واصل  الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر حديثه عن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف وشهر ربيع الأول 1445 هجريا.

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم

وبين خلال حديثه عن عنفقته صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ أن العنفقة‏ هي الشعر القليل الذي في الشفة السفلى‏,‏ وقيل‏:‏ الشعر الذي بينها وبين الذقن‏,‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميل العنفقة‏,‏ وشابت تلك العنفقة كما ثبت في السنة الشريفة‏,‏ فعن أبي جحيفة السوائي رضي الله عنه قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة‏ (‏أخرجه البخاري في صحيحه‏).

وفي شيبه- صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال الدكتور علي جمعة : لم ينتشر الشيب في شعر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإنما كان قليل الشيب‏,‏ فلم يكن عنده شيب إلا في سبع عشرة شعرة في مقدمة لحيته‏,‏ وكذلك عنفقته -صلى الله عليه وآله وسلم- كما مر‏,‏ وكان ما حدث له من شيب بسبب تدبر القرآن والخشية من الله‏,‏ فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال‏:‏ قال أبو بكر- رضي الله عنه-:‏ يا رسول الله قد شبت‏!‏ قال -صلى الله عليه وآله وسلم-‏:‏ شيبتني هود وأخواتها ‏(رواه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه‏),‏ وقال أنس بن مالك رضي الله عنه‏:‏ إنه لم ير منه الشيب إلا نحو سبعة عشر‏,‏ أو عشرين شعرة في مقدم لحيته‏ (‏أخرجه ابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده‏)..‏ وكان البياض في العنفقة قليلا‏,‏ وفي الرأس نبذ يسير لا يكاد يرى.‏

يصل إلى منكبيه .. علي جمعة يصف شعر الرسول ولحيته مفتى الجمهورية: كل تفاصيل حياة سيدنا النبي قدوة وأسوة حسنة.. والاحتفال بميلاد الرسول مشروع

وعن عرقه- صلى الله عليه وآله وسلم قال علي جمعة ‏:‏ كان عرقه -صلى الله عليه وآله وسلم- على وجهه كاللؤلؤ الرطب‏,‏ وكان ريح عرقه المسك‏,‏ وكان ذلك من خصائصه‏,‏ وكان أصحابه يلتمسون عرقه ويجمعونه للتطيب به لجمال رائحته‏,‏ وقد ثبت كل ذلك بالسنة الصحيحة‏,‏ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال‏:‏ كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كأن عرقه اللؤلؤ‏ (‏صحيح مسلم‏),‏ وعنه -رضي الله عنه- قال‏:‏ ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق النبي -صلى الله عليه وآله وسلم‏ (‏رواه الترمذي وأصله في الصحيحين‏),‏ وعنه -رضي الله عنه- قال‏:‏ دخل علينا-صلى الله عليه وآله وسلم- فقال عندنا‏ (من القيلولة‏),‏ فعرق‏,‏ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها‏,‏ فاستيقظ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال‏:‏ يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت‏:‏ هذا عرقك‏,‏ نجعله في طيبنا‏,‏ وهو من أطيب الطيب‏ (البخاري ومسلم واللفظ لمسلم‏),‏ وفي رواية لمسلم‏:‏ فقالت‏:‏ يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا‏,‏ قال‏:‏ أصبت.‏‏ 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة هيئة كبار العلماء وصف الرسول المولد النبوي ذكرى المولد النبوي شهر ربيع الأول صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه رسول الله علی جمعة

إقرأ أيضاً:

حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام

قالت دار الإفتاء المصرية إن الأصل في المزاح الإباحة، وقد يستحب إذا كان بقصد التلطف وإدخال السرور على الآخرين، وتطييب نفوسهم ومؤانستهم، ولا يكون جائزًا إذا اشتمل على كذبٍ، أو ترويع أحد، أو كلامٍ فاحشٍ بذيءٍ، أو أيِّ قولٍ أو فعلٍ محرم؛ كالغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية.

مفهوم المزاح وحكمه بالشرع الشريف

والمزاح هو الدُّعابة ونقيض الجد؛ فهو كلامٌ يراد به الانبساط مع الغير على جهة التَّلطُّف والاستعطاف دون أن يُفضي إلى إيذاء أحد؛ ينظر "تاج العروس" للزبيدي (7/ 117، ط. دار الهداية).

حكم المزاح في الإسلام
والمزاح من وسائل الترويح عن النفس التي يتناولها النَّاس في حياتهم من أجل تناسي الهموم، وتخفيف الضغوطات اليومية، والتسلية، والـتخلص من الملل، وإدخال السعادة والسرور على الآخرين؛ وذلك عن طريق ذكر طُرفة أو نُكْتَة أو نحوها.

والمزاح الذي يخلو من إيذاء الآخرين، ويشتمل على إدخال السرور عليهم من أحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ؛ رَوى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عزَّ وجلَّ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ».

وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يضحكون ويمزحون؛ اقتداءً بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن بكر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بالبطِيخ؛ فإِذا كَانَت الحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ"، ومعنى: "يتبادحون بالبطيخ"؛ أي: يترامَوْن به، وكان فعلهم هذا رضوان الله عليهم من قبيل المزاح. ينظر: "غريب الحديث" للإمام أبي الفرج الجوزي (1/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الموازنة بين الجد والمزاح
وأوضحت الإفتاء أنه ينبغي على الإنسان أن يوازن بين الجد والمزاح، ويكون المزاح في كلامه كالملح في الطعام إن عُدم أو زاد عن الحد فهو مذموم؛ فلكل مقام مقال؛ فقد أخرج البغوي في "شرح السنة" عن ثابت بن عبيد رضي الله عنه قال: "كَانَ زيد بْن ثَابت رضي الله عنه مِن أفكه النّاس فِي بَيته؛ فَإِذا خرج كَانَ رجلًا مِن الرِّجَال".

ضوابط وشروط المزاح المشروع
وهناك ضوابط وشروط يجب مراعاتها عند المزاج، وهى:

أوًلًا: ألَّا يشتمل المزاح على الكذب من أجل إضحاك الناس؛ روى الترمذي في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ.

ثانيًا: ألَّا يشتمل المزاح على الترويع والإخافة؛ جاء في "مسند الإمام أحمد" عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنَّهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى نَبْلٍ معه فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: «مَا يُضْحِكُكُمْ؟»، فقالوا: لا، إلا أنا أخذنا نَبْلَ هذا ففزع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا.

ثالثًا: ألَّا يُكْثِر من المزاح ولا يداوم عليه؛ لأنَّ كثرة المزاح تُميت القلب، وتُسقط الوقار، وتُشغل عن ذكر الله؛ جاء في "سنن الترمذي" و"ابن ماجه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.

رابعًا: البُعْد في المزاح عن الكلام الفاحش البذيء، والقول القبيح، وتَجنُّب سيء الحديث؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي في "سننه" عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ».

خامسًا: ألَّا يشتمل المُزَاح على قولٍ أو فعلٍ مُحَرَّم كالسخرية والغيبة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾ [الحجرات: 12]، أو النميمة؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» رواه الشيخان.

 

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث عند الصلاة على النبي في رجب؟.. علي جمعة: 10 عجائب
  • بيان مدى مشروعية المديح والابتهالات النبوية
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود
  • حكم قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • مكتب الشباب والرياضة بذمار يُحيي ذكرى جمعة رجب
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يوضح
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • موعد الإسراء والمعراج 2025.. ولماذا لم تحمل الملائكة النبي بأجنحتها دون البراق؟