كيف يمكن التصدِّي لجرائم تجنيد الأطفال في اليمن؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
(عدن الغد) بلقيس:
رصد تقرير حقوقي تجنيد أطراف النزاع في اليمن أكثر من ألفي طفل، خلال عامين ونصف، في 18 محافظة يمنية، تتحمَّل مليشيا الحوثي مسؤولية 99 % من إجمالي عدد الأطفال المجنَّدين.
وقالت منظمة "ميون" لحقوق الإنسان، إنها وثَّقت 2233 طفلا، جرى تجنيدهم من قِبل جميع أطراف النزاع في اليمن، خلال الفترة من يوليو 2021م، وحتى نهاية ديسمبر 2022م.
في السياق، أوضح رئيس منظمة "ميون" لحقوق الإنسان، عبده الحذيفي، في مؤتمر صحفي بعدن، أن الفئة العمرية للأطفال الأكثر عُرضة لانتهاكات التجنيد من قِبل مليشيا الحوثي تراوحت أعمارهم بين سن 16 و17 عاما، مضيفا أن المليشيا تستغل ظروف الناس المعيشية للاستقطاب، كما تستخدم المؤسسات التعليمية والدينية للتلقين الطائفي.
- إحدى أدوات المناصرة
يقول مستشار منظمة ميون لحقوق الإنسان، أمين شمسان: "إن رصد الانتهاكات في المناطق، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، كانت صعبة، إلا أننا استخدمنا فيها آلية المصادر المفتوحة".
وأضاف: "مؤشرات المصادر المفتوحة هي التي تدلنا على مناطق الانتهاك، ثم يتم بعد ذلك التتبع، وكانت المصادر الإعلامية هي واحدة من المصادر، التي استندت عليها ميون لرصد انتهاكات تجنيد الأطفال عند مليشيا الحوثي وبقية الأطراف، لكن هذه المصادر يتبعها شغل كثيف، والتحقق والتواصل مع الشهود والمواطنين".
وتابع: "هناك الكثير من المعايير المرتبطة، ونشرت المنظمة الضحايا بالأسماء الرباعية، البعض منهم قد قتل في الجبهات، ومنهم لا يزال في الجبهات، وهناك توثيق دقيق للأسماء والمناطق والأعمار، ومناطق القتل أثناء القتال في الجبهات، وأماكن المقابر، وهناك قاعدة بيانات وفق معايير دقيقة تم الاستناد عليها".
وأردف: "التقرير الصادر هو إحدى أدوات المناصرة، وتبلِّغ من خلاله المنظمة الرأي العام، لإشراكه في هذه القضية الإنسانية، التي تؤثِّر على جيل كامل في المستقبل".
وزاد: "هؤلاء الأطفال سيكونون معنَّفين، وسيعودون إلى مجتمعاتهم يحملون أدوات العنف، وأشياء أخرى يتعلَّمونها، فعندما يفقد الطفل حماية الأسرة يتعرَّض لكل أشكال الانتهاكات".
وقال: "المنظمة ستسعى إلى إيصال هذه التقارير، وهناك ندوة في جنيف أيضا سيُعرض فيها التقرير، وكل هذه المساعي هي أدوات مناصرة، والتقرير إحدى هذه الأدوات".
وأضاف: "أهم ما يجب فعله لمواجهة هذه الكارثة، إلى جانب الضغط المحلي والدولي، هي التوعية المجتمعية، فهناك الكثير من الآباء لا يعون مسؤوليتهم تجاه أطفالهم، بسبب حاجتهم للحصول على الدعم".
وأشار إلى أن "هناك أسرا تعاني ويمارس الابتزاز بحقها؛ لأنها لم تتلق أي مساعدات إنسانية إلا بمقايضتها بأطفالها، لكن بالأخير يجب أن تركز الأسرة بدرجة أساسية على أن طفلها يجب أن يكون في المدرسة ليتلقى التعليم، ويجب أن يكون هناك وعي مجتمعي ينطلق من المدرسة إلى المجتمع".
ويرى أن "في مثل هذه الظروف عندما يكون هناك طرف سياسي يستخدم تجنيد الأطفال كأداة لتحقيق مكاسب، يجب أن يكون هناك مقاومة شعبية ومجتمعية بدرجة أساسية".
وأوضح: "حالات تجنيد الأطفال، لدى الحكومة الشرعية، تقتصر على منح أرقام عسكرية ورُتب لأولاد الشهداء كتكريم لوالدهم، أو في نقاط أمنية، أو مرافقين لقيادات، أما في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي فالتجنيد أكثر ضراوة؛ لأنه جزء من المعركة، حيث يتم إدخالهم إلى الجبهات للمشاركة في القتال".
- انتهاكات مقلقة
تقول الاستشارية في الإعلام الاجتماعي، الدكتورة نبيلة السعيد: "إن هذا النوع من الانتهاكات هو أحد الانتهاكات الشائكة والمقلقة والمهمة، التي تحتاج إلى تعزيز الحضور الإعلامي لها بين فترة وأخرى، يجب أن تكون هناك حملات إعلامية موجَّهة تستهدف الحديث عن هذه الفئة تحديدا (الأطفال)".
وأضافت: "للأسف الشديد، فئة الأطفال تم استهدافها بأعمال العنف والقتال، وحرمان الطفل من حقه في العيش في أمان وسلام واستقرار، وحرمانه من التعليم".
وتابعت: "مليشيات الحوثي والانتقالي حاولت تجنيد هذه الصفحة البيضاء من براءة اليمن، واستهدافها بشكل رئيسي؛ إما عن طريق السلاح أو عن طريق غسل أدمغتهم، وتحريف أفكارهم".
وأردفت: "هناك جهد منظماتي لا بُد أن يُبذل بشكل حقيقي، وأرقام وإحصائيات وحالات يجب أن تُوثّق بشكل جيّد، ولكي يفهم المجتمع الدولي، الذي بين قوسين (ينادي بحقوق الإنسان) خصوصا ما يتعلق بحق الطفولة في الحياة، لا بد أن يكون هناك حديث خاص يرتفع سقفه على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث".
وزادت: "يتم استهداف الأطفال ما بين 9 - 15 سنة، فهذا السن بالذات يمكن قيادته وتغيير مساره، وفرض قناعات عليه، واللعب على فطرة الطفولة في نفسه، وهذا يعني أنه يتم تجهيز قنبلة موقوتة من الأطفال".
وقالت: "هناك نحو مليوني طفل خارج سُور المدرسة، وهذا الرّقم ليس سهلا، فهؤلاء الأطفال إما أنهم خارج المدرسة ويحملون أسلحة، ويتعاونون مع المليشيات، أو أنهم خرجوا ليقتاتوا ويعيلوا أسرهم، أو أنهم يشتركون في أي عملية أخرى خارج نطاق أن يعيشوا هذه المرحلة العمرية بطريقة أكثر احتياطا وترتيبا".
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: تجنید الأطفال ملیشیا الحوثی یکون هناک أن یکون یجب أن
إقرأ أيضاً:
"يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال
تقرير يوروبول يحذر من تصاعد مجتمعات إلكترونية عنيفة تستهدف الأطفال، تنشر أيديولوجيات تطرفية وتحرض على العنف والجريمة. ويدعو إلى اليقظة الدولية لحماية القُصَّر من هذه التهديدات.
أصدر جهاز الشرطة الأوروبية "يوروبول" اليوم إشعارًا استخباراتيًا محذرًا من تنامي مجتمعات إلكترونية عنيفة مكرسة لإلحاق الأذى الجسيم بالأطفال. يكشف هذا التقرير الاستراتيجي عن ظهور طوائف رقمية تتبنى العنف وتستهدف القُصَّر عبر الإنترنت، ساعيةً إلى تطبيع الجريمة والفوضى والتحريض على الإرهاب.
ووفقًا للإشعار، تعمل هذه المجتمعات كمنظمات سرية ذات هيكل هرمي يعتمد على مدى مشاركة المحتوى العنيف، حيث يكافأ الأعضاء الأكثر نشاطًا بمكانة أعلى. تشمل المواد المتداولة مقاطع عنف شديد، واستغلال جنسي للأطفال، ومشاهد قتل، بل وحتى تحريضًا على إطلاق النار الجماعي والتفجيرات.
كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية ليوروبول، قالت إن "الجماعات المتطرفة تستغل الإمكانات الهائلة للمنصات الرقمية لنشر أفكارها الهدامة، مستهدفةً عقول الشباب وتحريضهم على ارتكاب أعمال عنف في الواقع. الوعي هو خط الدفاع الأول. ويتعين على الأسر والمعلمين والمجتمعات أن يبقوا في حالة يقظة دائمة، وأن يعززوا لدى الشباب مهارات التفكير النقدي لمواجهة التلاعب عبر الإنترنت. كما أن التعاون الدولي بات ضرورة ملحة لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة".
Relatedقناة لبنانية تثير استياء واسعا بعد عرضها برنامجا يناقش السياسة مع أطفال واتهامات بالاستغلال الإعلاميجرائم الإنترنت في تصاعد.. طفل من بين كل 12 طفلاً يتعرض للاستغلال أو الاعتداء الجنسي لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي!استدراج القُصَّر عبر الألعاب ومجموعات الدعم الذاتي وأوضح التقرير أن الجناة يستغلون منصات الألعاب عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف الأطفال والشباب بين 8 و17 عامًا، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالمراهقين من مجتمع الميم والأقليات العرقية وأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية. ويقوم الجناة بالتسلل إلى مجتمعات الدعم الذاتي عبر الإنترنت لاستدراج الضحايا تحت غطاء المساعدة والتعاطف.
تبدأ عمليات الاستدراج عادةً بما يُعرف بـ"قصف الحب" عبر إظهار اهتمام مبالغ فيه لاكتساب ثقة القُصَّر، ثم يُستغل هذا التقارب لاحقًا للابتزاز والإجبار على إنتاج محتوى مسيء أو ارتكاب أعمال عنف. يعتمد الجناة على التهديد بنشر هذا المحتوى للسيطرة على الضحايا وإخضاعهم لمزيد من الأفعال الضارة.
إشارات تحذيريةوأورد التقرير إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها في سلوك الأطفال عبر الإنترنت، كالآتي:
السرية المفرطة بشأن الأنشطة الإلكترونية.العزلة والانطواء الاجتماعي.تغيرات عاطفية ملحوظة.الاهتمام بمحتوى ضار أو عنيف.استخدام رموز أو لغة غير مألوفة.إخفاء علامات جسدية تدل على الأذى.علامات مقلقة في النشاط الرقمي للأطفال تشمل:تفاعل غير معتاد على المنصات الإلكترونية.التواصل مع جهات مجهولة الهوية.استخدام اتصالات مشفرة.التعرض لمحتوى صادم أو مقلق.يأتي هذا التحذير من يوروبول كجرس إنذار للأسر والمجتمعات بضرورة توخي الحذر وتعزيز الرقابة على الأنشطة الإلكترونية، إلى جانب تكثيف التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة وحماية الأجيال القادمة من مخاطر التطرف الرقمي والعنف الموجه للأطفال.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مصائب واشنطن.. مكاسب لأنقرة: إنفلونزا الطيور تدرّ على تركيا 26 مليون دولار! يوروبول: إغلاق "أحد أضخم" الأسواق الإلكترونية للجريمة في العالم هل يستغل المجرمون منصة تشات جي بي تي؟ يوروبول تحذّر اليوروبولتجنيد الأطفالالشبكة الذكية