السومرية نيوز – سياسة

تطرقت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الى طبيعة علاقة الولايات المتحدة الأمريكية، مع حكومة إقليم كردستان، في المرحلة الأخيرة، فيما بينت تأثير الانقسامات بين الأحزاب الكردية على حكومة كردستان. وذكرت المجلة في مقال للكاتب، رانج علاء الدين، وترجمته السومرية نيوز، "وفي رسالة خاصة تم تسليمها إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، حذر رئيس وزراء إقليم كردستان العراق من أن كردستان – والنظام الفيدرالي العراقي بعد عام 2003 – يواجهان انهيارًا وشيكًا ما لم تتدخل الولايات المتحدة، حيث أرسل مسرور بارزاني تحذيره الاستثنائي وسط التحديات السياسية والاقتصادية المتزايدة لمنطقة الحكم الذاتي والحكومة المتزايدة القتال في بغداد".



وأضافت، أن "حكومة إقليم كردستان تعتبر مهمة لمصالح الولايات المتحدة بعدة طرق، وتعد قوات البشمركة شريكا رئيسيا في القتال ضد تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة، كما أنها تلعب دورا حاسما في جهود مكافحة الإرهاب التي يبذلها الغرب في كل من العراق وسوريا".

وذكرت المجلة: "وقد شكلت المنطقة تاريخياً منطقة عازلة ضد الاضطرابات والاضطرابات في بقية أنحاء العراق، حيث توفر ملاذاً آمناً لما يقرب من مليون نازح داخلي ولاجئ، بينما تحتوي أيضًا على صعود مجموعات المدعومة من إيران والمسؤولة عن شن العديد من الهجمات على الغرب".

وتابعت: "ومع ذلك، مع انشغال واشنطن الآن بمنافستها المتزايدة مع الصين والحرب في أوكرانيا، لا يتم إيلاء سوى القليل من الاهتمام لكردستان. ومع استشعار تركيز أمريكا على مكان آخر، بدأ منافسو حكومة إقليم كردستان، بما في ذلك الميليشيات التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية، في التحرك، باعتبار إن انهيار كردستان من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات وفوضى ذات آثار تمتد إلى ما هو أبعد من العراق".

وبين الكاتب، أن "حكومة إقليم كردستان لقد عانت من سلسلة من المشاكل في السنوات الأخيرة، بعد فترة وجيزة من تولي بارزاني منصبه في عام 2019، واجهت حكومته وباءً وتصعيدًا عسكريًا بين الولايات المتحدة وإيران، وأزمة اقتصادية بعد أن تلقت عائدات النفط ضربة كبيرة عندما انخفضت أسعار النفط الخام في عام 2020".

وأشار علاء الدين الى: "تقويض كردستان بسبب التنافس بين أكبر حزبين سياسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وأدى انقسامهم إلى إضعاف القدرة التفاوضية للأكراد في بغداد خلال المفاوضات بشأن تشكيل حكومة عراقية بعد الانتخابات البرلمانية عام 2021، واستغلت إيران الخلاف الكردي من خلال التحالف مع الاتحاد الوطني الكردستاني لتوسيع نفوذها على الدولة العراقية".  
وتابعت المجلة الأمريكية: "هذه الخلافات، مهدت الطريق لحكم صدر في فبراير 2022 بأن صادرات النفط الكردية عبر تركيا غير قانونية، وأثر هذا على قرار التحكيم الدولي بعد عام والذي توصل إلى نفس النتيجة، ومنذ ذلك الحين توقفت صادرات النفط الكردي، مما أدى إلى شل اقتصاد المنطقة والتأثير على أسواق الطاقة العالمية"، مبينة أن "التنافس الأخوي كان بمثابة نقطة ضعف الأكراد لعقود من الزمن".

واردفت: "كجزء من اتفاق بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبارزاني، كان من المقرر أن يعود الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى قاعدة في المدينة، لكن قوات تحركت لنسف ذلك من خلال إغلاق الطريق السريع الذي يربط كركوك بإربيل والمحافظات الكردية الأخرى في أغسطس/ آب. . أدى تعطيل حياة الأشخاص الذين يعتمدون على الطريق السريع يوميًا إلى اندلاع الاحتجاجات. وفي أعقاب المذبحة، علقت المحكمة الاتحادية العليا في بغداد، أمر عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني".

وأشارت الى، أن "الانقسامات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني أدت إلى تقويض حكومة إقليم كردستان بشكل عميق، والحقيقة أن التنافس الأخوي كان بمثابة نقطة ضعف الأكراد لعقود من الزمن، وبين عامي 1994 و1998، خاض الطرفان حربا أهلية للسيطرة على المنطقة، والتي تم حلها أخيرا من خلال الوساطة الأمريكية"، مستدركة بالقول: "مهدت التسوية السلمية التي تم التوصل إليها عام 1998 الطريق لاتفاق استراتيجي أصبح أساس العصر الذهبي لكردستان بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، والذي منح الأكراد نفوذاً هائلاً على الدولة العراقية، ووسع استقلالهم الذاتي، وعجل بنهضة اقتصادية غير مسبوقة".

وأكدت المجلة الأمريكية، "رغم أن التنافس اليوم يمثل صراعاً بين الشخصيات داخل جيل جديد من القادة الأكراد، فإنه يعكس أيضاً مسار كل من الحزبين منذ عام 2003. ويدين الحزب الديمقراطي الكردستاني بقدر كبير من قوته إلى انضباطه التنظيمي الطويل الأمد، والذي منحه نجاحاً انتخابياً ونجاحاً انتخابياً. سمح له بالسيطرة على مكتب رئيس الوزراء منذ عام 2012. ومن ناحية أخرى، انقسم الاتحاد الوطني الكردستاني إلى فصائل منذ إنشائه في السبعينيات تقريبًا. وفي عام 2021، أطلق بافل طالباني انقلابًا للإطاحة بابن عمه لاهور من منصب الرئيس المشارك للحزب ورئيس قوات مكافحة الإرهاب والاستخبارات".

وقال الكاتب علاء الدين، في مقاله، إن "هذه الديناميكيات العنيفة أدت إلى إضعاف قدرة الاتحاد الوطني الكردستاني على تقديم بديل جدي للحزب الديمقراطي الكردستاني. وبدلاً من ذلك، اختارت تكتيكات التخريب، والعمل مع الجماعات المتحالفة مع إيران في بغداد لتقويض منافستها سياسياً واقتصادياً، وتحاكم قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بشكل منتظم الأفراد الجهات المتحالفة مع إيران والتي تفرض عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، وأحيانا على خلفية الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على كردستان من قبل هذه الجماعات".

وأتم التقرير: "وهذا يثير أسئلة جدية بالنسبة لواشنطن وعلاقتها بالحزب، ولكن أيضاً بالنسبة للاتحاد الوطني الكردستاني نفسه، إن النظر إلى إيران وبغداد قد يساعد الاتحاد الوطني الكردستاني على إعادة تأكيد نفسه محلياً، لكن تقويض كردستان ككل لإضعاف الحزب الديمقراطي الكردستاني هو قصر النظر بشكل خطير، ومن المحتمل أن يكون وجودياً لأنه يخاطر بالمقامرة بالحكم الذاتي لكردستان. على المدى الطويل".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الکردستانی الاتحاد الوطنی الکردستانی حکومة إقلیم کردستان الولایات المتحدة فی بغداد

إقرأ أيضاً:

باكستان تعلق على مخاوف أمريكية من برنامجها الصاروخي

نفت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم السبت، تصريحات مسؤول أمريكي كبير بأن برنامج البلاد الصاروخي قد يشكل في نهاية المطاف تهديداً للولايات المتحدة، ووصفتها بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، و"تفتقر إلى العقلانية".

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر الأسبوع الماضي إن تطوير باكستان لصواريخ باليستية طويلة المدى يمثل "تهديداً ناشئاً".
وسلطت تصريحات فاينر، التي جاءت بعد يوم من إعلان واشنطن عقوبات جديدة متعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية، الضوء على تدهور العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد، منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021.
ورداً على تصريحات فاينر، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن تصور وجود ذلك التهديد "أمر مؤسف".

الولايات المتحدة تتراجع عن انتقاداتها لأسلحة باكستان النووية - موقع 24قالت الولايات المتحدة الإثنين، إنها تثق في قدرة باكستان على السيطرة على ترسانتها النووية بعدما أعرب الرئيس جو بايدن عن قلقه في هذا الصدد، ما دفع إسلام أباد إلى استدعاء السفير الأمريكي.

وأضافت في بيان "هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى العقلانية والحس التاريخي".
وقالت الوزارة إن قدرات باكستان الاستراتيجية مخصصة فقط للدفاع عن سيادتها، والحفاظ على استقرار المنطقة، ولا ينبغي اعتبارها تهديداً لأي دولة أخرى.

مقالات مشابهة

  • ناطق حكومة التغيير: إسقاط مقاتلة أمريكية رسالة ردع لقوى العدوان
  • مع تغير ميزان القوى في سوريا..الجماعات الكردية في موقف دفاعي
  • الطالباني والحسان يؤكدان على تعزيز الحوار في تشكيل حكومة الإقليم الجديدة
  • السوداني يؤكد على دعم الحوارات بين الأحزاب الكردية لتشكيل حكومة الإقليم الجديدة
  • حكومة المنفى «3».. حتمية الانتقال الديمقراطي
  • باكستان تعلق على مخاوف أمريكية من برنامجها الصاروخي
  • تشكيل حكومة كردستان ورواتب الموظفين على طاولة طالباني والحسان
  • إلغاء المكافأة.. أول قرار لواشنطن بعد لقاء أمريكي أحمد الشرع في دمشق
  • المبالغ وصلت الى الإقليم لكن حكومة كردستان لم تحدد موعد صرف الرواتب.. أين الاشكال؟
  • المبالغ وصلت الى الإقليم لكن حكومة كردستان لم تحدد موعد صرف الرواتب.. أين الاشكال؟ - عاجل