تعاني أستراليا من موجة حر شديدة ترفع خطر الحرائق الغابية في عدة مناطق من البلاد، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام والسلطات المحلية.

أستراليا هي قارة تتميز بمناخ جاف وحار في معظم أجزائها، خاصة في فصل الصيف الذي يبدأ في ديسمبر وينتهي في فبراير. وتشهد أستراليا كل عام حرائق غابية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستوى الرطوبة وسرعة الرياح، بالإضافة إلى بعض العوامل البشرية مثل الإهمال أو التخريب.

وتؤدي هذه الحرائق إلى خسائر بشرية ومادية وبيئية كبيرة، فضلاً عن تأثيرها على جودة الهواء والصحة العامة. حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن”.

الصيف الأسود

وفي عام 2019-2020، شهدت أستراليا أسوأ موسم للحرائق في تاريخها، حيث احترق أكثر من 10 ملايين هكتار من الأراضي، وقُتل 34 شخصاً ومليار حيوان، ودُمِّرت آلاف المنازل والمباني. وأطلق على هذا الموسم اسم "الصيف الأسود"، نظراً لشدة الحرائق وطول مدتها. وأرجع الخبراء سبب هذه الكارثة إلى التغير المناخي الذي يزيد من احتمال حدوث ظواهر جوية قاسية مثل جفاف وارتفاع درجات الحرارة.

وفي عام 2021-2022، تواجه أستراليا خطر جديد من الحرائق، حيث تشهد بعض المناطق موجة حر شديدة تسجل درجات حرارة قياسية لشهر سبتمبر. ففي يوم 20 سبتمبر 2021، سجلت مدينة سيدني أعلى درجة حرارة لشهر سبتمبر على الإطلاق، حيث بلغت 35 درجة مئوية. كما سجلت مدن أخرى على الساحل الشرقي لأستراليا درجات حرارة مرتفعة جداً. وأعلن المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية (BOM) أن هذه الموجة الحارة ناتجة عن ظاهرة "النينو" التي تؤثر على نمط المناخ في المحيط الهادئ.

أخطر صيف

ونتيجة لذلك، ازداد خطر اندلاع حرائق غابية في عدة مناطق من أستراليا، خاصة في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند وتسمانيا. وفي يوم 20 سبتمبر 2021، كان هناك 77 حريقاً في نيو ساوث ويلز، منها 35 لم يتم السيطرة عليها. وأصدرت خدمة الإطفاء الريفية في نيو ساوث ويلز (NSWRFS) حظراً شاملاً على إشعال النار، بما في ذلك الشواء والتخييم واللحام، في سيدني والمناطق المحيطة بها. وحذرت NSWRFS من أن هذا الموسم هو "أسوأ خطر نواجهه منذ الصيف الأسود لعام 2019".

تدابير عملية

وتعمل السلطات والمتطوعون على مكافحة الحرائق والحد من انتشارها، باستخدام المروحيات والطائرات والشاحنات والخراطيم. كما تعمل على إخلاء المناطق المهددة بالخطر وإغلاق بعض الطرق والمدارس. وتنصح المواطنين باتباع التعليمات الصادرة عن السلطات والبقاء في أماكن آمنة وتجنب التعرض للدخان. كما تحثهم على إعداد خطط للطوارئ في حال اضطروا إلى مغادرة منازلهم.

إن موجة الحر الشديدة التي تضرب أستراليا هي دليل آخر على تأثير التغير المناخي على حياة البشر والحيوانات والنباتات. وتحتاج أستراليا إلى اتخاذ إجراءات فعالة للتخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز قدراتها على التكيف مع التغيرات المناخية. كما تحتاج إلى تعزيز جهودها في الوقاية من الحرائق والإستجابة لها، ودعم المتضررين منها. فقط بذلك يمكن لأستراليا أن تحافظ على جمالها وثروتها الطبيعية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الموجة الحارة المحيط الهادئ الطاقة المتجددة السلطات المحلية حرارة قياسية حرارة مرتفعة درجات حرارة مرتفعة مدينة سيدني مصادر الطاقة المتجددة مكافحة الحرائق موجة حر شديدة استراليا

إقرأ أيضاً:

نيران لا تهدأ.. تجدد حرائق القدس يربك السلطات ويستدعي دعمًا إضافيًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عادت ألسنة النيران لتلتهم المرتفعات الغربية المحيطة بالقدس، مثيرةً حالة استنفار واسعة في صفوف فرق الطوارئ، وسط محاولات محمومة لاحتواء خطر متصاعد يهدد التجمعات السكنية والغابات الكثيفة.

وبين طائرات تحلّق فوق رؤوس السكان، وأوامر بالإخلاء وعودة مشروطة، بدت ساعات الليل الماضية وكأنها سباقٌ مع الوقت لمنع كارثة بيئية وإنسانية جديدة.

وبحسب ما أوردته تقارير إعلامية عبرية، شهدت المرتفعات الغربية المحيطة بالقدس اندلاع موجة جديدة من النيران، ما استدعى تحركًا عاجلًا لفرق الطوارئ بهدف احتواء الوضع.

فرق الإطفاء في حالة استنفار

وتحاول 18 وحدة متخصصة حاليًا بمحاولة تطويق ألسنة اللهب والحد من انتشارها.

وذكرت مصادر محلية أن جهود المكافحة تتواصل على الأرض بمشاركة فرق متعددة.

إخلاء بلدات وإرشادات للسكان

وكانت السلطات أمرت في وقت سابق بإجلاء سكان بلدات "أشثاؤول"، و"بيت مئير"، و"مسيلات تسيون"، و"شاعري هجاي"، و"تروم"، كإجراء احترازي.

وقد سُمح مساء أمس بعودة الأهالي، بالتزامن مع تحذيرات صحية وبيئية تتعلق بجودة الهواء وتوصيات بتهوية المنازل والحد من الأنشطة الجسدية.

دعم جوي وميداني ضخم

وشارك أكثر من 100 طاقم ميداني وست طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق في العمليات، فيما أشارت التقديرات الأولية من منظمة "كيرن كييمت ليسرائيل" إلى أن مساحة الأراضي المتضررة قاربت 7000 دونم، معظمها من المناطق الحرجية.

خسائر محدودة وجهود لاحتواء الخطر

على مدار الليل، استمرت فرق الطوارئ والجيش وعناصر من القطاع المدني في إقامة حواجز وقائية للحيلولة دون وصول النيران إلى التجمعات السكنية.

ورغم عدم وقوع إصابات بشرية مباشرة، إلا أن ثلاثة من رجال الإطفاء تأثروا بالدخان وتم تقديم الإسعافات لهم، مع الإبلاغ عن أضرار خفيفة في الممتلكات.

المسؤولون يؤكدون إحكام السيطرة على النيران

وكان قد أكد مفوض جهاز الإطفاء والإنقاذ أن الحرائق التي اندلعت غرب القدس أصبحت تحت السيطرة إلى حد كبير، إلا أن عمليات الإخماد لا تزال جارية في خمس مناطق مشتعلة، بدعم من الطيران المخصص لمكافحة الحرائق، كما شدد على ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات السلامة، وتجنب التواجد قرب مناطق الاشتعال المتبقية.

النيران تقترب من بلدات حساسة

اندلعت النيران في مواقع اعتُبرت ذات أهمية خاصة، مثل محيط بلدة بيت مئير، حيث تم تركيز الجهود لمنع امتداد اللهب نحو المناطق السكنية.

وشهدت مسيلات تسيون احتواءًا جزئيًا للحرائق، بينما استمرت بؤر نشطة في مناطق تيروم، تاعوز، ونافى إيلان، مما تطلب تدخلات إضافية للحد من انتشارها.

عودة تدريجية للحياة الطبيعية

عقب اجتماع لتقييم الوضع مساء أمس، حضره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تقرر السماح لسكان البلدات التي تم إجلاؤهم في وقت سابق بالعودة إلى مساكنهم.

وأعيد فتح كافة الطرق التي أُغلقت خلال الأزمة، بما في ذلك الطريق رقم 1، الذي كان قد تم إغلاقه لفترة مؤقتة كإجراء وقائي للحفاظ على سلامة الحركة المرورية.

مقالات مشابهة

  • “رأس صاروخ يمني” وراء حرائق الغابات في “الأراضي المحتلة” (صور)
  • بعد عدد من حرائق القمح.. الحماية المدنية تنشر بيانا تحذيريا بالوادي الجديد
  • جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تطلق خطة استباقية لمواجهة حرائق الغابات صيف 2025
  •  حرائق أمريكا..  النيران تجتاح آلاف الهكتارات وتخلّف عشرات القتلى وخسائر بالمليارات
  • نيران لا تهدأ.. تجدد حرائق القدس يربك السلطات ويستدعي دعمًا إضافيًا
  • تل أبيب في مواجهة اللهيب.. حصيلة خسائر إسرائيل من حرائق الغابات
  • اليونان تنشر عددا قياسيا من رجال الإطفاءاستعدادا لحرائق الغابات
  • حرائق الغابات في إسرائيل.. الاحتلال يخلي عدة بلدان والرياح تساعد على الانتشار
  • حرائق الغابات تتمدد قرب القدس.. ونتنياهو يطلب الدعم
  • حرائق ضخمة تجتاح مناطق وسط إسرائيل بسبب موجة حارة ورياح قوية.. صور