قال الدكتور يسري الشرقاوي، خبير اقتصادي، إنّ الدولة المصرية كان أمامها العديد من التحديات قبل أن تبدأ عام 2014 مثل الوضع الاقتصادي والمشكلات والاضطرابات السياسية، وهو ما أثر بشكل كامل على كل نواحي الحياة في أنحاء الجمهورية.

الدولة المصرية تكبدت خسائر ضخمة

وأضاف خلال مداخلة هاتفية على القناة الأولى: «الدولة المصرية تكبدت خسائر تزيد عن 400 مليار دولار بسبب الاضطرابات التي حدثت من عام 2011 وحتى مطلع 2014، ولم تكن هناك بنية تحتية جاهزة وطاقة كهربائية».

مؤتمر حكاية وطن تحدث عن الإنجازات

وتابع الخبير الاقتصادي: «مؤتمر حكاية وطن تحدث عن الإنجازات، وما تم إنجازه وما لم يُحقق ولماذا وكيف سيتم تحقيقه، وحوارات الأمس التي دارت بالمؤتمر تتعلق بالاقتصاد الكلي للدولة وحياة المواطن وكيف خلقت مصر الإصلاح الاقتصادي الشامل وفتح آفاق العمل أمام القطاع الخاص من أجل زيادة فرص العمل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإصلاح الاقتصادي فرص العمل حكاية وطن طاقة كهربائية

إقرأ أيضاً:

مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة

رغم الواقع الكئيب الذي تعيشه مصر اليوم إلا أنه لا يفضل أحد أن يقول إن "الانقلاب يترنح"، لكن الحقيقة التي يجمع عليها الجميع أن الدولة المصرية كلها تترنح، لا غبار على ذلك ولا حرج.

نظام السيسي رغم كل المساعدات والإعانات التي تلقاها منذ 2013؛ فشل في إدارة الدولة المصرية، وربما وصل الى حالة عجز كامل أمام غرق وشيك لسفينة الوطن.

معروف أن المساعدات أو الإعانات لن تتوقف، ومعروف أن محاولات تعويم نظام السيسي لا زالت قائمة وستستمر، لكن إلى أي مدى يمكن أن يطول طفو هذا النظام وحفظه؟

يبدو أن إدارة الدولة المصرية في العقد الأخير قد أفسدت أساسيات الواقع المصري، وخربت كثيرا من أركان مصر "المحروسة"، وصعبت من أي محاولة أو جهد لإنقاذ الدولة المصرية والحفاظ على نظامها الساسي الحالي معا.

نحن أمام حالة تآكل وسقوط حر للدولة المصرية، أكبر من مجرد تآكل للدور المصري الإقليمي أو الدولي، وأكبر من تراجع في دور أو حضور سياسي
لقد اجتمع على الدولة المصرية منذ 3 تموز/ يوليو 2013؛ الفردانية في القرار وسوء التخطيط لدرجة الغباء، وتضخمت شبكات الفساد وتوحشت مراكز القوى الجديدة الغبية والجشعة، حتى تآكلت الدولة أو كادت أن تتآكل.

نحن أمام حالة تآكل وسقوط حر للدولة المصرية، أكبر من مجرد تآكل للدور المصري الإقليمي أو الدولي، وأكبر من تراجع في دور أو حضور سياسي.

لا أريد أن أصف حالة الفشل التي مورست في الواقع المصري بأنها كانت إرادة النظام ومهمة ينفذها لتدمير مقدرات مصر، ربما لأن الأمر تم بأعجل من ذلك، ولأن إدارة السيسي فعلت هذا وأكثر، ووصل الغباء إلى أنها باتت تحرق الأرض تحت أقدامها ولم تستبق لها موطأ قدم؛ حفظا لحكمها وسلطتها.

لا أقصد أن أكتب شهادة وفاة لمصر العروبة والتاريخ وأنعيها، أو أن نبحث لها عن قبر لدفنها، معاذ الله، لأن مصر أكبر من مجرد حقبة تاريخية سيئة وفترة حكم قذرة، عن عمالة أو عن عجز وفشل، إنما شهادة الوفاة المستحقة والمنتظرة هي لحكم السيسي ونظام العسكر وهيمنة الجيش على القرار السياسي المصري.

على الصعيد الشعبي، هناك تآكل حاد في وضع الاقتصاد المصري وتدن حرج في قيمة الجنيه وتآكل للقوة الشرائية له، وانهيار وتلاشي الطبقة الوسطى وسقوط معظم الشعب المصري تحت خط الفقر.

الواقع الاقتصادي السيئ أنتج واقعا اجتماعيا شديد السوء، وخلق ظواهر قاسية مثل انتشار الجريمة وتفشي العنف والتفكك الأسرى والطلاق وانتشار المخدرات، فضلا عن تردي الخدمات وتقنين الرشوة.

في هكذا واقع تفشت حالة فقد الأمن العام لصالح مزيد من قسوة الأمن السياسي الذي جلب قسوة مفرطة من الشرطة، وتراجعت العدالة وباتت المحاكم أداة جور ومحسوبية، وزادت الفجوة مع الطبقة الملاصقة للسلطة والتي لا تكاد تعدل 1 في المئة ومن خلفها الطبقة المستورة التي لا تتعدى 4 في المئة، ليصبح 95 في المئة من الشعب يئن بشكل أو آخر تحت لهيب الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.

نستطيع القول إن حالة من الغضب تعم جماهير الشعب المصري من واقعه اليومي الذي يعيشه، يذكي هذا الغضب حالة فقد الأمل التي تزداد يوما إثر يوم، تزيدها لهيبا واشتعالا أزمات الكهرباء والغلاء وقتامة المستقبل المنظور والمجهول.

في ظل هذا الواقع الكئيب والغاضب، تبدو السلطة في حالة من العجز التام، فقد فقدت أدواتها كل أسباب التطمين، ولم تعد ماكينتها الإعلامية تملك أي مصداقية لمزيد من الوعود الكاذبة، بعدما حشدت السلطة الإعلام والصحافة والمؤسسة الدينية والفن، واستنفدوا تأثيرهم، ولم يتبق لدى السلطة إلا إبراز مزيد من إرهاب وتخويف الناس بعصا الجيش والداخلية. لكن يبدو من واقع الشعب المصري اليوم، أن محاولة رفع مستوى الرعب لكبح غضب الشارع وإسكاته، لم تعد تجدي ولم تعد تفيد مع حالة الإنهاك التي وصل لها المصريون.

لم يتبق لدى السلطة إلا إبراز مزيد من إرهاب وتخويف الناس بعصا الجيش والداخلية. لكن يبدو من واقع الشعب المصري اليوم، أن محاولة رفع مستوى الرعب لكبح غضب الشارع وإسكاته، لم تعد تجدي ولم تعد تفيد مع حالة الإنهاك التي وصل لها المصريون
القارئ للمشهد يرى بوضوح حالة جديدة من التجرؤ على السلطة تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، وأن أحاديث الشارع باتت تلعن السلطة كما باتت تلعن واقعها الكارثي، وأن الشعب أصبح يبدي ما كان يخفيه من قبل.

المدهش والمعيب في هكذا واقع؛ هو موقف النخبة المصرية، انها تمارس نوعا من الصمت العجيب والمريب وتتلحف بحالة من اللامبالاة والغياب لا يمكن فهمها أو تفسيرها. بالطبع المقصود هي النخبة الرافضة للانقلاب العسكري وفلول ثورة 25 يناير؛ أين هي وأين هم؟!

هل تعيش النخبة المصرية مع الشعب الغاضب في كوكبنا الملتهب؟!

متى تجتمع نخبتنا أو حتى تنقسم على مشروع سياسي؟

متى تخرج نخبتنا جميعا أو أشتاتا لتوجه خطابها للشعب أو تقدم نفسها له أو تدفعه لحراك ما وتحدد مساره؟

وأخيرا، هل تعرف نخبتنا ما يتوجب عليها إذا تحرك الشعب من تلقاء نفسه؟ هل تملك رؤية لإنتاج حراك راشد، أم ستأخذ حراكا لم تصنعه إلى فشل وإخفاق واختلاف؛ هو كل ما تحسنه وتجيده؟!

أخشى أن يصبح سؤال اللحظة: هل هي نخبة الشعب المصري أم نكبته؟! وهل مصيبة المصريين تتلخص في نظام السيسي أم في نخبتهم الصامتة؟!

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: الدروس الخصوصية تستنزف اقتصاد البيوت المصرية
  • الحكومة الجديدة 2024.. من هي هالة السعيد؟
  • «الحرية المصري»: ننتظر من الحكومة دعم الصناعات الصغيرة وجلب الاستثمارات
  • في ذكرى النكسة المزدوجة.. 30 يونيو و3 يوليو 2013
  • مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة
  • تطلعات الشارع من الحكومة فى ملف التمكين الاقتصادي والحماية الاجتماعية
  • رئيس «الإصلاح والنهضة»: الاستقرار الاقتصادي أولوية أمام الحكومة الجديدة
  • خبير اقتصادي: الدولة تعمل على تعزيز التطور التكنولوجي والتمويلي
  • خبير اقتصادي: البورصة تجاوزت مرحلة جني الأرباح والسوق استعاد توازنه
  • أستاذ اقتصاد يوضح أهمية مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي: توقيع اتفاقيات بقيمة 50 مليار يورو