"الغذاء والدواء" تصدر دليل متطلبات جودة لأجهزة الأشعة والتصوير الطبي
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أصدرت الهيئة العامة للغذاء والدواء، الدليل الإرشادي لمتطلبات برامج ضمان الجودة لأجهزة الأشعة والتصوير الطبي بما فيها جهاز الماموغرام.
وأوضحت الهيئة، أن برنامج ضمان الجودة يهدف إلى إنتاج صور عالية الجودة مع تقليل الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها المرضى والعاملون إلى الحد الأدنى، وتتضمن الاجراءات الأساسية للبرنامج اختبار توكيد الجودة الذي يهدف إلى ضمان سلامة وفاعلية الجهاز من خلال توفير تصوير تشخيصي عالي الجودة، والحفاظ على الجرعة الإشعاعية عند الحد الأدنى، مشيرة إلى أن اختبارات توكيد الجودة لجهاز الماموغرام تساعد على ضمان عمل أجهزة التصوير الإشعاعي للثدي بشكل صحيح، فضلاً عن ضمان جودة الصور، مما يسهم في تقديم خدمات تشخيص دقيقة مع حدود جرعة مقبولة للمرضى.
جهاز الماموغرام
أخبار متعلقة الغذاء والدواء: 7 منافذ لدخول الأمصال واللقاحات والأدويةالمملكة تستعرض تجربتها الرائدة في استراتيجية الغذاء الصحيالسجن وغرامة 20 ألف ريال لمندوب يغش مستحضرات بيطرية في الدماماشتراطات الأجهزةواشترطت الهيئة، أن تكون جميع أجهزة الماموغرام وملحقاتها، مصممة خصيصًا للتصوير الإشعاعي للثدي، وحاصلة على شهادة الإذن بالتسويق، وأن تلتزم مرافق الرعاية الصحية بالمرجع الوطني لتحديد مستويات جرعات الأشعة التشخيصية الطبية.
وأكدت الهيئة، وجوب اتخاذ عدد من التدابير اللازمة لضمان السلامة والحماية الإشعاعية في مرافق التصوير بالماموغرام، ومنها تدريع الغرف التي تحتوي على الجهاز واختبار التدريع مرة واحدة كل عامين على الأقل، مع إجراء اختبارات المسح الإشعاعي بعد إجراء أي تعديلات على أجهزة الماموغرام أو على الغرف التي قد تؤثر على كفاءة التدريع، وأن يتم إ جراء اختبارات المسح الإشعاعي بواسطة مختصين مؤهلين ومدربين داخل مرافق الرعاية الصحية أو عبر إحدى الجهات المرخصة لتقديم هذه الخدمة.
زاضافت: "كما يجب التوقف عن استخدام أي جهاز فشل في اجتياز اختبار المسح الإشعاعي وإبلاغ المركز الوطني لبلاغات الأجهزة والمستلزمات الطبية، إضافة إلى التأكد من عدم تعرض الأشخاص الموجودين في محيط مرافق التصوير لمستويات إشعاع تتجاوز الحدود التنظيمية المسموح بها، حيث لا تزيد عن 20 ملي سيفرت سنويًا للعاملين في مجال الإشعاع، وأقل من 1 ملي سيفرت سنويًا للعامة".
جهاز الماموغرام
توكيد الجودة الإلزاميةوحددت الهيئة، الحد الأدنى من اختبارات توكيد الجودة الإلزامية لجهاز الماموغرام، وهي اختبار جودة الصور، اختبار التحكم التلقائي للتعرض الاشعاعي، اختبار التجانس للألواح الضاغطة، اختبار مراقبة جودة عرض الصور، اختبار تشوهات الصورة، اختبار الضوضاء الظلامية، اختبار حجم البقعة البؤرية، اختبار محدد الأشعة، اختبارات جرعة الأشعة التي تتضمن (قياس متوسط الجرعة الغدية، اختبار تكرارية التعرض الإشعاعي، واختبار جودة الإشعاع).
"المعايير التغذوية".. ننشر اشتراطات #الغذاء_والدواء للأغذية في المنشآت#اليوم @Saudi_FDAhttps://t.co/mi2qAwk2ek— صحيفة اليوم (@alyaum) September 5, 2023
وأشارت الهيئة، إلى أهمية احتفاظ مقدمي الرعاية الصحية بسجلات أوراق الاعتماد لجميع العاملين من أطباء أشعة، وفنيي تصوير طبي بالماموغرام، وفيزيائيين طبيين بالمنشأة، مع أرشفة سجلات العاملين الذين غادروا مرافق الرعاية الصحية، وإتاحتها لمفتشي الهيئة لتقييمها.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني السعودي 93 الدمام الغذاء والدواء الرعایة الصحیة
إقرأ أيضاً:
التأطير العقدي للعمل.. ضمان التوافق بين الفكر والسلوك في الإسلام
العقيدة الإسلامية هي حقيقة ثابتة وشاملة تُحدد علاقة الإنسان بربه، وبنفسه، وبالآخرين، وبالكون من حوله. فعاليتها تكمن في تحويل الإيمان إلى قوة دافعة للإصلاح والتنمية، مما يجعلها الأساس المتين لبناء الفرد والمجتمع.
الكاتب والمفكر التونسي الدكتور عبد المجيد النجار وهو أحد المفكرين والباحثين في مجال الفقه والفكر الإسلامي المعاصر، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يواصل في هذه السلسلة من المقالات التي تنشرها "عربي21" بالتزامن مع نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك"، البحث في مدلول العقيدة الإسلامية ومفرداتها.
ب ـ التأطير العقدي للعمل
إذا كان الفكر هو أصل العمل فإن التأطير العقدي للفكر لا يُغني عن التأطير العقدي للعمل أيضا، ذلك أن العمل إذا لم يكن موجّهاً توجيها عقديا مباشراً فإنه قد يطرأ عليه انقطاع عن مفاهيم العقيدة حتى وإن كان الفكر الذي هو امتداد له مبنيا ً بناءً عقدياً، فما أيسر ما ينحرف السلوك العملي عن الصورة الذهنية الحاصلة بالفكر حتى وإن كانت صورة مؤطرة تأطيرا عقدياً. ولعلّ هذا هو أحد معاني الحديث النبوي الذي فيه تعوّذ من علم لا ينفع ، فهو تعوّذ من صورة ذهنية قد تكون صحيحة في ذاتها مبنية على مقتضيات عقدية، ولكن العمل التطبيقي عند حاملها لا يجري على حسبها، بل يجري منحرفا عنها، مقطوع الصلة بموجّهها العقدي فلا يكون له نفع.
دوران العمل على مقاصد الشريعة كرابط بينه وبين العقيدة يقتضي أن تُلحظ في الأعمال كلها مآلاتها من المصلحة أو المفسدة، فتبنى بحسب تلك المآلات، وتتعدّل وتتكيّف بحسبها أيضا..وربّما كان الخلل الأفدح الذي يصيب المسلمين منذ زمن هو انقطاع الأعمال عن موجهاتها العقدية، أكثر مما هو انقطاع أفكارهم عنها. ولو تأمّلت التقريرات الفكرية المحدّدة لنظام السياسة الشرعية على سبيل المثال لألفيتها جارية منذ بداية نشوئها قواعد علمية على أصل العقيدة: عدالة وشورى وتحكيما للشريعة، وتكافلا اجتماعيا، وهي تقريرات يقرّها الجميع حاكماً ومحكوماً، وتجري بها أفكارهم في إذعان، كما تنطق بها ألسنتهم وأقلامهم في تحمّل واعتراف، ولكن العمل الذي جرى عليه واقع الحكم بعد الخلافة الراشدة انقطع في الغالب عن الأصول العقدية، فخالف الصورة الفكرية المبنية على تلك الأحوال، فإذا هو الظلم والاستبداد على نحو ما هو معلوم. وتقاس على ذلك أوضاع كثيرة في حياة المسلمين.
ولا ينصلح هذا الخلل إلا بتعدية التوجيه العقدي إلى العمل أيضا بعد تعديته إلى الفكر. وإنما تكون هذه التعدية بحضور المعاني العقدية حضورا دائما في ضمير المسلم حال مباشرته العمل، سواء كان عملا تعبّديا بالمعنى الخاص، أو عملا تعميريا عاماً، وأن يجعل من ذلك الحضور مادّة في إنجاز حركاته العملية الجزئية، وفي ترتيب تلك الحركات أعمالاً متكاملة، فإذا المصلّي بذلك يصوغ حركات صلاته وهيئته العامّة فيها من استحضار ربّه خضوعا ومذلّة وخوفاً ورجاء، وإذا بالمزارع يصدر في فلحه وبذره عن استحضاره لعقيدة الخلافة في الأرض والتعمير فيها كمهمّة خلقه الله من أجلها.
ولو ارتفعنا بهذا الأمر في التأطير العقدي للعمل من حالة العمل الفردي إلى حال العمل الجماعي الذي تقوم به الأمّة بإشراف وترتيب من نوابها في مستوياتهم المختلفة لتحقيق المصالح العامّة، لو ارتفعنا بذلك ما وجدنا الأمر مختلفا، فالأعمال العامّة التي تقوم بها الأمّة هي أيضا ينبغي أن تصدر عن مبادئ العقيدة، وأن تتوجّه بوجهتها، بعد أن يكون الفكر الذي سبق تلك الأعمال قد صدر عن تلك المبادئ وتوجّه بوجهتها، وبعد أن يكون الفكر الذي سبق تلك الأعمال قد صدر عن تلك المبادئ وتوجّه بوجهتها.
من عناصر الرشاد في الاعتقاد إذن أن تصبح العقيدة التي يتحملها المسلمون خلفية مرجعية وحيدة وشاملة، منها يصدرون بدءاً ومعاداً في التفكير كله لتحصيل صور الرؤى والأفكار والحقائق، وفي التطبيق العلمي السلوكي لتلك الصور والرؤى، واعتقاد لا يكون له هذا الدور التوجيهي الشامل الملزم هو اعتقاد مختل لا يأتي بثمار ولا يحرّك إلى خير وإن كان في ذاته جاريا على وجه الحقّ في مدلوله وفي مفرداته على الصورة التي بيناها سابقا.وربما عبّر عن هذا المعنى من التأطير العقدي للعمل بتعبير جريان الأعمال على مقتضى مقاصد الشريعة، ذلك أن المقاصد وإن تفرعّت فروعا إلا أنها تعود في مجملها إلى المقصد الأعلى وهو تحقيق خير الإنسان وصلاحه بالتزام أوامر الله ونواهيه، وهو حقيقة عقدية كلية، فيكون جريان الأعمال على تحقيق مقاصد الشريعة تعبيرا عن الصلة بين العمل وبين العقيدة، ولذلك فإننا نعتبر علم مقاصد الشريعة علما واصلا بين علم العقيدة من جهة، وبين علم الفقه الذي يضبط الأعمال من جهة أخرى. ومن مظاهر الخلل المتمثل في ضعف الصلة بين العقيدة والعمل في واقع الأمة الإسلامية ما يلقاه هذا العلم الجليل من زهادة فيه، وتهميش له ضمن الثقافة العامة للمسلمين، وذلك ما يدعو في نفس الوقت إلى إحيائه والاهتمام به في نطاق الترشيد العقدي الذي نحن بصدد البحث فيه كعامل من عوامل الدفع إلى التحضّر.
ودوران العمل على مقاصد الشريعة كرابط بينه وبين العقيدة يقتضي أن تُلحظ في الأعمال كلها مآلاتها من المصلحة أو المفسدة، فتبنى بحسب تلك المآلات، وتتعدّل وتتكيّف بحسبها أيضا، ذلك أن العمل له صلة بالواقع الإنساني والبيئي الذي لا يضبطه منطق مطّرد صارم كصرامة المنطق الذي يحكم الأفكار، ولذلك فإن الأعمال ربما أجريت على صورة قُدّر أنها تحقّق مقصد الشريعة فتكون موصولة إذن بمقتضيات العقيدة، ولكن يتبيّن خلال الإنجاز أو بعده لملابسات واقعية لم يضبطها التقدير أنها آلت إلى مآل لم يتحقق فيه المقصد، فانقطعت صلتها إذن بالمعتقد، وحينئذ فإنها ينبغي أن تعدّل على ما فيه تحقيق مقصدها لترتبط من جديد بموجّهها العقدي، وذلك على نحو ما يكون في بناء مصنّع يُقدّر أنّه يوفر الخير للناس ويحقّق التعمير في الأرض، ولكن يتبين في أثناء العمل فيه أنه يسبّب من التلوّث البيئي ما فيه فساد كبير، فيعدّل إذن بحسب ما فيه حفظ للبيئة الكونية وخير للإنسان.
وهكذا يكون المقصد وهو معنى عقدي كما ذكرنا المؤثر الدائم الذي تتجه باتّجاهه الأعمال، وتتكيف بحسبه كل مناشط المسلم، وهذا ضرب من الترشيد بالغ الدقة، ولكن لا مناص من أن يأخذ اليوم طريقه كعنصر في الإصلاح يدفع إلى النهضة، وإلا بقيت أعمال المسلمين تسير على غير هدى من العقيدة فلا يكون لها أثر إيجابي في النهضة المنشودة.
إن من عناصر الرشاد في الاعتقاد إذن أن تصبح العقيدة التي يتحملها المسلمون خلفية مرجعية وحيدة وشاملة، منها يصدرون بدءاً ومعاداً في التفكير كله لتحصيل صور الرؤى والأفكار والحقائق، وفي التطبيق العلمي السلوكي لتلك الصور والرؤى، واعتقاد لا يكون له هذا الدور التوجيهي الشامل الملزم هو اعتقاد مختل لا يأتي بثمار ولا يحرّك إلى خير وإن كان في ذاته جاريا على وجه الحقّ في مدلوله وفي مفرداته على الصورة التي بيناها سابقا.