يوم القهوة العالمي .. لماذا حرمها الفقهاء 400 سنة.. وجلد شاربها وبائعها
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
يصادف اليوم 1 أكتوبر، يوم القهوة العالمي، واختلف العلماء في أوائل القرن العاشر في حكم شرب القهوة، حيث إنها ظلت مُحرمة نحو 400 عام، بعد أن اكتشفها رجل صوفي من اليمن هو علي بن عمر بن إبراهيم الشاذلي في العام 828 للهجرة، وقطف قشرة البن وتناولها ليسهر ذاكرًا لله تعالى.
وانتشرت القهوة بين مريدي الطريقة الشاذلية إحدى الطرق الصوفية تدريجيًا، وحالما وصلت «الشاذلية» إلى مكة المكرمة تم تحريمها حيث قيل بأنها «خمرة مًسكرة»، ما استدعى الأمر إلى جلد بائعها وطابخها وشاربها.
وتعاطى بعض الناس القهوة في أقبية البيوت متخفين عن المحتسبين آنذاك، وروي فيما مضى أنه كانت هنالك مقاهٍ تبدو كالخمارات ويجتمع عليها رجال ونساء مصحوبين بالدف والرباب وغير ذلك من الآلات الموسيقية، ما قاد مجموعة من العلماء إلى تحريمها، ويوزعون العيون لاصطياد المرتادين من محبي «القهوة الشاذلية».
اختلاف العلماء في شرب القهوة
واختلف العلماء في أوائل القرن العاشر في القهوة وفي أمرها، حتى ذهب إلى تحريمها جماعة ترجح عندهم أنها مضرة، وآخر من ذهب إليه بالشام والد شيخنا الشيخ شهاب الدين العيثاوي، ومن الحنفية القطب ابن سلطان، وبمصر الشيخ أحمد بن أحمد بن عبدالحق السنباطي تبعا لأبيه، والأكثرون ذهبوا إلى أنها مباحة، وقد انعقد الإجماع بعد من ذكرناه على ذلك - أي على الإباحة».
وعن قصة تحريم القهوة يقول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن القهوة حُرمت نحو 400 عام ظنًا من الفقهاء أنها مُسكرة، موضحًا أن القهوة في اللغة العربية اسم من أسماء الخمر، وعندما سألوا بعض المشايخ عن رأيهم فيها أكدوا حرمانيتها باعتبارها مُسكرة.
وأضاف «جمعة»، في فتوى له،، أن أحد علماء الأزهر جعل 10 طلاب يشربون القهوة، فوجدهم في قمة التركيز وعكس ما يقال عنها أنها مسكرة، ما جعله يطلق فتواه بأنها حلال.
قصة دخول القهوة مصر
كانت مصر متحكمة تمامًا في طرق الذهاب والعودة إلى رحلة الحج، يقوم على رأس الرحلات أمير وذلك في العصر المملوكي، وفي أثناء عودة الأمير "خاير بك" حاكم مكة إلى القاهرة في عهد السلطان قنصوة الغوري، شاهد جمعًا من الناس قد انتحوا جانبًا من المسجد الحرام مستغرقين في كؤوس الشراب، وما إن شاهدوه حتى قاموا بإطفاء الفوانيس مما زاد من شكوكه.
بدأ الأمير في السؤال عن شرابهم أجيب بأنها القهوة التي جلبت حبوبها من اليمن والتي انتشر تناولها في مكة المكرمة في أماكن يرتادها الرجال وأحيانًا النساء، وحينها قرر خاير بك اللجوء إلى ممارسة سلطاته التي كان من ضمنها الحسبة، فأمر بجمع كبار فقهاء مكة، وبعد أن شرح لهم تكرر اجتماع الناس في أماكن شرب القهوة مع ضرب العود والدف أحيانًا فأفتوا بأن حب البن حكمه حب بقية النباتات. أما اجتماع الناس على شرب القهوة، فإنه حرام وعلى هذا فيجب أن يحرم شربها.
دخلت القهوة مصر من بلاد اليمن عن طريق البحر إلى السويس ثم إلى القاهرة، وانقسم حينها شيوخ الأزهر بين مؤيد ومعارض، ولم يتقبلها المجتمع المصري إلا بعد جدال عنيف بين العلماء، حيث شنّ أحد فقهاء المذهب الشافعي حملة عنيفة ضدها، بعد أن طرح عليه أحد السائلين سؤالا بشأن جواز شربها، وفقا لما نشرته مجلة التحرير في العام 1953.
في أوائل القرن الثامن عشر، أفتى الشيخ علي أحمد السنباطي بتحريم شرب القهوة باعتبارها "مادة مُسكرة مُخدرة للعقل"، الأمر الذي لاقى ردود فعل سلبية كثيرة، وأدى إلى مهاجمة رئيس الشرطة لمستهلكي القهوة وحبس بعضهم، كما هاجم الأهالي بعض المقاهي وحطموها واعتدوا على روادها، وأغلقوا أماكن تقديمها وكسروا أوانيها، ومنع استعمالها أو الجهر بشربها.
على ذلك الحال استمر الجدل حول القوة ويذكر الكاتب الكبير جمال الغيطاني في كتابة «ملامح القاهرة في ألف سنة» :«اهتدى أبو بكر بن عبد الله المعروف بالعيدروس، للقهوة عندما كان يمر في سياحته بشجر البن فاقتات من ثمرة حين رآه متروكا فوجد فيه تنشيطا للعباده فاتخذه طعامًا وشرابًا وعندما جاء إلى مصر 905 هـ أحضر منه، وهكذا أدخل الصوفية القهوة إلى مصر يستمر جدل التحريم».
ويضيف الغيطاني: «حرم البعض القهوة بحجة ضررها وخالفهم آخرون واستمر الحال من جديد حتى ظهرت المقاهي في الشوارع ودخلت مشروبات أخرى مثل الكركديه والقرفة والزنجبيل ولم يكن الدخان معروفًا فبدأ البعض يعرفه وصارت القاهرة مركزًا لكل ذلك».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم القهوة العالمي يوم القهوة القهوة اليوم العالمي للقهوة شرب القهوة م سکرة أنها م
إقرأ أيضاً:
سفارة تركيا في القاهرة تحتفل باليوم العالمي للمرأة
استضافت السفارة التركية في القاهرة مأدبة إفطار للسيدات احتفاءً باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس.
وخلال هذه الفعالية، قدمت السفارة عرضًا موجزًا عن تسع شخصيات نسائية تركية بارزة تركن بصماتهن في التاريخ التركي.
ونظّمت السيدة آيشن بالتشيك شن، قرينة السفير التركي في القاهرة، هذا الحفل بحضور عدد من الباحثات والصحفيات المصريات المتخصصات في الشأن التركي. أُقيم الإفطار في مقر إقامة السفير، حيث استُعرضت إنجازات تسع نساء بارزات كان لهن دور محوري في مسيرة التاريخ التركي، وهن: زينب كامل هانم، الأميرة قدرية حسين، أمينة فؤاد طوجاي، شولة يوكسل شنر، جاهدة سونكو، صبيحة كوكجن، خالدة أديب أديوار، آلاف ألاطلي، وفاطمة عليا طوبوز.
تركيا تدعو لإنشاء تحالف إقليمي لمحاربة تنظيم قسد
أردوغان: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية
وتضمنت الفعالية تقديم مأكولات وحلويات متنوعة من المطبخ التركي، كما ألقت السيدة آيشن بالتشيك شن كلمة أعربت فيها عن سعادتها بلقاء السيدات في هذا الحدث المميز، الذي يجمع بين الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وشهر رمضان المبارك. وختمت كلمتها بالدعاء بالرحمة والتقدير للنساء اللواتي كان لهن تأثير عميق في التاريخ التركي. نساء تركيات بارزات في التاريخ
1. زينب كامل هانم (1828-1884): ابنة محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، ومعروفة بأعمالها الخيرية، وأبرزها تأسيس مستشفى زينب كامل في إسطنبول عام 1862، والذي لا يزال يعمل حتى اليوم.
2. الأميرة قدرية حسين (1888-1955): ابنة السلطان المصري حسين كامل، وكاتبة بارزة في الأدب العثماني التركي، دعمت الحركة الوطنية التركية وساهمت في الدفاع عن حقوق المرأة.
3. أمينة فؤاد طوجاي (1890-1975): رسامة وكاتبة مشهورة عالمياً، ألّفت كتاب "ثلاثة قرون – تاريخ عائلة في مصر وتركيا"، الذي ألقى الضوء على الروابط التاريخية بين البلدين.
4. شولة يوكسل شنر (1938-2019): كاتبة وصحفية كرست حياتها لتعزيز مكانة المرأة المحافظة في تركيا، وألّفت رواية "شارع السلام"، التي تحولت إلى فيلم ومسلسل تلفزيوني.
5. جاهدة سونكو (1916-1981): أول مخرجة سينمائية تركية، لمع نجمها في ثلاثينيات القرن العشرين وساهمت في تمهيد الطريق للمرأة في صناعة السينما التركية.
6. صبيحة كوكجن (1913-2001): أول امرأة في العالم تقود طائرة مقاتلة، وتعد رمزاً للحداثة في تركيا. تبنّاها مصطفى كمال أتاتورك، وسُمي المطار الثاني في إسطنبول باسمها تكريماً لإرثها.
7. خالدة أديب أديوار (1884-1964): كاتبة وناشطة وسياسية وأكاديمية، دافعت عن حقوق المرأة من خلال كتاباتها، وتحولت العديد من رواياتها إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية.
8. آلاف ألاطلي (1944-2023): كاتبة ومفكرة وخبيرة اقتصادية، قدمت مساهمات أدبية وفكرية بارزة، وحصلت على العديد من الجوائز، منها الجائزة الرئاسية الكبرى للثقافة والفنون عام 2014.
9. فاطمة عليا طوبوز (1862-1936): من أوائل الروائيات والمفكرات في تركيا، ناضلت من أجل حقوق المرأة والتعليم، وظهرت صورتها على الأوراق النقدية التركية فئة 50 ليرة منذ عام 2009.
تأتي هذه الفعالية كجزء من جهود السفارة التركية في القاهرة لتعزيز الوعي بدور المرأة في التاريخ التركي، وتكريم إنجازات النساء الرائدات في مختلف المجالات.