وسط مخاوف من حرائق الغابات.. أستراليا تستقبل أخطر صيف على الإطلاق |تفاصيل
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
تعاني أستراليا من موجة حر شديدة ترفع خطر الحرائق الغابية في عدة مناطق من البلاد، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام والسلطات المحلية.
أستراليا هي قارة تتميز بمناخ جاف وحار في معظم أجزائها، خاصة في فصل الصيف الذي يبدأ في ديسمبر وينتهي في فبراير. وتشهد أستراليا كل عام حرائق غابية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستوى الرطوبة وسرعة الرياح، بالإضافة إلى بعض العوامل البشرية مثل الإهمال أو التخريب.
الصيف الأسود
وفي عام 2019-2020، شهدت أستراليا أسوأ موسم للحرائق في تاريخها، حيث احترق أكثر من 10 ملايين هكتار من الأراضي، وقُتل 34 شخصاً ومليار حيوان، ودُمِّرت آلاف المنازل والمباني. وأطلق على هذا الموسم اسم "الصيف الأسود"، نظراً لشدة الحرائق وطول مدتها. وأرجع الخبراء سبب هذه الكارثة إلى التغير المناخي الذي يزيد من احتمال حدوث ظواهر جوية قاسية مثل جفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وفي عام 2021-2022، تواجه أستراليا خطر جديد من الحرائق، حيث تشهد بعض المناطق موجة حر شديدة تسجل درجات حرارة قياسية لشهر سبتمبر. ففي يوم 20 سبتمبر 2021، سجلت مدينة سيدني أعلى درجة حرارة لشهر سبتمبر على الإطلاق، حيث بلغت 35 درجة مئوية. كما سجلت مدن أخرى على الساحل الشرقي لأستراليا درجات حرارة مرتفعة جداً. وأعلن المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية (BOM) أن هذه الموجة الحارة ناتجة عن ظاهرة "النينو" التي تؤثر على نمط المناخ في المحيط الهادئ.
أخطر صيف
ونتيجة لذلك، ازداد خطر اندلاع حرائق غابية في عدة مناطق من أستراليا، خاصة في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وتسمانيا. وفي يوم 20 سبتمبر 2021، كان هناك 77 حريقاً في نيو ساوث ويلز، منها 35 لم يتم السيطرة عليها. وأصدرت خدمة الإطفاء الريفية في نيو ساوث ويلز (NSWRFS) حظراً شاملاً على إشعال النار، بما في ذلك الشواء والتخييم واللحام، في سيدني والمناطق المحيطة بها. وحذرت NSWRFS من أن هذا الموسم هو "أسوأ خطر نواجهه منذ الصيف الأسود لعام 2019".
تدابير عملية
وتعمل السلطات والمتطوعون على مكافحة الحرائق والحد من انتشارها، باستخدام المروحيات والطائرات والشاحنات والخراطيم. كما تعمل على إخلاء المناطق المهددة بالخطر وإغلاق بعض الطرق والمدارس. وتنصح المواطنين باتباع التعليمات الصادرة عن السلطات والبقاء في أماكن آمنة وتجنب التعرض للدخان. كما تحثهم على إعداد خطط للطوارئ في حال اضطروا إلى مغادرة منازلهم.
إن موجة الحر الشديدة التي تضرب أستراليا هي دليل آخر على تأثير التغير المناخي على حياة البشر والحيوانات والنباتات. وتحتاج أستراليا إلى اتخاذ إجراءات فعالة للتخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز قدراتها على التكيف مع التغيرات المناخية. كما تحتاج إلى تعزيز جهودها في الوقاية من الحرائق والإستجابة لها، ودعم المتضررين منها. فقط بذلك يمكن لأستراليا أن تحافظ على جمالها وثروتها الطبيعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الموجة الحارة المحيط الهادئ الطاقة المتجددة السلطات المحلية حرارة قياسية حرارة مرتفعة درجات حرارة مرتفعة مدينة سيدني مصادر الطاقة المتجددة مكافحة الحرائق موجة حر شديدة استراليا
إقرأ أيضاً:
كوبرنيكوس: عام 2024 الأشد حرارة في التاريخ
أفاد مرصد “كوبرنيكوسC3S” الأوروبي للتغير المناخي، “أن عام 2024 ربما يصبح الأشد حرارة في التاريخ”.
ووفق صحيفة ديلي ميل، وبحسب “كوبرنيكوسC3S”، “كانت درجات الحرارة في الأشهر العشرة الأولى من العام أعلى بمقدار 0.16 درجة مئوية مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ما يجعل من شبه المؤكد أن عام 2024 سيتجاوز عام 2023 كأكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، ويتوقع أن يتخطى متوسط درجات الحرارة لهذا العام عتبة الـ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، ليكون أول عام يتجاوز هذا الحد”.
وكشف التقرير أن “شهر أكتوبر 2024 سجل ثاني أعلى درجة حرارة في تاريخ الشهر، وكان من بين الأشهر الأشد حرارة على مستوى العالم، لا سيما في مناطق مثل أمريكا الوسطى واليابان”.
وكشفت “أن الصيف الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق، إذ سجلت درجات الحرارة في يونيو ويوليو وأغسطس ارتفاعا بنحو 0.69 درجة مئوية فوق المعدل. ووفقا لتقرير C3S، شهد أغسطس 2024 أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، ما أدى إلى موجات حر وجفاف واسع النطاق”.
وقالت سامانثا برجيس، نائبة مدير “كوبرنيكوسC3S”: “بعد 10 أشهر من عام 2024، أصبح من المؤكد تقريبا أن هذا العام سيكون الأشد حرارة على الإطلاق، والعام الأول الذي تتجاوز فيه متوسط درجات الحرارة العالمية مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية”.
وأضافت أن “هذه الزيادة تمثل علامة فارقة في سجلات درجات الحرارة العالمية، ما يستدعي تعزيز الطموحات في مؤتمر COP29 “الدورة التاسعة والعشرون من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC”.