عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، من داخل قصر الأمم المتحدة بجنيف، فعالية جانبية على هامش الدورة 54 لمجلس حقوق الانسان، بعنوان "انتهاكات حقوق الإنسان في سياق الحصار أثناء النزاعات المسلحة."مع دراستي حالة للوضع في اليمن لاسيما في محافظتي الحديدة وتعز وفي منطقة ناغورنو كاراباك.

وشهدت الندوة حضور عدد من ممثلي البعثات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني الحاصلة على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بجانب خبراء حقوقيين.

وقد تحدث خلال الفعالية مجموعة من خبراء حقوق الإنسان في المنطقة العربية وهم: نصر عبيد وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، بسيم جناني، صحفي وناشط في مجال حقوق الإنسان، رقية البيتي ، ناشطة في مجال حقوق الإنسان وهم أعضاء في جمعية السلام لمكافحة الظلم والاضطهاد وأدارت الفعالية مارينا صبري مديرة وحدة الآليات الدولية بمؤسسة ماعت.

وأكد المتحدثون أن الوضع الإنساني آخذ في التدهور في مدينة الحديدة منذ سيطرة مليشيا الحوثي علي المدينة وإن زراعة الألغام في المدينة دفعت أكثر من 30 ألف أسرة إلي النزوح الداخلي وهو بمثابة نزوح إجباري بسبب تعمد ميلشيا الحوثي عدم نزع الألغام أو تسليم خرائط الألغام إلي بعثة الأمم المتحدة في الحٌديدة، كما أكد التقرير الذي ناقشه المتحدثين في الفعالية والذي جاء تحت عنوان الحٌديدة مدينة مفخخة على إن الألغام أعاقت حركة الأهالي ومنعت وصول المساعدات الإنسانية إلي نحو 23460 أسرة.  

كما أشار التقرير إلي ما تشكله الألغام البحرية من تهديد حقيقي للملاحة في البحر الأحمر .

كما لفت بعض المتحدثين الانتباه إلي الدور الخطير التي تقوم به ما يعرف بجهاز الزينبيات من انتهاكات جسيمة لحقوق المرأة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي وتمثلت هذه الانتهاكات في ملاحقة النساء والتجسس عليهن ومعاقبتهن على ممارسة حقوقهن الأساسية مثل الحق في حرية الحركة والتنقل والحق في حرية التعبير.


و أشار المتحدثون إلي رفض ميليشيا الحوثي كل المبادرات المحلية والدولية لرفع الحصار على مدينة تعز ، وهو ما أثر على حقوق الإنسان الأساسية في المدينة لا سيما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وأدي إلي تدهور الحالة الصحية لسكان المدينة كما دفع بالأطفال إلي الخروج من العملية التعليمية.

وفي بداية الفعالية نبهت  مارينا صبري مديرة وحدة الآليات الدولية بمؤسسة ماعت، إن تطور الأوضاع في ناغورنو كاراباخ يٌنذر بتدهور على المستوى الإنساني، مضيفة أنه قبل التطورات الأخيرة في الإقليم كان يعيش  سكان ناغورنو كاراباخ الذي يبلغ عددهم 120 ألف نسمة، بينهم 30 ألف طفل، في حالة حصار دائم.

وأضافت ان هذا الحصار تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي ونقص الوقود بجانب نقص الخدمات الأساسية الأخرى، وأضافت إن الحصار الكامل لشعب آرتساخ وعزلته طويلة الأمد عن العالم الخارجي، يهدف إلي إخضاع شعب آرتساخ بالقوة، وهو ما أدي  إلى تعميق الأزمة الإنسانية وممارسة انتهاكات قد ترقى لجرائم ضد الإنسانية

في هذا السياق، قال نصر عبيد وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وعضو جمعية السلام لمكافحة الظلم والاضطهاد إن العاصمة المؤقتة عدن هي أكثر المحافظات التي تعاني من تبعات الحرب، حيث انهارت البنية التحتية فيها، وتراجعت الخدمات العامة كالكهرباء وشبكة الطرق والمياه، بجانب تدهور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق في التعليم والحق في الصحة وناشد عبيد المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني

من جانبه استعرض بسيم الجناني تقريرا صادرًا عن المجموعة الجنوبية المستقلة ومؤسسة رصد للحقوق والحريات تحت عنوان "الحديدة: مدينة مفخخة". وقد وثق التقرير الانتهاكات التي يتعرض لها السكان في الحٌديدة بسبب الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي .

وأشار الجناني إلى أن التقرير وثق عدد ضحايا الألغام في الحديدة خلال فترة الهدنة والتي وصلت إلي 381 شخص بينهم 173 طفل، وأشار إن زراعة الألغام الأرضية اثرت علي ناشط الصيد والنشاط الزراعي في الحٌديدة حيث تحولت مساحات واسعة من ساحل الشمال الغربي لليمن إلي حقول ألغام، كما تحولت مئات الهكتارات الزراعية إلي حقول ألغام وأراض ملوثة نتيجة زراعة العبوات الناسفة وهو ممارسات أضرت في المقام الأول بالسكان المدنيين والفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والأطفال

كما تحدثت رقية البيتي وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان، عن جهاز الزينبيات وهو جهاز للشرطة النسائية في مناطق ميلشيا الحوثي ويتكون من مجموعة من السيدات اللواتي ينتمين عقائديا لأفكار ميلشيا الحوثي، ويقوم بمهام خارج القانون،مشيرة إلي أن جهاز الزينبيات يتكون من جناحين، الأول؛ يستخدم العنف والتعذيب والتهريب وإخضاع النساء بالقوة والثاني؛ يستخدم المحاضرات وأسلوب الدعوي كوسيلة لإقناع النساء بأفكار الميليشيا. وتتمثل مهام جهاز الزينبيات في ملاحقة النساء والفتيات في الشوارع،  ومراقبة ملابسهن ومظهرهنّ وفرض القيود على حركتهن بجانب ممارسة التفتيش والاعتقالات ومداهمة البيوت من أجل الدعوة والوعظ. بالإضافة إلي فض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية النسوية، و تنفيذ العديد من المهام الخاصة، كالتجسس والإيقاع بالنساء، وأضافت إن الناشطة المجتمعية انتصار الحمادي والمسجونة حاليًا في سجون المليشيا أحد ضحايا الزينبيات

في الأخير، اتفق المتحدثون إن ميلشيا الحوثي تتعمد اتباع سياسة التجويع، في حق السكان المدنيين في مدينة تعز من خلال إغلاق المنافذ والطرق الرئيسية وهو ما يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني .

طالب المتحدثين المجتمع الدولي أن يعي الحقائق والانتهاكات التي تمارسها ميلشيا الحوثي في اليمن  والتي تعد جرائم ضد الإنسانية وفقا للقانون الدولي الإنساني
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ماعت انتهاكات حقوق الانسان اليمن فی مجال حقوق الإنسان فی الح

إقرأ أيضاً:

تقرير: 7431 انتهاكًا لحقوق الإنسان في ديار بكر خلال عام واحد!

أنقرة (زمان التركية) – كشف تقرير لجمعية حقوق الإنسان (İHD) فرع دياربكر عن انتهاكات لحقوق الإنسان في شرق وجنوب شرق الأناضول خلال عام 2024.

ووفق التقرير الذي استعرضه سكرتير سر فرع الجمعية في ديا ربكر عمر سامان، تم توثيق 7431 انتهاكًا لحقوق الإنسان على الأقل في المنطقة خلال عام واحد.

264 شخصًا فقدوا حياتهم

كشف سامان عن انتهاكات الحق في الحياة، حيث لقي 31 من أفراد الأمن، و116 مسلحًا، و117 مدنيًا حتفهم، بينما أصيب 163 شخصًا بجروح متنوعة. وأشار إلى مقتل ثلاث مدنيين نتيجة عمليات قتل تعسفي واستخدام مفرط للقوة وإعدام خارج نطاق القضاء، بالإضافة إلى وفاة 19 مواطنًا على الأقل بسبب أخطاء وإهمالات رسمية.

كما تناول سامان الانتهاكات ضد النساء، حيث لقيت 118 امرأة على الأقل حتفهن بشكل مريب بسبب العنف الأسري أو المجتمعي، وأصيبت 27 امرأة، بينما تعرضت 5 نساء على الأقل للاعتداء الجنسي. وفقًا لتقرير “جنوب شرق إكسبريس”، وقعت انتهاكات ضد الأطفال أسفرت عن مقتل 19 طفلاً، وتعرض 43 طفلاً للعنف الجسدي والجنسي.

التعذيب، سوء المعاملة، والاحتجاز

أكد سامان تعرض 174 مواطنًا على الأقل للتعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز أو في الشوارع، بينما عانى 63 سجينًا من انتهاكات مماثلة في السجون. تم احتجاز 2014 شخصًا على الأقل (من بينهم 108 أطفال)، مع توقيف 308 أشخاص (بما في ذلك 8 أطفال). كما سُجل مداهمة 972 منزلًا ومحلًا تجاريًا خلال العام.

وأشار سامان إلى حظر 6 فعاليات في المنطقة خلال 2024، ومصادرة 560 منشورًا، وتوثيق 8 انتهاكات ضد استخدام اللغة الأم، فضلًا عن تعرض صحيفة ومقرات 7 أحزاب سياسية للهجوم. في السجون، توفي 11 سجينًا، وأصيب واحد بجروح خطيرة، وانتهك حق 125 سجينًا في الرعاية الصحية، بينما عانى 22 سجينًا من العزل الانفرادي.

كما تضمن التقرير بيانات عن الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية، حيث لقي 35 عاملاً حتفهم بسبب ظروف عمل غير آمنة، وأصيب 32 آخرون، بينما انتهك حق 416 مواطنًا في الرعاية الصحية. كما أُعلن عن تعيين أمناء لإدارة 7 بلديات في المنطقة وفتح تحقيقات إدارية ضد 4 بلديات.

عملية التفاوض

خلال الاجتماع، وجهت رئيسة فرع باتمان لـجمعية حقوق الإنسان ريميسا دينيز كايا نداءً قائلة: “سبب وجودنا هو الوصول إلى بلد وعالم ينتهي فيه انتهاك الحقوق، وتتحقق فيه العدالة والسلام والديمقراطية. كما في الماضي، سنواصل -رغم كل الصعوبات- توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وإبرازها عبر التقارير، لمنعها ومكافحة الإفلات من العقود وترسيخ احترام حقوق الإنسان. بناءً على ذلك، نناشد جميع الأطراف ببذل المزيد من الجهود لضمان استمرار المفاوضات التي بدأت لحل القضية الكردية عبر طرق ديمقراطية وتحقيق نتائج ملموسة. نتمنى أن يشهد إقليمنا نهاية لانتهاكات حقوق الإنسان، وحياة كريمة مليئة بالسلام المجتمعي والحريات.”

 

Tags: أكرادانتهاكات حقوق الإنسانتركيادياربكر

مقالات مشابهة

  • وزارة العدل: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد راعى مبادئ حقوق الإنسان
  • “العفو الدولية” تهاجم ترامب.. وتعلّق على أول 100 يوم من حكمه
  • العفو الدولية تهاجم سياسات ترامب في تقريرها السنوي
  • الأمم المتحدة تدعو الاحتلال لاحترام حقوق الإنسان في فلسطين
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • رايتس ووتش تدعو العالم للتصدي لمخاطر الروبوتات القاتلة
  • إنترسبت: روبيو يُسكت كل صوت ينتقد إسرائيل بالخارجية الأميركية
  • تقرير: 7431 انتهاكًا لحقوق الإنسان في ديار بكر خلال عام واحد!
  • جامعة بني سويف تنظم المؤتمر العلمي التاسع لكلية الطب البيطري
  • عُمان تزخر بمواهب نفخر بها في كل مجال