الأديب غسان حورانية لـ سانا: مواقع التواصل الاجتماعي سبب الفوضى وأدعو الرقابة لعدم رفض النص الفكري برمته
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
دمشق-سانا
يكتب الأديب غسان حورانية القصة والأجناس الأدبية بانفعال وجداني صادق يعكس من خلالها هموم الإنسان وقضاياه ولا سيما في القصة القصيرة التي تعتبر من أكثر الأجناس قدرة على تصوير الواقع، وذلك بشكل فني يمتلك مكونات القص والأدب.
وفي حديث لـ سانا قال حورانية: إن الثقافة هي الأرضية المشتملة على المعرفة والمعتقدات والأدب والفن، وكل الخبرات الحياتية وهي صفة مكتسبة وقابلة للتطور بشكل مستمر، وأرى أن انفتاح المجتمع أو انعزاله يلعبان دوراً رئيساً في اكتساب المعرفة أو عدمها.
ورأى حورانية أن اكتساب الثقافة يحتاج إلى تفرّغ واستقرار نفسي يؤمنه الاستقرار المادي، وأن عدم الاستقرار هذا يؤثر حتى على المبدعين، فيضعف إنتاجهم، ويشمل تأثيره جميع شرائح المجتمع، فيحرمهم من القراءة والاطلاع والإبداع، وهذا ما نلحظه اليوم في مجتمعاتنا، ما يحتم على الأدباء أن يكونوا أبناء عصرهم، وأن يوظفوا إمكانياتهم الفكرية لخدمة هذا الجيل، في محاولة كتابة نصوص تحاكي الواقع وتقترب من ضمائر الناس.
وأضاف حورانية: إن القصة القصيرة ليست قطعة من الأحداث اليومية، ولا هي حدث عادي يخلو من الفكرة والإثارة، بل يجب أن تحوي القصة في مضمونها على لمعة أو بريق يخطف الأبصار، وأن يكتنفها الإبداع من كل جانب، وأن تنتهي نهاية مفاجئة.
وفيما يتعلق بتوقيت الكتابة أشار الأديب حورانية إلى أن الكاتب المحترف قادر على الكتابة في كل الأوقات، لكن المسألة تتعلق بتقديم الفكرة المناسبة، مبيناً أن أصعب ما في القصة وأهم شيء فيها هو الفكرة، وهي تفرض نفسها أحياناً بلا استئذان، فإن استطاع الكاتب أن يرتب أحداثها وتفاصيلها في مخيلته ترتيباً مناسباً تصبح كتابتها مسألة يسيرة.
وقال حورانية: اطلعت في الفترة الأخيرة على عدة روايات تحاكي الحرب الظالمة على سورية، أذكر منها مثلا، رواية “لا تبكِ يا بلدي الحبيب” للروائي الكبير الدكتور حسن حميد، رواية “المشردون” للأديب منصور حاتم، “أرض الحشر” و”موعد مع الشمس” للروائي محمد الطاهر، وهناك الكثير من الألم ما زال يعتصر قلوب الأدباء في وطننا الحبيب، ويتراكم في مخزونهم الفكري لا بد أنه سيتحول في قادم الأيام إلى قصص وروايات عظيمة.
ورأى الأديب حورانية أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة النشر على صفحاتها يعد سبباً كبيراً في تفشي تلك الفوضى التي تتحدث عنها، كما أن وجود بعض المنظمات غير المرخصة أو الوهمية، التي تمنح شهادات عالية في الأدب له دور سلبي في تلك الفوضى، والتردي الفكري الملازم لها، وهذه الظواهر أفرزت لنا مجموعة من الشبان المغرورين المتعالين على ما يوجه إليهم من نقد بنّاء لخدمة الأدب، وقد سمعت بعضهم يعرض عن الاستماع إلى آراء كبار النقاد والأدباء، مبررين رفضهم بأن هؤلاء الأدباء قد أكل الدهر عليهم وشرب، وأنه يجب أن يكون للأدب جيل جديد وأفكار جديدة علينا أن نصغي إليها، لكن ذلك لا ينفي وجود أقلام جيدة يسير أصحابها بخطى وئيدة ثابتة في الطريق الصحيح.
وعن دور النقد قال حورانية: أعتقد أن للنقد دوراً أساسياً في رفع شأن الأدب، وأنا لا أريد أن أوجه جل الاتهام إلى النقاد واتهمهم بالتقصير، يجب أن نعترف أن ارتفاع مستوى النقد يكون أحياناً مرتبطاً بارتفاع مستوى النص، وعندما تغيب النصوص الجيدة أو اللافتة للنظر التي تستحق الغوص في تفاصيلها يجد الناقد نفسه مضطراً أحياناً لتلبية رغبات بعض الكتّاب الذين يستجدون المديح.
وأوضح الأديب حورانية أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في إعلاء شأن الحالة الثقافية، وعلى الرغم من البرامج الثقافية العديدة والمنوعة التي تعنى بالشأن الثقافي فإني أعتقد أنه ما زال يقع على عاتق الإعلام مسؤولية البحث عن المبدعين الحقيقيين، وتسليط الضوء على نتاجهم الأدبي، والعمل على تكريم المبرزين منهم، وهذا حق طبيعي لهم، وليس تفضلاً عليهم، فإن الوطن يعرف بمبدعيه، وهذا يسهم في تحفيز الجيل الشاب على اقتناء أعمالهم، ويحفز الأدباء الجدد ذوي الخبرة القليلة أو المتخلفين على رفع وتيرة الإبداع لتحقيق مكانة متقدمة.
وختم حورانية بدعوة الرقابة إلى الاكتفاء بالإشارة إلى الكلمات أو العبارات التي يجدون فيها إساءة لجهة ما، لحذفها أو تصحيحها، بدلاً من رفض النص برمته إن كانت فيه قيمة فكرية، لأننا عند رفضنا لنص يحمل بعض بذور النجاح، فإننا ربما نعيق بذلك تقدّم موهبة لو أتيحت لها الرعاية المناسبة لارتقت عالياً سلم النجاح.
يذكر أن الأديب غسان حورانية عضو اتحاد الكتاب العرب وأمين سر جمعية القصة والرواية وله عدد من المؤلفات في القصة وأدب الأطفال، منها (القناع القط – أكل عشائي) وغيرها وللأطفال (ويبقى الليمون)، ونشر في العديد من الصحف والدوريات المحلية والعربية.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
إعلام مطروح يطلق حملة "تحقق قبل ما تصدق" لمواجهة الشائعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم مركز إعلام مطروح، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "سبل تعزيز الهوية الوطنية ومواجهة الشائعات" بقاعة مديرية التربية والتعليم بمطروح، وبمشاركة عدد من طلبة وطالبات المرحلة الثانوية بمدارس إدارة مرسى مطروح التعليمية.
وتأتي ذلك الندوة فى إطار الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، برئاسة الدكتور أحمد يحيى، تحت شعار "تحقق قبل ما تصدق".
رفع الوعي لدى الشباب لمواجهة الشائعات
افتتحت الندوة خلود رفعت مدير مركز إعلام مطروح، بالترحيب بالحضور كما وجهت الشكر لمديرية التربية والتعليم والقائمين على العملية التعليمية بمطروح وعلى رأسهم نادية فتحى وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مطروح.
كما ألقت الضوء على أهداف الحملة الجديدة التى ينفذها قطاع الاعلام الداخلى وهى رفع الوعى بأهمية مواجهة الشائعات وتعزيز قيم الولاء والانتماء والمواطنة، وإلقاء الضوء على انجازات الدولة المصرية بالاضافة إلى تصحيح المعلومات المغلوطة وخاصة لدى الشباب والنشء والتحقق من كل معلومة ترد لهم خاصة من مواقع التواصل الاجتماعى.
دور مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الوعيحاضر في الندوة الإعلامي أحمد نفادي، حيث تناول أهمية مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في تشكيل الوعي العام لدى المستخدمين وخاصة لدى النشء والشباب، مؤكدًا أن تلك المواقع تعد مصدر المعلومات الأول لدى أفراد المجتمعات النامية.
وأشار نفادي إلى أنه تكمن الخطورة فى قدرة تلك المواقع على التحكم فى تبنى الأفراد لوجهة نظر معينة وتظل طوال الوقت تغذى الفرد بالمعلومات اللازمة لاثبات صحتها، وأنه لا توجد (صدفة) فيما يتم بثه من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
ووجه نفادى النصيحة للمشاركين متمثلة فى ضرورة التحقق من كافة المنشورات والأخبار التى يتعاملون معها على هذه المواقع، وذلك بالتعرض للصفحات الرسمية للمؤسسات وكذلك المواقع الإخبارية ذات المصداقية المعروفة، بالإضافة للعودة إلى القراءة والأحاديث المباشرة لعمل نوع من التوازن وتكوين وجهة النظر الصحيحة.
وحذر نفادى من الوقوع فى براثن الصفحات المجهولة التى تشكك طوال الوقت فى قدرات الدولة ومؤسساتها واللعب على المعتقدات ومنظومة القيم والوحدة الوطنية، كما استعرض العديد من إنجازات الدولة المصرية وخاصة على أرض محافظة مطروح والتى تشهد طفرة غير مسبوقة من التطوير أبرزها وجود 3 جامعات جامعة مطروح والعلمين وفرع جامعة الأزهر، بالإضافة إلى شبكة الطرق والمواصلات والمدينة الصناعية جنوب فوكة وتطوير الموانى وغيرها.
وأوضح نفادى أهمية افتتاح الرئيس لمركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية فى شهر أبريل الماضى، والذى يجهز مصر لكي تأخذ مكانها كنقطة رئيسة لنقل البيانات بين الشرق والغرب، حيث تم إنفاق مليارات الدولارات في هذا المجال، رغم حالة الغلاء التي نعاني منها، بهدف المشاركة في المستقبل الذي يتقدم فيه العالم بشكل كبير، منوهًا بأنه يتم تجهيز مصر لانطلاقة حقيقية بمنتهى السرعة في هذا المجال.
وفى نهاية الندوة تمت الإجابة على أسئلة ومداخلات الطلاب والتى أظهرت وعى ومتابعة لما يجرى من أحداث على الساحة المحلية والعالمية.
وأدار اللقاء الإعلامي محمود القناشي أخصائي الإعلام بالمركز.
إعلام مطروح يطلق حملة "اتحقق قبل ما تصدق" لمواجهة الشائعات IMG-20241225-WA0008 IMG-20241225-WA0010 IMG-20241225-WA0009 IMG-20241225-WA0005 IMG-20241225-WA0015 IMG-20241225-WA0004 IMG-20241225-WA0007 IMG-20241225-WA0006 IMG-20241225-WA0012 IMG-20241225-WA0011 IMG-20241225-WA0014 IMG-20241225-WA0013