتوكولا للتعاون مع البورصة المصرية
  • الحرية المصري: القمة المصرية القبرصية اليونانية تعكس نموذجا متقدما للتعاون الإقليمي
  • برلمانية: قمة مصر واليونان وقبرص نموذج للتعاون الاستراتيجي في مواجهة التحديات
  • يسجل 3.66 مليــار دولار.. تراجع قيمة العجز في الميزان التجاري أكتوبر 2024
  • الإحصاء: 16.0% إنخفاض قيمة العجز في الميزان التجاري خلال أكتوبر 2024
  • الإحصاء: 21.3٪ ارتفاعا في الصادرات خلال أكتوبر 2024
  • انخفاض العجز في الميزان التجاري لـ 3.66 مليار دولار خلال أكتوبر 2024
  • 3.3 مليون أسرة مستفيدة من التمويل الاستهلاكي
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة: العلاقات المصرية العمانية نموذج يُحتذى في التعاون العربي